يمنحك السفر وجهة نظر أكثر شمولاً عن العالم ويكلّفك الكثير بنفس الوقت. ولكنه يستحق ذلك دون شك. مع ذلك، إذا لم تسافر خارج بلدك من قبل، أو إذا أجلت السفر خلال جائحة كوفيد-19، فقد تكون أول رحلة تقوم بها مخيفة بعض الشيء.
لا تقلق، يمكنك اتخاذ العديد من الإجراءات لتضمن أن تمر مغامرتك الأولى الكبيرة بسلاسة، أو على الأقل، أن يكون السفر خالياً من المشكلات بما يكفي، إذ إنه كما ستكتشف بعد قراءة هذا المقال، يتمثّل جزء لا يستهان به من متعة السفر بأنه لا يسير وفق الخطة دائماً.
كن متحمّساً
بكل جدية، السفر أمر رائع بحق. بغض النظر عن وجهتك، ستكون الظروف مختلفة للغاية عن تلك التي اعتدت عليها، وبطريقة إيجابية. حتى المدن الكبيرة التي تعتبر متشابهة في الكثير من النواحي، مثل نيويورك ولندن، ستبدو مختلفة بالنسبة لك. على سبيل المثال، واجهت العديد من الأمور الغريبة التي لم أعتد عليها في أيرلندا حيث أعيش عندما زرت المناطق الواسعة الفارغة في ولاية مونتانا الأميركية أو المساحات المشمسة في ولاية لوس أنجلوس. وستمر بتجربة مماثلة على الأرجح.
اقرأ أيضاً: 8 أشياء ضرورية تنسى جلبها دائماً عند الذهاب في رحلة
قبل الذهاب إلى الرحلة، خصص بعض الوقت لتحمّس نفسك حيال الأمور الجديدة التي ستراها والأشخاص الذين ستلتقي بهم وأنواع المأكولات التي ستتناولها. قد تحفّز هذه التجارب المنوعة لديك مشاعر غامرة أولاً. وعليك ألا تقلق، بل أن تتقبلها.
قم بالبحث اللازم للرحلة، ولكن لا تبالغ
هناك حد لكمية التخطيط التي يجب أن تقوم بها للرحلات. يجب عليك أن تطّلع بما يكفي لتجهّز نفسك. ولكن لا تحدّ نفسك بخطة جامدة.
إذا لم تقم بما يكفي من البحث قبل الرحلة، فعلى الأرجح ألا تفوت الكثير من النشاطات الممتعة. ليس من الصعب أن تتمكن من زيارة جميع المواقع السياحية الشهيرة بغض النظر عن وجهتك. لكن غالباً ما تكون النشاطات الأكثر إمتاعاً هي تلك التي تقوم بها في المناطق التي تكتشفها بنفسك والتي تتوافق مع اهتماماتك الخاصة. إذا كنت من محبي التصوير الفوتوغرافي، حاول زيارة المعارض التي تحتوي على أعمال الفنانين المحليين. وإذا كنت من عشاق تجربة الأنواع الجديدة من الأطعمة، لا تذهب إلى المطاعم الشهيرة التي يتردد عليها السائحون، بل ابحث عن المطاعم التي يعتمدها السكان المحليون. يمكنك القيام بالبحث اللازم في أثناء الرحلة، ولكن الخيار الأكثر سهولة هو البحث في المنزل باستخدام الإنترنت، حيث يكون لديك ما يكفي من الوقت.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح يمكن اتباعها لقضاء إجازة صيف ممتعة
من ناحية أخرى، يجب عليك تحضير قائمة بالمواقع التي تريد زيارتها والنشاطات التي تريد القيام بها. ولكن لا تضع جدولاً زمنياً صارماً. إذا انتقلت من مكان لآخر بسرعة، لن تجد الوقت للاستمتاع بالوجهة وتجربة الحوادث الممتعة غير المخطط لها. ستلتقي بالأشخاص المثيرين للاهتمام والذين قد ترغب بالتحدّث معهم لوقت أطول، وقد تخوض بعض المغامرات غير المتوقعة. وفي مرحلة ما، ستحتاج للاسترخاء قليلاً. لكي تستمتع بكل ذلك، يجب أن يكون جدولك الزمني مرناً نوعاً ما.
