هواية المشي لمسافات طويلة تعد إحدى أسهل الطرق وأكثرها سهولةً للاستمتاع بالهواء الطلق. إذا لم تكن تعرف ركوب الدراجات الجبلية أو تسلق الجبال، أو نشأت في بيئةٍ جبلية في السابق فلا تقلق؛ يمكنك على الأقل الاستمتاع بممارسة رياضة المشي في الجبال لمسافات طويلة.
ولكن بالرغم من أن الرحلات عبر البراري قد تكون طريقةٍ سهلةً للاستمتاع بالطبيعة؛ إلا أنها تتطلب بعض احتياطات السلامة، وكي تتكون لديك رغبةٌ بالقيام برحلةٍ جديدة أخرى؛ عليك أن تشعر بأن رحلتك الأولى جرت بسلاسةٍ وسهولة بدون مشاكل، وأنها لم تسبب لك الإرهاق والتعب.
من أساسيات المشي لمسافات طويلة بطريقة آمنة؛ اختيار المسار المناسب قبل البدء، لذلك قبل أن ترتدي حذائك وتنطلق، احرص على معرفة هذه الأشياء الأربعة قبل أن تسلك أي مسارٍ في البرية.
1. فكّر في المسافة
غالباً لن تركض في سيراً على الأقدام.
عند التفكير في المسافة، ضع في اعتبارك أن بعض المسارات عبارةٌ عن مساراتٍ مغلقة؛ حيث تنتهي عند نقطة البداية التي انطلقت منها، ومنعاً للالتباس حول مسافة المسار المعلنة؛ إذا كانت 3 أميال، فهذا يعني أن طول المسار ذهاباً وإياباً يبلغ 3 أميال، وهناك مساراتٌ متعرّجة تبدأ بنقطة انطلاقك «أ»، ثم تصل إلى نقطة «ب»، ومن ثم تعود إلى نقطة الانطلاق «أ».
تصبح الأمور معقدّةً بعض الشيء مع المسارات المتعرّجة. عليك التحقق من طول المسار من عدّة مصادر كي لا تسير مسافة 7 أميالٍ في الوقت الذي خصصته لسير 3 أميال ونصف فقط؛ وبالتالي قد تؤذي قدميك، ولن يكون أصدقاؤك سعداء بذلك. قد لا يذكر المصدر أن المسافة مضاعفة، لذا عليك أن تكون أكثر حذراً في هذه الناحية. في الواقع؛ يجب أن تخبرك المصادر المطبوعة والرقمية فيما إذا كانت المسافة المعلنة تتضمّن المسار ذهاباً وإياباً، بينما يجب أن تُظهر الإشارات الموجودةً عادةً ضمن المسار المسافة التي تقطعها باتجاه واحد.
أخيراً؛ عليك إدراك أن مسارات المشي قد تكون في مناطق نائية أو يصعب الوصول إليها بواسطة نقل، لذلك قد لا ترغب في زيادة المسافة أكثر إذا لم تكن على درايةٍ بالمنطقة.
2. ضع في اعتبارك الارتفاع التراكمي
الشيء التالي الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو الارتفاع التراكمي؛ والذي يشير بشكلٍ عام إلى إجمالي المسافة العمودية التي تتوّقع أن تمشيها؛ ولكن تأكد من المصدر أن الارتفاع المذكور لا يعبّر فقط عن ارتفاع أعلى نقطةٍ في المسار. من الضروري أيضاً مراعاة هذا الارتفاع مع أخذ المسافة للوصول إليه بعين الاعتبار، فإذا كان الارتفاع التراكمي كبيراً رغم قصر المسافة، فذلك يعني أنك ستُضطر للمشي في مسارٍ بزاويةٍ حادةٍ صعوداً؛ لكن إذا كان المسافة طويلةٌ مقارنةً مع الارتفاع التراكمي، فهذا يعني أن المسار قليل الانحدار ومن السهل المشي عليه.
في الواقع؛ تختلف لياقتنا وقدراتنا ومستوى مهاراتنا في الخارج، لذلك سيستغرق الأمر قليلاً من المشي لمعرفة مقدار الارتفاع الذي يمكننا بلوغه، كما يؤثر مكان المسار والوقت من العام أيضاً على قدرتنا تلك. على سبيل المثال؛ سيكون المشي في مسارٍ مرتفعٍ عن سطح البحر أكثر صعوبةً إذا كنت لا تعيش في أماكن مرتفعة.
3. تصنيف صعوبة المسار
معرفة قدرتك على تحمّل الارتفاع التراكمي ستأتي من خلال الخبرة العملية؛ لكن تصنيف صعوبة المسار حسب الخبراء قد تساعدك كثيراً. في الواقع؛ هناك أنظمة تصنيفاتٍ مختلفة، لذلك يجب عليك التأكد تماماً من النظام الذي تستخدمه وما تعنيه المصطلحات المستخدمة فيه. قد تصنّف إحدى الأنظمة المسار على أنه سهل أو متوسط أو صعب فقط، بينما تنطوي أنظمةٌ أخرى على تصنيفاتٍ مختلفة.
