بعد فطام الطفل، أو ابتعاده عن أمه لسبب أو لآخر، قد ترغب الأم في إعادة طفلها للرضاعة الطبيعية حتى لو لم يعد لديها إنتاج من الحليب. يمكن ذلك بالتأكيد حتى لو توقفت الرضاعة الطبيعية لأسابيع أو حتى شهور.
لماذا تريدين إرجاع طفلك للرضاعة الطبيعية؟
العودة للرضاعة الطبيعية ليست بالأمر السهل، وقبل البدء يجب أن يكون لديك سبب قوي ليكون دافعاً لك للاستمرار في المحاولة. ومن هذه الأسباب التي تدعو الأم للعودة للرضاعة الطبيعية بعد إيقافها:
- انفصال الأم عن الطفل فترة لسبب ما.
- إصابة الطفل بالمرض ما جعله يرفض الرضاعة.
- فطام الطفل قبل الوقت المناسب.
- تبني طفل والرغبة في إرضاعه.
- عدم تقبل الطفل الحليب الصناعي.
- عدم توفر الحليب الصناعي.
- زيادة مناعة الطفل عند تفشي أمراض تتطلب أن تكون مناعته عالية، كما حدث أثناء تفشي كوفيد-19.
اقرأ أيضاً: ما الذي ينبغي معرفته عن الرضاعة الطبيعية
العوامل التي تزيد من سرعة العودة للرضاعة الطبيعية
تساعد عدة عوامل في إعادة الطفل للرضاعة الطبيعية، ومنها:
- عمر الطفل، فكلما كان أصغر كان الأمر أسرع، خاصة إذا كان الطفل بعمر 3 - 4 أشهر.
- كمية الحليب الثابتة وغزارته قبل الفطام.
- تكرار محاولة الرضاعة واستخدام مضخة الحليب.
- اهتمام الطفل بالرضاعة الطبيعية يجعل الأمور أسهل.
اقرأ أيضاً: لماذا يرفض الأطفال الرضاعة الطبيعية؟ وكيف تتعاملين مع هذه الحالة؟
كم تستغرق عملية إرجاع الطفل للرضاعة الطبيعية؟
تختلف المدة تبعاً للعوامل السابقة وتبعاً لطبيعة جسم الأم، إذ يستغرق الأمر أسبوعين تقريباً لدى البعض، وقد تتطلب شهراً لدى بعضهن الآخر، وقد لا تتمكن أخريات من العودة للرضاعة الطبيعية أبداً.
يعتقد بعض الخبراء أن مقدار الوقت المستغرق للعودة إلى الرضاعة الطبيعية يساوي تقريباً المدة التي مرت منذ فطام الطفل.
اقرأ أيضاً: ما هي أفضل طرق إدرار الحليب؟ وما هو الغذاء المناسب للمرضع والطفل؟
كيفية إدرار الحليب للعودة إلى الرضاعة الطبيعية
لا يمكن دائماً إعادة إدرار الحليب بسهولة، لذلك يجب أن تدركي أن العملية قد تكون بطيئة وتتطلب منك جهداً، لكنها ممكنة عبر اتباع ما يلي:
تحفيز الثديين لإنتاج الحليب
كلما زاد تحفيز الثديين زاد إنتاج الحليب، ويكون ذلك عبر محاولة إرضاع الطفل لـ8 مرات يومياً على الأقل، أو باستخدام المضخة كلما استطعتِ. تؤدي هذه العملية إلى إفراز المزيد من هرمون البرولاكتين المسؤول عن صنع الحليب.
تناول المكملات العشبية
تساعد بعض الأعشاب على زيادة معدل إدرار الحليب، وبالتالي تساهم في تسريع إعادة طفلك للرضاعة الطبيعية. ومن أشهر هذه الأعشاب الحلبة والشوفان.
الأدوية
تزيد بعض الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية من إنتاج حليب الثدي، لذلك يمكنك زيارة الطبيب لتحصلي عليها، ومنها دواء يسمى "دومبيريدون" يحفّز على إنتاج هرمون البرولاكتين.
مساعدة الطفل على العودة إلى الرضاعة الطبيعية
بعد أن يعتاد الطفل على شرب الحليب من الزجاجة، قد يجد صعوبة في الرضاعة الطبيعية، وما عليك سوى مساعدته على تعلم الأمر. عموماً، لدى الأطفال نزعة فطرية للرضاعة الطبيعية لذلك سيتعلمونها بسرعة كبيرة.
اقضي وقتاً أطول مع طفلك، ودعي بشرته تلامس بشرتك، لأن ذلك يعزز إنتاج الحليب وتقبل الطفل للرضاعة. حاولي أيضاً تجربة وضعيات مختلفة لتجدي أكثرها راحة لطفلك، وإذا بدأ الثدي بالفعل بإنتاج الحليب، يمكنك الضغط عليه برفق أثناء محاولة الطفل الرضاعة، فالحصول على القليل من الحليب يحفّز الطفل على المحاولة والاستمرار بالرضاعة.
كثّفي محاولاتك قبل موعد نوم الطفل أو بعد القيلولة وفي منتصف الليل، أو بعد الاستحمام، وكلما رغب بذلك.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد طفلك على النوم بشكل متواصل في الليل؟
مراقبة خروج الطفل
هل بدأ طفلك بالحصول على القليل من الحليب؟ حان الوقت الآن لمراقبة كمية الحليب التي يحصل عليها للتأكد من أنها كافية له، ويكون ذلك بمراقبة عدد المرات التي يبلل فيها الطفل حفاضه، وشكل خروجه، فالطفل الذي يحصل على كمية كافية من الحليب طبيعياً يكون خروجه أصفر وليّناً، على عكس الطفل الذي يعتمد على الحليب الصناعي ويكون خروجه بنياً وصلباً.
نصائح إضافية
كما سبق وذكرنا، قد تطول فترة محاولة إرجاع الطفل للرضاعة الطبيعية لأسابيع، لذلك راقبي تقدم طفلك نحو تقبل الرضاعة الطبيعية والابتعاد عن الحليب الصناعي كل أسبوع، وقارنيه بالأسبوع الذي سبقه حتى تقدّري التقدم.
من الممكن أيضاً أن:
- تقللي من استخدام الزجاجات واللهايات، وأعطي طفلك ثديك بدلاً عنها.
- تستخدمي زجاجات بطيئة التدفق حتى يتمكن طفلك من التعود على التدفق البطيء للثدي أثناء الرضاعة.
- تستمري في إعطاء طفلك الحليب الصناعي ريثما يحصل على حاجته من الرضاعة الطبيعية.
- في البداية جربي إرضاع الطفل بين الوجبات وليس عندما يكون جائعاً.
- تجربي حمل الطفل وإرضاعه أثناء المشي أو أثناء الاستحمام أو في الظلام.
إعادة إرضاع الطفل تتطلب الكثير من الدعم للاستمرار، ويمكنك الحصول عليه من الأب والعائلة والأصدقاء الذين يمكنهم المساعدة في إعداد وجبات الطعام أو المساعدة في الأعمال المنزلية أو الترفيه عن الأطفال الأكبر سناً لتتمكني من قضاء وقت أطول مع الرضيع.
اقرأ أيضاً: هل يحصل طفلك حديث الولادة على النوم والرضاعة الكافيين لتحقيق نموه الأمثل؟
أخيراً، سيكون من الجيد استشارة طبيب النساء للحصول على النصائح الكافية، وطبيب الصحة العامة أو طبيب الأطفال لمراقبة حصول الطفل على ما يكفيه من الغذاء وتقدم نموه.