لماذا يحتاج الطلاب لتعلُّم المفردات الأكاديمية؟

3 دقائق
المفردات الأكاديمية
الصورة: ويكيميديا

«الطريقة، التحليل، على العكس من ذلك»؛ هذه المفردات الأكاديمية مفيدة أكثر مما تعتقد.

تُستخدم هذه المفردات «الأكاديمية» وغيرها، في الكتابة والكلام في المدرسة والعديد من البيئات التعليمية الأخرى، دون أن تكون محددة لأي تخصص؛ إذ يمكن استخدامها -من بين كلماتٍ أخرى بالطبع- لوصف البحث (الطريقة، التحليل)، وفي تركيب الكلام والكتابة (على العكس من ذلك).

علاوةً على ذلك؛ فإن معرفتها يمكن أن تُعتبر مؤشراً على مستوى الأداء في المرحلة الابتدائية أو الثانوية، وحتى الجامعة. بعبارة أخرى، فإن مدى معرفة الطلاب بالمفردات الأكاديمية قد يؤثر على مدى حسن أدائهم في المدرسة، ولكن بالرغم من أن الطلاب محاطون بالكلمات الأكاديمية، إلا أنهم لا يتعلمونها عادةً في المدرسة؛ وبالتالي فإن تعلمها قد يكون تحدياً صعباً في الواقع.

المفردات الأكاديمية الصعبة

يخبر طلاب الجامعات الدولية في هونج كونج ونيوزيلندا عن صعوبة تعلم وفهم مفردات اللغة الإنجليزية الأكاديمية، كما يواجه الناطقون الأصليون باللغة الإنجليزية مشاكل في المفردات الأكاديمية أيضاً؛ بما في ذلك المفردات المستخدمة بكثرة؛ مثل «يلخّص - Summarize»، «يساهم - contribute»، فعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن المتحدثين الأصليين يمتلكون معرفةً جيدةً بالمفردات، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن انخفاض الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، يمكن أن يعيق تطور اللغة؛ بما في ذلك المفردات، في المدارس الابتدائية والثانوية.

في الواقع، تتكرر بعض الكلمات الأكاديمية في أحاديثنا اليومية، وقد تمرّ على أسماعنا دون ملاحظتها. في المقالات العلمية، قد يفشل الطالب بسهولة في إدراك أن معنى كلمة «reliable» عند وصف البيانات يشير إلى أنها بياناتٌ «ذات نوعية متّسقة»؛ وذلك إذا ما كان يعرف مُسبقاً من خلال اللغة اليومية بأنها قد تعني غالباً «dependable»، كما تشير الأبحاث إلى أن الناس يجدون صعوبةً في تخمين المعاني الأخرى الصحيحة للكلمات التي يواجهونها أثناء القراءة، لأنهم يلتزمون بالمعاني التي يعرفونها مسبقاً بالفعل.

وبالإضافة إلى معانيها المتعددة، هناك أشياء أخرى يحتاج الطلاب إلى تعلُّمها حول كلّ كلمة؛ فعلى سبيل المثال، عندما تظهر كلمة «عشوائي - Random» قبل كلمة «عينة - Sample»؛ فهذا يعني أن جميع الأشخاص أو موضوعات الدراسة لديها فرصةٌ متساوية كي يجري اختيارها.

كما هو الحال مع تعلم مختلف الكلمات، فإن تعلم الكلمات الأكاديمية لا يقتصر فقط على فهم كيف تبدو الكلمة وكيفية نطقها، وتعريف معناها، بل يتضمن أيضاً فهم الكلمات الأخرى التي تميل إلى الظهور معها كلما كان لها معنىً محدد، ومن الأسباب الأخرى لصعوبة تعلّم المفردات الأكاديمية؛ هو أن بعضها يمكن أن يُستخدم كمصطلحات؛ أي كلمة ذات معنى خاص في سياق محدد. على سبيل المثال، لكلمة «Function» العديد من المعاني المشتركة في تخصصاتٍ متعددة، ولكن لها معنىً متخصصاً عندما تُستخدم في الرياضيات، ومعنىً آخرَ في علوم الكمبيوتر.

