لماذا تعتمد الكلاب على حاسة الشم؟ وكيف يمكن مساعدتها على تعزيزها؟

لماذا تعتمد الكلاب على حاسة الشم؟ وكيف يمكن مساعدتها على تعزيزها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Hanna Borysenko
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تستطيع الكلاب تحديد ما إذا كان الكلب المجاور ذكراً أو أنثى، مسالماً أو عدوانياً، مريضاً أو سليماً عن طريق شم رائحته فحسب. في الواقع، تحصل الكلاب على فكرة عامة عن بعضها بعضاً من خلال شم سريع، وتحصل على معلومات أكثر تفصيلاً من خلال الاقتراب والشم أكثر، كما يمكنها أن تتعرف على كلاب رأتها منذ عدة سنوات فقط من خلال رائحتها؛ إذ تتمتع بذاكرة ممتازة عندما يتعلق الأمر بالروائح. فلماذا تعتمد الكلاب على حاسة الشم أكثر من غيرها من الحواس؟ وكيف نعزز هذه الحاسة؟ وما أهمية ذلك؟

اقرأ أيضاً: ما المؤشرات التي تدل على أنك تربي حيواناً أليفاً سعيداً؟

لماذا تعتمد الكلاب على حاسة الشم أكثر من غيرها من الحواس؟

تتمتع الكلاب بقدرة شم غير عادية تفوق قدرة البشر بكثير. وعلى ما يبدو، فإن حاسة الشم لديها هي الحاسة الرئيسية؛ إذ تستخدمها ليس فقط لجمع المعلومات عن البيئة المحيطة والتواصل مع الآخرين والقيام بأدوارها المختلفة مثل الصيد والرعي، وإنما للعثور على مصدر الرائحة أيضاً، وهو أمر بالغ الأهمية لتحديد مكان الطعام أو الخطر أو الشركاء للتكاثر. يمكن تفسير القدرة الشمية الاستثنائية عند الكلاب اعتماداً على مجموعة من العوامل، وهي:

اقرأ أيضاً: 7 نصائح لتربية الكلب في المنزل بشكل صحيح

المستقبلات الشمية

 تمتلك عدداً هائلاً من المستقبلات الشمية الموجودة في أنوفها، تُقدّر بأكثر من 100 مليون موقع للمستقبلات الحسية في تجويف الأنف، مقارنة بـ 6 ملايين عند البشر. يمكن القول إن حاسة الشم عند الكلاب أقوى بنحو 1,000 إلى 10,000 مرة من مثيلتها عند الإنسان. 

حجم البصلة الشمية

تكرّس الكلاب الكثير من قوة دماغها لتفسير الروائح؛ فالبصلة الشمية هي المنطقة من الدماغ التي تحتوي على الأنسجة العصبية المسؤولة عن معالجة الروائح، ذات مساحة كبيرة نسبياً عند الكلاب مقارنة بالحيوانات الأخرى، ما يزيد قدرتها على تفسير وتحليل الروائح بقدر كبير من التفصيل. في الواقع، مساحة هذه المنطقة في أدمغة الكلاب أكبر بنحو 40 مرة من المساحة المماثلة في دماغ الإنسان.

اقرأ أيضاً: لماذا من الضروري التخلص من فضلات الكلاب؟

عضو جاكوبسن والتشريح الفريد للجهاز الأنفي

تسمح حاسة الشم عند الكلاب لها باكتشاف مجموعة واسعة من الروائح حتى أكثر مما تسمح به المستقبلات الخاصة بها نظرياً، وذلك من خلال مكونين رئيسيين هما المهارة الشمية الرئيسية، و”عضو جاكوبسن” أو “العضو الميكعي الأنفي”. يقع داخل تجويف الأنف ويفتح في سقف الفم خلف القواطع العلوية. يعمل هذا العضو بمثابة عضو شم ثانوي مخصص للكشف عن الفرمونات والروائح الكيميائية الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، يوجَّه نحو 12-13% من الهواء المستنشق إلى الظهارة الشمية الرئيسية، حيث تتراكم جزيئات الرائحة ولا تخرج مع الزفير، فتقوم المستقبلات الشمية بتصفية الروائح وتحليلها. كما تظهِر الكلاب أيضاً ميزة الاستنشاق الجانبي؛ أي تميلُ إلى استخدام فتحة الأنف اليمنى أولاً عند شم رائحة ما، فإذا كانت مألوفة، تتحول إلى استخدام فتحة الأنف اليسرى، أمّا إذا كانت رائحة جديدة أو تهديداً، فإنها تستمر في استخدام فتحة الأنف اليمنى فقط. يُعزى ذلك إلى أن نصف الكرة المخية الأيمن للكلاب يتحكم بمعالجة المعلومات الجديدة، فيما يتولى النصف الأيسر مسؤولية الاستجابات السلوكية للمحفزات المألوفة.

