كنت أعاني طوال الوقت من انبعاث رائحة الجسم الكريهة منّي حتى دون بذل أي جهد، وقد حاولت باستمرار وبشتّى الوسائل مكافحتها طوال حياتي كشخصٍ بالغ. جربت عدداً لا يحصى من المنتجات، وأهدرت قدراً كبيراً من المال، وأتلفت العشرات من القمصان أثناء محاولتي حل مشكلة الرائحة. بعد سنوات من المحاولة والفشل، اكتشفت أخيراً كيف أتخلص من هذه الرائحة المزعجة، وبما أننا نوشك على العودة مجدداً من أجواء العزلة في المنزل بسبب إجراءات الإغلاق إلى حياتنا العامة والاختلاط بالناس، فسوف أشارككم تجربتي لتسهيل عودتكم مرة أخرى إلى الأجواء الاجتماعية.
ما هي المشكلة؟
تعاملت مع رائحة الجسم الكريهة مثل أي فتىً آخر طوال فترة مراهقتي. كنت استخدم منتجاً شاملاً لغسيل الجسم، وأي منتجٍ مضادٍ للتعرق يمكنه أن يخفي رائحتي. لم تنجح هذه المنتجات بحلّ مشكلتي تماماً؛ إذ كانت العملية أشبه بتغطية رائحةٍ كريهة برائحة طيبة أكثر قوةً منها.
كانت مشكلتي تحديداً أني اعتبرت «عدم انبعاث رائحةٍ كريهة مني» أو «انبعاث رائحةٍ طيبة مني» نفس الشيء؛ لكن الحل كان التعامل معهما كإجراءين منفصلَين ومتميزَين تماماً وواحداً تلو الآخر. ينطوي ضمان عدم انبعاث الرائحة الكريهة على قتل البكتيريا وجعل عودتها مجدداً أصعب، ومن ثمّ فإن جعل رائحتي طيبةً لا ينطوي سوى على العثور على العطر المناسب.
ربما يجب عدم استخدام مضادات التعرق التي تحتوي على الألمنيوم
كان مضاد التعرق الذي يحتوي على الألمنيوم هو الشيء الأقل فعاليةً في بحثي للحصول على رائحة لطيفة. بينما قد ينصحك البعض بالابتعاد عنها بسبب مزاعم غامضة لا أساس لها من الصحة حول سميتها، فإنني أنصح بعدم استخدامها لأنها ببساطة غير مفيدة وغالباً ما تؤدي إلى إتلاف قمصانك إذا ما استخدمتها بشكلٍ خاطئ ولو قليلاً. في الواقع؛ لا تنجم البقع الصفراء التي تظهر عادةً على قمصانك عن التعرّق؛ بل عن منتجات مضادات التعرق، فإن حدوث تفاعلٌ كيميائي بين العرق وكلوريد الألمنيوم يؤدي لظهورها؛ مما يُتلف القميص.
إذا كان لا بد من استخدام مضاد التعرق، فإليك بعض الأشياء التي يجب القيام بها: قبل النوم، قم بالاستحمام وضع مزيل التعرّق، وارتدِ قميصاً لن يتم تعريضه لأشعة الشمس أو قد ترتديه في الأحوال العادية، واغسل مضاد التعرق في الحمام في صباح اليوم التالي.
اقرأ أيضاً: ببعض الكيمياء: إليك طرق التخلّص من البقع الصعبة
كيفية التخلص من الرائحة الكريهة
في كل مرةٍ تستحم فيها، نظف منطقة تحت الإبطين بعناية كبيرة. افرك المنطقة بصابونٍ حقيقي لوقتٍ كافٍ -لا تستخدم الصابون المعطر- كما لو أنك تغسل يديك عادةً بعد تلوثها بشيءٍ قذر، واستخدم منظف تقشير البشرة لإزالة بقايا الجلد الميتة التي تزدهر البكتيريا فيها من المنطقة. الهدف من ذلك جعل منطقة الإبط مكاناً غير صالحٍ لحياة البكتيريا، والقيام بذلك يدوياً ضروري لضمان فعالية الخطوة التالية؛ حيث أن مخلفات البكتيريا هي المصدر الرئيسي لرائحة الجسم الكريهة. كرر هذه العملية مع أيٍّ من مناطق الجسم الأخرى -غير الإبط- حسب الحاجة.
العلاج: حجر الملح المعدني كمزيلٍ للتعرّق
هذا هو الجزء الذي لا يدركه معظم الناس أو لا يؤمنون به لأنه يبدو وكأنه علم زائف حول معالجة الرائحة الكريهة بالحجر المعدني. ومع ذلك، فإذا بحثنا أعمق قليلاً؛ سنجد أن الأمر سليم من الناحية العلمية. بدلاً من استخدام ماركات مزيلات العرق الشائعة في الصيدليات؛ استخدم قطعة من الملح المعدني. لن يغطي ذلك رائحة الجسم برائحة مفرطة؛ ولكنه في الواقع سيزيل قدرة الجسم على إصدار رائحةٍ كريهة من خلال جعل منطقة الإبط بيئةً غير مناسبة لتكاثر للبكتيريا من الناحية الكيميائية لفترة من الوقت.
