السلحفاة نوع من الزواحف التي تمتلك أصداف صلبة تختبئ بداخلها من الحيوانات المفترسة، وهي واحدة من أقدم الزواحف الموجودة على الأرض، وتطورت عبر ملايين السنين. وعلى الرغم من شهرتها بالبطء أثناء الحركة، إلا أنها تستطيع التأقلم في بيئات مختلفة فمنها السلاحف البرمائية، أي التي تعيش في الماء وفوق اليابسة، وتعيش في جميع أنحاء العالم وتتكيف مع أنواع المناخ المختلفة. فالسلاحف من الحيوانات المميزة على الأرض، وهناك سلاحف كبيرة الحجم قد يصل وزنها إلى 680 كيلوغراماً، وأخرى صغيرة لا يتجاوز وزنها بضعة كيلوغرامات، لكن لا يوجد سلحفاة متوسطة الحجم، بالإضافة إلى أنها واحدة من الكائنات الأليفة التي يربيها الإنسان.
تكاثر السلحفاة
تقطع السلحفاة البحرية مسافة كبيرة جداً بين مناطق التغذية والتكاثر، حيث تتزاوج السلاحف البحرية في البحر ثم تذهب إلى الشاطئ لوضع البيض داخل حفرة في الرمال وتغطيها جيداً ثم تعود للبحر مرة أخرى. بعد مرور 60 يوماً يفقس البيض، ثم تبدأ السلاحف الصغيرة رحلتها نحو المياه في الليل، وربما تواجه المخاطر من بعض الكائنات المفترسة البحرية.
أبرز أنواع السلاحف
هناك أنواع كثيرة جداً من السلاحف، منها:
السلحفاة حمراء الأذنين
وهي واحدة من أكثر السلاحف المائية شيوعاً، وتتميز ببعض الصفات التي تجعلها فريدة، مثل أنها اجتماعية ونشيطة وتنتشر على نطاق واسع وقوية. يمكنها العيش حتى سن الخمسين، وتتمتع بمظهر جميل، ولكنها قد تكون الأكثر تكلفة إذا أردت تربيتها.
السلحفاة المزركشة
وهي سلحفاة خجولة بعض الشيء، ولكنها جذابة ومميزة، وحجمها ليس كبيراً وتعيش في بيئة دافئة وتحب تناول الطعام أثناء السباحة في الماء.
السلاحف الخشبية
واحدة من السلاحف غير المائية، وقد تغرق في المياه العميقة، وتحتاج إلى طعام غني بالبروتين والخضروات، وهي تشتهر باللطف. لكن يصعب الحصول عليها حتى إنّ الاحتفاظ بها ممنوعاً في بعض الولايات الأميركية.
لماذا عليك عدم اقتناء سلحفاة؟
على الرغم من أنها كائن لطيف مسالم لا يُحدث ضجة مثل الحيوانات الأليفة الأخرى، إلا أنّ اقتناء سلحفاة قد لا يكون قراراً مناسباً في بعض الأوقات، هناك بعض الأسباب المنطقية، من ضمنها:
1- السلاحف أكثر تأقلماً في بيئتها الطبيعية
هل تساءلت من قبل عن المكان الذي تأتي منه تلك السلاحف التي تشتريها؟ الإجابة باختصار، إنها تُسرق من بيئتها الطبيعية، حيث يصطادها الصيادون المتخصصون ويبيعونها للمتاجر التي تبيعها للمهتمين بها أو تُربى في أماكن ضيقة وقد تكون غير نظيفة. قد يبدو أمر اقتناء سلحفاة ممتعاً بالنسبة إليك، ولكنه ليس كذلك للسلاحف، إذ تُحرم من البيئة التي تتحرك فيها بحرية، ما قد يؤثر على حالتها الصحية سلباً.
2- إذا كنت غير مستعد لتربيتها
تحتاج السلاحف إلى رعاية واهتمام والحفاظ على أسلوب حياة خاص وفريد لها، لذلك ينبغي البحث وسؤال المتخصصين جيداً إذا أردت تربية سلحفاة والتأكد من قدرتك على رعايتها جيداً. إذا لم تكن متأكداً ولكنك متحمس، فلا داعٍ لاقتنائها، أو إذا كنت لا تستطيع توفير بيئة مناسبة، إذ تحتاج السلحفاة إلى مساحة كبيرة للحركة والتجول بحرية في المكان الذي تعيش فيه، لذلك لا بد من توفير مكان مناسب في المنزل لتربية السلحفاة، ويجب أن تكون درجة حرارة المكان مناسبة والمواد الغذائية مناسبة لطبيعتها واحتياجاتها.
3- تعيش لفترات زمنية طويلة
ربما تكون ميزة أو عيباً، لكن السلحفاة من الكائنات المعمرة التي تستطيع العيش حتى 100 عام. على سبيل المثال، إذا اشتريت سلحفاة الآن، قد تكون صديقتك لبقية عمرك، ومن الممكن أن تعيش أكثر منك لسنوات طويلة أيضاً. لذلك عليك التعوّد عليها.
اقرأ أيضاً: مجموعة من أجمل صور السلاحف في اليوم العالمي للسلاحف
4- قد تعاني نفسياً
السلاحف كائنات اجتماعية تطور مهارات التواصل بينها بمرور الوقت عبر إصدار بعض الأصوات والتعاون في الأنشطة، ويبدأ هذا التواصل بينها عندما تكون صغيرة السن، وعادةً ما يكون أول تواصل مع الأمهات، وعندما تبتعد عن عائلتها، يصعب عليها تعلّم التواصل وقد تعاني نفسياً بسبب هذا الأمر.
5- إصابة الأطفال بالأمراض
السلاحف مثل أي نوع من الحيوانات قد تنقل العدوى أو أي مرض خطير للإنسان، خاصة الأطفال، لذلك يجب العناية بها جيداً في حال اقتنائها، وزيارة الطبيب البيطري بصورة دورية للتأكد من سلامتها.
السلاحف زواحف من ذوات الدم البارد، لن تجدها متعاطفة معك عندما تحزن مثل القطط أو غيرها من ذوات الدم الحار التي تشعر بك. وقد تكون السلحفاة كائناً مرغوباً فيه، ولا يسبب متاعب مثل الحيوانات الأليفة الأخرى، لكن عند التفكير في اقتنائها يجب أخذ العواقب في الحسبان.