الكلاب هي أكثر الحيوانات الأليفة شهرةً في الولايات المتحدة؛ إذ تتراوح نسبة المنازل التي تمتلك كلباً ما بين 38 - 48 في المئة، والسبب واضح؛ إذ يرتبط اقتناء الكلاب بمنافع الصحة الجسدية والعقلية، وكذلك زيادة التواصل الاجتماعي. يرغب العديد من الآباء في اقتناء الحيوانات الأليفة لأطفالهم كجزء من العائلة، كما يمنح ذلك الفرصة للصغار ليتعلموا تحمل مسؤولية الاعتناء بكائن آخر، فإن الاعتناء بالكلاب -وبالأخص الجراء- ليس بالأمر السهل، وتوجد بعض الأمور التي عليك أخذها بعين الاعتبار قبل أن تجلب كلباً إلى منزلك لتتأكد أن ذلك يتناسب مع نمط حياتك.
1. مناقشة الفكرة مع جميع أفراد المنزل
قبل تبنّي جرو صغير، أو أي حيوان أليف، عليك إجراء حديث مع كل أفراد المنزل لمعرفة هل هذا الخيار مناسب للجميع أم لا. ينصح «كيت بيري»؛ مدرّب كلاب ومؤلف كتاب «التدريب للجهتين من الحبل»، بأن تبدأ العائلة بطرح سؤال بسيط: هل لدينا ما يكفي من الموارد حتى نستثمرها في جرو؟
تتضمن بعض احتياجات الكلاب الطعام، التدريب، الألعاب، المساحة والاهتمام الطبي، كما عليك حساب النفقات الإضافية المحتملة مثل تأمين الحيوانات الأليفة، الحضانة والسفر. وفقاً لـ «جينا تريغاوسكي»؛ خبيرة تقنية في الطب البيطري في جورجيا، فإن التكلفة السنوية لاقتناء كلب تتراوح من 1400 دولار وحتى 4300 دولار، ويتضاعف هذا المبلغ على عدد سنوات حياة الكلب؛ وهي ما بين 10 و20 عام. هذا فقط الجانب المالي؛ إذ يتطلب أوفى صديق للإنسان، أثمن ما يملك من موارد أيضاً؛ وهما الوقت والانتباه.
خلال النقاش؛ عليك تحديد مهام جميع أفراد العائلة للاعتناء بالجرو. تنصح «باتريشا مكونيل»؛ عالمة حيوانات ومختصة في سلوكيات الحيوانات، بأن يعتبر الآباء أنفسهم الرّعاة الأساسيين للحيوانات الأليفة مهما كان الدور الذي حددوه للأطفال في الاعتناء بالكلب، ومهما قدّم الأطفال من الوعود لتأكيد ذلك، لأنهم سيكبرون وستزيد مسؤولياتهم، كما قد ينتقلون للعيش في مكانِ آخر خلال مدة حياة الكلب.
تقول مكونيل: «من الرائع أن يساعدك أطفالك؛ ولكنني أقترح ألا تعتمد على ذلك».
2. اختر الكلب الذي يناسبك
لا تناسب جميع أنواع الكلاب كل العائلات، لذلك يجب أن تكون الخطوة الأولى في اختيار الكلب هي معرفة الأنواع التي تناسب نمط حياتك، كي تتمكن من اختيار ما تملك من الوقت والصبر الكافي للاعتناء به حسب مستوى نشاطه، وحاجته إلى التمارين، وقص شعره.
يمكنك البحث وإجراء الاختبارات عبر الإنترنت، والتشاور مع مدرب أو طبيب بيطري أو متطوع في ملجأ الحيوانات المحلّي، ولا تنسَ قضاء الوقت مع الكلاب. يمكنك زيارة منتزه الكلاب المحلي، وسؤال أصحاب الكلاب عن كلابهم الصغيرة، وحضور جلسة تدريبية، وتقديم الرعاية لقدر ما تستطيع من الجراء.
نوع الكلب هو جزء من الأمر فقط. تقول بيري إن حدّة طباع الكلب المختار بالتحديد هي أمر أكثر أهميةً؛ وبالأخص إن كان لديك أطفال. اسأل لمعرفة هل الكلب الذي ترغب باقتنائه لديه خبرة سابقة في التعامل مع الأطفال أم لا، واصطحب العائلة بأكملها للقائه كي تتمكن من رؤية طريقة التعامل بينكم وبينه. تقول مكونيل أن عليك معرفة كل المعلومات عن الكلب؛ إذ تعطيك طباع وسلوكيات آباء الكلب لمحةً عمّا سيصبح الجرو الصغير في المستقبل.
ولا تنسَ التأكد من أن جميع أفراد العائلة ليس لديهم حساسية تجاه الكلاب، لأن التعايش في هذه الحالة سيشكّل كابوساً للجميع، مهما كان مدى حبّكم للكلب. كذلك اقضِ بعض الوقت مع الكلب الذي تختاره قبل اتخاذ قرار الشراء نهائياً، وتأكد من أن يلمسه جميع أفراد العائلة كثيراً لتعطي أجسامهم الفرصة لاكتشاف هل هناك حساسية تجاهه أم لا.
