عندما تنظر إلى طفلٍ وتجد أن ساقيه منحنيَتان، وركبتيه تبقيان متباعدتين عندما يقارب قدميه معاً، يمكن أن يكون مصاباً بتقوّس الساقين، وقد يكون ذلك علامةً تدل على وجود مرض كالكساح. هذه الحالة شائعة إلى حد ما عند الرضع بسبب الوضعية التي يتخذونها في الرحم، لذلك عليك أن تكون متيقظاً، وتعرف الإجابة عن سؤال: كيف أعرف أن طفلي عنده تقوس في الساقين؟ لتأخذه إلى الطبيب ليتخذ الإجراءات المناسبة - خاصةً إن تجاوز طفلك عامه الثاني.
كيف أعرف أن طفلي عنده تقوس في الساقين؟
تقوّس الساقين عند الأطفال من الحالات التي يسهل التعرف عليها. ببساطة، عندما يقف طفلك ويُلامس كاحلَي قدميه، دون ملامسة الركبتين، غالباً ما سيكون مصاباً بتقوّس الساقين، وقد تكون مشيته متعثرةً وأصابع قدميه إلى الداخل أثناء المشي.
تنتشر هذه الحالة عند الأطفال الرضع، بسبب وضعية الجنين التي يتخذونها في الرحم الضيق؛ لكن تبدأ معظم حالات تقوس الساق في التحسن عندما يكون عمر الطفل بين 12 إلى 18 شهراً. أما إذا ساءت حالة الطفل، أو استمرت الحالة لما بعد سن الثانية، فعليك مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، فهو يعرف كيف يقدّر خطورة الحالة، أو ما إذا كانت ناجمةً عن مرض كامن.
في عيادة الطبيب، سيأخذ الطبيب قياسات ساقَي طفلك، ويراقب مشيته. قد يطلب إجراء صورة بالأشعة السينية أو غيرها من الصور، ليكشف عن وجود أية تشوهات في عظام الساق أو الركبة. وربما يطلب أيضاً إجراء تحاليل دموية لتحديد ما إذا كان التقوّس ناتج عن حالة أخرى مثل الكساح.
اقرأ أيضا:
أسباب تقوس الساقين
تختلف الحالات التي تسبب تقوّس الساقين عند الأطفال، من هذه الأسباب:
مرض بلاونت
في مرض بلاونت، ويُطلق عليه أيضاً اسم (الظنبوب الأفجح)، تتطور قصبة ساق الطفل بشكل غير طبيعي، وتنحني أسفل الركبتين. يزداد هذا الانحناء سوءاً عندما يبدأ الطفل في المشي، ويمكن ملاحظته في حينها؛ لكن في بعض الحالات قد لا تُلاحظ الأعراض حتى يبلغ الطفل سن المراهقة. مع مرور الوقت؛ قد يؤدي تقوس الساقين إلى مشاكل في مفاصل الركبتين. يشيع مرض بلاونت عند الإناث أكثر من الذكور، وعند الأطفال المصابين بالسمنة.
الكساح
يؤدي نقص فيتامين د في غذاء الطفل لفترة طويلة، إلى نقص في مستويات الكالسيوم والفوسفور اللازمة لصحة العظام؛ ما يؤدي بدوره إلى إصابة الطفل بالكساح. في هذه الحالة تلين العظام وتضعف؛ ما يسبب انحناء وتقوّس الساقين.
مرض باغيت
يستبدل الجسم الخلايا والأنسجة العظمية القديمة بأُخرى جديدة طبيعيّاً؛ لكن يمكن ألّا يُعيد الجسم بناء عظام قوية، ويبني عظاماً هشةً ومشوهة. مع التقدم في العمر؛ يؤدي هذا الضعف في العظام المُكوَنة حديثاً إلى تقوس الساقين ومشاكل أخرى في المفاصل. يعد هذا المرض أكثر شيوعاً بين كبار السن، ويندر عند الأطفال.
القزامة
إحدى أسباب القزامة حالة تُسمى الوَدانة، تحدث بسبب طفرة جينية. مع نمو الطفل، تُسبب هذه الحالة اضطراباً في نمو العظام؛ ما يؤدي بالتالي إلى تقوّس الساقين.
أسباب أخرى
يمكن أن يحدث تقوس الساقين أيضاً لإحدى الأسباب التالية:
- كسر في العظم لم يلتئم بشكل صحيح.
- خلل في تشكل أنسجة العظام.
- التسمم بالرصاص.
- التسمم بالفلورايد.
اقرأ أيضاً: تحسين صحة عظام طفلك تبدأ منذ فترة الحمل
علاج تقوّس الساقين عند الأطفال
لا يُنصح بالعلاج عادةً للرضع والأطفال تحت عمر السنتين ما لم يتم تشخيص حالة سببت هذا التقوّس، وعادةً ما تُصحح الحالة من تلقاء نفسها مع نمو الطفل. لكن يجب علاج الحالات الشديدة والتي تزداد سوءاً، أو عند تشخيص إصابة الطفل بحالة من الحالات سابقة الذكر. قد يلجأ الطبيب لعلاج تقوّس الساقين عند الطفل إلى إحدى الخيارات التالية حسب العمر والحالة:
- قد ينصح الطبيب بارتداء الطفل أحذية طبية خاصة.
- قد تتطلب حالة الطفل وضع الدواعم.
- البعض يتطلب إجراء جراحة لتصحيح تشوهات العظام.
- علاج الحالة التي سببت تقوس الساقين.
- تناول الطفل لأطعمة حاوية على فيتامين د أو مكملاته.
الوقاية من تقوّس الساقين
لا توجد طريقة محددة تقي طفلك من تقوّس الساقين؛ لكن يمكن منع بعض الحالات التي تسبب ذلك.
الحصول على كمية كافية من فيتامين د
يمكنك تجنيب طفلك الإصابة بالكساح عندما تتأكد من حصوله على ما يكفيه من فيتامين د، إما من خلال احتواء نظامه الغذائي على ما يكفي من الفيتامين، أو من خلال تعرّضه لأشعة الشمس لمدة نصف ساعة في اليوم صباحاً.
لا تهمل طفلك
إذا لاحظت تقوّساً في ساقي طفلك الرضيع، واستمرت هذه الحالة لما بعد سن الثانية، فلا تتغاضى عنها، وخُذ طفلك إلى الطبيب، فالكشف المبكر والتشخيص الصحيح للسبب الذي أدى إلى التقوّس يمكن أن يساعد الطفل على الشفاء بسرعة، باتخاذ الإجراءات المناسبة.
علاج التهاب المفاصل
يُعتبر التهاب المفاصل هو المؤثر الأساسي طويل المدى لتقوس الساق، ويمكن أن يؤدي إلى إعاقة. عندما يكون الالتهاب شديداً، يمكن أن يؤثر على الركبتين والقدمين والكاحلين ومفاصل الورك بسبب الضغوط غير الطبيعية المطبقة عليها.