تحديد المرحلة التي تصل فيها الكلاب للشيخوخة ليس سهلاً، إذ إن التقدم في العمر يختلف تبعاً للسلالة، وتتقدم الكلاب في العمر بطريقة مختلفة للغاية عن البشر، ما يعني أن المقارنة بين أعمار البشر وأعمار الكلاب صعبة. مع ذلك، تمكن فريق من العلماء مؤخراً من تحديد الوقت الدقيق الذي يستطيع الأطباء البيطريون فيه اعتبار الكلاب في "سن الشيخوخة". وفقاً لدراسة نشرتها مجلة سمول أنيمال براكتس (Journal of Small Animal Practice) بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول 2024، على الرغم من أن العمر الأقصى للكلاب يعتمد على السلالة، قد تعيش الكلاب عموماً إلى سن 12.5 عاماً.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: الكلاب تشمُّ رائحة التوتر عند البشر وتتشاءم بسببها
فكرة خاطئة: 7 سنوات من عمر الكلاب تقابل سنة واحدة من عمر البشر!
الفكرة التي تنص على أن كل 7 سنوات من عمر الكلاب تقابل سنة واحدة من عمر البشر هي فكرة خاطئة شائعة وقديمة. وفقاً للجمعية الأميركية للطب البيطري، تقابل 15 سنة من عمر الإنسان السنة الأولى من حياة كلب متوسط الحجم، بينما تقابل السنة الثانية نحو 9 سنوات من عمر الإنسان. بعد سن الثانية، تعادل كل سنة من عمر البشر 5 سنوات تقريباً من عمر الكلاب. فالمقارنة المتدرجة بين الأعوام، والاختلاف في التقدم بالعمر المعتمد على السلالات يجعلان مقارنة أعمار البشر مع أعمار الكلاب أصعب.
في الدراسة الجديدة، حلل فريق من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة قاعدة بيانات لسجلات الصحة البيطرية الإلكترونية تحمل اسم "شبكة مراقبة الحيوانات الصغيرة".
اكتشف الفريق أن السلالات الأصغر حجماً، مثل ترير جاك راسل، تميل إلى التقدم في العمر بمعدل أبطأ؛ إذ يمكن القول إنها مسنة عندما تقترب من السن 14. بينما يمكن القول إن السلالات الأكبر، مثل كلاب لابرادور ريتريفر، تصبح مسنة عند سن 12 عاماً تقريباً.
حدد الفريق أيضاً أكبر 5 مخاطر صحية متعلقة بالكلاب المدروسة الأكبر سناً. يتعلق الخطر الأول بالوزن (يؤثر في 35% من الكلاب)، مثل فقدان الوزن والسمنة المفرطة أو نقص الوزن. أتت مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي مثل صعوبات الحركة والتصلب في المرتبة الثانية؛ إذ إنها أثرت في 33% من الكلاب، وتبعتها مشكلات مثل تراكم القُلاح وأمراض دواعم الأسنان وأمراض الأسنان الأخرى، أثرت في 31% من الكلاب. وأثرت المشكلات المتعلقة بالجلد، مثل التكتلات والالتهابات وتساقط الشعر، في 28% من الكلاب وفقاً للسجلات التي أخذ المؤلفون العينات منها. أخيراً، أثّرت مشكلات الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء في 22% من الكلاب.
اقرأ أيضاً: لماذا تهز الكلاب أجسامها عند البلل؟ وكيف سيساعد ذلك على تطوير علاجات للبشر؟
متى تصبح الكلاب هرمة؟
قالت باحثة التفاعل بين الحيوان والإنسان في جامعة ليفربول والمؤلفة المشاركة للدراسة، كاري ويستغارث، في بيان صحفي: "أتاحت لنا هذه الدراسة تحديد متى يبدأ الأطباء البيطريون بملاحظة أن الكلاب أصبحت في مرحلة من حياتها يمكن القول فيها إنها 'مسنة' أو 'هرمة'. من خلال تحليل العلامات التي لاحظها أصحاب الكلاب والحالات التي شخصها الأطباء البيطريون، يمكننا تعميق فهمنا لطرق تقديم الرعاية المثلى للكلاب".
استخدم المؤلفون هذه النتائج لتطوير مجموعة أدوات شيخوخة الكلاب (Ageing Canine Toolkit). وهي مورد مجاني متاح على الإنترنت يحتوي على قائمة مراجعة للعلامات التي تجب ملاحظتها مع تقدم الكلاب في العمر. يوصي مؤلفو الدراسة أصحاب الكلاب بالحذر من علامات الخمول، أي إن كان يبدو أن الكلب يمشي بتمايل أكثر أو يتجول في الليل أكثر ويبدو أكثر قلقاً.
تتضمن بعض علامات الشيخوخة الشائعة التي يجب الانتباه إليها العيون القاتمة والصعوبة في الرؤية، ورائحة الفم الكريهة على نحو متزايد والتباطؤ عند المشي أو الجري وصعوبة التبول أو التبرز. تجب مناقشة هذه العلامات مع الطبيب البيطري للتحقق من أنها ليست من علامات الأمراض الأخطر مثل السرطان.
بالنسبة للكلاب الأكبر سناً، يوصي الفريق بإجراء زيارات منتظمة للطبيب البيطري، وأن يعرف أصحاب الكلاب الظروف الخاصة بكل سلالة حتى يتمكنوا من الاطلاع باستمرار على احتياجات الرعاية الصحية لكلابهم، وليتخذوا إجراءات استباقية بشأن صحتها.
موّل هذه الدراسة قسم منقذي الحيوانات (PetSavers)، وهو قسم جمع التبرعات ومنح المنح التابع للجمعية البريطانية لطب الحيوانات الصغيرة البيطري (BSAVA).