5 طرق بسيطة لتخفيف قلق طفلك من الحقن

4 دقائق
5 طرق بسيطة لتخفيف قلق طفلك من الحقن

تستخدم الحقن بكثرة في التطعيم خاصة لدى الأطفال، أما بالنسبة للكبار الذين يهابون الحقن؛ فمجرّد ذكر التطعيم أمامهم يُشعرهم بالخوف، ويذكّرهم بأيام التطعيم المؤلمة في طفولتهم سواء في العيادات والمستشفيات، أو المدرسة.

في الواقع، تتراوح نسبة الأطفال الذين يخافون من الحقن ما بين 20 - 50%، أما البالغين فتتراوح بين 20 - 30%. يتسبب خوف الأشخاص من الحقن في التهرب من أخذ اللقاحات خاصة لقاح الأنفلونزا، أو امتناعهم عن تطعيم أطفالهم، كما أنهم يتجنبون تلقي الرعاية الطبية. هذا يعني أنّ علينا تطوير لقاحات لا تعتمد على الحقن لإدارة هذا الخوف والألم، وحتى نضمن نجاح اللقاحات في النهاية، خاصة أننا ننتظر ظهور لقاح لفيروس كورونا.

لكن لا تقلق. بصفتي عالماً نفسياً لديه خبرة في إدارة الألم، أعلم أن هناك الكثير من الأبحاث التي تشرح بوضوح كيفية تخفيف الألم والقلق من الحقن. أعرض هنا 5 طرق بسيطة وسهلة تناسب الرضع والأطفال، والكبار أيضاً، وهي طرق تعتمد على الحقائق العلمية، وتوصي بها جمعية طب الأطفال الكندية ومنظمة الصحة العالمية، وغيرهم.

1. خطط مسبقاً، وكن صادقاً مع نفسك

أخبر أطفالك بموعد التطعيم قبل عدة أيام من الموعد المحدد — مصدر الصورة: مركز السيطرة على الأمراضفكر مسبقاً في الطرق التي تخطط لاستخدامها لإدارة الخوف أو الألم أثناء التطعيم. غالباً يتجنب الآباء إخبار الأطفال أنهم سيذهبون للتطعيم حتى اللحظة الأخيرة، ظناً منهم أن ذلك يجنّب أطفالهم القلق، لكن ذلك يؤدي لنتائج عكسية ويزيد من قلقهم وتوترهم، بالإضافة لأنهم يفقدون الثقة في ذويهم.

من الأفضل إخبار الأطفال قبل بضعة أيامٍ من التطعيم، والعمل في هذا الوقت لوضع خطة رعاية مريحة، بجانب الطرق التي يمكنهم استخدامها لإدارة القلق والألم. تلخّص النشرات التثقيفية المنشورة والمتوفرة طرقاً فعّالة لإدارة الألم، وجعل عملية التطعيم سهلة.

بالنسبة للوالدين، فإن تقييم قلقهم وإدارته سيمكنّهم من دعم أطفالهم بشكلٍ أفضل. خطط لأن تكون مع طفلك أثناء التطعيم ما لم يكن أكبر سناً ويطلب أن يكون بمفرده أثناء ذلك.

2. استخدم مخدراً

5 طرق بسيطة لتخفيف قلق طفلك من الحقن
يمكن استخدام التخدير الموضعي مسبقاً لتخدير منطقة الحقن. — مصدر الصورة: هيذر هازان، مجلة «سيلف»/ فليكر

اقرأ أيضا:

استخدم كريمات مخدرة موضعية. تقوم هذه الكريمات المخدرة بتخدير الجلد في المكان التي توضع عليه، حيث سيتم إدخال الإبرة. يمكن شراء أدوية التخدير الموضعية دون وصفة طبية من أيّ صيدلية، وتأتي على شكل لُصاقة أو كريم، وبخاخ أيضاً.

توضع هذه الكريمات على الجلد قبل نصف ساعة أو ساعة من موعد أخذ الحقنة. لذلك يمكن وضعها في المنزل وإزالتها لاحقاً في العيادة. نصيحة: لا يحبّ بعض الأطفال استخدام اللُصاقة  لأن إزالتها يبدو مؤلماً مثل إزالة الضمادات. وبدلاً من ذلك، يمكن استخدام كريم التخدير الموضعي ولفّه بشريط طبي.

احرص على وضع كريم التخدير الموضعي في المكان الصحيح قبل القيام بذلك عن طريق استشارة الصيدلي أو مقدّم الرعاية الصحية.

3. اجلس في وضع مستقيم

5 طرق بسيطة لتخفيف قلق طفلك من الحقن
احمل الأطفال في وضعية جلوس مدعومة أثناء الحقن. — مصدر الصورة: هيذر هازان، مجلة «سيلف»/ فليكر

من الأفضل الجلوس في وضع مريح ومستقيم أثناء التطعيم. يمكن للأطفال الجلوس في حضن ذويهم، ثم يقوم الأب أو الأم بضمّه إليه إما وجهاً لوجه أو بالعكس. يطلق على هذه الوضعيات وضعيات الراحة، لأن الاستلقاء أثناء التطعيم يمكن أن يزيد من خوف وقلق الطفل، وخلق شعور بفقدان السيطرة.

يمكن احتضان الأطفال الرضع وضمّهم بشكل كامل تماماً إلى صدر أحد الوالدين. بالنسبة للأطفال بعمر سنتين أو أقل، يُستحسن أيضاً القيام بالرضاعة الطبيعية، أو إطعامهم محلولاً سكرياً طيّب المذاق أثناء التطعيم أو بعده مباشرة.

يمكن للأطفال والبالغين الذين يُصابون بالإغماء عند أخذ الحقن استخدام تقنية «شدّ العضلات» للمساعدة في رفع ضغط الدم حتى يشعروا بالتحسن. لاستخدام هذه التقنية، اجلس أو استلق، وقم بشدّ عضلات ذراعيك وساقيك ومعدتك لمدة 15 ثانية تقريباً إلى أن تشعر بانتفاخ خدّيك. ثم استرخ لمدّة 20 - 30 ثانية -استرخاء ليس كاملاً- قبل أن تكرر العملية مرّة أخرى إلى أن تنتهي عملية الحقن، أو تتوقّف بالشعور بالغثيان.

4. استخدم مشتتات الانتباه

طريقة تعتمد على تشتيت الانتباه عن الألم أثناء تلقّي الحقن، من خلال التركيز على شيء آخر مسلٍ وتفاعلي. على سبيل المثال؛ التسلية بلعبة على الهاتف أو الاستماع إلى الموسيقى. هذه الطريقة سهلة وفعالة لإدارة الألم والتوّتر، وفي متناول أيدينا دائماً لأننا ببساطة لدينا هواتفنا التي لا تفارقنا.

بالرغم من أن استخدام التقنيات الحديثة -مثل الواقع الافتراضي- قد يساعد كثيراً، فإن المُلهيات العادية ذات التقنيات العادية، مثل التحدّث إلى شخص آخر أو تخيّل شيء ممتع يمكن أن ينجح. يمكن أن يساعد أخذ أنفاس عميقة على الحفاظ على الهدوء وتقليل الألم، ويمكن تطبيق ذلك على الأطفال حيث يطلب منهم نفخ بالون، أو اللعب بلعبة الفقاعات.

بالنسبة للوالدين؛ تجنّب ذكر عبارات مُطمأنة للطفل. بالرغم من أن ذلك غريزة داخلنا، لكن قول عبارات مطمئنة للطفل في هذا الموقف مثل: سينتهي هذا الأمر قريباً، أو لا تخف،... إلخ، يمكن أن يزيد بالفعل من ألم الطفل وتوتره أثناء أخذ الحقنة، لأنك بهذه العبارات تشير -دون قصد- إلى أن هناك شيء ما يدعو للقلق.

5. تحدث إلى أطفالك بإيجابية عن التطعيم

بعد انتهاء التطعيم، يمكنك القيام بالكثير من الأشياء، مثل الحديث عن أن التطعيم اليوم كان جيداً، حتى لو كنت تعتقد أن الأمور لم تكن مثالية. يساعد ذلك على تخفيف ألم وإرهاق الطفل، ويساعد ذلك على مرور المرة القادمة من التطعيم بسهولة. اجعل التطعيم مناسبة جيدة يتذكرها طفلك.

إذا كنت أنت أو طفلك تخاف جداً من الحقن، وتحاول تجنّبها بأي شكل، يمكنك الاستفادة من مساعدةٍ إضافية. في هذه الحالة، يُنصح مقدماً بالعلاج القائم على التعرّض، (وهي تقنية في العلاج السلوكي تُستخدم في علاج اضطرابات القلق والخوف من خلال تعريض المريض لتجربة ما يخيفه). يقدم هذا النوع من العلاج أخصائيو الصحة العقلية المدرّبون على ذلك، حتى تحصل على أقصى استفادة من الخطوات البسيطة السابقة.

بالرغم من أن هذه الطرق معتمدة على أسس علمية وسهلة، وموصي بها على نطاقٍ واسع، لكنها للأسف لا تُستخدم كثيراً. يعمل فريقنا بجدٍ لتحسين إدارة آلام الأطفال من خلال الشراكة بين الباحثين والآباء ومقدّمي الرعاية، ومؤسسات الرعاية الصحية للأطفال وأكثر من 100 منظمة أخرى. هدفنا هو التأكد من أن المعلومات المتعلقة بتخفيف ألم الأطفال في متناول المحتاجين إليها بشكلٍ أسرع.

تم نشر المقال في موقع ذا كونفيرسيشن

المحتوى محمي