هل تسبب الحيوانات الأليفة العقم لأصحابها؟ وكيف تحمي عائلتك؟

هل تسبب الحيوانات الأليفة العقم لأصحابها؟ وكيف تحمي عائلتك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Gladskikh Tatiana

حتى الآن، لا يوجد أي رابط يشير إلى وجود صلة بين اقتناء الحيوانات الأليفة الشائعة والإصابة بالعقم، أي لن يؤثّر وجود الكلاب أو القطط أو الهامستر أو غيرها من الحيوانات الأليفة في المنزل على معدل الخصوبة غالباً. ولكن بالوقت نفسه، قد تقف أنواع من الإنتانات غير المعالجة بالشكل الصحيح والتي تنتقل إلى البشر وراء التأثير السلبي على خصوبة الإنسان، فما هذه الإنتانات وكيف نحمي أنفسنا من الإصابة بها؟

داء المقوسات عند القطط والعقم

إذا كنت من محبي القطط أو مالكيها، فمن المحتمل أنك تخشى التحذير المخيف: "القطط تُعرّض صحة المرأة للخطر مسببة العقم وحتى الإجهاض"، فهل تشكّل القطط حقاً تهديداً للصحة الإنجابية للمرأة؟ 

غالباً ما يكون داء المقوسات، وهو إنتان طفيلي السبب، وراء هذا التحذير، حيث تُصاب القطط بهذا الداء الطفيلي عند تناول اللحوم النيئة إمّا عن طريق صيد القوارض المصابة بهذا الطفيلي أو من البيئة المحيطة، لتقوم بطرح هذه الطفيليات عن طريق البراز، وبهذا الشكل تصل إلى الإنسان عن طريق ملامسة براز القطط أو عن طريق تناول الفاكهة والخضروات الملوثة بالطفيلي.

التحذيرات تكاد لا تنتهي حول خطورة إصابة الحامل بطفيلي المقوسات، لما يسببه من مضاعفات تؤثّر على سير الحمل وتزيد من فرص حدوث الإجهاض والولادات الميتة. وأبعد من ذلك، ينتقل هذا الطفيلي إلى الجنين مسبباً مضاعفات قد تتطور لاحقاً في أثناء الطفولة أو حتى في عمر البلوغ. والأمر المثير للاهتمام، أن الإصابة السابقة للحمل بداء المقوسات لا تعرّض سير الحمل لأي خطر، لهذا السبب من المستحسن أن تقوم الإناث المُقْدمات على الحمل أو اللاتي يعرفن أنهن حوامل بزيارة مقدم الرعاية الصحية لتدبير الحالة بالشكل الأفضل، علماً أن الآثار المثبتة لداء المقوسات تقتصر على حدوث الإجهاض والولادات المبكرة والتشوهات الولادية وليس العقم، وتتراجع هذه المضاعفات عند علاج هذه الحالة الصحية.

أمّا بالنسبة للوقاية من داء المقوسات، فنظراً لأنه ينتقل عن طريق ملامسة براز القطط، فقد تتلخص الوقاية بتجنب مخالطة القطط المصابة، وغسل اليدين بشكلٍ صحيح بعد البستنة أو ملامسة الخضار الورقية، بالإضافة إلى ضرورة غسل الفاكهة والخضروات بشكلٍ جيد قبل تناولها. 

اقرأ أيضاً: دفاعاً عن هذه الكائنات اللطيفة: هل تسبب القطط العقم والإجهاض حقّاً؟

داء البروسيلات عند الكلاب والعقم

داء البروسيلات أو ما يُعرف بالحمى المالطية هو إنتان نادر تتسبب البروسيلا الكلبية بحدوثه، ويؤثّر على الجهاز التناسلي للكلاب، كما ينتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر عن طريق مخالطة الكلاب المصابة، إذ تطرح الكلاب العامل الممرض عن طريق سوائل الجسم مثل السائل المنوي والمفرزات المهبلية، لهذا تكون ذروة انتقال هذا الإنتان إلى البشر في أثناء ولادات الكلاب.

