تتحمس غالبية الأمهات لتعليم أطفالهن دخول الحمام مع بدء فصل الصيف، أو لأنهن تعبن من تبديل الحفاضات، أو لأي سبب آخر، لكن تتجاهل الكثيرات أهمية إبداء الطفل استعداده لهذه المهمة جسدياً ونفسياً.
من المهم في بداية رحلة تعليم الطفل دخول الحمام معرفة متى يكون جاهزاً لذلك، واتباع عدة خطوات ونصائح تساعدك على اجتياز هذه المرحلة بسلام، وتذكري دائماً أن الحل يكمن في الصبر والصبر ومن ثم الصبر.
متى يكون الطفل جاهزاً لتعلم استخدام الحمام؟
يكون الطفل جاهزاً لتعلم الدخول إلى الحمام عندما تصبح لديه القدرة على التحكم في مثانته وأمعائه، وعندما يبدي الرغبة ببقائه نظيفاً وجافاً.
عموماً، يتحكم الطفل بحركة أمعائه قبل المثانة، ففي عمر السنة يتوقف معظم الأطفال عن التبرز ليلاً، وبحلول سن الثانية، يمكن أن يتحكم بعض الأطفال بمثانتهم في أثناء النهار، وفي سن 3 سنوات يمكن أن يتحكم 90% من الأطفال بمثانتهم، باستثناء بعض الأوقات التي يكون فيها الطفل مستاءً أو متحمساً جداً أو أنه مستغرق في القيام بنشاط ما. أما بحلول سن الرابعة، فيجب أن يتحكم جميع الأطفال بأنفسهم في أثناء النهار. أما ليلاً، يمكن أن يستمر ذلك حتى سن الـ 5 سنوات، إذ يمكن لطفل واحد من كل 5 أطفال بعمر 5 سنوات أن يبلل فراشه أحياناً.
لن يكون جميع الأطفال مستعدين للتخلص من الحفاض والاستعداد للتدرب على استخدام الحمام، بل يكونون مستعدين لذلك عندما يظهرون القدرة على:
- اتباع التعليمات البسيطة.
- فهم ماهية كرسي التدريب.
- الربط بين الرغبة في التبول أو التبرز واستخدام الحمام.
- إبقاء حفاضه جافاً لمدة ساعتين أو أكثر.
- الوصول إلى كرسي التدريب، والجلوس عليه لوقت ليس بالقصير، ثم النزول عنه.
- إنزال وسحب الحفاض أو لباسه الداخلي.
- إظهار الاهتمام باستخدام الحمام أو ارتداء السروال الداخلي.
يبدأ معظم الأطفال في إظهار هذه العلامات عندما تتراوح أعمارهم بين السنة والنصف والسنتين، وقد تظهر على البعض بعد السنتين. كما أن الذكور يستغرقون وقتاً أطول لإظهار هذه العلامات وتعلم استخدام الحمام مقارنة بالإناث.
بغض النظر عن مدى جاهزية الطفل للتدرب على دخول الحمام، يوجد بعض الحالات من الأفضل فيها تأجيل البدء في التدريب مثل التخطيط للسفر، واقتراب موعد ولادة طفل آخر، وانتقال العائلة إلى منزل جديد أو تغير مكان نوم الطفل، وبالتأكيد في حال كان الطفل مريضاً، خاصة إذا كان مصاباً بالإسهال.
اقرأ أيضاً: أسباب إسهال الرضّع وطرق طبيعية لعلاجه
كم من الوقت يستغرق التدريب على استخدام المرحاض؟
هل تعتقدين أن تعليم الطفل على دخول الحمام مهمة سهلة يمكن إنجازها في أسبوع؟ وهل تعتقدين أنه في حال الاستمرار في المحاولة لأكثر من شهر دون أن يتعلم طفلك، فهذا يعني أنه غير مستعد، أو أنك فشلتِ في المهمة؟ كلا، إذ يقول الخبراء إن هذه المهمة تتطلب من 3 إلى 6 أشهر، وقد تستغرق وقتاً أطول من ذلك، كما أن الاستيقاظ ليلاً لدخول الحمام، قد يستغرق سنوات.
سروال التدريب: الخطوة الأولى
إن أول ما يمكن البدء فيه، هو الاستغناء عن الحفاض، واستخدام سروال التدريب بدلاً منه. سروال التدريب هو حل وسط بين الحفاض والملابس الداخلية، يستخدم لمرة واحدة. يمكن للطفل ارتداؤه ريثما يعتاد الملابس الداخلية، أو في الليل بدلاً من الحفاض، أو أثناء وجود الطفل في الخارج.
إذا لاحظتِ أن سروال التدريب بقي جافاً لأيام، فهذا يعني أن طفلك أصبح جاهزاً للتخلص منه، وارتداء الملابس الداخلية.
