تواصل معنا
Search Open Side Panel

ما هو الفرق بين الطهو بالمغناطيس والطهو بالغاز؟

4 دقيقة
ما هو الفرق بين الطهو بالمغناطيس والطهو بالغاز؟
أحد الجوانب السلبية للطهور بالتحريض هو الحاجة إلى تغيير الأوعية والمقالي.

تتفوق مواقد التحريض الكهرومغناطيسي على مواقد الغاز من حيث الأداء والكفاءة والسلامة، ما يجعلها خياراً عصرياً ومثالياً للطهو الذكي والآمن، فإليك ميزاتها العملية:

  • تطهو الطعام بسرعة أكبر بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بمواقد الغاز، بفضل تسخين الأوعية مباشرة.
  • تستهلك طاقة أقل بكثير…

قبل بضع سنوات، انتقلت من الاعتماد على مواقد التسخين بالغاز إلى مواقد التسخين بالحث الكهرومغناطيسي أو ما يسمى اختصاراً "التحريض". قد تربكك هذه الجملة بعض الشيء.

فمواقد الغاز لديها سمعة بأنها الأفضل، ويرجع ذلك في الغالب إلى التسويق، لذا قد تظنني أقول إنني انتقلت إلى الاعتماد على التحريض بسبب قناعتي البيئية فقط. وأعترف أن ما دفعني إلى هذا التحول هو استخدام قدر أقل من الطاقة (أحب توفير المال)، لكن الكفاءة وحدها ليست السبب في قولي إن تقنية التحريض أفضل.

لقد اتخذت هذا القرار بالترقية لأن التحريض ببساطة أفضل من الغاز في طهو الطعام. المواقد العاملة بالتحريض تطهو الطعام بسرعة أكبر مع كمية أقل من الحرارة المهدرة. إذ تصل الأوعية إلى درجة الحرارة المطلوبة بسرعة، ويمكنك أن تضبط درجة الحرارة على الفور. يمكنك حتى تنظيف الموقد بعد الطهو مباشرة، لأن سطح التسخين نفسه لا يسخن. وعلى حد تعبير آرثر كلارك، لا يمكن إنكار أن تقنية التحريض تشبه السحر في عملها.

في الواقع، هذه التقنية ليست ضرباً من ضروب السحر من الناحية الفنية. إذ تولد المواقد التحريضية مجالاً مغناطيسياً لتوليد الحرارة مباشرة في الأوعية والمقالي. وهذا يعني أن التحريض يعمل فقط مع المعادن المغناطيسية الحديدية، أي المعادن التي تتفاعل مع الحقول المغناطيسية. تعمل أوعية الطهو المصنوعة من الحديد جيداً، بما في ذلك الفولاذ المقاوم للصدأ (الستانلس ستيل) أو حديد الصب؛ أما أوعية الطهو المصنوعة من الألومنيوم فلا تعمل على الإطلاق. وأسرع طريقة لمعرفة ذلك هي محاولة لصق مغناطيس بوعائك، فإذا التصق المغناطيس به، يمكنك استخدامه مع موقد يعمل بالتحريض.

بمجرد حصولك على أوعية الطهو المناسبة، يعمل الموقد التحريضي بصورة أفضل بكثير من المواقد الكهربائية التقليدية والمواقد العاملة بالغاز. وإليك تفسير ذلك فيما يلي:

التحريض أسرع من الغاز

تشتهر مواقد الغاز بقدرتها على التسخين بسرعة، وهي تستهلك الكثير من الطاقة. لكن المواقد التحريضية تجعل مواقد الغاز تبدو أبطأ بكثير.

فوفقاً للمنظمة غير الربحية كونسيومر ريبورتس، يمكن للمواقد التحريضية أن تغلي وعاء من الماء أسرع بنسبة 20 إلى 40 بالمائة من أفضل مواقد الغاز. ويعد غليان الماء مؤشراً على مدى سرعة الموقد في الطهو عموماً، ما يعني أن هذه طريقة جيدة جداً للمقارنة بين نوعي المواقد.

لقد باتت عبارة "نحن الآن نطبخ بالغاز" من العبارات التي عفا عليها الزمن. إذ يجب أن تحل محلها عبارة "نحن الآن نطبخ بالمغناطيس".

التحريض أكفأ من الغاز

تستهلك المواقد التحريضية طاقة أقل بكثير من مواقد الغاز، على الرغم من أنها تقدم أداء أفضل. ويعود ذلك إلى كمية الطاقة الهائلة التي تهدرها مواقد الغاز.

فوفقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية تنقل مواقد الغاز الطاقة بكفاءة تبلغ 32% تقريباً. وهذا يعني أن معظم الطاقة التي تستهلكها في أثناء الطهو بالغاز لا تسخن طعامك. يعلم أي شخص يطهو بالغاز أن المنطقة المحيطة بالموقد، وحتى الغرفة التي يعمل فيها الموقد، يمكن أن يسخن جوها بسرعة كبيرة. تشكل هذه الحرارة المحيطة ما يقرب من 70% من الطاقة المهدرة في مواقد الغاز. وتتفاقم هذه المشكلة إذا كان ثمة مكيف هواء يعمل في منزلك، لأنك عندئذ تستخدم الطاقة أيضاً لتعويض الحرارة التي تطلقها في الغرفة.

تنقل المواقد التحريضية الطاقة بكفاءة تبلغ نحو 85%، وهي نسبة تفوق كفاءة مواقد الغاز بثلاثة أضعاف تقريباً. ويكون التأثير ملحوظاً في أثناء الطهو، فأنت لا تشعر أساساً بالحرارة المحيطة نفسها في أثناء العمل على الموقد. يوفر هذا الأمر قدراً أكبر من الراحة في نظري، خاصة في الأيام الحارة.

اقرأ أيضاً: هل حصلت على طعم غير مرغوب؟ إليك طرق سريعة لإصلاح أخطاء الطهو الشائعة

التحريض يلوث منزلك بدرجة أقل من الغاز

يدرك معظم الناس بصورة بديهية أن استنشاق غاز العادم مضر بالصحة، وهذا ينطبق على الغاز الطبيعي. فحرقه يطلق ثنائي أوكسيد النيتروجين (NO2) من بين غازات أخرى، وهذه الغازات تؤثر في صحتك. تقدر دراسة نشرت عام 2024 أن ثنائي أوكسيد النيتروجين المنبعث من مواقد الغاز مسؤول عن 50,000 حالة إصابة بالربو لدى الأطفال حالياً، أي ما يعادل نحو 12.7% من إجمالي حالات الربو. وقد وصف هذا التقدير بأنه متحفظ لأنه لا يأخذ في الحسبان أول أوكسيد الكربون، وهو منتج ثانوي آخر يصدر عن مواقد الغاز ومن المحتمل أن يسبب مشاكل أسوأ. كما أن ثمة أدلة متزايدة على أن مواقد الغاز تنبعث منها مادة البنزين المسرطنة وغيرها من الملوثات حتى عندما تكون مطفأة. 

ثمة طرق يمكنك من خلالها تقليل المخاطر الصحية لمواقد الغاز. ينصح بتشغيل شفاط المطبخ دائماً في أثناء الطهو، وهو خيار غير متاح دائماً إذا كنت تقطن منزلاً مخصصاً للإيجار. يمكنك فتح النوافذ وتشغيل مروحة (أو حتى مرشح هواء محمول عالي الكفاءة) في كل مرة تطهو فيها. أو يمكنك الانتقال إلى المواقد التحريضية وعدم التفكير في هذه الغازات مرة أخرى.

التحريض أكثر أماناً من الغاز

كما ذكرنا من قبل، تبقى المواقد التحريضية باردة الملمس بعد الاستخدام، وتسخن الأوعية مباشرة. وهذا يوفر ميزة إضافية على صعيد الأمان، فإذا نسيت إطفاء الموقد، فلن يكون مطبخك مهدداً بالانفجار عن طريق الخطأ. بالإضافة إلى ذلك، نظراً لعدم وجود غاز، لا توجد فرصة لحدوث تسرب للغاز، وهو احتمال مرعب دائماً بالنسبة لمن يستأجرون المنازل أو الشقق القديمة.

إذا تركت موقد الغاز مشتعلاً بعد إزالة الوعاء، فسيظل مشتعلاً، ما يعني أن ثمة لهباً مكشوفاً في منزلك قد يؤدي إلى اشتعال شيء ما. كما أن من السهل جداً ترك موقد الغاز مفتوحاً دون وجود لهب مشتعل، وهذا سيناريو كارثي لجعل مطبخك منطقة خطرة. كما أن المواقد الكهربائية التقليدية تظل ساخنة بعد إزالة الوعاء.

ماذا يحدث عندما تزيل الوعاء مع ترك الموقد التحريضي قيد العمل؟ الجواب: لا شيء. لا تتولد أي حرارة ما لم يكن ثمة وعاء على الموقد، ما يعني أن سطح الطهو يبقى بارداً. تنطفئ معظم المواقد بعد إزالة الوعاء بفترة قصيرة، ما يعني أنك لا تستهلك أي طاقة حتى. قد تبدو هذه الميزة بسيطة، ولكن إذا كنت كثير النسيان (مثلي) فقد تقلل الخطر الناجم عن هذا النسيان.

اقرأ أيضاً: تسرب الغاز من المواقد المنزلية صامت وأخطر مما تعتقد

سلبيات المواقد التحريضية

ثمة بعض الجوانب السلبية للمواقد التحريضية؛ أهمها، بالنسبة لي، هو أن الإقامة في أي من الشقق المؤجرة التي تحتوي على موقد غاز أمر مزعج لأنني سأفتقد كثيراً لموقدي التحريضي. والجانب السلبي الآخر الذي يمكن القول إنه الأهم هو أنك قد تحتاج إلى شراء أوعية طهو جديدة. قد يكون ذلك صعباً للغاية، خاصة إذا كنت متعلقاً بمجموعة من أوعية الطهو غير المتوافقة مع تقنية التحريض. ثمة حل بديل في هذه الحالة يسمى محول التحريض، وهو قطعة من المعدن المتوافق مع التحريض يمكنك وضعها تحت أوعيتك القديمة. سيؤدي ذلك إلى إبطاء عملية الطهو إلى حد كبير مقارنة بالوعاء المتوافق مع التحريض، لكن الأمر يستحق أن تضعه في الحسبان. كما أن المواقد التحريضية قابلة للخدش بسهولة، لأن السطح المخصص للتسخين مصنوع من الزجاج، وقد يجد بعض المستخدمين أنهم في حاجة إلى بعض الوقت ليتقنوا استخدامها. ثمة جانب أيضاً يتعلق بالسعر الأولي للموقد إذا كنت تملك المنزل الذي تقطنه.

الموقد التحريضي أسرع وأكفأ وأقل تلويثاً لمنزلك وأكثر أماناً بكثير. استخدمه بدلاً من موقد الغاز وامنح نفسك فرصة الاستمتاع بالطهو باستخدام المغناطيس بدلاً من الغاز.

المحتوى محمي