ما هي الأمراض الخطيرة التي قد تسببها القطط لمالكيها؟

3 دقائق
ما هي الأمراض الخطيرة التي قد تسببها القطط لمالكيها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Rom Chek

تعامل الإنسان مع القطط منذ العصور الغابرة، واعتبرها صديقاً أليفاً ورمزاً مقدساً في بعض الحضارات مثل الحضارة الفرعونية، حيث ربوها في المنازل منذ 4000 عام، وهناك آلهة مصرية تم تصويرها على شكل قطط، وكذلك الأمر في حضارة بلاد الرافدين، حيث يقال إن القطط عاشت بين البشر بتلك المنطقة من نحو 100,000 عام.

هذه الألفة بين القطط والبشر لم تكن دائماً مسالمة، بل ظهرت العديد من الأمراض التي نقلتها القطط لمالكيها عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، سواء الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية منها، وهذا يدعونا لأخذ الحذر والحيطة لتفادي تلك الحالات المرضية وعلاجها في حال حدوثها، لذا نعرض لكم في هذه المقالة أهم الأمراض الناتجة عن القطط وكيفية الوقاية منها.

اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن قطتي مريضة؟

مرض خدش القطة (CSD)

هو مرض ينتج عن بكتيريا تدعى "بارتونيلا هنسلي" (Bartonella henselae)، توجد لدى نحو 40% من القطط، وينتقل للإنسان عن طريق الأمور التالية:

  • لعاب القطط المصابة.
  • براغيث القطط.
  • خدش القطة بمخالبها لجلد الإنسان.
  • لعق القطة الجروح المفتوحة لشخص ما.
  • التعامل مع براز القطط.

ويعاني المصابون بمرض خدش القطط من الأعراض التالية:

  • التورم وظهور البثور في موقع الخدش. 
  • انتفاخ العقد اللمفاوية في منطقة الجرح.
  • شعور بالألم مكان الخدش.
  • الحمى والصداع والتهاب العضلات والمفاصل.
  • التعب.
  • فقدان الشهية. 

يتعافى عادةً المصابون بهذا المرض بعد عدة أشهر دون بقاء أعراض مستدامة، لكن الأمر يختلف بالنسبة لذوي المناعة الضعيفة، إذ يعانون في بعض الأحيان من مضاعفات خطيرة كالتهابات العين والدماغ والقلب، ما يدعو إلى الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية.

ومن الممكن تفادي الإصابة بمرض خدش القطط عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون، والحفاظ على نظافة القطط وعدم إخراجها لأماكن غير نظيفة، وتجنب اللعب بخشونة مع القطط.

اقرأ أيضاً: ما هي الحساسية من القطط وكيف يمكن علاجها؟

داء المقوسات أو التوكسوبلازما

يمكن للقطط أن تسبب داء المقوسات عن طريق أكلها للقوارض أو الطيور أو مخلفات الحيوانات التي تحتوي وحيد خلية طفيلي يسمى توكسوبلازما جوندي، حيث يمكن للقط المصاب أن يفرز هذا الطفيلي في برازه لمدة تصل إلى أسبوعين، ويحتاج عادةً الطفيلي إلى فترة 1-5 أيام قبل أن يسبب العدوى، ومن المحتمل وجوده في الأماكن التالية:

  • التربة.
  • المياه.
  • الحدائق.
  • صناديق الرمل.
  • أماكن تغوط القطط المصابة.

يتميز داء المقوسات بظهور أعراض مختلفة تشبه تلك الخاصة بالإنفلونزا، لكن قد يسبب أضراراً للأجنة غير المولودين في حال تعرض الأم الحامل للطفيلي. وتشمل آثاره ما يلي:

  • الطفح جلدي.
  • تلف الجهاز العصبي للجنين.
  • التأخر العقلي.
  • تصلب أنسجة المخ.
  • تلف الكبد.
  • اختلالات في العينين.
  • موت الجنين في بعض الحالات نادرة.

يمكننا الوقاية من انتشار التوكسوبلازما من القطط إلى البشر عن طريق غسل اليدين وتغطية صندوق رمل القطط الذي تترك مخلفاتها به، وارتداء قفازات واقية أثناء التخلص من برازها، ومن الأفضل ترك القطط خارج المنزل أثناء فترة الحمل لدرء الإصابة.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا التخلص من رائحة الفم الكريهة لدى القطط؟

داء الكَلَب

على الرغم من أن اسم المرض مرتبط بالكلاب، فإن القطط تعد أيضاً من مسببات داء الكلب، إذ تنقل القطط فيروس الكَلَب عن طريق اللعاب أو التلامس مع جرح القطة المفتوح أو التماس مع الأغشية المخاطية للعين أو الأنف أو الفم، ويظهر المرض على القط المصاب بعد 4 أيام فيصبح القط المصاب مسعوراً أو مصاباً بشلل، وقد يُحدث المرض في حال أصاب الإنسان الأعراض التالية:

  • فرط النشاط.
  • السلوك الانفعالي.
  • رهاب الماء.
  • رهاب الهواء.
  • شلل عضلي بدءاً من مكان العض أو الخدش.
  • غيبوبة.
  • موت بسبب الشلل أو نتيجة السكتة القلبية التنفسية بعد عدة أيام وذلك بحسب نمط الإصابة.

لحسن الحظ تعتبر الوقاية من داء الكلب ممكنة بالتطعيم للحيوانات، ومن الممكن أخذ المصل الإسعافي في حال التعرض للعض من قطة أو كلب مشكوك بأمر إصابته، ويجب غسل مكان الخدش أو العض بسرعة وبشكل جيد بالماء والصابون فور التعرض للإصابة.

السعفة (Ringworm)

وتدعى أيضاً القوباء الحلقية، وهو مرض جلدي فطري ينشأ غالباً عن الإصابة بفطر (Microsporum canis)، وينتشر في الأماكن الرطبة والدافئة فيصيب القطط التي تنقله بدورها للإنسان، وقد يسبب ظهور الأعراض التالية:

  • طفح جلدي متقشر أو جاف أو منتفخ ومثير للحكة.
  • ظهور طفح رقعة بيضاوية الشكل من الجلد المتقشر ذي اللون البني المحمر على خد الطفل المصاب.
  • تمدد الطفح الجلدي السابق وظهور أكثر من طفح جلدي جديد.
  • تساقط مبعثر للشعر.

اقرأ أيضاً: لماذا تخرخر القطط؟

طرق الوقاية العامة من أمراض القطط

نستطيع حماية أنفسنا من أمراض القطط والحيوانات الأليفة عن طريق القيام بالإجراءات التالية:

  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد التعامل مع القطط والحفاظ على نظافتها.
  • القيام بالفحص الطبي للحيوانات الأليفة بشكل دوري.
  • تطعيم الحيوانات الأليفة ضد الأمراض الشائعة.
  • عدم السماح لقطتك بالتجول دون مراقبة وإشراف، حتى لا تتعرض لمسببات الأمراض.
  • تجنب إطعام القطط لحوماً نيئة أو أطعمة غير موثوقة.

على الرغم من إمكانية أن تسبب القطط الأمراض السابقة وغيرها الكثير، فإنها تظل كائنات أليفة مسلية وودودة في المنزل، لكن ينبغي لنا دائماً الحذر أثناء التعامل معها والانتباه قدر الإمكان كي لا تصبح تلك الحيوانات الناعمة المغطاة بالفرو سبباً للإخلال بصحتنا وعافيتنا.

المحتوى محمي