هل نوقظ هذا الملاك النائم كي يرضع أم نتركه يستيقظ عندما يشعر بالجوع؟ هل نوقظه من قيلولة النهار لينام أفضل في الليل أم أن ذلك سيزعجه ويدخله في نوبة بكاء لا تنتهي، فيصبح مرهقاً ومتوتراً ويصعب نومه في الليل؟ تساؤلات كثيرة تحيّر الوالدين وقد تخيفهما أيضاً، خصوصاً عند سماع تلك التحذيرات حول أضرار إيقاظ الرضيع من النوم. فهل هذه الأضرار حقيقية؟ ومتى نستطيع إيقاظ الطفل النائم؟
هل من الضار إيقاظ رضيع نائم؟
من المنطقي ألا تزعج طفلاً نائماً وتوقظه لمجرد أنك اشتقت إليه، أو تريد اللعب معه، أو لأن أحد الأصدقاء أو الجدّة ترغب في معرفة من يشبه، وهو ما قد يحصل في كثير من الأحيان. لكن وفي بعض الحالات، ينبغي إيقاظ الرضيع النائم، وإليكم متى.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد طفلك على النوم بشكل متواصل في الليل؟
متى يمكن إيقاظ الطفل من أجل الطعام؟
إن إيقاظ الرضيع النائم من أجل إطعامه هو أمرٌ يتعلق بوزن الرضيع وعمره وصحته بشكل عام، حيث يفقد معظم الرضّع قليلاً من وزنهم خلال الأيام القليلة التالية بعد الولادة، وحتى يتمكن الطفل من اكتساب الوزن المفقود وهو ما قد يحصل بعد أسبوع أو أسبوعين، ينبغي تغذيته بشكل متكرر، وهذا يعني إيقاظ الرضيع من حين إلى لآخر وإرضاعه، خصوصاً في حال كان ينام لمدة تزيد على 4 ساعات.
لكن وبعد أن يسترد الطفل الوزن الذي فقده ويستقر نمط اكتساب الوزن لديه، حينها قد يصبح من الممكن تأجيل الرضاعة إلى الموعد الذي يستيقظ فيه بشكل طبيعي. بشكل عام، يجب إرضاع الطفل حديث الولادة من 8 إلى 12 مرة خلال 24 ساعة، أي رضعة واحدة كل 2 إلى 3 ساعات. وعلى الرغم من أن فكرة إيقاظ الرضيع النائم تبدو سيئة، فإن الرضعات المتكررة كل 2 أو 3 ساعات لها العديد من الأسباب المهمة، مثل:
- بكاء الطفل هو علامة متأخرة على شعوره بالجوع، فكلما بكّرت الأم في إرضاع طفلها، قلّت احتمالية توتره وهياجه الشديد. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الانتباه إلى الإشارات أو الحركات المبكّرة التي تدل على الجوع كضرب الشفاه، وتحريك اليدين بالقرب من الفم، أو حركات المصّ، أو إخراج اللسان، والتحرّك بكثرة أثناء النوم، وتحريك الرأس عند لمس الشفاه أو الخدّ.
- تعزز زيادة عدد مرات الإرضاع الطبيعي إنتاج الحليب.
يشار إلى أن لدى الأطفال الخدج احتياجات خاصة، لذلك ينبغي عدم الاعتماد على البكاء كعلامة على الجوع.
متى يجب إيقاظ الطفل من أجل نوم أفضل في الليل؟
يقول الطبيب دينيس روزين (Dennis Rosen)، طبيب أمراض الرئة عند الأطفال وأخصائي نوم في مستشفى بوسطن للأطفال، في مقالة منشورة في موقع "سايكولوجي تودي" (Pshychology Today)، إنه غالباً ما يُطلب من الوالدين عدم إيقاظ رضيع نائم. وعلى الرغم من أن هذه النصيحة حسنة النية دون شك، لكنها قد تؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات كبيرة في نوم الطفل خلال الليل، ما يؤثّر سلباً على الوالدين وبقية العائلة.
فبعد أن يطوّر الطفل إيقاعاً يومياً منتظماً (نظم يوماوي) بين الليل والنهار، وذلك يحدث ما بين 3 إلى 6 أشهر من عمر الطفل، فإنه ليس من الضار إيقاظ الطفل من قيلولة النهار الطويلة، وذلك لأن زيادة مقدار النوم الذي يحصل عليه الطفل خلال النهار يقلل حاجته إلى النوم ليلاً، ويؤدي إلى زيادة اليقظة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على جدول نوم منتظم ومتوازن وتطبيقه قدر المستطاع، يجعل حياة أفراد العائلة أسهل، حتى لو اقتضى الأمر منع هذا الطفل الصغير من أخذ قيلولة لمدة 3 ساعات في النهار.
اقرأ أيضاً: لمَ يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم؟ وما هي طرق مساعدتهم؟
توصيات حول نوم آمن
على الرغم من أنه ليس أمراً خطيراً إيقاظ الرضيع حديث الولادة من أجل إطعامه، أو إيقاظ الرضيع الأكبر سناً من قيلولته الطويلة لتنظيم نومه ليلاً، فإن ثمة العديد من النصائح التي يجب اتباعها لضمان نوم آمن للطفل، مثل:
- الحصول على قدر كافٍ من النوم: أوصت مؤسسة النوم الوطنية الأميركية أن مدة النوم المناسبة لحديثي الولادة تتراوح بين 14 و17 ساعة، وللرضّع الأكبر قليلاً بين 12 و15 ساعة، وللأطفال الصغار ما بين 11 و14 ساعة. تمثّل هذه التوصيات إرشادات لنوم الأطفال الأصحاء والذين لا يعانون من اضطرابات النوم.
- توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن تكون وضعية نوم الطفل دائماً على ظهره وليست على بطنه أو جنبه، وهذا من شأنه أن يقلل من احتمالية حدوث "متلازمة موت الرضّع المفاجئ" التي تحدث عادة أثناء النوم. لقد انخفض معدل موت الرضّع بهذه المتلازمة في أميركا منذ أن بدأت الأكاديمية توصي بهذه الوضعية للنوم منذ عام 1992.
- توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بمشاركة الغرفة مع الرضيع دون مشاركة السرير، فوضع الطفل في سرير الوالدين ليس آمناً، وقد يزيد من خطر حدوث "متلازمة موت الرضّع المفاجئ".
- أن تكون فرشة النوم ذات سطح متين ومستوٍ، وعدم وضع أي شيء في السرير مثل الألعاب المحشوّة أو الوسائد أو الوسادات الواقية من الصدمات أو البطانيات الكبيرة غير الملائمة.
- البقاء بعيداً عن المدخنين؛ فالتدخين السلبي يزيد من احتمالية "متلازمة موت الرضّع المفاجئ".
ختاماً، ينبغي دائماً استشارة طبيب الأطفال للحصول على رأي أكثر موثوقية فيما يخص إيقاظ الرضيع. وبما أن النوم والتغذية أمران مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وفي حال كان الرضيع لا يعاني من مشكلات في اكتساب الوزن وكان ينام في الليل أكثر من النهار، فمن المرجّح أن ينصح الطبيب بعدم إيقاظ الرضيع.