نصائح لتعليم الطفل استخدام الحمام
يمكن تقسيم هذه المهمة لمرحلتين تجعلان من التدرب على استخدام الحمام عليكِ وعلى طفلك أمراً سهلاً ومريحاً.
تحضير الطفل للتخلص من الحفاض
تتضمن هذه المرحلة تعليم الطفل عدة أمور تساعده على أن يصبح جاهزاً للبدء حتى لو لم يُظهر علامات الاستعداد لتعلم دخول الحمام، ويمكنك اتباع هذه النصائح:
- التحدث مع الطفل أثناء تغيير الحفاض، حتى يفهم التبول والتبرز وما يعنيه الحفاض المبلل.
- تبديل الحفاض في الحمام عندما يكون في المنزل ليتعلم أن هذا هو المكان المناسب للتبول أو التبرز.
- تعليم الطفل كلمات بسيطة للتعبير عن فعل استخدام المرحاض، مع تجنب استخدام الكلمات السلبية مثل قذر أو نتن.
- اطلبي من طفلك أن يخبرك عندما يكون حفاضه مبللاً أو متسخاً.
- اسأليه عندما تشعرين أنه يريد التبرز.
- اشترِ كرسي تدريب على دخول الحمام، وعلمي طفلك الجلوس عليه، مرتدياً ملابسه بدايةً، ثم يمكن تدريبه على الجلوس عليه دون ملابس.
- ضعي الكرسي في مكان يمكن للطفل رؤيته، وعلمي الطفل كيفية استخدامه بالاستعانة بأحد ألعابه.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد طفلك على النوم بشكل متواصل في الليل؟
البدء بتعليم الطفل الدخول إلى الحمام
عندما يصبح طفلك جاهزاً، ويُبدي رغبته بدخول الحمام والتخلص من الحفاض، اتبعي النصائح التالية:
- كرّسي بعضاً من وقتك يومياً للتدريب على هذه المهمة.
- لا ترغمي طفلك على الجلوس على المرحاض.
- أظهري لطفلك كيفية الجلوس على المرحاض أو كرسي التدريب من خلال مراقبتك أو مراقبة أخيه الأكبر منه.
- ضعي روتيناً تتبعينه يومياً، حددي فيه أنسب الأوقات لإدخال طفلك إلى الحمام، مثلاً، قد يكون الوقت الأول في الروتين بعد استيقاظ الطفل مباشرة خاصةً إذا كان حفاضه جافاً، أو بعد تناوله الكثير من السوائل بـ 45 دقيقة. ومن الأفضل المحاولة لبضع دقائق كل ساعتين.
- ابقِ مع طفلك واقرأي له كتاباً أو العبا بأحد ألعابه لقضاء هذه الدقائق دون ملل.
- ضعي طفلك على كرسي التدريب لبضع دقائق فقط لبضع مرات في اليوم ودعيه ينهض إذا رغب في ذلك.
- اجعلي طفلك يجلس على كرسي التدريب بعد 15 إلى 30 دقيقة من تناول الوجبات للاستفادة من ميل الجسم الطبيعي إلى التبرز بعد تناول الطعام.
- اطلبي من طفلك الجلوس على كرسي التدريب بسرعة إذا رأيتِ أدلة واضحة على حاجته إلى الذهاب إلى الحمام، مثل تقاطع الساقين أو القرفصاء.
- تجنبي استخدام الملابس التي يصعب خلعها أثناء فترة التدريب.
- قدمي لطفلك مكافآت صغيرة، في كل مرة يذهب فيها إلى الحمام.
- دعي طفلك يختار ملابس داخلية جديدة ليرغب في ارتدائها.
- شجعي طفلك في كل مرة يدخل فيها إلى الحمام حتى لو لم يفعل شيئاً.
- إذا اضطررتي لترك طفلك عند أحد مقدمي الرعاية أو في الحضانة، تأكدي من اتباعهم نفس الروتين واستخدامهم نفس الأسماء لأجزاء الجسم وأعمال الحمام.
النصيحة الأهم والأخيرة، تذكري دائماً أن كل شيء محتمل في هذه المهمة، وأن عليك الابتعاد عن أسلوب العقاب عندما يبلل طفلك ثيابه أو سريره، بل يجب أن تخبريه بأن هذا حادث، والحوادث تقع، وأن تعززي ثقته بنفسه، وبأنه قادر على استخدام الحمام لأنه أصبح طفلاً كبيراً.
اقرأ أيضاً: فطام الطفل: متى وكيف تتوقف الرضاعة الطبيعية؟
إذا لم يُبدِ الطفل استجابة لمحاولاتك في تعلم الدخول إلى الحمام خلال الأسابيع الأولى، من المحتمل أنه غير جاهز بعد، ومن الأفضل تأجيل المحاولة لبضعة أشهر أخرى.