لماذا يضع الرضيع كل شيء في فمه؟ وكيف تحميه من المخاطر في هذه المرحلة؟

هل يضع طفلك الرضيع كل شيء في فمه؟ لا تقلق، فهذا أمر طبيعي جداً، بل ويشير إلى أن طفلك يتطور بشكل جيد، ويزداد اهتمامه بالعالم من حوله، ويبدأ باستكشاف محيطه من خلال حواسه. وكلما استكشف أكثر، تعلّم أكثر.

لماذا يضع الأطفال كل شيء في أفواههم؟

بمجرد أن يصبح بإمكان الرضيع الإمساك بالأشياء، يضع كل ما تصل إليه أصابعه الصغيرة في فمه، لكن لماذا يقوم بهذا الأمر؟ توجد عدة أسباب تدفعه لذلك:

1- استكشاف عالمه

يستكشف الكبار الأشياء بأيديهم، وأطراف أصابعهم، لكن الرضيع لم يكتسب هذه المهارة بعد. في المقابل، تكون الأعصاب الحسية في شفاه الرضيع وفمه غزيرة، لذلك عندما يضع أي شيء بالقرب منها يشعر به، ويبدأ بإدراك ماهيته، إن كان قاسٍ أم طري، دافئ أو بارد.. إلخ.

بالإضافة إلى ذلك، تتطور لدى الرضيع في المرحلة الجنينية براعم التذوق التي تدرك الطعم الحلو، فهو بهذا العمر يحب أي شيء حلو المذاق، أكثر من الحامض أو المالح. وهذا سبب آخر ليضع طفلك الأشياء في فمه، فهو يبحث عن وجبة حلوة المذاق، ويحاول أن يستكشف ما إن كان الشيء الذي أمامه صالحاً للأكل.

2- التسنين

مرحلة التسنين من أكثر المراحل التي يعاني منها الإنسان في حياته صعوبة، فألم بروز الأسنان وتورّم اللثة يتسبب بشعور الرضيع بالانزعاج الدائم. ولتهدئة الألم يضع الرضيع أي شيء بالقرب منه في فمه، ليضغط به على موضع الألم.

3- تهدئة النفس

عندما يشعر بعض الرضّع بالجوع أو النعاس أو الانزعاج يحاولون تهدئة أنفسهم بوضع يدهم في أفواههم أو يمصون إبهامهم أو أي شيء آخر. تساعد هذه الطريقة الطفل على الشعور بالهدوء والاسترخاء.

4- بناء نظام المناعة

بينما يستكشف الرضيع العالم من حوله، ويضع أي شيئ في فمه، ينقل البكتيريا إلى جسمه أيضاً، لكن قد لا يكون هذا أمراً سيئاً بالضرورة، إذ أن ذلك يحفز جهازه المناعي على العمل والدفاع عن الجسم ضد هذه البكتيريا أو الفيروسات أو العوامل الممرضة الأخرى التي قد تدخل إليه، ويرفع مناعته.

كيف يمكن الحفاظ على الطفل آمناً في هذه المرحلة؟

بما أن وضع الرضيع للأشياء في فمه جزء مهم من نمو الطفل الطبيعي وبناء نظامه المناعي، لا يجب محاولة ثنيه عن هذا السلوك، بل ما يجب فعله هو تأمين المكان المحيط به، وهذه أبرز الأمور التي يجب إبعادها عنه:

1- مسببات الاختناق

أول ما يجب إبعاده عن متناول يد الطفل هو أي شيئ قد يتسبب في الاختناق مثل أجزاء الألعاب الصغيرة والأطعمة الصلبة التي ليس بإمكان الرضيع مضغها بعد مثل العنب والخضار النيئة الصلبة والفشار وحبات الذرة والمكسرات وحلوى المارشميلو، ويمكن أن يضع الطفل في فمه حتى الرمل والأوساخ ما يسبب له صعوبة في التنفس أو البلع.

2- مسببات التسمم الغذائي

قد يجد الرضيع أطعمة فاسدة ويضعها في فمه فتسبب له تسمماً غذائياً، لذلك يجب التخلص من بقايا الأطعمة التي قد توجد في محيط الطفل قبل أن يصل إليها، كما يجب العناية بنظافة المكان من أي حشرات ميتة أو أشياء متعفنة.

إذا كان لديك حيوان أليف في المنزل، من المهم إبعاد طعامه عن أيدي الرضيع، فهذه الأطعمة تحتوي على مستويات من المواد الكيميائية والمعادن أعلى من تلك التي تناسب البشر، وبالتالي تسبب تسمماً غذائياً. قد يحتوي طعام الحيوانات الأليفة أيضاً على بكتيريا يمكن أن تسبب التسمم الغذائي للرضع والبالغين.

3- المواد الكيميائية السامة

منازلنا مملوءة بالأشياء والمواد الكيميائية التي قد تكون غير مؤذية للكبار، أو أنهم يدركون أنها ليست قابلة للأكل، لكنها قد تكون سامة للرضع، أو قد تسبب لهم التهيج أو الحروق الكيميائية على بشراتهم أو في أفواههم. من هذه الأشياء نباتات الزينة المنزلية، والتربة والسماد، وفضلات الحيوانات الأليفة، والبطاريات والصابون ومواد التنظيف ومواد التجميل والكحول والأدوية والبنزين والسجائر.

4- المواد الحارقة

سيحاول الرضيع اكتشاف البخار الذي يخرج من فنجان شاي ساخن مثلاً، لذا أبعد المشروبات والأطعمة الساخنة عن متناول يده، وتجنب حمل أي شيء ساخن عندما تحمل طفلك.

5- الأشياء التي تؤدي إلى الاختناق

قد تمثل بعض الأدوات أو الديكورات الموجودة في المنزل عوامل مسببة لاختناق الطفل، سواء عن طريق وضعها بفمه أو إن علق بها، مثل الأكياس البلاستيكية والأربطة المطاطية والسلاسل والأوشحة والحبال وخيوط الستائر.

نصائح للحفاظ على سلامة الطفل

على الرغم من الأخطار التي قد يتعرض لها الطفل عندما يضع كل شئ في فمه، لا يمكن منعه عن ذلك أبداً، وهذه بعض النصائح التي ستبعد عنه الخطر:

تقديم أشياء يمكنه استكشافها بأمان.
توفير اللهايات وألعاب التسنين المناسبة.
محاولة تعليمه عن الأشياء التي توضع بالفم، وثنيه عن وضع الأشياء الأخرى.
التنظيف الجيد باستمرار للتأكد من عدم وجود شيء فاسد أو مؤذٍ.
تخصيص مساحة آمنة للطفل ليلعب بها ويستكشف.
تعلُّم إجراء الإسعافات الأولية للاختناق والإنعاش القلبي الرئوي للرضع والأطفال الصغار.
حفظ أرقام الطوارئ والإسعاف ومراكز السموم ورقم طبيب الأطفال الخاص بالطفل.

ختاماً، من المهم أن تترك طفلك يستكشف العالم من حوله، فهذه طبيعته، وما عليك سوى أن تكون حارساً له، واعلم أن طفلك سيمسك بأي شيء تطاله يده.