أصاب فيروس إتش3إن2 (H3N2) المسؤول عن الإصابة بالإنفلونزا، الكلاب لأول مرة عام 2006 كأحد الأشكال التطورية لفيروس إنفلونزا الطيور، والتي تكيّفت لتصبح أكثر توافقاً مشكّلةً سلالات مستقرة من الفيروس.
أمّا الآن، وفي دراسة أجراها باحثون ومتخصصون في أمراض الطيور الإنتانية في الصين، وعلى رأسهم مينجيو تشين (Mingyue Chen)، تضمنت أكثر 4000 كلب، تبين أن الفيروس نفسه أبدى ميلاً للتوافق بشكلٍ أفضل مع مستقبلات الخلايا البشرية، فهل يعني هذا أننا سنشهد نسباً مرتفعة من عدوى البشر بإنفلونزا الكلاب؟
هل ستشكّل إنفلونزا الكلاب تهديداً للبشر؟
تم جمع عينات من القصبات الهوائية لـ 4000 من الكلاب التي ظهرت عليها علامات وأعراض أمراض الجهاز التنفسي، وكانت اختبارات 235 منها إيجابية لوجود فيروس H3N2، وتم تحليل جينوم هذه الفيروسات ومقارنتها ببيانات فيروسات الإنفلونزا البشرية وفيروسات إنفلونزا الطيور المتوارثة، ونصت النتائج الأولية على أن جينوم فيروس الكلاب امتلك أجزاء مماثلة إلى حدٍ كبير لفيروسات الإنفلونزا البشرية بشكلٍ أعلى مقارنة بفيروس إنفلونزا الطيور.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أكثر 5 أمراض شيوعاً تُصيبنا بها الحيوانات الأليفة
وعند البحث في تطور الخصائص الجينية والبيولوجية لهذا الفيروس لدى الكلاب المريضة، تبين أنها قادرة على التعرف على مستقبل (Gal 6 – SAα2) لدى البشر، كما وجدت زيادة في قدرة الفيروس على النسخ المتماثل في الخلايا الظهارية للقصبات الهوائية وزيادة في التراص الدموي، كما كانت نسبة معدل انتقالها عبر قطرات الجهاز التنفسي 100%، الأمر الذي يوجّه إلى أن الكلاب تكون بمثابة مضيف وسيط محتمل لتكيّف فيروسات الإنفلونزا الحيوانية مع البشر، ما يشكّل تهديدات صحية للكلاب ويزيد القلق بخصوص إمكانية انتشار الوباء على المدى الطويل لدى البشر.
وبما يتعلق بالمناعة ضد هذا الفيروس، كانت المناعة الموجودة مسبقاً والمستمدة من فيروسات الإنفلونزا الموسمية البشرية غير كافية لتوفير الحماية ضد الفيروس المتحور من إنفلونزا الكلاب، أي يفتقر البشر إلى المناعة ضد فيروس H3N2.
هل يشبه ما حدث الحوادث القديمة لتطور وتحور الفيروسات؟
هذا الأمر ليس جديداً، حيث شكّلت الفيروسات الناشئة في القرن الحادي والعشرين مثل إنفلونزا أ وفيروس الإيبولا وفيروس زيكا وفيروس سارس تحديات خطيرة لأنظمة الرعاية الصحية، كانت هذه التحديات تذكيراً دائماً للمجتمع العلمي لإيلاء الاهتمام للأمراض حيوانية المنشأ الناشئة والتي تنقلها الحيوانات.
إذ خضعت فيروسات الجائحات البشرية الأربع في التاريخ المسجل لإعادة تجميع جينات فيروس إنفلونزا الطيور أو الخنازير مع فيروس الإنفلونزا البشرية أو طفرات تكيفية بشرية مكتسبة والذي يعد تكيفاً للفيروس يمكنه من الاستقرار في الخلايا البشرية، ينقله الحيوان مع مضيف وسيط من الثدييات طريقة مهمة تمكنهم من إصابة البشر بالعدوى.
كيف تتم الوقاية من الإصابة بإنفلونزا الكلاب؟
تأثير إصابة الكلاب بالإنفلونزا لم يعد يطول الكلاب وحدها وإنما البشر أيضاً، ولأن الأبحاث والدراسات حول الآفاق المستقبلية لتحور هذا الفيروس غير كافية بعد، فمن المهم أن يتم اعتماد الوقاية من الإصابة كحجر الأساس عند التعامل مع الكلاب المصابة إلى أن يتم توضيح الصورة.
وأفضل طريقة للوقاية من إصابة الكلاب بالإنفلونزا هي إبعادها عن الأماكن العامة وتجنب مخالطة الكلاب السليمة مع أخرى يشك بأنها مصابة، بالإضافة إلى إحالة الكلب الذي يتظاهر بأعراض مثل التعب غير المفسر ونقصان الوزن وارتفاع درجة الحرارة إلى الطبيب البيطري لتدبير الإنتان الفيروسي المحتمل.
أما عند ملامسة البشر لكلب يشك بأنه مصاب، فمن المهم أن نحرص على غسل اليدين والذراعين والملابس قبل لمس العينين والأنف وقبل لمس حيوانك الأليف، حيث يقلل ذلك من خطر انتقال العدوى إلى كلبك.
اقرأ أيضاً: ما هي الأمراض الخطيرة التي قد تسببها القطط لمالكيها؟
وإلى جانب ذلك، هناك لقاحات متاحة لكلٍّ من سلالات إنفلونزا الكلاب بما في ذلك (H3N8) و(H3N2)، وينبغي الحرص على إعطاء الكلب لقاحاته الخاصة في حال كان يقضي وقتاً في بيوت الكلاب مخالطاً الكلاب الأخرى أو عند السفر لمنطقة موبوءة، عندئذ يوصي الطبيب البيطري بهذا اللقاح كإجراء احترازي.