حسب خبرتي، أعتقد أن التوازن الأمثل يتمثّل في التخطيط لحدث أساسي واحد لكل يوم، مثل زيارة المتحف أو القيام برحلة مشي لمسافات طويلة أو مشاهدة عرض مسرحي. اختر مطعماً قريباً من موقع إقامتك لتناول الوجبات اليومية، وحضر بعض الأفكار حول النشاطات التي يمكنك القيام بها خلال النهار. مع ذلك، يجب أن تنظّم جدولك الزمني بطريقة تجعله مفتوحاً نوعاً ما. بهذه الطريقة، ستلتزم بخطة جيدة وستتمكن من إنجاز النشاطات الأكثر أهمية. وإذا تلقيت دعوة من شخص ما للقيام بنشاط يبدو ممتعاً، سيكون لديك ما يكفي من الوقت للقيام بهذا النشاط.
تحقق من متطلبات تأشيرة السفر والمعلومات المتعلقة بكوفيد-19
إذا لم يكن لديك جواز سفر، يجب عليك أن تقدّم طلباً للحصول عليه مباشرة؛ إذ إنك لن تتمكن من السفر دولياً بدونه.
على الرغم من أن هذه الوثيقة مهمة، فقد لا تكون كافية دائماً. إذ إنه للدخول إلى العديد من البلدان، ستحتاج إلى تأشيرة أو تأشيرة إلكترونية أو وثيقة إعفاء من الحصول على التأشيرة. الطريقة الأسهل لمعرفة الوثائق التي تحتاجها هي زيارة الموقع الإلكتروني الذي يحمل اسم دليل جوازات السفر هنا. ستجد في هذا الموقع مقارنات بين جوازات السفر العالمية وقوائم لمتطلبات الدخول إلى أي بلد تريد زيارته باستخدام جواز السفر.
على الرغم من تخفيف قيود السفر بعد انحسار جائحة كوفيد-19، لا تزال بعض البلدان تطالب بتقديم اختبارات كوفيد-19 سلبية أو إثباتات على تلقي اللقاحات للدخول إليها. احرص على إجراء البحث اللازم للاطلاع على الإرشادات الصحية الخاصة بالبلد الذي تريد زيارته، مثل القواعد الخاصة بارتداء الكمامات أو الوثائق المحلية التي تتيح لك الذهاب إلى الأماكن مثل المطاعم والمسارح. بالإضافة لذلك، يجب عليك أن تعرف مسبقاً ما إذا كانت هناك حاجة للخضوع إلى اختبار بي سي آر (اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل) قبل الذهاب في الرحلة؛ إذ إن بعض البلدان قد تطلب إبراز نتائج الاختبار في غضون فترة لا تتجاوز 24 ساعة قبل المغادرة. وهو أمر قد يتسبب ببعض المشكلات إذا لم يضمن لك المختبر أو المركز الطبي الذي أجريت فيه الاختبار توفير النتائج بسرعة.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للعودة إلى حياتنا «الطبيعية» بعد انتهاء جائحة كورونا
تعلّم لغة البلد الذي تريد زيارته
إذا كنت تريد السفر إلى بلد لغته مختلفة عن لغتك الأم، لن تتمكن من التواصل مع جميع السكان المحليين على الأرجح. إذا كان البلد الذي تود زيارته وجهة سياحية مهمة، على الأرجح أن تتمكن من استعمال اللغة الإنجليزية مع موظفي الفنادق والدلائل السياحيين. ولكن هذا لا ينطبق على الأشخاص العاديين.
قبل الانطلاق في الرحلة، يمكنك استخدام تطبيق دولينغو (Duolingo، المتوفر للأجهزة التي تعمل بنظامي آي أو إس وأندرويد، أو على الويب) لتعلّم أساسيات اللغة المحلية. قم بشراء كتاب العبارات الشائعة (أو كتيب إرشادي يحتوي على بعض العبارات المفيدة) حتى تتمكن من طلب التوجيهات من المارة أو قراءة أسماء الوجبات في قوائم المطاعم، أو لتخبر سائقي سيارات الأجرة بأن يأخذوك إلى الفندق الذي تقيم فيه. حتى تعلّم كلمات بسيطة مثل "مرحباً" و"من فضلك" و"شكراً" في اللغة المحلية سيجعل السكان المحليين يستلطفونك؛ إذ إن مشاهدة الأجانب يتحدّثون معك ببطء وبصوت عالٍ دون أن تفهم كلامهم هو أمر محرج للغاية.
وفي حالات الطوارئ، يمكنك دائماً الاعتماد على مترجم جوجل. قم بتحميل قاموس للغة المستخدمة في البلد الذي ستزوره، وستتمكن من ترجمة النصوص والكلام مباشرة دون الحاجة للاتصال الإنترنت. تذكّر أن مترجم جوجل يرتكب الكثير من الأخطاء، وقد يواجه صعوبة في ترجمة الكلمات العامية أو التعبيرات المحلية. مع ذلك، يمكن أن يساعدك هذا البرنامج عندما لا يكون استخدام العبارات الشائعة كافياً.
احتفظ بنسخ ورقية من الوثائق المهمة
إذا ظننت أن بطارية هاتفك لا تدوم طويلاً، ستفاجأ بأنها ستدوم لفترة أقصر في أثناء استخدام الهاتف لالتقاط الصور طيلة النهار مع عدم توفّر شاحن.
لا شك في أنك قادر على استخدام الشاحن المتنقّل، ولكن تحسباً، احرص على الاحتفاظ بنسخ ورقية من جميع الوثائق المهمة مثل قسائم تأكيدات الحجوزات وصور جواز السفر. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك تدوين معلومات الاتصال الخاصة بالفندق الذي تقيم فيه والمطاعم التي يُنصح بها وجميع المعلومات الأخرى المهمة.
نفدت بطارية هاتفي أكثر من مرة في أثناء اكتشافي منطقة جديدة. وتمكّنت من العودة إلى الفندق فقط لأني قمت بتسجيل هذه المعلومات على ورقة.
اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب لا تحب التجمّعات العائلية في أوقات العطلات
حدد طريقة الدفع التي ستتبعها
يتمثّل أحد الجوانب التي يفاجئك مدى صعوبتها في السفر في شراء الحاجيات دون التعرض للاحتيال من خلال دفع مبالغ إضافية مقابل الأجور والرسوم.
يمكنك استخدام بطاقات فيزا وماستر كارد في البلدان التي تُستخدم فيها بطاقات السحب والائتمان على نطاق واسع. لكن لسوء الحظ، لا يمكنك استخدام بطاقات أميركان إكسبرس دائماً. رأيت الكثير من الأميركيين في مدينة دبلن وهم يحاولون دفع ثمن وجبة العشاء باستخدام هذه البطاقات دون أن يعلموا أنها غير مقبولة إلا في الأماكن المخصصة للسياح الأميركيين صراحة. ينطبق نفس الأمر في معظم أنحاء القارة الأوروبية.
بغض النظر عن نواع البطاقة التي تريد استخدامها، تحقق أولاً من رسوم العمليات التجارية الأجنبية ورسوم السحب من الصرّافات الآلية. يجب عليك أيضاً التحقق من سعر الصرف الخاص ببطاقتك، إذ إنه غالباً ما يكون هناك هامش ربح يجعل استخدام البطاقات أكثر تكلفة من شراء العملة والدفع نقداً. وإن لم تكن حذراً، يمكن أن تتراكم هذه المبالغ البسيطة بسرعة ويمكن أن تدفع مئات الدولارات الإضافية. يمكنك استشارة المصرف الذي تتعامل معه لتعرف ما إذا كان يقدّم بطاقة خاصة للسفر تُخفض الرسوم.
يصح كل ذلك على افتراض أنك احتجت لاستخدام البطاقات للدفع. لا تزال بعض الدول معتمدة بشكل أساسي على الدفع نقداً، وقد لا تقبل العديد من الشركات المحلية استخدام البطاقات. إذا كان هذا هو الحال، يجب عليك الاحتفاظ بكمية كافية من المال لتغطي نفقاتك اليومية. تنطبق هذه النصيحة على معظم البلدان مع استثناءات قليلة، مثل السويد، والتي لا يتم اعتماد الدفع نقداً فيها في معظم الأحيان.
تأكد من قابلية استخدام هاتفك دولياً
لن يعمل هاتفك كالمعتاد بعد النزول من الطائرة في البلد الذي سافرت إليه، إلا إذا قمت بتفعيل باقة دولية (غالباً ما تكون مكلفة)، ولن تتمكن من الاعتماد عليه في كل شيء كما تفعل في بلدك الأم. إذا أردت استخدام هاتفك للاتصالات واستخدام الإنترنت في بلد آخر، يجب عليك أن تخطط قليلاً.
