5 نصائح للعودة إلى حياتنا «الطبيعية» بعد انتهاء جائحة كورونا

4 دقائق
الحياة بعد كورونا توقّف ارتداء الكمامات
shutterstock.com/ creativemarc

لا شكّ في أن معظمنا ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يمكننا فيه العودة إلى حياتنا الطبيعية بعد انتهاء الجائحة. بالنسبة للعديد من الأميركيين؛ يبدو أن الضوء في نهاية النفق بات يقترب أكثر فأكثر للعودة إلى الحياة بعد كورونا. لقد تلقت بناتي اللواتي يبلغن من العمر 12 و 14 عاماً الآن الجرعة الأولى من اللقاح، وسيحصلن على الجرعة الثانية قريباً.

لقد شعرت بالبهجة والارتياح عندما حصل الأطفال على لقاحاتهن، لأنه من غير المرجّح بعد الآن أن يصاب أحد أفراد عائلتي بالمرض، أو ينقل الفيروس إلى أشخاصٍ أكثر ضعفاً منّا؛ أخيراً يمكن أن تعود عائلتنا إلى ما يًسمى «الحياة الطبيعية».

ولكن ما هي الحياة الطبيعية -الحياة بعد كورونا- التي ينتظرها من حالفه الحظ وتلقى لقاح كورونا؟ لم أشعر بالبهجة كل يومٍ في حياتي الطبيعية قبل جائحة فيروس كورونا كما أشعر بها الآن؛ ولكن كيف سأختار ما سأعيد بنائه؟ وما الذي يجب أن أنساه؟ وما هي المسارات الجديدة التي يجب البدء بها؟ يوفر علم النفس الإكلينيكي بعض الأدلة المفيدة لكيفية رسم مسارك خلال الحياة بعد كورونا.

1. لتكن توقعاتك معقولة

من غير المرجح أن تصاب بالإحباط إذا كانت بشأن التخلّي عن عادة بقينا نمارسها لفترةٍ طويلة؛ مثل ارتداء الكمامة. لذلك؛ كن مستعداً لبعض القلق عند العودة إلى ممارسة الحياة بعد كورونا، واعلم أن القلق رد فعل طبيعي لموقف غير طبيعي أو مألوف.

من المحتمل أيضاً أن تكون الكثير من التفاعلات الاجتماعية محرجةً في البداية، ففي الواقع؛ يفتقد معظم الناس الممارسات الاجتماعية منذ بداية الجائحة؛ لكن الممارسة المتكررة بمرور الوقت كفيلةٌ بمساعدتنا على استعادة علاقاتنا، وتفاعلاتنا الطبيعية.

وحتى لو كنت ماهراً في التفاعلات الاجتماعية، فما يزال هناك الكثير من التحديات الشخصية التي تقف عائقاً أمامنا في الوقت الحالي؛ إذ من المحتمل ألّا تتفق دائماً مع الأشخاص في محيطك حول تحديد أي التصرفات آمنة، وأيها محفوف بالمخاطر، وفي هذا الصدد، فغالباً ما ستشهد الاحتفالات اجتماع أفراد العائلة والأصدقاء؛ لكن سيكون هناك بعض التعقيد، لأن بعض أفراد العائلة قد تلقّى اللقاح، والبعض الآخر لا؛ سيكون هذا الأمر محبطاً بالتأكيد أثناء اللقاء بعد طول فترة انتظار طويلة.

وبالطبعP لن تشعر بالدفء تجاه زملاء العمل أو أفراد العائلة والجيران تلقائياً عند العودة إلى الحياة بعد كورونا، فمشاعرنا التي كنّا عليها قبل الجائحة تجاه الآخرين وطبيعة تفاعلنا معهم ستبقى كما كانت عليه قبل الجائحة. لذلك؛ توقع بعض الإحراج والإحباط والانزعاج، لأن كلّ شخصٍ سيحاول إنشاء أنماط جديدة، وسيتكيف مع طبيعة العلاقات الجديدة المتغيّرة. يجب أن يصبح التواصل الاجتماعي أسهل مع مرور الوقت والممارسة؛ ولكن لتكن توقعاتنا منطقيةً بهذا الشأن كي تمرّ هذه المرحلة بسلاسةٍ أكثر.

2. عِش قيمك

عليك التفكير في أولوياتك لتسهيل عملية التخطيط للأنشطة والعلاقات التي تستثمر فيها وقتك.

يمكن أن يؤدي المصممة لتقليل التضارب بين قيمك والخيارات التي تتبناها يوماً بعد يوم.

ما هو أكثر شيءٍ تقدرينه عن نفسك؟
سيكون التفكير في أولوياتك الخطوة الأولى نحو اكتشاف مدى توافق حياتك الواقعية معها

تخيّل أنه قد طُلب منك رسم مخطط بياني على شكل دائرة وتقطيعه بحيث يُظهر أدوارك المختلفة في الحياة، ومدى أهمية كل منها للطريقة التي تشعر بها حيال نفسك، وحيال قيمك التي تعتبرها أولوية. قد تقدّرين دورك كأمٍّ أو كزوجة أو صديقة عالياً؛ وبالتالي ستخصّصين أكبر جزءٍ من المخطط لها.

ولكن ماذا لو طُلب منك تقطيع المخطط بطريقةٍ تعكس كيفية تخصيص وقتك وطاقتك فعلياً، أو كيف تميل إلى تقييم نفسك في الواقع. هل الوقت الذي تقضيه مع الأصدقاء أقل بكثير من قيمته الحقيقية بالنسبة لك؟ هل تميل أكثر إلى الحكم على نفسك بناءً على متطلبات العمل الصارمة؟

كيف تقضي وقتك؟
إدراك أن خياراتك في الحياة الواقعية لا تتطابق مع ما تقدره كثيراً يمكن أن يساعدك في تحديد نواحي حياتك التي تستحق الأولوية

بالطبع؛ لن يكون الوقت هو المعيار الوحيد للتقييم، وكل منا يمر بأوقاتٍ نحتاج فيها إلى السيطرة على نواحٍ معينة من حياتنا. تذكّر تلك الأوقات التي كنت فيها والداً لطفلٍ حديث الولادة، أو كنت طالباً تحضّر للامتحانات النهائية؛ لكن وضع قيمك بعين الاعتبار ومحاولة المواءمة بين ما تقدّره وبين الطريقة التي تعيشها يمكن أن يسهّل عليك اتخاذ خياراتك خلال هذا الوقت المعقّد.

3. واصل طريقك

يوصي علماء النفس الإكلينيكي بالمشاركة في الأنشطة التي تشعر بأنها مجزية بطريقةٍ ما لتجنّب المزاج السلبي. القيام بأشياء ممتعة، أو التي تجعلك تشعر بالرضا أو تساعدك على تحقيق أهدافك يمكن أن تكون جميعها مجزية، لذلك؛ لا يتعلّق الأمر بالمتعة فقط.

بالنسبة لمعظم الناس؛ يُعتبر تحقيق بعض التوازن بين الأنشطة الممتعة والإنتاجية والعلاقات الاجتماعية وأنشطة الاسترخاء في الحياة هو المفتاح للشعور بتلبية احتياجاته المختلفة. لذلك؛ جرب تتبع أنشطتك وحالتك المزاجية لمدة أسبوع، ولاحظ متى تشعر بسعادةٍ أكثر أو أقل، ومتى تشعر بأنك حققت أهدافك، وعدّل وفقاً لذلك؛ سوف يستغرق الأمر بضع محاولات لإيجاد التوازن بين الأنشطة التي توفر هذا الإحساس بالمكافأة.

4. هل هذا وقت البحث عن علاقاتٍ جديدة أم تقوية علاقاتنا الحالية؟

هناك بحثٌ رائع يظهر أن إدراكك للوقت يمكن أن يؤثر على أهدافك ودوافعك. عندما تشعر أن الوقت لم يعد كافياً للقيام بأنشطتك؛ كما هو الحال بالنسبة لكبار السن، أو لمن يعانون من أمراضٍ خطيرة، فمن المرجّح أن عليك البحث عن تعميق علاقاتك مع عدد أقلّ من الأشخاص. بالمقابل؛ يميل أولئك الذين يشعرون بتوفر متسعٍ من الوقت لديهم إلى البحث عن علاقاتٍ وتجارب جديدة.

هل تتوق لزيارة صديق مقرب في المدينة التي نشأت فيها عندما تُخفّف القيود؟ أم أنك تتطلع أكثر إلى السفر إلى مكانٍ غريب وتكوين صداقات جديدة؟ لا توجد إجابة واحدة على هذا السؤال؛ ولكن من المفيد التخطيط للقاء أو الرحلة التالية مع الأخذ بعين الاعتبار أولوياتك الحالية.

Ball, People, Old, Elderly, Man, Sitting, Woman

5. مساعدة الآخرين تفيد الجميع

إذا تلقيت لقاح كورونا وكنت تتمتّع بصحةٍ جيدة ويمكنك العودة إلى ممارسة المزيد من الأنشطة العادية، فستكون من المحظوظين القلائل بعد عامٍ من الخسائر المدمرة. أثناء تخطيطك لكيفية الاستفادة من الوقت المتاح لديك؛ ضع في اعتبارك مساعدة الآخرين أيضاً؛ إذ تُظهر بعض الأبحاث أن صحتك العاطفية تتحسّن عندما تقوم بذلك.

في الواقع؛ تعمّد مساعدة الآخرين مفيد للطرفين، فكثير من الناس والمجتمعات في حاجةٍ إلى المساعدة في الوقت الحالي، لذلك؛ فكّر في كيفية تقديم المساعدة؛ سواء كان ذلك من خلال الوقت أو المال أو الموارد أو المهارات، أو حتى مجرّد الإصغاء لهم. إن السؤال عما يحتاجه مجتمعك للتعافي والازدهار وكيف يمكنك المساعدة لتحقيق ذلك، بالإضافة إلى مراعاة ما تحتاجه أنت وأسرتك؛ من شأنه أن يعزز رفاه الجميع.

عندما تصبح العودة إلى «الحياة الطبيعية» حقيقة واقعة، فلا تتوقع أن تكون مثاليةً وإلا ستصاب بخيبة أمل حتماً. بدلاً من ذلك؛ كن ممتنا ومتعمداً بشأن ما تختار القيام به مع عودة الحياة إلى طبيعتها مجدداً. بقليلٍ من التفكير؛ يمكن أن تكون أفعالك أفضل ومؤثرةً أكثر.

المحتوى محمي