إذا كنت تنوي زيارة إحدى المنتزهات الوطنية الأميركية؛ يُفضّل مراجعة موقع خدمة المنتزهات الوطنية للعثور على المنتزهات التي تناسب هدفك وقدرتك، ومن ثم زيارة الصفحة الرئيسية للمنتزه الذي تنوي زيارته [ينطبق ذلك على أي مكان في العالم].
تحتوي مواقع المتنزهات على معلوماتٍ عن وقت الفتح والإغلاق وغيرها من الإعلانات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك؛ تحتوي على كتيّب أو دليلٍ إرشادي يشمل معلوماتٍ عامةٍ عن المنتزه، ويساعدك على التخطيط لزيارتك على أفضل وجه. ستجد هذه المعلومات تحت أقسام: الأخبار، الخرائط، المنشورات، ويختلف ذلك من منتزهٍ لآخر. يمكنك تحميل الدليل عبر الإنترنت أو استلامه مباشرةً عند دخول المنتزه، كما ستجد فيه تفاصيل جميع مسارات المشي المتاحة؛ مثل المسافة والارتفاع التراكمي، وتصنيف الصعوبة.
تقدّم بعض المنتزهات؛ مثل متنزه «شيناندواه» الوطني في فيرجينيا، معلوماتٍ تفصيلية عن صعوبة كلّ مسار؛ حيث يضاعفون الارتفاع التراكمي ثم يضربون الرقم الناتج بطول المسار بالأميال، ثم يحدّد الجذر التربيعي للرقم النهائي الناتج مدى صعوبة المسار حسب التصنيف المُستخدم لديهم من سهل إلى متوسط إلى صعب قليلاً أو صعب جداً.
كما تُعد تطبيقات الهاتف المحمول مصدراً رائعاً للتعرّف على تصنيفات المسارات أيضاً. على سبيل المثال؛ يحتوي تطبيق «AllTrails» لنظاميّ أندرويد و آي أو إس، على نظام تصنيف: سهل، معتدل، صعب؛ ولكنه يحتوي أيضاً على خريطةٍ طبوغرافية لكل مسار حتى تتمكن من معرفة أماكن الارتفاع التراكمي، وحدّة ميل الطريقن كما تعرض هذه التطبيقات شاشة معلوماتٍ مصغّرة أسفل الخريطة تُظهر مقدار الارتفاع والمسافة التي قطعتها في رحلتك.
تُعتبر التطبيقات رائعة؛ ولكن لا ينبغي أن تكون المصدر الوحيد للمعلومات والإرشادات أثناء المشي لمسافات طويلة. قد تكون إشارة هاتفك ضعيفة أو معدومة، لذلك احرص على اقتناء خريطةٍ ورقية، ودليلٍ إرشادي.
كما تُعد الكتب أيضاً مصدراً ممتازاً للعثور على تصنيفات الصعوبة. على سبيل المثال؛ تحتوي سلسلة كتب الخرائط الكلاسيكية التي تنتجها شركة «ديلورم» على خرائط ملونة كبيرة وغنيةٍ بالتفاصيل، وستساعدك في العثور على المسارات وأماكن التخييم المناسبة ومواقع مكتب إدارة المنتزهات.
عند استخدام الكتب، تحقق دائماً من تاريخ النشر لتجنب استخدام خرائط ومعلوماتٍ قديمة. ليس هناك ضرورةٌ لحمل الكتاب بأكمله في حقيبة ظهرك وزيادة وزنها أثناء الرحلة؛ إذ يمكنك أخذ أو تصوير الصفحات التي تحتاجها فقط.
4. راجع تقييمات الآخرين عن المسارات
من الأفضل مراجعة تقييمات الآخرين للمسار الذي تنوي اتخاذه لكي تكتمل الصورة بالنسبة إليك. تُعد تقييمات الآخرين لمسارات المشي لمسافات طويلة التي سلكوها قبلك مفيدةً جداً لأنهم يذكرون أعمارهم ومستوى لياقتهم والوقت الذي قاموا فيه برحلتهم، وما إذا كانوا قد اصطحبوا معهم أحد أفراد الأسرة أو حيوانهم الأليف. قد تجد شخصاً لديه نفس مستوى لياقتك ومهارتك؛ وبالتالي ستتمكّن من تقييم مدى صعوبة المسار بالنسبة لك بشكلٍ أفضل.
وفي هذا الصدد؛ يحتوي تطبيق «AllTrails» على الخرائط المفضلة المخططة وفقاً للصور الفضائية للمسارات، وكذلك على قسم مراجعات المستخدمين، وهو مفيد للغاية؛ إذ يحتوي على آلاف المراجعات والتقييمات لأشخاصٍ قاموا بالرحلة نفسها، كما يُعدّ حرّاس المنتزه مصدراً جيداً وغنياً للمعلومات، وهم على درايةٍ كبيرة بمسارات المشي لمسافات طويلة.
مصادر المعلومات الأربعة التي ذكرناها ستسهل عليك تحديد مدى ملاءمة أي مسار لك، وتضمن استمتاعك بالرحلة وإكمالها بأمان.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً