8 أنشطة متنوعة تحافظ على صحة طفلك خلال الأزمات

4 دقائق
shutterstock.com/ Oksana Kuzmina

مع إغلاق المدارس ومراكز الرعاية المختلفة نتيجة تفشي مرض كوفيد-19، وقع على عاتق الأهالي المزيد من المسؤوليات المتعلقة بتعليم وتنمية الأطفال. وبالنسبة للعديدين؛ كانت حالة الإغلاق وتبعاتها مصدراً للتوتر والضغط. فبالتأكيد أثّر كل من الوباء وتحديات التعلم من المنزل على الآباء والأطفال.

يعاني الأهالي والأطفال أيضاً بسبب إلغاء النشاطات الصيفية مثل؛ الرياضات المختلفة والمخيّمات، أو بسبب انخفاض سعة مراكز العناية النهارية، حيث كان يعتمد الأهالي عادة على النشاطات الصيفية وخدمات هذه المراكز لتنظيم أوقاتهم، وإشغال الأطفال. هذا يعني أنه -وبلا شك- أن بعضهم سيظل يواجه الصعوبات لإيجاد طرق لإشغال أطفالهم خلال أشهر تفشي الجائحة.

نقترح أن يستغل الأهالي -حينما يستطيعون ذلك- الأشهر الصيفية كفرصة لتشجيع الأطفال على اللعب وللمشاركة فيه أيضاً.

يمكن أن يكون للعب منافع حقيقية للأطفال والأهالي على حدٍ سواء، لأنه يقوّي العلاقات الصحيّة التي يحتاجها الأطفال كي ينجحوا في حياتهم. وعندما يتشارك الأطفال والأهالي معاً في المتعة والتواصل من خلال اللعب -وهي عملية يدعوها الباحثون «التوافق»- فهذا يساعد في ضبط استجابات أجسادهم للضغط.

يمكن أن تدعم النشاطات المنزلية المرحة نمو الأطفال وقدرتهم على التعلّم. كما أنها قد تساعد في تعويض الوقت الدراسي الذي ضاع بسبب الأزمات مثل جائحة كورونا. تتضمن الأنشطة المرحة الاختيار، والانخراط الفعّال، ولحظات الفرح أو البهجة.

اللعب بهدف التعلم

مهارات الأطفال الأكاديمية -مثل العدّ وتمييز الحروف، وتعلم الكلمات والقراءة- هي مهارات ضرورية وأساسية لنجاح الأطفال في المدرسة. مع ذلك، وفي غياب المدارس، تظهر الأبحاث أننا يمكن تقوية العديد من هذه المهارات من خلال مقاربات مرحة. على سبيل المثال، يميل الأطفال الذين يستخدمون الأرقام في اللعب -كلعبة لوحية تتضمن عد الأرقام أو تحتوي سلاسل عددية- لأن يمتلكوا قدرات أفضل في الرياضيات واهتماماً أكبر بها. بالإضافة لذلك، يميل الأطفال الذين يستكشفون الأدوات اليومية ويتعاملون معها لأن يتعلموا عدداً أكبر من الكلمات.

يمثل كل من اللعب بالأشياء والتمثيل فرصاً مهمة للتعلم بالنسبة للأطفال، يرتبط كل منهما بتنمية المهارات اللغوية وتنمية القدرة على القراءة. يفهم الأطفال القصص بشكلٍ أفضل بالفعل عندما يمثّلوها باستخدام الألعاب.

كما يمكن أن ينمّي اللعب بالألغاز وألعاب البناء -مثل المكعبات والصناديق- مهارات الحساب والرياضيات ومهارات التفكير المكاني لدى الأطفال، أو قدرتهم على تمييز الأنماط والأشكال. إجمالاً، هذه المقاربة الحسّية الحركية للتعليم ضرورية، ويجب على الأهالي تبنيها خلال الأزمات، خاصة مثل الأزمة الحالية خلال تفشي فيروس كورونا.

النمو الصحي للأطفال

عندما يمتلك الأطفال الخيار في نشاطاتهم، يصبحون قادرين على تعلّم كيف تؤثر هذه الخيارات عليهم. وخلال هذه العملية، يمكن أن يطور الأطفال مهارات ضرورية مثل التحكم بمشاعر الإحباط مثلاً. كذلك فإن المقدرة على التركيز في نشاط معين هي أيضاً إحدى المهارات الضرورية التي يمكن أن ينميها الأطفال من خلال التمرين. تظهر الأبحاث أن الأطفال يكونون عرضة أكثر للانخراط في نشاط معين طالما اختاروه بأنفسهم ونظروا إليه كلعبة.

يمكن أن يكون كل من التمثيل واختراع شخصيات وقصص خيالية ضرورياً بشكلٍ خاص لتنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، وتنمية قدرتهم على الانتباه والأخذ بعين الاعتبار أفكار ومشاعر الآخرين. يوفر هذا الصيف فرصة للأطفال ليقضوا المزيد من الوقت في التمثيل واللعب، سواء لوحدهم أو مع بعضهم أو مع ذويهم.

