لا تفرط في إطعام قطتك حتى لا تُصاب بالأعراض الصحية التالية

دراسة جديدة تبيّن تأثير الإفراط في الأكل في ميكروبيوم القطط وجهازها الهضمي
تبلغ نسبة القطط المنزلية التي تعد مصابة بالسمنة في الولايات المتحدة 60% تقريباً. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سمنة القطط هي الاضطراب الغذائي الأكثر شيوعاً الذي يشخصه الأطباء البيطريون بين القطط المنزلية في الولايات المتحدة. يُعرّف هذا الاضطراب على أنه تجاوز وزن الجسم الوزن الطبيعي الذي يتراوح بين 3.6 و5.4 كيلوغرامات بنسبة 20% أو أكثر، ويمكن أن يؤثر في طول عمر القطط ويؤدي إلى الإصابة بمرض السكري والالتهابات المزمنة وغيرها من المشكلات الصحية. اكتشف الباحثون في دراسة نشرت في سبتمبر/أيلول 2023 في مجلة علوم الحيوان (Journal of Animal Science) أن الإفراط في تناول الطعام له بعض التأثيرات الملحوظة في ميكروبات الأمعاء والجهاز الهضمي لدى القطط.

وفقاً لعالمة التغذية في جامعة إلينوي والمؤلفة المشاركة للدراسة الجديدة، كيلي سوانسون، يعاني نحو 60% من القطط في الولايات المتحدة زيادة الوزن.

قالت سوانسون في بيان صحفي: “على الرغم من أن العديد من الدراسات نظر في فقدان الوزن لدى القطط، لم يجرِ الباحثون سوى القليل من الدراسات على العملية المعاكسة، التي تعد مهمة أيضاً. أردنا في هذه الدراسة جمع المزيد من المعلومات عن التغيرات الاستقلابية والمعديّة المعويّة التي تحدث نتيجة الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن لدى القطط”.

اقرأ أيضاً: هل القطط أذكى من الكلاب حقاً؟

تغيّرات معقّدة

تناولت 11 قطة بالغة خضعت لعملية إزالة المبيضين والرحم طعام القطط العادي (الطعام الجاف) مدة أسبوعين في الدراسة الجديدة. أُخذت قياسات الجسم الأساسية عند بداية الدراسة وسُمح للقطط بتناول كمية غير محدودة من الطعام. جمع الباحثون أيضاً عيّنات الدم والبراز على فترات منتظمة وراقبوا نشاط القطط البدني. قيّم الباحثون زيادة الوزن لدى القطط باستخدام مقياس يحمل اسم درجة حالة الجسم، الذي يشبه مؤشر كتلة الجسم المثير للجدل الذي يُستخدم في دراسة وزن البشر. يتألف هذا المقياس من 9 نقاط، وتُعد القطط التي لديها درجة 6 أو أعلى زائدة الوزن. مثل مؤشر كتلة الجسم، مقياس درجة حالة الجسم هو مقياس كمي ولكنه ذاتي في الوقت نفسه ويُستخدم في تقييم نسبة دهون الجسم لدى الحيوانات الأليفة.

تناولت القطط كمية أكبر من الطعام مباشرة عندما سُمح لها بالإفراط في تناول الطعام، وبدأت باكتساب الوزن. بلغ متوسط درجة حالة الجسم لدى القطط 5.41 في بداية الدراسة. وازداد المتوسط إلى 8.27 بعد 18 أسبوعاً من الإفراط في تناول الطعام. تعني هذه الزيادة في درجة حالة الجسم أن القطط كانت زائدة الوزن من ناحية كتلة الجسم بنسبة 30% تقريباً.

حلّل الباحثون أيضاً خلال الدراسة التي استمرت 20 أسبوعاً التغيّرات في معدّل تبرّز القطط وزمن العبور المعدي المعوي وكفاءة هضم المغذّيات، بالإضافة إلى التغيرات في تركيب ميكروبيوم الأمعاء.

قالت سوانسون: “لاحظنا أن زمن العبور المعدي المعوي يقصر وكفاءة الجهاز الهضمي تنخفض عندما تتناول القطط كمية أكبر من الطعام وتكتسب الوزن. عندما يحصل الجسم على كمية أقل من الطعام، سيصبح أكثر كفاءة في امتصاص المغذيات منه. ولكن عندما يزداد مدخول الطعام، فإنه يعبر الجهاز الهضمي بسرعة أكبر ويمتص الجسم كمية أقل من المغذيات منه”.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الكسور عند القطط وكيف يتم التعامل معها وعلاجها؟

تحوّل بكتيريّ خاص بالقطط

تغيّر تركيب ميكروبيوم أمعاء القطط أيضاً خلال الفترة التي اكتسبت فيها هذه الحيوانات الوزن، التي دامت 18 أسبوعاً. ازداد عدد بكتيريا بيفيدوباكتيريوم (Bifidobacterium) المضادة للميكروبات التي تساعد على تحفيز الجهاز المناعي وتقي من مسببات الأمراض. وفي الوقت نفسه، انخفض عدد بكتيريا كولينسيلا (Collinsella) المحللة للألياف، التي ترتبط ببعض الأمراض المسببة للالتهاب. وفقاً لسوانسون، تتعاكس هذه النتائج مع تلك التي يقيسها العلماء في البشر الذين يعانون زيادة الوزن، وتشير إلى أن ارتباط النتائج بزيادة الوزن معقّد؛

إذ تقول: “تغيُّر زمن العبور المعدي المعوي هو اكتشاف جديد، وقد يفسّر تغيّر تركيب الكائنات الحية الدقيقة البرازية. يجب أن تأخذ الدراسات المستقبلية في الاعتبار قياس زمن العبور لتفسير التغيّرات التي تطرأ على الميكروبيوم لدى الحيوانات الأليفة بدقة أكبر”.

ازداد معدّل تبرّز القطط مع ازدياد مدخولها من الطعام. وانخفضت درجة الأس الهيدروجيني لبرازها مع زيادة وزنها، ما يعني أن برازها أصبح حامضياً أكثر. يشير انخفاض درجة الأس الهيدروجيني للبراز لدى البشر إلى انخفاض كفاءة امتصاص الدهون أو الكربوهيدرات في الجسم. يبدو أن ترافق انخفاض درجة الأس الهيدروجيني للبراز مع زيادة تناول الطعام يشير إلى انخفاض كفاءة عملية الهضم لدى القطط أيضاً.

استخدم الفريق أطواقاً خاصة لقياس مستويات نشاط القطط. وُضعت القطط في مجموعة تستطيع فيها التفاعل بعضها مع بعض واللعب بالألعاب، باستثناء الأيام التي جُمعت فيها عينات البراز.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى مسببات الأمراض التنفسية عند القطط وأعراضها وعلاجها

قالت سوانسون: “توقعنا أن زيادة الوزن قد تؤدي إلى انخفاض النشاط البدني، لكننا لم نلاحظ تغييرات متّسقة في مستوى النشاط. مع ذلك، يختلف ذلك باختلاف القطط والبيئة التي تعيش فيها، ومدى تفاعل أصحابها معها”.

اتبعت القطط في نهاية الدراسة نظاماً غذائياً مقيّداً ساعدها على فقدان ما اكتسبته من وزن. يمكن أن يساعد التوصل إلى فهم أعمق للتغيرات الهضمية والاستقلابية التي تترافق مع السمنة لدى الحيوانات الأليفة المنزلية على وضع خطط الوقاية والعلاج المستقبلية. بيّنت دراسة جديدة أخرى شاركت سوانسون في تأليفها أن التغذية المقيّدة يمكن أن تعزز القدرة على الحفاظ على الوزن الصحي والتخلّص من الدهون لدى القطط.

يقترح الفريق أيضاً أن يجري أصحاب القطط النشاطات البدنية مع قططهم على نحو منتظم. يستطيع هؤلاء جعل النشاطات البدنية ممتعة للقطط من خلال تحفيزها على البحث عن الطعام بوضعه في نقاط مختلفة في المنزل، أو استخدام ألغاز الطعام في وقت الوجبات. وفقاً لسوانسون، تعزز الطريقتان انخراط القطط وإثرائها العقلي.