يتسبب داء البروسيلات عند إناث الكلاب في حدوث العقم والإجهاض التلقائي والإملاص، أي ولادة أجنة ميتة، ويؤثّر أيضاً على ذكور الكلاب محدثاً انخفاضاً في عدد الحيوانات المنوية والتهاباً متكرراً في الخصية. 

وعلى الرغم من أن الجهاز التناسلي عند الكلاب يشبه إلى حدٍ كبير الجهاز التناسلي عند البشر، فقد وُجدت مخاوف عدة وطُرح العديد من الأسئلة حول ما إذا كان داء البروسيلات يتسبب بالنتائج نفسها عند البشر، إلّا أن الدراسات غير كافية لتعميم أي نتائج.

هل تُسبب الديدان العقم؟

بشكل عام، تتغذى الديدان الطفيلية وتعيش معتمدة على مضيف حي كالحيوان ، وتصل إلى الإنسان إمّا عن طريق تناول الطعام الملوث ببيوض الديدان وإمّا عن طريق المراحيض الملوثة أو عن طريق ملامسة الحيوانات كما يحدث عند تربية الحيوانات الأليفة. تعتبر الدودة الإسطوانية والدودة الخطافية من أكثر الديدان التي تنقلها الحيوانات الأليفة شيوعاً، وبمجرد دخول بيض الديدان الطفيلية إلى الجسم، تستقر داخل الأمعاء وتنمو وتتكاثر، ولا يقتصر مكان استقرار الديدان على الأمعاء وحسب، وإنما تغزو مواقع أخرى من الجسم، فهل تؤثّر على الأعضاء التناسلية؟ 

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أكثر 5 أمراض شيوعاً تُصيبنا بها الحيوانات الأليفة

في دراسة ترأسها البروفيسور آرون بلاكويل، وهو باحث في قسم الأنثروبولوجيا في كاليفورنيا، توصل إلى أن الإصابة بأنواع مختلفة من الديدان الطفيلية يمكن تؤثّر إيجاباً أو سلباً على خصوبة المرأة وذلك حسب نوع الدودة.

فعندما حلل فريقه 9 سنوات من البيانات والتي تضمنت نساء من شعب التسيماني، وهم السكان الأصليون في بوليفيا، بما يتعلق بعدد حالات الحمل وعدد المصابات بالديدان من الحوامل، وعلى وجه الخصوص الدودة الأسطوانية والدودة الخطافية لتحديد ما إذا كان هناك ارتباط، وجد الفريق البحثي أن الإناث المصابات بالديدان الخطافية كانت حالات الحمل لديهن أقل مقارنة بالإناث المصابات بالديدان الأسطوانية، كما كانت الفترات الفاصلة بين الحمول أبعد عند الإناث المصابات بالديدان الخطافية، والتي تنقلها القطط عادةً، بينما لم تتأثر الفترات الفاصلة بين الحمول عند المُصابات بالديدان الأسطوانية. وأبعد من ذلك، أظهرت الدراسة أن الإناث المصابات بالديدان الخطافية ينجبن في المتوسط ثلاثة أطفال أقل من النساء غير المصابات خلال فترة حياتهن الإنجابية.

لحسن الحظ لا يوجد أي دليل يُثبت ارتباط اقتناء الحيوانات الأليفة بالعقم، لهذا تمسّك بحيوانك الأليف واعتنِ به، ونقصد بذلك اعتنِ بصحته وصحتك والتزم بمواعيد زيارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك والطبيب البيطري الخاص بحيوانك الأليف، خاصةً إذا ظهرت عليه أعراض تشير إلى احتمال كونه مريضاً، وبالوقت نفسه التزم بتعليمات النظافة الشخصية والنظافة العامة تجنباً لنقل أي إنتان أنت بغنى عن الإصابة به.

المحتوى محمي