الحساسية, النظافة, غسل اليدين, الأطفال, أمراض

فوائد الطبيعة

القيام بأنشطة خارجية خلال فصل الصيف قد يكون مفيداً بشكلٍ خاص بالنسبة للأطفال والأهالي على حدٍ سواء. فالمساحات الخارجية توفّر أشياء جديدة يمكن التعامل معها، ومزايا جديدة مثيرة؛ مثل رؤية الحيوانات والحشرات والأشجار، والسماء. كما توفر المساحات الخارجية أيضاً أماكن مناسبة للألعاب الجسدية التي تعتبر ضرورية لتنمية المهارات الحركية للأطفال، والحفاظ على الصحة الجسدية للبالغين. تظهر الأبحاث أن قضاء الوقت في الطبيعة يصفّي الذهن، ويحسّن المزاج، ويخفف القلق.

أنشطة بهدف التعلم من خلال اللعب

أنشطة خارجية:

  • قوموا بجولة على الدراجات بهدف البحث عن أرقام أو أحرف معينة على اللافتات. يمكنكم تخطيط الطريق باستخدام خريطة. ويمكن للأطفال أن يحسبوا المسافات والسرعات، أو قياس مدّة الرحلات.
  • مارسوا المشي في المنتزهات أو الغابات، وقوموا بعدّ أو تسمية الحشرات والطيور والصخور الكبيرة. يمكنكم إيجاد العديد من النماذج الجاهزة لألعاب البحث عن الكنز على الإنترنت. إذا صادفتم بركة أو نهر في طريقكم، امضوا بعض الوقت في لعبة رمي الأحجار على سطح الماء.
  • ارسموا خرائط لطرق المدينة على رمل الشاطئ أو الحدائق. يمكنكم رسم الطرق التي تؤدي إلى أماكنكم المفضلة. أو يمكنكم تجريب لعبة «جيوكاشينج» التي تستغل مهارات التوجيه لإيجاد صناديق مخبّئة.

نشاطات داخلية:

  • باستخدام الألعاب والمكعبات، يمكنكم تمثيل معركة أو إقامة حفلة بنمط معيّن. على سبيل المثال، يمكنكم بناء قلاع أو أبراج تمتد عبر عدة غرف أو في غرفة واحدة، أو حتى إقامة حفلة شاي.
  • العبوا الألعاب اللوحية أو حلّوا الألغاز: تُعلم هذه الألعاب الأطفال القراءة والرياضيات والمنطق، وتبادل الأدوار والمهارات الاجتماعية، ومنها الألعاب الكلاسيكية مثل «سنيكس آند لادرز»، مونوبولي، تروبل، مانكالا. أو ألعاب أحدث مثل بلوكوس، «تيكيت تو رايد»، وكاركاسون (النسخة الخاصة بالصغار أو الخاصة بأعمار من 7 سنوات فما فوق).
  • أنشطة الفن وألعاب التصنيف الإبداعي، والمشاريع المتعلقة بالمهارات الحسّية: تتطلب هذه الأنشطة الاحتفاظ بالأغراض المصنوعة من الورق المقوى مثل؛ الصناديق أو الأنابيب أو المغلفات. كذلك وفروا لأطفالكم أدوات مثل الورق والصمغ والمقصات والأقلام والألوان. دعوا الأطفال يختارون بأنفسهم ما يرغبون في صنعه، وانتظروا المفاجأة!
  • اقرأوا الأحجيات وكتب الألغاز المليئة بالأشياء المخفيّة، أو اقرأوا بصوت عال في «ركنٍ خاص بالقراءة» في المنزل يمكن صناعته من البطانيات والوسائد؛ إذ أن القراءة بصوتٍ عال مفيدة للأطفال وللكبار على حدٍ سواء. يمكنكم أيضاً استغلال الرحلات في السيارة كفرصة لسماع الكتب المسموعة (مثل «بي إف جي» لروالد دال، وقطع الزمن: كتاب عن الزمن لفرجينيا هاملتون، أو كتب كلاسيكية مثل «ذا هوبيت» لجاي آر آر تولكن وغيرهم). هناك العديد من المدونات الصوتية الخاصة باهتمامات الأطفال أيضاً.
  • نمّوا الشغف لدى أطفالكم: إذا كان أحد أطفالكم يرغب دائماً بتعلم الخياطة أو النحت؛ أو يرغب في تصميم ألعاب خاصة به أو بناء مدن من قطع الليجو، فهذا هو الوقت المناسب لينغمس في هذه المُتع.

أخيراً، تمتد منافع اللعب لتصل إلى الأهالي أيضاً، إذ أنه يساعدهم في تخفيف مستوى القلق، ويساهم كذلك في تعليم أطفالهم العلاقة بين السلوك المرح والصحة السليمة.

تم نشر المقال في موقع ذا كونفيرسيشن

المحتوى محمي