لعل السبب الأكثر أهميةً؛ والكامن وراء الصعوبة التي يواجهها الطلاب في تعلم فهم المفردات الأكاديمية، هو كيفية تعرضهم لها؛ لذلك لن يكون مستغرباً أنه يمكن أن تُفهم الكلمات الأكاديمية بشكلٍ أفضل وأسرع عند تدريس معاني هذه الكلمات بشكلٍ عام، ولكن الكلمات الأكاديمية- على العكس من المُصطلحات العلمية- لا تُدرس عادةً في المدرسة أو الجامعة.

الحلول

أُجريت دراساتٌ عديدة لاختبار تعليم المفردات الأكاديمية في المدارس الابتدائية والثانوية، وقد تمت معظمها في الولايات المتحدة. أظهرت هذه الدراسات أن تدريس المفردات الأكاديمية يمكن أن يؤدي إلى زيادة فهمها ومعرفتها.

من المهم ملاحظة أنه لا توجد أية منهجية مألوفة ستفي بالغرض لتعليم هذه الكلمات؛ فخلافاً للممارسة الشائعة في تدريس المفردات؛ والقائمة على تدريس تهجئة الكلمات ونطقها مع شرح معانيها المتعددة فقط، ذهبت الدراسات إلى أبعد من ذلك؛ ففي إحدى الدراسات على سبيل المثال، يُعرض على الطلاب نفس الكلمة في سياقاتٍ مختلفة، ويتعلمون معانٍ عديدةً لها، ويقومون بأنشطةٍ تنطوي على تخمين المعنى، وتقسيم الجُمل إلى كلماتٍ وأجزاء ذات معنىً.

يمكن أن تساعد الأبحاث حول ما يجعل فهم بعض المفردات الأكاديمية أكثر صعوبةً من غيرها؛ بالنسبة للطلاب الذين يمتلكون خصائصَ محددةً- مثل العمر، مستوى إتقان اللغة الإنجليزية- في تكوين تخمينات مستنيرة حول تحديد هذه المفردات، وأيّ من جوانبها يجب تدريسها للطلاب المختلفين.

على سبيل المثال، يشير بحثي إلى أن طلاب الجامعات ثنائيي اللغة، هم أكثر الأشخاص الذين يفهمون الكلمات الأكاديمية الإنجليزية كلما زاد تواترها، لكنهم يميلون إلى التعرّف على الكلمات المتشابهة (كلمات متشابهة في الشكل والمعنى؛ مثل كلمتي university بالإنجليزية وuniversidad بالإسبانية؛ واللتان تعنيان جامعة) حتّى عندما تكون نادرة.

 

ومع ذلك، لا يتعرّف جميع الطلاب ثنائيي اللغة على الكلمة المشابهة عندما يرون أو يسمعون واحدة. يمكن للمدرسين زيادة وعي الطلاب ثنائيي اللغة بشأن الكلمات المتشابهة؛ من خلال الإشارة إلى أجزاء الكلمات المتكافئة بين اللغة الإنجليزية ولغة الطلاب الثانية، كما يمكنهم تشجيعهم على استخدام معرفتهم بالكلمات المتشابهة أثناء القراءة أو الاستماع باللغة الإنجليزية.

وكما هو الحال مع أي كلمة، فإن معرفة جوانب عديدة عن المفردة الأكاديمية تساعد الطلاب على الأرجح على فهمها بشكلٍ صحيح أثناء القراءة والاستماع؛ بالتالي استخدامها بشكلٍ مناسب أثناء التحدّث والكتابة.

ومع ذلك، فإن وقت الفصل الدراسي ثمين؛ إذ لا يمكن تدريس كل المفردات الأكاديمية بهذا العمق، نظراً لما يحتاجه هذا الأمر من وقتٍ طويل؛ لذلك سيكون تدريس هذه المفردات أكثر فاعليةً إذا صُمم وفقاً لاحتياجات الطلاب الفردية.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي