ما الآفات والأمراض التي تهدد خلايا النحل؟

4 دقيقة
ما الآفات والأمراض التي تهدد خلايا النحل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Beekeepx

النحل مثله مثل جميع الكائنات الحية عرضة للإصابة بالبكتيريا والفيروسات والطفيليات. وعلى الرغم من أن الآفات والأمراض التي تصيب النحل تتراوح في شدتها من مصدر إزعاج بسيط إلى حالات تقتل المستعمرات بأكملها، فإن النحل عندما يكون بحالة صحية جيدة وتغذية جيدة تكون مقاومته للعوامل الضارة أعلى. علاوةً على ذلك، غالباً ما يكون التعرّف المبكر على الآفة أو المرض أهم العوامل التي تزيد فرصة السيطرة عليها، وتقلل بالتالي تأثيرها الاقتصادي. لذلك، إليك الدليل الشامل عن آفات النحل وأمراضه الأكثر شيوعاً.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لتربية النحل

ما الآفات والأمراض التي تُصيب النحل؟

تصيب بعض الأمراض والآفات الحضنة فقط (الحضنة هي كلمة تُطلق على مراحل حياة النحلة قبل طور الحشرة الكاملة، أي مرحلة البيوض واليرقات والعذارى)، وبعضها يصيب الحشرة البالغة فقط، والقليل منها يؤثر على كليهما. وفي كثير من الحالات، قد تتفاعل الآفات والأمراض مع بعضها بعضاً ما يؤدي إلى تفاقم آثارها الضارة على النحل.

الأمراض التي تصيب النحل  

مرض تعفُّن الحضنة الأميركي (American Foulbrood)

مرض بكتيري تسببه بكتيريا باينيباسيلوس لارفي (Paenibacillus larvae) المتبوِّغة (مكوِّنة للأبواغ)، تصيب الحضنة المغطاة في المراحل الأخيرة من أطوار حياة النحل (طور العذراء)، مسببة موت العذارى وتحللها إلى مادة لزجة كريهة الرائحة يمكن سحبها كخيط، ثم تجف وتبدو كحراشف صلبة داخل العين السداسية في عش الحضنة، كما تبدو أغطية الحضنة لزجة ومائية. هذا المرض شديد العدوى، ويمكن أن تبقى الأبواغ على المعدات المستخدمة مدة تصل إلى 60 عاماً.

مرض تعفُّن الحضنة الأوروبي (European Foulbrood)

مرض بكتيري تسببه بكتيريا ميليسوكوكس بلوتونيوس (Melissococcus plutonius) غير المتبوِّغة (لا تكوِّن أبواغاً)، تصيب الحضنة غير المُغطاة في المراحل الأولى من أطوار حياة النحل (طور اليرقات). تتضور اليرقات المصابة جوعاً، وتتحول إلى لون بني وغالباً ما تظهر ملتوية وتصاحبها رائحة كريهة. هذه الإصابة معدية جداً، وقد تبقى الأدوات معدية لعدة سنوات، وقد تعالج باستخدام المضادات الحيوية في حالة العدوى البسيطة، أو تُدمَّر المستعمرة وتُحرَق في حالة العدوى الشديدة.

مرض تعفُّن الحضنة الطباشيري (Chalkbrood)

يدعى أيضاً تحجر الحضنة أو تكلس الحضنة، وهو مرض فطري يصيب الحضنة المُغطاة يسببه فطر الأسكوبيروز (Ascosphaera apis)، يسبب موت اليرقات المصابة وجفافها متحولة إلى ما يشبه المومياء الصلبة البيضاء أو رمادية اللون.

مرض النوزيما

مرض فطري يسببه فطر نوزيما أبيس (Nosema apis)، وهو أحد أنواع الفطريات البويغية (Microsporidian). تغزو هذا الطفيليات أمعاء النحل وتنتج أبواغاً تبقى معدية لعدة سنوات. من الأعراض الأساسية لهذه العدوى: الإسهال الشديد (الزحار)، وجود نحل يزحف حول مدخل الخلية، الأجنحة مثبتة بزاوية غريبة على الجسم، قد يسبب ظهور بطون منتفخة ودهنية المظهر، وفي الحالات الشديدة تبدو مرتعشة.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك على زيادة عدد النحل في الخلية

الآفات التي تصيب النحل

عث (قراد) الفاروا (Varroa Mites)

ربما تكون هذه الآفة من أخطر الآفات والأمراض التي قد تصيب النحل على مستوى العالم، وهو طفيلي خارجي يصيب الحشرات البالغة والحضنة، وله 4 أنواع، لكن النوع المسمى الفاروا المدمِّر هو الأكثر أهمية وخطورة. يمكن أن تعيش أنثى القراد على النحل البالغ وتمتص دماءه، ثم تدخل إلى خلايا الحضنة للتكاثر، ويمكن أن تزداد أعدادها بسرعة كبيرة. وعلى الرغم من أن القراد في حد ذاته له تأثير ضئيل على النحل، فإنه ينقل مجموعة من الفيروسات التي تستطيع في بعض الحالات أن تقتل مستعمرات النحل بسرعة، مثل فيروس شلل النحل الحاد (Acute bee paralysis)، والفيروس المشوِّه للأجنحة (Deformed wing virus)، وفيروس نحل كشمير (Kashmir bee virus)، وفيروس الشلل البطيء (Slow paralysis virus).