اقرأ أيضاً: حتى لا تتعرض للعضّ أو الخدش: كيف تداعب قطتك بشكلٍ صحيح؟
3. درّب الجرو والعائلة كلها
تدريب الكلاب يتطلب الكثير من الجهد والصبر، وقد يكون الأمر محبطاً ويستغرق الكثير من الوقت، وقد تشعر أحياناً بأنك تراوح في مكانك؛ ولكن التدريب الجيّد لكلبك ولجميع أفراد المنزل هو أمر بالغ الأهمية لبناء علاقة صحيّة وآمنة.
تقو بيري: «إن الالتزام في التدريب الجيد والتآلف مع الكلب لمدة شهرين، يمكن أن يمنحك حياةً من السعادة».
يصمم المدرب الماهر التدريب تبعاً لشخصية كلبك وحدّة طبعه، ويعلّمك كيفية تحديد توقعاتك، وكيف تبقي كلبك متشوقاً للتعلّم، كما يساعدك المدرّب المحترف في الحفاظ على تطابق أوامرك، وإيجاد الحل لكل التحديّات المتعلّقة بمنزلك.
شارك أطفالك بالصفوف التي تحضرها، ودعهم يتدربون على الأوامر في المنزل. كما تقول بيري؛ تذكر أن للأطفال والكلاب نطاق تركيز محدود، وعليك أن تعرف حين ينتهي.
وأخيراً؛ لا تدع الأطفال يتولون أمر التدريب لوحدهم، لأن الأطفال يحبون التكرار الذي قد يعلّم الكلب كُره التدريب، وكما تقول مكونيل؛ لأنك لا تريد ذلك، فيجب أن تحرص على وجود شخص بالغ على الأقل كي يشرف ويدير كل جلسة، .
4. حدد القواعد الرئيسية
يجب أن تكون القوانين واضحة، متطابقة ومفروضة، لأن تحديد القيود أمر مُربِك لأطفالك والجرو أيضاً.
القاعدة الأكثر أهميةً -وفقاً لبيري- تقول: يجب أن يكون هناك دوماً مشرف على الأطفال الصغار عندما يكونون بالقرب من كلب، أي كلب، لأن تصرفات الأطفال والكلاب غير متوقعة، لذا عليك أن تعلّمهم كيف يتعاملون مع بعضهم، بحيث لا يؤذي طفلك الكلب عن غير قصد، أو يتجاوب الكلب بطريقةٍ هجومية تجاه حركة مقصدها اللعب.
لا يجب على أطفالك أن يلعبوا لعبة المطاردة مع الكلب، أو يشدّوا ذيله، كما عليهم احترام المساحة الآمنة للحيوان الأليف وتركه وحده عندما يحين وقت النوم في السرير المخصص له. القواعد متشابهة أيضاً بالنسبة للجرو؛ إذ يجب أن تكون المطاردة واللعب العنيف، والشدّ أو استخدام الأسنان، ممنوعة تماماً.
تنصح بيري بأن تعلّم كلبك الهدوء عن طريق دهن القليل من اللبن أو زبدة الفول السوداني على يد طفلك، والسماح للكلب بلعقها. إذا استخدم أسنانه؛ دع طفلك يسحب يده لفترة قصيرة من الزمن.
كذلك تقافز الجرو الصغير من الإثارة هو أمر محبب للغاية؛ ولكن العديد من أنواع الكلاب تكبر لتتجاوز حجم أطفالك، وحجمك أنت حتى. لتدريب الكلب على ألّا يقفز؛ تُعلّم بيري الأطفال أن يقفوا بثبات تام مثل شجرة، ويرفعوا أيديهم للأعلى مع إدارة ظهورهم للكلب، وعدم التفاعل معه حتى يتوقف عن القفز، ثم منحه التعزيز الإيجابي لهذا السلوك من خلال التربيت على ظهره، أو المكافأة.
بعد تلك القواعد الأساسية؛ فكّر بالقواعد الأخرى التي ترغب بأن يتبعها كلبك؛ والتي تتضمن متى يُسمح له بالجلوس على الأثاث، ومواعيد وجبات الطعام، وكذلك الأسلوب المتَّبع في الإطعام، وتحديد المساحات الممنوعة في المنزل والحديقة، وطريقة تعامله مع الحيوانات الأليفة الأخرى التي قد تمتلكها.
إن تحديد هذه القواعد بشكلٍ مُسبق يساعدك على تطبيق الأوامر؛ ولكن تحلَّ بالمرونة لأنك قد ترغب في تغيير أو استبدال بعض القواعد بعد قضاء الوقت مع كلبك، والتعرّف إليه بشكلٍ أفضل.
وفوق كل شيء؛ كُنْ صبوراً للغاية، هذه التجربة جديدة بالنسبة للجميع، فمن الطبيعي أن تحدث بعض الأخطاء؛ ولكن إذا استثمرت وقتك في التدريب بشكلٍ جيد خلال الفترة الأولى، فسيتمكن كلبك من الانضمام إلى عائلتك بشكلٍ رسمي، وسيصبح رفيقاً محبوباً لك ولأطفالك لسنوات طويلة.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح لحماية حيوانك الأليف من الحرارة خلال الصيف
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً