تعتبر الرؤية الصحية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للأطفال وذلك من أجل القراءة والكتابة وحتى اللعب على جهاز الكمبيوتر. إنها أكثر من مجرد رؤية واضحة للقريب والبعيد، إذ تساعد العينين أيضاً على التمييز بين الأحرف المتشابهة، كما تسمح لهم باستثمار الذاكرة البصرية لديهم ومساعدتهم في تذكر تفاصيل ما يقرؤوه حتى يسهل تذكره.
كيف تستدل على وجود مشكلة عينية عند الطفل؟
ينتبه الأهل إلى وجود مشكلة في بصر الأطفال عند تراجع أدائهم المدرسي نتيجة لصعوبات التعلم التي يواجهونها، إذ تجد هؤلاء الأطفال يتجنبون القراءة أو القيام بذلك بشكل تام ما يؤثر على درجاتهم في المدرسة. ومن الجدير بالذكر أن أعراض الأمراض العينية لا تكون دائماً واضحة فقد تتظاهر على شكل:
- فرك العينين بشكل متكرر.
- الحول أو الرمش المفرط.
- المعاناة من الصداع الناجم عن إجهاد العين.
- إمالة الرأس إلى جهة معينة عند النظر إلى شيء ما.
- تحسن الرؤية عند تغطية أحد العينين.
- تقريب الأشياء بشكل كبير من العين لرؤيتها بشكل أفضل، كتقريب الكتاب عند القراءة أو الاقتراب بشكل كبير أثناء العمل على جهاز الكمبيوتر.
وبالمقابل، تشير مجموعة من الأعراض العينية الواضحة إلى وجود مشكلة محتملة وهي:
- انتفاخ واحمرار العينين.
- تدلي الأجفان.
- عدم توافق عمل العينين مع بعضهما بعضاً.
- مفرزات قيحية أو عكرة.
- الرأرأة، وهي حركات سريعة لا إرادية للعين.
- دُماع.
- ظهور لون أبيض في منتصف بؤبؤ العين عند تسليط الضوء عليه، والطبيعي أن ينعكس لون أحمر عن أوعية الشبكية.
- ألم العين أو الحكة العينية والتي قد تشير في بعض الأحيان لأكثر من مجرد التهاب كالإصابة بأحد أسواء الانكسار (خطأ الانكسار).
الكشف المبكر هو المفتاح: أشيع أمراض العين عند الأطفال
أكثر أمراض العين شيوعاً عند الأطفال هي عدم وضوح الرؤية الناجم عن أسواء الانكسار، بالإضافة إلى الحول والغمش أو العين الكسولة. حيث وجد فحص العين المنتظم السنوي بدءاً من سن الثالثة لجميع الأطفال للكشف المبكر عن هذه الأمراض العينية الشائعة، والتي قد يصعب الكشف عنها بالاعتماد فقط على ملاحظة الأهل.
يذكر أنه كلما طالت مدة معاناة الأطفال من مشكلات الرؤية دون علاج كلما نَقص اعتماد الدماغ على العين وازداد عمله لكي يعوّض النقص، ما يؤدي إلى حدوث مشكلات مستقبلية قد تكون من الصعب معالجتها. سنذكر معاً أشيع الأمراض العينية عند الأطفال.
مد البصر
يستطيع الطفل المصاب بمد البصر رؤية الأشياء البعيدة بشكل أوضح من الأشياء القريبة، عادةً ما يكون الرضع والأطفال الصغار في حالة من مد البصر بشكل طبيعي والذي يتراجع مع نمو العين. إلا أن الحالات الأكثر شدة تتطلب علاجاً باستخدام النظارات الطبية المناسبة تجنباً لعرقلة النمو والتطور البصري الطبيعي.
تؤدي العوامل الوراثية دوراً رئيسيّاً في الإصابة، إذ يزداد احتمال الإصابة في حال كان أحد الأبوين مصاباً، وهذا الاحتمال بدوره يصبح أكبر عند إصابة كلا الوالدين.
قصر البصر
بشكل معاكس لمد البصر، يكون الطفل قادراً على رؤية الأشياء القريبة بشكل أوضح من الأشياء البعيدة. ومن أكثر العوامل تأثيراً على حدوث قصر البصر عند الأطفال هو التحديق عن قرب نظراً لأنه يتعب العضلات العينية، ما يتسبب بحدوث الغمش أو كسل العين في المراحل المتقدمة.
التهاب الملتحمة
يُعرف التهاب الملتحمة أيضاً باسم (العين الوردية)، حيث تظهر الأغشية المخاطية للعين باللون الوردي أو الأحمر نتيجة الالتهاب الناجم إما عن إنتان فيروسي أو جرثومي أو رد فعل تحسسي. يترافق التهاب الملتحمة الفيروسي بأعراض الإنفلونزا من الحمى وسيلان الأنف، ويتميز التهاب الملتحمة الجرثومي بوجود إفرازات قيحية غزيرة.
الساد أو تغيم العدسة عند الأطفال
من المهم الكشف عن تغيم عدسة العين مبكراً وعلاجها مباشرةً لتقليل خطر تأثيرها على بصر الطفل، والذي بدوره يشكل عقبة في نمو الطفل وتطوره. وعلى الرغم من ندرة الإصابة، فإنه من الأساسي نفي الإصابة بها عند جميع الأطفال. ولا داعي للقلق، فعلاجها بالعموم مترافق مع نتائج مرضية.