عادة ما تكون المراحل الأولى للإصابة بالفاروا دون علامات واضحة، لكن وعندما تكون العدوى شديدة يمكن رؤية العث على أجساد النحل مع أعراض واضحة تختلف باختلاف الفيروسات التي ينقلها القراد. أما بالنسبة للعلاج، وبعد أن أصبح الجيل الأول من كيماويات البيرثرويد الاصطناعية غير فعّال بشكل عام في علاج الفاروا، فغالباً ما يستخدم معظم مربيّ النحل الزيوت والأحماض الطبيعية مثل الثيمول والأكساليك أو حمض الفورميك في التخلص منه.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل لتغذية النحل بالمحاليل السكرية لكل فصل

خنفساء خلايا النحل (Small Hive Beetle)

هي حشرات متطفلة صغيرة الحجم موطنها الأصلي إفريقيا، ولكنها انتشرت منها إلى جميع أنحاء العالم عن طريق الحركة التجارية للنحل. وعلى الرغم من اعتبارها آفة صغيرة وثانوية في نطاق موطنها الأصلي، فقد أصبحت مشكلة رئيسية في المناطق التي أدخلت إليها؛ إذ تتغذى الخنافس البالغة ويرقاتها على يرقات النحل وحبوب اللقاح والعسل وحضنه النحل، حيث تضع الأنثى البالغة بيضها في خلية النحل، وعندما يفقس وتخرج اليرقات، تتغذى على الحضنة وحبوب اللقاح والعسل، ثم تترك الخلية وتخرج إلى التربة، حيث تتحول إلى حشرات بالغة وتطير بحثاً عن خلايا جديدة. عندما تكون الإصابة شديدة، قد يهجر النحل الخلية. يمكن تشخيص هذه الحالة عن طريق تحديد الخنافس البالغة في الخلية، ويمكن علاجها بالمبيدات الحشرية التي تقتل الخنافس وليس النحل.

قراد تروبيلايلابس (Tropilaelaps Mites)

لهذا القراد أو ما يُسمى السوس (العث) أنواع عديدة، ولكل نوع منها نطاق جغرافي مختلف، لكنها جميعاً تتواجد في المناطق الآسيوية. وهو عبارة عن طفيليات خارجية تتغذى على الحضنة من اليرقات والعذارى، وتسبب نمطاً غير منتظم من الحضنة المغطاة وغير محكمة الإغلاق، وكذلك تسبب تشوّهات عند الحشرات البالغة، وهي تنتشر عن طريق الاتصال المباشر بين حشرات النخل، أو عن طريق نقل الحضنة بين الخلايا. هذه الطفيليات كبيرة الحجم بما يكفي لرؤيتها بالعين المجردة، وتتوافر العلاجات الكيميائية لتقليل أعدادها أو القضاء عليها.

قراد النحل الوودي أو عث أكارابيس (Acarapis woodi)

يعيش هذا القراد داخل القصبة الهوائية أو أنابيب التنفس للنحل البالغ، وقد يوجد أيضاً داخل الأكياس الهوائية في الصدر والبطن والرأس. يخترق العث جدران أنبوب تنفس بأجزاء فمه ويتغذى على دم النحل أو على اللمف الدموي (Hemolymph).

عثة الشمع الكبيرة (Greater wax moth)

تسبب يرقات عثة الشمع الكبيرة أضراراً جسيمة على أمشاط شمع العسل التي يتركها النحل دون رعاية، خصوصاً الأمشاط الموجودة في الخلايا الضعيفة أو الميتة أو المخزنة.

ختاماً، بالإضافة إلى الآفات والأمراض التي تصيب النحل، فثمة أنواع مختلفة من الفيروسات التي قد تصيبه، والتي تختلف أعراضها من أجنحة مشوّهة إلى مظهر دهني خالٍ من الشعر، إلى ضعف الحركة والشلل. ومع ذلك، فإن معظم الإصابات الفيروسية ليست مشكلة خطيرة في حالة كانت الخلايا بحالة صحية جيدة ولا تعاني من إجهاد مزمن، ولم تترافق مع آفات أو أمراض أخرى.

المحتوى محمي