تَوصّل باحثون في معهد البيولوجيا الخلوية والجزيئية البرتغالي إلى أنّ التدريب المكروه للكلاب؛ مثل العقاب الإيجابي والتعزيز السلبي، يمكن أن يكون له آثار سلبية طويلة المدى على الحالة النفسية للكلاب، ونُشرَت نتائج الدراسة في دورية بلوس وان.
أكّد الباحثون أنّ التدريب المكروه له آثار سلبية، وكان في الأساس مخصّصاً لكلاب الشرطة والمختبرات، بالإضافة إلى ذلك، يميل المدربون إلى استخدام تدريب طوق الصدمة في التدريب المكروه؛ وهو واحد فقط من عدة أدوات مستخدمة.
وجد الباحثون أنّ الكلاب المُدرَّبة بنسب أعلى من الأساليب المستندة إلى الكره، عانت من رفاهية أقل خارج سياق التدريب مقارنةً بالكلاب المدرَّبة على الأساليب القائمة على المكافأة.
جنّد الباحثون 42 كلباً من 3 مدارس تستخدم التدريب القائم على المكافآت؛ مثل الطعام أو اللعب، و50 كلباً من 4 مدارس تستخدم التدريب المكروه، واستخدمَت 2 من هذه المدارس تقنيات تدريب معتدلة على أساس مكروه، واثنتان كانتا أكثر قسوة.
تم تصوير كل كلب خلال الدقائق الـ 15 الأولى من 3 جلسات تدريبية، وأُخذَت عيّنات من اللعاب لتقييم مستويات الإجهاد من التدريب، وأُخذ أيضاً 3 عينات من كلب مسترخي في المنزل لتحديد المستويات الأساسية لهرمون الإجهاد؛ الكورتيزول.
قام الباحثون أيضاً بتحليل سلوك الكلاب أثناء التدريب للبحث عن سلوكيات الإجهاد؛ مثل التثاؤب ولعق الشفاه ورفع الكفوف والصياح، وما لا يثير الدهشة أنّ الكلاب في فصول التدريب المكروه أظهرت سلوكيات توتر مرتفعة، لا سيما التثاؤب ولعق الشفاه، وزاد لعابها بشكل ملحوظ من مستويات الكورتيزول مقارنةً بوقت الاسترخاء في المنزل.
على النقيض من ذلك ، كانت الكلاب في التدريب القائم على التعزيز الإيجابي أفضل كثيراً؛ فمثلاً كانت سلوكيات الإجهاد لديهم أقل بكثير، ومستويات الكورتيزول طبيعية أكثر بكثير.
كانت الخطوة التالية هي تقييم الآثار طويلة المدى لهذا الإجهاد. بعد شهر من تقييم الكلاب في التدريب، تم تدريب 79 منهم بعد ذلك على ربط وعاء على جانب واحد من الغرفة بوجبة خفيفة من النقانق. إذا كان الوعاء في هذا الجانب، فإنه يحمل دائماً طعاماً لذيذاً، وإذا كان موجوداً على الجانب الآخر، فإنه خالٍ من المكافأة. تخلّص الباحثون أيضاً من رائحة النقانق في جميع الأطباق للتأكد من أنها لا تُفسد التجربة.
نقل الباحثون الأوعية في جميع أنحاء الغرفة إلى أماكن غامضة؛ لمعرفة مدى سرعة اقتراب الكلاب بحثاً عن الطعام، وفُسّرَت السرعة العالية على أنّ الكلب كان يتوقع مكافأة لذيذة من الطعام، في حين أنّ السرعة البطيئة تعني أنّ الكلب كان أكثر تشاؤماً بشأن محتويات الوعاء.
من المؤكد أنه كلما تلقّى الكلب تدريباً أكثر كرهاً، كلما اقترب من الوعاء بشكل أبطأ، ومن المثير للاهتمام أنّ الكلاب من مجموعة التدريب القائمة على المكافآت تعلّمَت بالفعل مهمة تحديد موقع الوعاء بشكل أسرع من كلاب التدريب المكروه.
يشير هذا إلى أنّ التدريب القائم على المكافأة قد يكون في الواقع أكثر فعالية، على الرغم من أنّ الباحثين يشيرون إلى أنّ هذا قد يكون لأنّ الكلاب تفهم بالفعل طرق التدريب القائمة على المكافأة، وتشير النتائج إلى أنّ التدريب المكروه لا يتميّز بالضرورة عن تدريب المكافأة، وأنّ التدريب على المكافأة أفضل بكثير لسلامة الكلاب النفسية.