أستخدم شخصياً أحجار مزيل العرق الكريستالي ذو العلامة التجارية التايلاندية - ليس لأنه أكثر فعاليةً من تركيبات الشركات الأخرى؛ ولكن لأن بعض الشركات الأخرى تستخدم عبوات تغليفٍ ملتويةً مثل عبوات مزيل العرق التقليدية، ويمكن أن يؤدي ذلك لتفتت الملح وتناثره وعطب العبوة. بينما قد تبيع الشركات الأخرى قطع كريستال غير مغلفة؛ مما يصعب عملية الإمساك بها أثناء استخدامها، يحتوي حجر الكريستال التايلندي على قاعدةٍ بلاستيكية لتسهيل الإمساك بها والحيلولة دون انزلاقه من يدك وانكساره؛ حيث لا يمكنك استخدام الأحجار بعد كسرها إلا إذا فركتها بقوة على بشرتك.
لا تعمل أحجار مزيل العرق إلا بعد الاستحمام مباشرةً - بعد أن تنظف نفسك كلياً. طالما أن الإبط لا يزال رطباً، افرك الملح في كل مكان وقم بتغطية المنطقة بأكملها. عند الانتهاء، اشطف بقايا الحجر سريعاً وتخلص من أية رطوبة زائدة حتى لا تتشكل قشرة ملحية في أي مكان تستعمل الحجر فيه.
ارتدِ الأقمشة الطبيعية
بمجرد أن تنتهي من الاستحمام واستعمال حجر الكريستال، احرص على عدم ارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة الصناعية كي لا تذهب فائدة الملح المعدني. في الواقع؛ تُعتبر الأقمشة الصناعية -وخاصةً البوليستر- أرضاً خصبةً للبكتيريا؛ وذلك هو السبب وراء انبعاث رائحةٍ كريهةٍ حقاً من الحقيبة الخاصة التي تحمل فيها معداتك إلى النادي، بينما يمكن أن تبقى الأقمشة المصنوعة من القطن والكتان فترةً أطول قبل أن تنبعث منها أية رائحةٍ ملحوظة.
طرق تجعل رائحتك منعشة
الآن لا تصدر عنك أية رائحة. من هنا، يمكنك بناء عطرك المفضل. كشخصٍ ذو لحية كثّة وضخمة؛ أستخدم كولونيا «Duke Cannon» الصلبة لأن الشركة تنتجها أساساً بنفس رائحة زيوت اللحية العطرية التي تنتجها، ورائحتها ألطف من رائحة من منتجاتها التي تحمل أسماء ذكورية غريبة مرتبطة بالويسكي والبيرة.
إذا لم يكن لديك لحيةٌ كثيفة عموماً، فلديك مجموعة كاملة من العطور للاختيار من بينها. تذكر الأساسيات فقط: لا تُفرط بكمية العطر التي ترشها عليك، كل ما تحتاجه هو رشة أو مسحة سريعة على معصميك ورقبتك.
الحفاظ على رائحتك طيبةً ومنعشةً أثناء التنقل
من المهم أن تستمر في التعامل مع مهام «عدم شم الرائحة الكريهة» والمحافظة على «الرائحة الطيبة» كمهام منفصلة عندما تكون في الخارج. بالنسبة لي؛ أحمل مناديل «كريمو» (Cremo) المبللة لتنظيف جسمي عندما تستعيد البكتيريا نشاطها مجدداً، بالإضافة للقليل من الكولونيا الصلبة لإعادة تطبيق رائحتي المفضلة عندما تتلاشى. بالطبع؛ أي عطر أو مناديل تنظيف سيفي بالغرض، ومع ذلك أوصي باستخدام المناديل بدلاً من عبوات مزيل العرق الصغيرة لأن المناديل تسمح بالقيام بالتنظيف اليدوي الضروري للتخلص بشكلٍ فعال من البكتيريا وإزالة أي جلد ميت أو آثارٍ للعرق. بالمقابل، فإن فرك نفسك بقوة بمزيل العرق سوف يغطي بشرتك بطبقة أكثر سمكاً من الزيت العطري، ورغم أني أجد أن الكولونيا الصلبة مناسبة أكثر للحمل أثناء التنقل، لكن أي عطر سيفي بالغرض بشرط أن يكون محكم الإغلاق ولا ينسكب داخل حقيبتك.
هناك خيار آخر يصعب العثور عليه وحمله معك؛ ولكنه ألطف قليلاً، وهو منتج إزالة بقايا الماكياج على البشرة مثل «Sensibio H2O» من شركة بيوديرما. بالرغم من أنه يُسوّق على أنه مزيل مكياج لطيف؛ إلا إنه يعمل بشكل أساسي مثل الماء والصابون دون الحاجة إلى ماء إضافي لإزالة البقايا نظراً لانخفاض تركيز مركبات التنظيف (منشطات السطح) التي يحتويها.
بهذه المعرفة؛ أنت على استعداد للعودة مجدداً إلى أجوائك الاجتماعية بشجاعة والاقتراب بما يكفي من الناس حتى يتمكنوا من شم رائحتك. حظاً سعيداً.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً