كيف تساعد طفلك على الحد من وقت الشاشة؟

3 دقائق
وقت الشاشة
تُعد مراقبة ما يشاهده الأطفال أو يلعبون به أمراً بالغ الأهمية لضمان تعرضهم لمحتوى مناسب لأعمارهم. حقوق الصورة: غيتي إيميدجيز.

مع ظروف الإغلاق التي رافقت جائحة كوفيد-19، لن يكون من المفاجئ أن يقضي الأطفال وقتاً أطول في مشاهدة الشاشات. في الواقع، لقد واجه الآباء ومقدمو الرعاية في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك جنوب إفريقيا التي أجرى الكاتب فيها بحثاً تناول سلوكيات الأطفال، صعوباتٍ في إدارة الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة في العامين الماضيين. في معظم الأسر، كان من الصعب بدرجاتٍ متفاوتة التوفيق بين التزامات العمل من المنزل والتعلم عبر الإنترنت والتغلب على التحديات الاقتصادية والتعامل مع المرض والحزن. يمكن أن يوفر وقت الشاشة راحةً مرحباً بها عندما تصبح إدارة الظروف معقدةً كما هو الحال في الجائحة.

أظهرت الدراسات العالمية أن الأطفال الصغار (بعمر 3-5 سنوات)، وكذلك الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، يقضون وقتاً أطول أمام الشاشة أكثر من أي وقت مضى. في جنوب أفريقيا، من بين بلدان أخرى، أثيرت المخاوف بشأن تأثير وقت الشاشة على التنمية الاجتماعية والصحة العقلية، واعتُبر "مصدر قلق" بالنسبة للأطفال الصغار ويمكن أن يؤدي إلى ترسيخ عادات غير صحية يصعب تغييرها مع مرور الوقت أكثر.

قد يبدو من الصعب حقّاً الالتزام بالإرشادات الصحية حول وقت الشاشة حاليا، ويبدو أنه من غير المرجح العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة. توصي الإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وكذلك الإرشادات في جنوب إفريقيا، بعدم تعرض الأطفال تحت سن الثانية للشاشات، والسماح بالتعرض للشاشات لمدة ساعة واحدة في اليوم أو أقل بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام، وأقل من ساعتين للأطفال فوق سن الخمس سنوات، متضمناً وقت الجلوس ووقت الشاشة الترفيهي.

وقت الشاشة
جنوب أفريقيا - الإرشادات الصحية بالنسبة لوقت الأطفال اليومي حسب الفئات العمرية

ومع اقتراب موسم العطلات والأعياد، قد يشعر العديد من الآباء ومقدمي الرعاية بالقلق بشأن إدارة وقت الشاشة في المنزل ضمن نطاقٍ صحي. ما الذي يمكنك فعله لوضع الأشياء في الاتجاه الصحيح مع الحفاظ على صحة الأطفال؟ بناءً على بحثي وخبرتي، إليك بعض النصائح والأشياء المفيدة التي يجب وضعها في الاعتبار:

اقرأ أيضاً: هذه النصائح تخبرك كيف تفيد طفلك من الجلوس أمام الشاشات

راقب المحتوى الذي يشاهده الطفل

المحتوى مهم جداَ. من الأهمية بمكان مراقبة ما يشاهده الأطفال أو يلعبونه على الشاشات لضمان تعرضهم لمحتوى مناسب لأعمارهم ومفيد لنموهم بشكل عام. على سبيل المثال، هل يعزز المحتوى المهارات التي يحتاجون إليها في المدرسة، مثل الألوان والأشكال والأرقام بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، أو يعزز المهارات الاجتماعية التي تساعدهم على التفاعل بشكل إيجابي مع أقرانهم بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والمراهقين؟

شارك الطفل وقت الشاشة

مشاركة وقت الشاشة مع أطفالك عندما يكون ذلك ممكناً. من وجهة نظر تنموية، تفوق فوائد المشاركة الشخصية فوائد وقت الشاشة، خاصة بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، حيث تعتبر التفاعلات بين مقدم الرعاية والطفل ضرورية لنموه المعرفي والاجتماعي والعاطفي. الأمر لا يتطلب موارد مكلفة، فالحديث والغناء يوفران فرصةً ممتازة لتحفيز التنمية وتطوير علاقات تربوية ثرية. بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والمراهقين، حاول التوفيق بين وقت الشاشة وقضاء الوقت معاً لتحقيق توازنٍ أكثر صحة.

ضع قواعد لوقت الشاشة

لا بأس في وضع القواعد. على الرغم من معارضة البعض لفرض قواعد على سلوك الأطفال، يزدهر الأطفال عندما تكون هناك قواعد وحدود صحية، حتى دون أن يشعروا بوجودها. يمكن للقواعد البسيطة المتعلقة بوقت الشاشة أن تساعد كثيراً في تحقيق مستوياتٍ صحية لوقت الشاشة، ولها أيضاَ تأثير إيجابي على العلاقات الأسرية. من الأمثلة على هذه القواعد البسيطة، عدم وجود أجهزة في أوقات الوجبات، أو قضاء يوم في الأسبوع دون قضاء وقتٍ أمام الشاشات أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو الحد من وقت الشاشة للعائلة في أيام معينة.

تؤثر هذه التدابير على الطريقة التي يتصرف بها الآباء ومقدمو الرعاية بالنسبة لوقت الشاشة الخاص بهم، ولكن من المهم أن يكونوا قدوة للأطفال. قد تبدو الحدود والقواعد قاسيةً في البداية، ولكن لماذا لا تبدأ بفترة تجريبية وترى كيف ستسير الأمور؟ ناقش مع الأطفال بعض الأفكار والأنشطة التي يرغبون في القيام بها مع أصدقائهم وأفراد أسرهم، والتي ستضمن ابتعادهم عن الشاشات.

منع استخدام الشاشات قبل موعد النوم

التوقف عن استخدام الشاشات قبل موعد النوم. لقد وثقت العديد من الدراسات والأبحاث التأثير السلبي لوقت الشاشة على النوم، لذلك قد يكون الإجراء الأكثر أهمية هو الحد من وقت الشاشة مع اقتراب موعد النوم. لا يساعد مستوى التحفيز العالي الذي يحدثه وقت الشاشة الأطفال على النوم بشكلٍ جيد مطلقاً، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يخبر عقولهم أن الوقت غير مناسب للنوم. بشكلٍ عام. لذلك يمكن أن يكون لوقت الشاشة تأثير سلبي على جودة النوم وطول مدته، وبالتالي تقليل الفوائد العديدة التي يوفرها النوم الصحي للأطفال.

اقرأ أيضاً: لماذا من المهم أن ينام الأطفال مبكراً؟

بلا شك، قد يكون اتخاذ القرارات الصحية أمراً صعباً في ظل ظروف جائحة كوفيد-19. لكن كل تغييرٍ، مهما بدا صغيراً، لتعزيز المستويات الصحية لوقت الشاشة هو خطوة في الاتجاه الصحيح لصحة الطفل ورفاهه ونموه. بالنسبة للتغييرات الإيجابية، كلما بدأت أبكر، كان ذلك أفضل، وتذكر دائماً أنه أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.

المحتوى محمي