حتى لو لم تكن من محبي الطبخ، فلا يمكنك الهروب منه. في الواقع؛ من الصعب أن يمر يومٌ علينا دون أن نرى أو نسمع برنامجاً أو شيئاً يتعلّق بكيفية الطهي؛ سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات التلفزيونية، أو حتى عندما تشاهد برامجك المفضلة؛ ولكن لأسباب عديدة؛ مثل خوفك من دخول المطبخ، يمكنك ببساطة طلب وجبة جاهزة من الخارج بسهولة؛ وذلك أمر مؤسف، لأن الطعام المطبوخ في المنزل غالباً ما يكون ملائماً أكثر لنظامك الغذائي، ولجيبك أيضاً.
تقول «جيسيكا ليمان»؛ أخصائية التغذية والمحاضِرة في جامعة ولاية أريزونا: «غالباً ما تكون الأطعمة المحضّرة خارج المنزل غنيةً بالمزيد من الدهون المشبعة والصوديوم والسكريات المضافة، وفقيرةً بالألياف، كما أن تكلفتها أعلى».
ومع ذلك؛ بالنسبة لأي شخص لديه عقدة متأصلة بأنه طباخٌ سيئ، فإن الأمر لا يتعلق بتطبيق وصفات الطعام بشكلٍ مناسب بقدر ما يتعلق بامتلاك الذهنية السليمة في هذا الشأن. ربما يبدو لك الطهو معقداً جداً، أو قد تخشى من هدر الطعام أو تعتقد أنك لن تنجح بكلّ الأحوال؛ ولكن لا تقلق، إليك بعض النصائح التي ستساعدك على التغلب على مخاوفك والوقوف في المطبخ.
1. خطّط مسبقاً لوجبتك التالية
إذا كنت تخطط لوجباتك مسبقاً، فضع في اعتبارك أن هناك أطعمةً سريعة التّلف موجودة في ثلاجتك. سيسمح لك ذلك بالحفاظ على نظافة ثلاجتك وتجنّب فساد الخضراوات والأطعمة الأخرى إن بقيت لمدة طويلة، وفي نفس الوقت؛ ستحصل على أقصى فائدة من الأطعمة التي تشتريها.
افعل ذلك مرتين في الأسبوع على الأقل؛ بحيث تذهب لتسوّق طلبات المنزل الغذائية وأنت تعلم ما تحتاج إليه تماماً، ومن الأفضل أيضاً الذهاب للتسوق في وقتٍ مبكر من الصباح عندما تكون المنتجات طازجةً، أو في وقتٍ متأخر من الليل في عطلة الأسبوع حين يكون السوق أقل ازدحاماً. وهكذا؛ باستهلاك الأطعمة التي يمكن أن تفسد قريباً، وبشرائك الأطعمة الطازجة، فإنك تتجنب الهدر وتزيد من إنتاجية مطبخك.
2. ضع في اعتبارك نظامك الغذائي
أنت على درايةٍ أفضل بنظامك الغذائي، فسواء كنت نباتياً أو تخطط لخفض وزنك أو خفض مستوى الكوليسترول، فمن المهم أن تضع في اعتبارك أنواع الوجبات التي تتناسب مع تلك الخطة. كذلك ضع في اعتبارك الأطعمة التي تفضلها بشكلٍ عام، لأن وجودها في ثلاجتك سيسمح لك بطهي الوجبات التي تحبها؛ بالتالي يمنعك من التفكير بتأجيل الطهي وطلب الطعام من الخارج.
قبل أن تذهب للتسوق؛ ولكن بعد الانتهاء من جرد الأطعمة القابلة للتلف، اكتب أسماء الوجبات التي ترغب في تحضيرها. ابحث عن وصفتين لكل وجبة، وحدد المكونات التي ليس لديك حالياً. تمنحك معرفة أكثر من وصفة لوجبتك فكرةً جيدةً عن كيفية صنعها، وسيعزز ذلك ثقتك بنفسك عند إعدادها، ويسمح لك باختيار الأطعمة المفضلة لديك في كلّ وصفة.
ضع المكونات التي تحتاجها في قائمة مشترياتك، وبمجرد العثور على وجبة تناسبك، قم بحفظها، وستتمكن بمرور الوقت من طهي وجبتك من ذاكرتك بسهولة.
3. كن مرناً
لا تخف من إعادة استخدام الطعام. تقول ليمان :« يمكن أن تجد الأطعمة المتبقية طريقها بسهولة إلى أطباقٍ أخرى على الإفطار أو الغداء في اليوم التالي. في الواقع؛ ليس من الضروري أن يكون ما تعدّه مثالياً، وأعتقد أن ذلك ما يُربِك الناس، فمعظمنا يريد أن تبدو أطباقنا مثل الأطباق التي نراها في برامج الطبخ؛ ولكن الأطعمة البسيطة هي ما نحتاجه، ومن المنطقي أن نطمح إلى ذلك».
تضيف ليمان أنها تحب البصل والثوم والخضروات الطازجة الأخرى لأنها تشعر بالراحة عند استخدامها، وتجد أنه يمكن استخدامها بعدة طرق. لدى ليمان عادة إعداد سلطةٍ جانبية مع عشاء أطفالها الثلاثة كل ليلة؛ لكن الاحتمالات لا تنتهي عند هذا الحد، فمن السهل تحويل بقايا الفليفلة الحلوة إلى سلطة كروديتي، أو صوص الفلفل الحلو، بينما يمكن استخدام البصل والثوم في أي طبقٍ تقريباً.
4. أضف لمستك الخاصة
إذا كنت لا تجد الطهي كثيراً، فحاول إطلاق العنان لإبداعك بطرقٍ بسيطة. غالباً ما يكون تحضير صلصة المعكرونة الحمراء من الصفر ألذّ من الصلصة الجاهزة المعلّبة؛ لكنه يتطلّب جهداً كبيراً، ويترك وراءك المزيد من الأطباق المتسخة؛ ولكن يمكنك إيجاد حلّ وسط بين الاثنين. أثناء سلق المعكرونة؛ سخّن صلصة الطماطم الجاهزة في قدرٍ على الموقد، ثم أضف القليل من الكريمة الثقيلة وبعض الريحان المجفف إليها، وإذا لم يكن لديك الوقت الكافي لنقع الفاصوليا، فاشترِ الفاصوليا المعلّبة وقم بتتبيلها.
تقول ليمان في هذا الصدد: «يعد البدء بالمنتجات المعلّبة طريقةً رائعةً للقيام بذلك. لا حاجة لتعقيد الأمر، فكّر فيما لديك وما يمكنك تجميعه واجعل الأمر يبدو ممتعاً».
الغذاء جزء أساسي من الحياة، ويجب أن يكون الطبخ ممتعاً وخلّاقاً. في كثيرٍ من الأحيان؛ يكون أصعب جزءٍ في الطهي لنفسك أو لعائلتك هو بناء الثقة الكافية لتجربة أشياء جديدة. هناك العديد من الطرق لطهي الطعام ربما لم تجربها من قبل؛ ولكن، وبعد عدة محاولات؛ ستجد ما يناسبك.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.