لماذا يمكن أن تؤدي تطبيقات العناية بالنباتات إلى نتائج عكسية ضارة عليها؟

3 دقائق
لماذا يمكن أن تؤدي تطبيقات العناية بالنباتات إلى نتائج عكسية ضارة عليها؟
كلما زاد اهتمامك بالشاشة، قل ما يمكنك منحه لنباتاتك. حقوق الصورة: توم هولمز/ أنسبلاش.

هناك مجموعة جديدة تماماً من التطبيقات التي تأمل بإحداث ثورة في علاقتك بنباتاتك الخضراء، بدءاً من تلك التي تقيس نسبة الكلوروفيل فيها، إلى التطبيقات التي تستخدم خوارزمياتٍ تملي عليك كيفية ريّها. لقد كانت النباتات موجودةً طبعاً منذ مئات ملايين السنين، وتريد الشركات الناشئة تغيير الوضع الراهن وعلاقتنا بها. لكن النباتات المنزلية لا تحتاج إلى كل هذا الإزعاج.

لقد بدأت في إنشاء حديقتي المنزلية بعد تسريحٍ قاسٍ من العمل، وكانت مراقبة النباتات بالنسبة لي بمثابة تدريبٍ لي في اليقظة؛ كنت أشم التربة، وألمس الأوراق النضرة، أراقب النباتات وهي تبدو وكأنها تمارس اليوغا يومياً دون أن يلاحظها أحد. لقد ذبلت، فكنت أرويها، فأشعر بالسعادة حين تعود إلى الحياة وتزهر من جديد. لقد كانت العناية بنباتاتي آلية تأقلم مهمة بالنسبة لي عندما بدأت العمل المستقل وإنشاء البودكاست الخاص بي والبحث عن وظيفةٍ جديدة. بعد حياتي المكتبية الصاخبة، تواصلت مع الناس من خلال الشاشات فقط. كانت النباتات المنزلية بمثابة تذكير مكتبي بالعالم المادي.

كيف ساعدتنا النباتات في عزلتنا؟

بعد بضع سنوات، عانى العديد من الأشخاص تجربةً أكثر صعوبةً من تجربتي؛ العزلة عن الأصدقاء وزملاء العمل، والانتقال المفاجئ إلى العمل من المنزل مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، والكثير من الضغط الإضافي. وبالفعل، ارتفع معدل شراء النباتات المنزلية خلال فترة الوباء. كانت جوليا كارابيللي، محاضرة علم الاجتماع بجامعة كوين ماري بلندن، تسأل الناس عما تعنيه النباتات لهم في الوقت الذي كانوا يحمون فيه أنفسهم خلال العزل، وقد وجدت أن الناس لجؤوا إلى البستنة الداخلية والخارجية للتواصل مع عائلاتهم والتخفيف من قلقهم، والنظر إلى ازدهار نباتاتهم كحدثٍ يتطلعون إليه، وحتى لمجرد الاستمتاع بعمل خيّر يتمثّل برعاية كائن حيّ آخر. وقد ربطت كارابيللي هذه الأشياء بالمحادثات الجديدة حول شبكات المساعدة المتبادلة والعلاقة المتغيرة مع العالم الطبيعي. 

في مقالٍ لها على موقع «ذي كونفرزيشن»، تذكر كارابيللي الكاتبة أليس فينسنت التي كتبت أن النباتات توفر "طريقة ملموسة للتواصل مع الطبيعة غائبة عن عالم يعتمد بشكل متزايد على الشاشة". ولكن، ولكي نكون منصفين، لم تكن تجربتي مع نباتاتي خالية تماماً من الشاشات. لقد نشرت عن نباتاتي بالفعل على إنستقرام، على الرغم أن متعتي باستخدام التطبيق كانت تقل شيئاً فشيئاً مع دخوله عصر المشاهير وباتت الإعلانات تمتلئ به. لقد تعلمت مخاطر مشاركة هوايتي التي أحب على وسائل التواصل الاجتماعي.

مشاكل تطبيقات رعاية النباتات

لذلك، ومع الكثير من الشك، قمت بتحميل تطبيق «بلانتا» (Planta)، والذي ظهر في رأس القائمة عندما كتبت "تطبيق العناية بالنباتات" في متجر آي أو إس. وسرعان ما تحققت أسوأ مخاوفي. طلب مني التطبيق إدخال كل نبتة وطلب معرفة آخر مرة قمت فيها بسقيها، وإذا كنت قد نقلتها من أصيص لآخر، وما نوع الحاوية الموجودة فيها. وقد تسبب هذا في بعض المشاكل في الحال. أنا أقوم بسقي نباتاتي العصارية في الحد الأدنى لمنع التعفن- سقيتها مرة واحدة فقط هذا الشتاء، منذ نحو شهر. ثم أرويها أكثر في فصل الربيع عندما ترتفع درجات الحرارة وتبدأ في النمو أكثر. عندما أدخلت نبتة هاوورثيا العصارية الخاصة بي في تطبيق بلانتا وأخبرته بأني سقيتها "منذ أسبوعين" (كانت الخيارات الأخرى اليوم، أمس، قبل أسبوع، لست متأكداً ولم أسقها أبداً)، فأوصى التطبيق بأن أقوم بسقايتها اليوم مرة أخرى. لكني لن أفعل ذلك. يقول موقع haworthia.com إن نبتة هاوورثيا يمكن أن تعيش بدون ماء لعدة أشهر، ولكنها يمكن أن تموت في يوم واحد بسبب التعفن.

لقد توصلت إلى هذا الاستنتاج بشأن الحفاظ على نضارة الصباريات لأني أفرطت بريها وأبعدتها عن الضوء، لأستيقظ وأجد أوراقها باهتةً وتحيط بتلّةٍ بنية متعفنة. لا أعتقد أن تطبيقاً كهذا سيمنع التجربة المؤلمة لقتل النباتات. بدلاً من ذلك، من المحتمل أن يمنعني من الاهتمام بها. قد أفتقد العلامات المهمة على النبات، على سبيل المثال كيف تنكمش التربة الموجودة على حافة الإناء عندما تكون جافة، أو كيف تتجعد أوراق نبتة «الدموية الموطن» (Stromanthe sanguinea) ذات الألوان الثلاثة عندما تحتاج إلى الماء. وربما كان ذلك ليمنعني من أحد أكثر الاكتشافات التي أثارت سعادتي في الأسابيع القليلة الماضية؛ إذ أن نبتة «خنّاق الذباب» الخاصة بي تحب أن تكون محاطةً بقبة زجاجية ولديها الآن أربعة فروعٍ جديدة ويظهر عدد أكبر منها الآن. 

اقرأ أيضاً: لماذا تنمو النباتات بشكل مستقيم؟

علاقة متبادلة بين النباتات والبشر قد لا تنفع معها التطبيقات

هناك بعض المواقف التي قد يكون فيها تطبيق رعاية النباتات مفيداً. لقد استخدمت نيكي ديونج، صديقتي ومعاونتي الدائمة، النسخة المجانية من بلانتا لتخبر زميلتها قليلة الخبرة في الغرفة عن كيفية العناية بنباتاتها عندما غادرت مدينة نيويورك متوجهة إلى كاليفورنيا أثناء الوباء. إذا كنت قد بدأت للتو في رحلتك في عالم النباتات، فيمكنك استخدام زر المعلومات في تطبيق بلانتا للتعلم عن درجة الحرارة والإضاءة المثاليين وغيرها من الحقائق الأخرى المفيدة. وإذا كنت ترغب حقاً في تقليل وقت الشاشة، فهناك العديد من كتب النباتات الرائعة التي توضح لك كيف يحدد التاريخ الطبيعي للنبات كيفية العناية بها اليوم. 

بالنسبة لأولئك الذين يلجؤون إلى النباتات للأسباب التي ذكرتها كارابيللي- التواصل وتخفيف التوتر والرعاية- فإن الاستخدام المستمر لهذه الأدوات التكنولوجية لن يؤدي إلا إلى ابتعادهم عن علاقة ملموسة مفيدة للطرفين.

المحتوى محمي