التراخوما عند الأطفال
وهي إنتان جرثومي بالمتدثرة الحثرية يصيب كلتا العينين، ويتميز بظهور جريبات على السطح الداخلي للجفن، وتتسبب هذه الجريبات بحدوث تهيج في العين والأجفان بالإضافة إلى حكة وإفرازات عينية.
علاج التراخوما بسيط ويكمن في استخدام الصادات الحيوية المناسبة، ولكن بالمقابل قد تسبب فقدان البصر في حال لم يتم تدبيرها بالشكل الصحيح.
اعتلال الشبكية عند الخدج
يُعرف أيضاً باسم (التنسج الليفي الشبكي)، يصيب الخدج أو المولودين قبل أوانهم على وجه الخصوص وعادةً ما يكون ثنائي الجانب، إذ لا تسمح الولادة المبكرة للشبكية والأوعية الدموية أن تتطور بالشكل الكامل، ما يؤدي إلى حدوث تندب في الشبكية والذي بدوره قد يتسبب بحدوث فقدان تام للرؤية.
العمى الليلي
وهو صعوبة تكيف العينين للعمل في الضوء الخافت، غالباً ما يكون السبب هو نقص فيتامين أ، ما يؤثر على الرؤية الليلية في الوقت الذي تبقى فيه الرؤية طبيعية عند وجود ظروف إضاءة جيدة.
العمى الناجم عن نقص فيتامين أ
يعد نقص فيتامين أ السبب الرئيسي لحدوث عمى الأطفال الذي يمكن الوقاية منه وتجنبه، حيث يصاب ما يقارب 2.5-5% من أطفال دول العالم الثالث الذين يعانون من سوء التغذية بالعمى كل عام بسبب نقص فيتامين أ. يساعد النظام الغذائي المتوازن والغني بفيتامين أ في التغلب على هذه المشكلة.
الغمش
يُعرف أيضاً باسم "العين الكسولة"، وهو حالة تضعف فيها الرؤية في إحدى العينين نتيجة إصابتها بالحول، إذ يرسل الدماغ إشارات لتوقف تلقي الإشارات الحسية البصرية من العين المصابة بالحول. يمكن عكس الحالة عند الكشف المبكر، ويتضمن العلاج تغطية العين السليمة حتّى تُجبَر العين المصابة بالحول على العمل فلا تُصاب بالكسل عندئذ، وتتراجع إيجابية النتائج كلما تأخر التشخيص إذ قد يكون بصر الطفل هو الثمن.
انسداد القناة الدمعية
يتظاهر على شكل دُماع مستمر غالباً ما تتم ملاحظته بعد الولادة بفترة وجيزة، ولكن يمكن أن يحدث لاحقاً في الأعمار الأكبر نتيجة انسداد قناة الدمع بحصاة أو التصاقات. غالباً ما يُعالج الشكل الولادي منه من تلقاء نفسه، وقد تحتاج بعض الحالات إلى سبر المجرى الدمعي.
الزرق
أو ما يُسمى بالـ (الغلوكوما)، وهو ارتفاع ضغط العين إلى قيمة تتجاوز 22 ملم زئبقي، ما يؤثر على العصب البصري ويتلفه. تتضمن أعراضه كلاً من تضخم العين وزوال شفافية القرنية وتشوش الرؤية والحساسية المفرطة للضوء والدُماع والألم. يعالج بالأدوية الخافضة للضغط والتي تكون متوفرة على شكل قطرات عينية.
تدلي الأجفان أو الإطراق عند الأطفال
يحدث نتيجة ضعف العضلات الرافعة للجفن، ما يمنع مرور الضوء إلى الشبكية، وتنجم عنه الرؤية الضبابية وما يرافقها من خطر تطوير كسل في العين في حال تُرك التدلي ولم يُدبر بالشكل الصحيح.
الرأرأة
وهي حركات سريعة لا إرادية إيقاعية للعينين، يمكن أن تنتقل من أحد الجانبين إلى الآخر أو من الأعلى إلى الأسفل أو تكون دورانية. وهي غالباً ما تشير إلى وجود مشكلة عصبية تتطلب تقييماً أعمق.
البردة
تبدو البردة وكأنها نتوء صغير على الجفن بلون الجلد، تحدث نتيجة انسداد غدد ميبوميان الدهنية في الجفن، قد يبدأ حجمها صغيراً ولكنها عادةً ما تكبر إلى حجم حبة البازلاء. تحدث البردة إما على الجفن العلوي وإما على السفلي، وغالباً ما تنكس ويتكرر حدوثها. لا تكون البردة مؤلمة، إلا أنها قد تسبب حدوث إطراق في الجفن عندما تكون كبيرة وتوضع على الجفن العلوي.
الشُعيرة
وهي التهاب يصيب جذور أشعار الجفن، وعادة ما تتسبب جراثيم المكورات العنقودية المذهبة بحدوث ذلك الالتهاب. تتصف الشُعيرة بأنها كتلة حمراء متورمة متوضعة بالقرب من حافة الجفن، تكون مؤلمة للغاية وهذا ما يميزها عن البردة.