الطريقة الأفضل لاستخدام هاتفك في بلد خارجي هي شراء شريحة جوال رخيصة مسبقة الدفع (أو التي تدفع تكاليف المكالمات وتصفّح الإنترنت باستخدامها بالتقسيط). يمكنك شراء هذه الشرائح مقابل 30 دولاراً في معظم بلدان العالم. وهي توفّر لك 30 غيغابايت من البيانات التي يمكنك استخدامها للبقاء متصلاً بشبكات التغطية والإنترنت أينما ذهبت. لكن هذه الطريقة تعمل فقط إذا كان هاتفك مفتوحاً لشبكات الجوال العالمية. إذا كنت مشتركاً في عقد مع إحدى شركات الاتصالات لفترة طويلة، يمكنك التواصل مع مزود الخدمة لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استخدام هاتفك دولياً للاتصالات.
وإذا كنت تخطط للسفر لفترة طويلة، يمكنك أن تأخذ بعين الاعتبار الاشتراك بخطة تتضمن خيارات مناسبة لاستخدام الهاتف دولياً. يحتوي موقع ويسل آوت (WhistleOut) على تحليل مفصل لجميع الخيارات المتاحة، ويمكنك زيارته عبر الرابط هنا.
اقرأ أيضاً: كيف تتخلص من إدمانك على الهاتف الذكي؟
حضّر نفسك للأسوأ
السفر نشاط آمن للغاية في أغلب الحالات. ومن غير المرجح أن تموت أو تخسر أحد أطرافك خلال السفر بالطيارة. مع ذلك، هذا لا يعني أن السفر خالٍ من المخاطر.
قبل الانطلاق في الرحلة، تفقّد إرشادات السفر الخاصة بوزارة الخارجية في بلدك؛ إذ إنها توفر نظرة عامة مفيدة عن كل ما تحتاج معرفته فيما يتعلق بالسلامة، ويتضمن ذلك الإرشادات الصحية واحتمالية الاضطرابات المدنية. على سبيل المثال، يبيّن موقع وزارة الخارجية الأميركية أن الاحتجاجات والمظاهرات التي حدثت مؤخراً قد تؤثر على مخططات السفر الخاصة بالسياح.
بالإضافة لذلك، على الرغم من أنك ستكون آمناً، فقد تفقد بعض حاجياتك. يستهدف النشّالون في المدن الكبرى السياح، وترتكب شركات الطيران الأخطاء في توزيع الحقائب على الطيارات بشكل روتيني. ويصبح تضييع الهاتف أكثر سهولة بكثير عندما تكسر روتينك اليومي. يجب عليك توخي الحذر حيال كل ذلك. والطريقة الأفضل لتضمن ألا يعكّر شيء صفو رحلتك هي الحصول على تأمين سفر مناسب. إذا وقعت مشكلة ما في الطيارة، سيتم إلغاء رحلتك وستعود إلى المنزل. لكن لحسن الحظ، لن يكلّفك ذلك الكثير. قد تكون بطاقة الائتمان الخاصة بك مزودة بسياسة تأمين معينة بالفعل. لذلك، تحقق من ذلك قبل شراء تأمين جديد.
اقرأ أيضاً: إليك أفضل الطرق لتجنب دوار المرتفعات في أثناء رحلات المشي
يعتبر تأمين السفر ضرورياً بشكل خاص في يومنا هذا؛ إذ يتسبب كل من تأخّر الرحلات وإعادة جدولتها في ترك الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في المطارات، وترفض شركات الطيران إعادة ثمن التذاكر في حالة إلغاء الرحلات. يجب عليك تذكّر أن بعض الدول تطلب الآن من الزوار الحصول على تأمين السفر، وذلك لأن الرعاية الصحية المحلية التي تقدمها هذه الدول للمصابين بحالات شديدة من مرض كوفيد-19 قد لا تشمل الأجانب.
إن استكشاف الأماكن الجديدة وخوض تجارب جديدة هو ما يجعل السفر ممتعاً للغاية. ويعتبر السفر الدولي ممتعاً بشكل خاص لأنه يعرضّك لمختلف التجارب الغريبة. قد لا تكون الأفكار والسلوكيات التي تعتبرها بديهية في بلدك شائعة في البلدان الأخرى. وهذا أمر يمكن أن يكون الاعتياد عليه صعباً، ولكنه يكسبك الكثير من الخبرة.