أصبح البشر في العالم يقضون وقتهم في منازلهم منذ بداية 2020، وبالنسبة للعديد منهم؛ مثّل ذلك فرصةً مثاليةً لاقتناء الحيوانات الأليفة. في المملكة المتّحدة وحدها، حصلت ما يقدر بـ 3.2 مليون أسرة على حيوان أليف منذ بداية جائحة كوفيد-19، وكان امتلاك الكلاب هو الأكثر شيوعاً بنسبة 57%، وتلاه امتلاك القطط بنسبة 38%.
هذا الازدياد الفجائي في امتلاك الحيوانات الأليفة يثير المخاوف حول رفاهها. جراء الكلاب التي امتُلكت خلال الحجر تم استثنائها من تجارب التنشئة الاجتماعية الهامة والتدريب، وهي نشاطات مرتبطة بالسلوكيات التي يسببها التوتر؛ والتي تتراوح من العصبية إلى العدوانية الناتجة عن الخوف.
التوتر لدى الحيوانات الأليفة
الكلاب التي امتُلكت خلال الجائحة ليست الوحيدة التي تبدي علامات للتوتر والمشاكل السلوكية، فحياة حيواناتنا الأليفة لم تكن طبيعية معظم السنة الماضية. انخفضت نسب تفاعل الكلاب مع بعضها، وقل عدد الأشخاص الذي يزورون بعضهم ولم تقضي الكلاب أوقاتاً لوحدها كثيراً منذ بداية الجائحة.
أدّت هذه الأمور إلى تغيّرات يمكن ملاحظتها في سلوك الكلاب، ازدادت نسب سلوكيات؛ مثل الزمجرة أو عض الأطفال، بمقدار 57% خلال الحجر، وازدادت نسب البحث على جوجل تحت عناوين مثل «نباح الكلاب» و«عض الكلاب» بنسب 48% و 40% على الترتيب؛ مما يشير إلى أن بعض جوانب الحجر الصحي كانت صعبةً بشكلٍ خاص بالنسبة إلى حيواناتنا الأليفة.
كبشر؛ نحن نميل للتركيز على التوتر الظرفي؛ مثل مواعيد تسليم العمل أو دفع الفواتير؛ لكن التوتر يمكن أن ينتج من أي شيء يجعل التوازن الهرموني في الجسم يضطرب. وجود عامل موتّر يتسبب في اضطراب في الهرمونات يبلغ ذروته في إطلاق الغلوكوز الذي يتسبب بدفعة من الطاقة الهدف من وجودها هو الهروب من عامل التوتر؛ وهذا يحفّز استجابة الكر أو الفر أو السكون.
تتراوح مولّدات التوتر من المخاطر الجسدية؛ مثل المفترسات، إلى البيئات التي لا يمكن التنبّؤ بها؛ وهو النوع الذي من المحتمل أن تكون حيواناتنا الأليفة تعاني بسببه حالياً. لا يقتصر هذا الأمر على الكلاب والقطط، فقد تبيّن أن التغيّرات التي تطرأ على الروتين تحفّز التوتر عند الطيور، الأغنام والأحصنة.
هل يعاني حيوانك الأليف من التوتر؟
قد تكون علامات التوتّر عند حيوانك الأليف واضحةً؛ مثل السلوكيات المدمّرة أو الصوت العالي؛ لكن هناك أيضاً بعض العلامات المبهمة للقلق؛ مثل اللُّهاث، سيلان اللعاب، المشي السريع، تفقّد النوافذ والأبواب بشكلٍ مستمر، أو قضم وحك الجسم.
للأسف؛ قد يكون للحجر الصحي آثار بعيدة المدى على قدرة الحيوانات الأليفة على التكيّف مع قضاء الوقت وحدها في المنزل. الكلاب التي كانت تعاني من اضطراب قلق الانفصال قبل الجائحة، ستزيد حالتها سوءاً على الأرجح عندما تُترك وحدها مجدداً بعد عودة أصحابها إلى أعمالهم؛ لكننا نتوقّع أيضاً ظهور حالات إصابة جديدة، وذلك لأن الكلاب الأخرى، وخصوصاً الجراء، اعتادت على صُحبَة البشر.
بيّنت الأبحاث السنة الماضية أن 83% من أصحاب الكلاب لاحظوا ازدياداً في أنين أو نباح كلابهم عند انشغال سكان المنزل. ازداد عدد التقارير التي تبين تعلّق الكلاب بالشر وملاحقتها لهم في المنزل خلال الحجر بنسبة 41%. كل هذه السلوكيات يمكن أن تكون مؤشرات على ظهور قلق الانفصال عند الكلاب.
اقرأ أيضاً: حيوانك الأليف يفتقدك إذا انفصل عنك: 4 خطوات للتعامل معه
نصائحنا
الأخبار السّارة هي أن الأوان لم يفت بعد على تجهيز كلبك للعودة إلى الوضع الطبيعي، وتدريبه على مهارات مهمة يمكنه تطبيقها في أي ظرف. إذا بدأت بقضاء المزيد من الوقت خارج المنزل، يجب أن تتذكّر أن هذا التغيير في الروتين يتسبب بالتوتّر لحيوانك الأليف. ابدأ باتّباع الإجراءات الوقائية من الآن لتتجنّب المشاكل في المستقبل.
- إذا كان لديك كلب معتاد على قضاء الوقت وحده في المنزل؛ تأكد من الحفاظ على قدرته على التكيّف مع هذا الأمر عن طريق قضاء فترات من الانفصال خلال النهار عندما تكون في المنزل؛ مثل حجره في مكان معين خلال فترة عملك من المنزل، كما يمكنك أن تترك كلبك وحده في المنزل لفترات قصيرة من الزمن.
- قم بزيادة المدة التي ينفصل فيها كلبك عن أعضاء العائلة بشكلٍ تدريجي، واجعلها تترافق مع أمر إيجابي؛ مثل مكافأة من الطعام تدوم طويلاً.
- راقب تجاوب كلبك، وقلل وقت الانفصال إذا أظهر علامات على القلق.
- إذا كان الكلب يُظهر سلفاً علامات على قلق الانفصال؛ مثل النباح، العواء، التبوّل أو التبرّز في المنزل عند تركه وحيداً، يجب أن تحصل على مساعدة الطبيب البيطري فوراً.
- تجنّب البحث عن حل سريع؛ مثل أطواق منع النباح أو معاقبة كلبك. هذه المقاربات غالباً ما تفاقم المشكلة، وتتسبب في مشاكل أخطر يصعب حلّها في المستقبل.
تعليم الكلاب على الاسترخاء عند تركها لوحدها يستغرق الوقت والصبر، وخصوصاً في حالة الجراء خلال الجائحة؛ والتي لم تنفصل عن مالكيها إلا نادراً؛ لكن تدريب الكلاب على أن الوحدة ليست مصدراً للتوتر، وتطبيق النصائح أعلاه، يمكن أن تقيك من مشاكل جدية يكون حلّها أصعب بكثير في المستقبل.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.