علاوة على ذلك، لدى الكلاب دورات أنفية (الدورة الأنفية تعني أن كمية الهواء التي تمر في فتحتي الأنف ليست متساوية) تتضمن احتقان القرينات الأمامية. يُنظَّم هذا الاحتقان عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي ومنطقة ما تحت المهاد، ما يسمح في اكتشاف الروائح في ظل ظروف انخفاض تدفق الهواء. 

اقرأ أيضاً: كيف تنتقل فيروسات بارفو إلى الكلاب؟ وما هي أعراض الإصابة بها وطرق علاجها؟

التركيب التشريحي الخارجي للأنف ورطوبته

تتمتع الكلاب بمساحة سطحية لأنفها أكبر بكثير من أنوف البشر، كما أن قدرتها على تحريك الهواء عبر أنفها أفضل، ما يُتيح لها فرصة التقاط الروائح بشكلٍ أكبر. كذلك تؤدي رطوبة الأنف دوراً كبيراً في عملية الشم؛ إذ يلتقط الأنف الخارجي الرطب والقناة الأنفية المغطاة بالمخاط جزيئات الرائحة على نحو أكبر، لهذا السبب تشاهد الكلاب تقوم بلعق أنفها عندما يجف. 

التكيُّف التطوري

الكلاب من نسل الذئاب وأسلافها اعتمدت اعتماداً كبيراً على حاسة الشم للصيد والتتبع والتواصل، وقد شكّل هذا التاريخ التطوري الأولويات الحسية للكلاب ما جعل الرائحة جزءاً أساسياً من استراتيجية بقائها على قيد الحياة، فهي وكما ذكرنا سابقاً تستخدم حاسة الشم للتواصل مع الحيوانات الأخرى، وفهم البيئة المحيطة، وإدراك العواطف والتعرف على الأفراد، وإيجاد الطعام.

اقرأ أيضاً: لماذا تعوي الكلاب مثل الذئاب؟

لماذا ينبغي تعزيز حاسة الشم عند كلبك الأليف؟

 للأسباب التالية ينبغي تعزيز حاسة الشم عند كلبك الأليف:

  • زيادة الشعور بالأمان: يساعد تعزيز حاسة الشم عند كلبك الأليف على الشعور بالأمان؛ إذ يسمح له بتقييم البيئة التي يعيش فيها، وخصوصاً إذا احتوت على ما يدعو إلى القلق.
  • توفير التحفيز الذهني للكلب: منح كلبك وقتاً قصيراً للاستنشاق يومياً يحفزه ذهنياً ويقلل شعوره بالملل، وذلك لأن جزءاً كبيراً من دماغه مخصص لتفسير الروائح.
  • زيادة الشعور بالسعادة: تعزيز حاسة الشم عند الكلاب يلبي جزءاً كبيراً من احتياجاتها الحسية، فتأثيرها يماثلُ تأثيرَ التمارين البدنية والذهنية واللعب، إذ يجعله الاستنشاق سعيداً ويمنحه متنفساً لسلوكياته الطبيعية. 
  • استخدامها في التطبيقات العملية: حاسة الشم عند الكلاب قوية جداً لدرجة أنه يمكنك تدريبها على أمور عملية مفيدة؛ مثل الكشف عن القنابل أو المخدرات، وعن الأمراض التي تُصيب الإنسان مثل السرطان والسكري. 

اقرأ أيضاً: كيف ترى الكلاب العالم من حولها؟ وهل هي مصابة بعمى الألوان؟

كيف تعزز حاسة الشم عند كلبك؟

ثمة عدة طرق لمساعدة الكلاب على تقوية حاسة الشم، إليك أبرزها:

  • العب مع كلبك ألعاباً تعتمد على الرائحة: يمكنك تدريب كلبك على تعزيز حاسة الشم من خلال مجموعة من الألعاب، مثل إخفاء لعبته المفضلة وتركه يبحث عنها، أو عبر لعبة الأكواب، وذلك عبر إخفاء قطعة حلوى تحت واحد من ثلاثة أكواب، وجعله يشم الكوب الذي يحتوي على القطعة، وغيرها من الألعاب المماثلة الأخرى. 
  • خذ كلبك للتنزه: سيساعد إخراج كلبك للمشي في الخارج مرتين يومياً لمدة 15 دقيقة على تطوير قدرته على الشم، وذلك عبر تعرضه لمجموعة مختلفة من الروائح. امنحه وقتاً كافياً عندما يتوقف لشم رائحة معينة، وحاول اصطحابه إلى أماكن جديدة ومختلفة دائماً. 
  • حسِّن النظام الغذائي لكلبك: يمكن للنظام الغذائي أن يؤثّر في قدرته على شم الروائح تأثيراً إيجابياً، وتحديداً الأغذية الغنية بأحماض أوميغا 6 الدهنية، وبعض أنواع الزيوت مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس.