كيف تحافظ على الأزهار المقطوفة لأطول فترة ممكنة؟

الزهور جميلة. ولكن، مثل كل شذرات الجمال التي منحتها لنا الطبيعة الأم، تذبل وتموت. هذه هي سنة الحياة.

ينطوي تنسيق الأزهار في الواقع على التعامل مع نباتات مقطوعة لا جذور لها، ومع ذلك، يمكنك الحفاظ على البراعم والألوان تنبض بالحياة لفترة أطول لا بأس بها. كما هو الحال مع أي كائن حي، فإن العناية بالزهور تنطوي على إدارة الظروف الأساسية والتحكم بها، وتشمل الماء والغذاء ودرجة الحرارة والنمو البكتيري.

الماء

الماء ضروري لجميع أشكال الحياة على الأرض (بما فيها أنت) ويلعب الدور الأهم في الحفاظ على حياة الزهور المقطوفة وازدهارها. لذلك فإن أول شيء عليك القيام به هو الحرص على تأمين الماء الكافي لها.

بعد تلقي باقة الزهور مباشرة، افتحها واستخدم مقصاً عادياً أو مقص البستنة النظيف لقص السيقان بزاوية 45 درجة. سيمنح ذلك زهورك مساحة أكبر تشرب منها، ويحول دون ارتكازها بشكل مسطح في قاع المزهرية. كرر القص كل يومين لإعطاء الأزهار فرصة أطول للعيش.

عادةً ما يضاف المزيد من النباتات ذات الخضرة الكثيفة إلى باقات الأزهار لتزيينها وإعطاء انطباع بامتلائها أكثر. ولكن على الرغم من ميزتها الجمالية، لا تحتاجها كلها عملياً، فماء المزهرية مورد محدود، وكلما زاد عدد الزهور والأوراق، قلت حصة كلّ منها من الماء، وبالتالي تقل رطوبتها.

قم بإزالة جميع الأوراق التي يغمرها الماء عندما تضع الزهور في المزهرية. سيكون ذلك مفيداً لمنع نمو الأعفان والبكتيريا غير المرغوب بها- سنشرح ذلك لاحقاً. كما يمكنك إزالة بقية الأوراق إذا رغبت بذلك، إذ أنه كلما قل عدد الأوراق، زادت كمية الماء التي تتلقاها الزهرة. ثم أضف الفروع الخضراء، فرعاً تلو الآخر، حتى ترى أن كميتها مع الزهور مناسبة لتفضيلاتك.

أخيراً، حتى أنت، لن تشرب من ماء راكد في كأسٍ ليومين، وكذلك لا ينبغي لأزهارك أن تشرب منه أيضاً. لذلك، وبهدف إطالة حياة الأزهار قدر الإمكان، قم بتبديل الماء وحتى المزهرية بأخرى نظيفة كل 48 إلى 72 ساعة.

الغذاء

يجب أن تتغذى الأزهار جيداً. ولكن قبل أن تبدأ في جدولة وقت إضافة الغذاء لها مرتين يومياً، اعلم أن تغذية باقة الأزهار الملونة شيء سهل جداً.

طالما أن الزهرة متصلة بالنبات، فإنها تتغذى على الكربوهيدرات التي تنتجها الأوراق من خلال عملية التمثيل الضوئي. ولكن عندما تُقطع عن النبات، لن تكون هناك أوراق كافية لتلبية حاجتها من الغذاء، وإذا أزلت الكثير من الأوراق من على الفروع المقطوفة، سيقل الإمداد بالمغذيات. للتعويض عن ذلك، أضف السكر. إذا كانت الباقة التي تلقيتها تحتوي على علبة من مغذيات الزهور الغنية بالسكروز، فاحرص على قراءة التعليمات واستخدام الكمية المناسبة لكل حجم من الماء. إذا لم يكن لديك مغذياتٌ للزهور، فإن ملعقتين صغيرتين من السكر لكل لتر من الماء ستكون كافية.

عند الضرورة، توصي بعض المواقع بإضافة ربع كوب من الصودا الصافية إلى المزهرية (نعم، مثل مشروب السبرايت). تأكد فقط من احتوائها على السكر، إذ لا تحتوي مشروبات الدايت عليه. يمكنك أيضاً استخدام الصودا الداكنة إذا لم يكن لديك صودا صافية، لكن منظرها لن يبدو لطيفاً بشكلٍ عام.

ضع في اعتبارك أن تحمل الأزهار للسكر المضاف يختلف من نباتٍ لآخر. على سبيل المثال، تحتاج أزهار نبات الجصية (جيبسوفيلا) إلى كمية أكبر من السكر بمجرد تفتح البراعم، بينما لا تستفيد أزهار النرجس من المحاليل السكرية على الإطلاق. إذا لم تكن متأكداً، يمكنك الاستعانة بمخطط الزهور الشائعة الذي أعدته جامعة ماساتشوستس أمهيرست، والذي يحتوي على المؤشرات الأساسية المتعلقة بكمية السكر التي تحتاجها للعيش في المزهرية.

منع نمو البكتيريا

إذا سبق لك أن صنعت خبزاً أو صنعت أي شيء يحتوي على الخميرة، فلا بد وأنك تعلم أن البكتيريا تحب السكر أيضاً، ولا تريد طبعاً أن تعيش هذه المخلوقات الدقيقة في إناء الزهور الخاص بك.

لمنع نمو البكتيريا، هناك عدد من المنتجات المنزلية التي ستساعد أزهارك على النمو لفترة أطول إذا ما أُضيفت بالنسب الصحيحة. يمكن أن تفيد الكميات الصغيرة من مبيض الكلور (على عكس مبيض الأكسجين) في التخلص من الكائنات الدقيقة، عليك فقط إضافة نصف ملعقة شاي صغيرة منها لكل لتر من الماء. الجانب السلبي لهذه الطريقة هي أن المُبيض يتحلل بسرعة في وجود الماء والضوء (كما هو الحال إذا كانت المزهرية شفافة)، لذلك يتعين عليك تغيير الماء كل يوم بدلاً من كل يومين.

يمكنك أيضاً الحد من نمو البكتيريا عن طريق زيادة حموضة الماء، وذلك من خلال إضافة ملعقتين كبيرتين من الخل الأبيض لكل لترٍ من الماء، ولكن إذا كنت تريد أن تقوم بعمل أفضل، فإن حمض الستريك سيكون مثالياً. يُستخدم حامض الستريك في الطهي وحتى في تنظيف الغلايات الكهربائية المتسخة، وهو لا يعمل على زيادة حموضة الماء وحسب، بل سيجعل الماء يتدفق بشكلٍ أفضل في النظام الداخلي للأزهار. يجب إضافة كمية محددة من حمض الستريك، لذلك ستحتاج إلى ميزانٍ لوزن ما بين 0.35 إلى 0.5 جراماً من حمض الستريك لكل لتر من الماء.

درجة الحرارة

الأمر بسيط جداً. تبطئ درجات الحرارة المنخفضة العمليات البيولوجية، وبالتالي تساعد في الحفاظ على كل شيء تقريباً لفترة أطول، من الطعام إلى منتجات العناية بالبشرة، وكما تخمن؛ الأزهار.

أحد الأفكار المفيدة حقاً أن تفعل مثل بائعي الزهور بوضع الباقة في الثلاجة طوال الليل للحفاظ على جمالها فترةً أطول. على أية حال، لن ينظر إليها أحد ما متأملاً جمالها الساعة 4 صباحاً بالتأكيد. ستعتمد جدوى هذه العملية إلى حد كبير على كمية الطعام القابل للتلف المخزن لديك في الثلاجة وحجم الباقة أيضاً. مع ذلك، هناك طرقٌ أخرى يمكنك القيام بها للحفاظ على برودة الأزهار.

عليك أولاً اختيار الموقع المناسب لها. تجنب وضع الزهور في ضوء الشمس المباشر وبالقرب من مصادر الحرارة مثل الأجهزة التي تعمل لفترة طويلة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية وفتحات التدفئة. وتجنب الأماكن التي يوجد بها تيار هواء أيضاً لمنع جفافها.

كما يمكنك إضافة مكعبات الثلج إلى المزهرية للحفاظ على برودة الماء لفترة أطول، أو يمكنك أيضاً استخدام الماء البارد من ثلاجتك مباشرةً.

اقرأ أيضاً: لماذا تمتلك الأزهار روائحَ؟

أبعد الأزهار عن الفاكهة

ربما رأيت طبقاً من الفواكه، يحتوي على الموز والتفاح مثلاً، يفسد كله معاً بمرور الوقت، ولكن السبب في ذلك لا يعود أساساً إلى أن الوقت الذي يحتاجه الموز لكي يفسد هو نفس الوقت الذي يحتاجه التفاح، بل بسبب غاز الإيثيلين.

تفرز بعض الفواكه والخضروات هذه المادة الكيميائية التي تحفز النضوج. وكذلك النباتات؛ تقوم بنفس الشيء، الأمر الذي يؤثر على الأزهار أيضاً. لذلك يجب تجنب وضع باقات الزهور والفواكه بالقرب من بعضها بعضاً.

ولكن إذا لزم الأمر، يمكنك استخدام الكحول- وهو مكون رئيسي في المشروبات الروحية وغيرها من المشروبات المقطرة الصافية الأخرى. ويُعد من مثبطات الإيثيلين المعروفة، حتى أنه يُستخدم كنقاطٍ لعلاج التسمم بالإيثيلين جليكول؛ وهو مركب سام يُستخدم كمانعٍ للتجمد ويسبب الفشل الكلوي عند تناوله.

المبدأ هو نفسه، على الرغم من اختلاف النسب. لمساعدة زهورك على مقاومة هذا الغاز الذي يسرع النضج، ويقلل بالتالي من عمرها، أضف 20 مليلتراً (نحو 1 ملعقة كبيرة) من مشروبٍ كحولي يحتوي على الكحول بنسبة 40% لكل لتر من الماء. يمكن استخدام مشروباتٍ أخرى، ولكن تختلف النسب، حيث ستحتاج إلى تعديل الكميات بحيث لا يزداد تركيز الكحول لكل لتر ماء عن 8%.