كل عام، يجري صانعوا «تقرير السعادة العالمي» دراسة استقصائية تتضمن أشخاصاً ينتمون إلى أكثر من 150 بلد في محاولة لتحديد وصفة للسعادة. وعلى الرغم من أن الثروة تزيد من الرضا إلى حدٍ ما، إلا أن هنالك عدة مناطق أكثر قناعة ورضا مما تشير إليه خزائن ثرواتهم. إذ أن الدعم الاجتماعي القوي، وارتفاع متوسط العمر، والشعور بالحرية المطلقة، وانخفاض معدل الفساد؛ تعد جميعها من أسرار الحياة الرغيدة. إذ تمثل هذه القيم الرفيعة ارتقاء بعض البلدان إلى مستويات أعلى من المتوسط.
1. الصومال
يحظى الصوماليون بأسر متماسكة، لأن ثقافتهم الوطنية تميل لإعطاء الأولوية للأقارب قبل كل شيء. وتخفف شبكة دعم الأقارب الإناث من أعباء رعاية الأطفال على الأمهات العاملات (من الولادة وخلال التربية). تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن الصومال أحد أكثر البلدان التي تنعم بالرضا في إفريقيا، على الرغم من الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 1991.
2. أوزبكستان
لا تزال معظم دول آسيا الوسطى ديكتاتورية، وتبرز أوزبكستان من بين دول هذه المنطقة، إذ يشير تقرير السعادة العالمي إلى أن الشعور بالحرية هو عامل كبير لتعزيز المزاج. وقد اتخذ البلد بعض الخطوات المؤقتة ضد الاستبداد منذ وفاة الديكتاتور طويل الأجل «إسلام كريموف» عام 2016، مما يبعث الأمل بين المواطنين.
3. شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا
هي «منطقة زرقاء» يعيش معظم سكانها لما يزيد عن 100 عام. يبلغ متوسط العمر لمواطنيها 81 عام، وهو بالفعل أعلى بكثير من متوسط العمر في أميركا اللاتينية والذي يبلغ 75 عام. ويختلف طول العمر المتوقع اختلافاً ضئيلاً نسبياً عبر مستويات الدخل المختلفة: فإن معدل الوفيات في الطبقة الفقيرة في كوستاريكا يزيد عنه لدى أغنى طبقة بمعدل 1.5، بينما يقترب المعدل نفسه إلى 3.4 في الولايات المتحدة.
4.فنلندا
تعد أسعد بلد على وجه الأرض على الرغم من البرد القارس الذي يجتاحها في الشتاء. إذ تفوق تايوان التي تفتخر بمعدل مماثل من الناتج المحلي الإجمالي للفرد، بالإضافة إلى أجوائها الاستوائية. وقد يرجع ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض الفروقات في الأجور، والتشريعات الحكومية مثل الإجازة الأمومية الطويلة المدفوعة، والرعاية الصحية المجانية. تخفف هذه المزايا من الإجهاد، وتقلل أسباب المشاعر السلبية والعبوس.
نشرت القصة في عدد مجلة بوبيولار ساينس بعنوان «التحول»، 2020 علماً أن المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً