إذاً أنت هنا لتعرف إجابة هذا السؤال حول عدد مرّات الاستحمام لتحافظ على نظافتك. حسناً، لدينا الإجابات؛ ولكن قد لا تعجبك جميع إجاباتنا، ولسنا هنا لمساعدتك لتفوز في نقاشٍ جدلي حول النظافة الشخصية أو للدخول في الجدل الدائر حول عادات استحمام المشاهير ودعم أي منهم. نحن هنا لنقدم لك الحقائق التي تساعدك على المحافظة على نظافتك قدر الإمكان.
ما هو عدد مرّات الاستحمام التي أحتاجها؟
في الواقع؛ لا توجد إجابةٌ واحدة صحيحة؛ ولكن هناك نطاقٌ من الإجابات الصحيحة. يقول «جيفري كوهين»؛ طبيب الأمراض الجلدية والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة ييل: «يستحم الناس بشكلٍ عام بين مرتين يومياً إلى مرةٍ كل يومين، حسب تفضيلاتهم الشخصية ومدى حساسية بشرتهم للماء»، لذلك إذا كنت من هؤلاء، فلا بأس بذلك.
ويوصي كوهين باستخدام الماء الفاتر فقط عند الاستحمام وقصر فترة الاستحمام على 10 أو 15 دقيقة، وذلك لتقليل احتمال تعرّض بشرتك للجفاف نتيجة الاستحمام بالماء الساخن لفترة طويلة، ويضيف أنه لا بأس في قضاء وقتٍ أطول قليلاً بالاستحمام إذا ما كانت بشرتك تتحمّل ذلك.
ولكن نظراً لأننا مختلفون، فقد يختلف روتين استحمامك عن روتين الأشخاص الذين تعرفهم أو الذين تراهم يشرحون روتين نظافتهم الشخصية في المنتديات العامة على الويب. ربما تعمل في وظيفةٍ مجهدة أو تمارس الرياضة كثيراً، أو ربما لديك ميلٌ طبيعي للتعرّق أكثر من الآخرين بغض النظر عما تفعله. بكل الأحوال؛ قد تحتاج إلى الاستحمام بشكلٍ متكرر أكثر من الأشخاص الذين لا يقومون بأعمالٍ مجهدة أو يتعرقون بشكلٍ أقل بطبيعتهم. ومع ذلك، فإذا كنت تفضل الاستحمام عدد مرات أقل -ربما مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع- فلا بأس بذلك أيضاً وفقاً لما يقوله أطباء الجلدية.
تلعب الثقافة أيضاً دوراً ما في عدد المرات التي تشعر فيها بالحاجة إلى الاستحمام، فقد وجدت دراسةٌ عام 2014 أجرتها شركة أبحاث السوق «Euromonitor International» أن الناس في الولايات المتحدة يستحمون أقل بقليل من سبع مراتٍ في الأسبوع، بينما يستحم الناس في المملكة المتحدة والصين واليابان حوالي خمس مرات أسبوعياً، ويصل عدد مرات استحمام البرازيليين إلى 12 مرة. بالنسبة لغسيل الشعر؛ يغسل معظم الناس رؤوسهم بالشامبو حوالي أربع مرات أسبوعياً بغض النظر عن عدد مرات الاستحمام، باستثناء المكسيكيين؛ حيث يستحم الناس هناك ويغسلون رؤوسهم بالشامبو كل يوم تقريباً.
وبالطبع هناك دائماً احتمال أن تتأثر بالإعلانات التجارية التي تزعم أنه إذا صدرت منك رائحة ولو قليلاً، سينفر منك الجميع. إذا كنت تريد أن تكون نفسك ولا تهتم بما يقوله الآخرون عنك، فأغلق هذه الصفحة ببساطة؛ ولكن اسمع، يجب أن تدرك أولاً مخاطر الإفراط في الاستحمام أو قلة الاستحمام قبل أن تذهب، فبعض هذه المخاطر ليست مزحة.
ماذا يحدث إذا لم أستحم بما يكفي؟
تُعد البشرة الحاجز الرئيسي بين أعضاء الجسم الداخلية والعالم الخارجي؛ أي أنها تلامس الكثير من الأشياء وتجمعها عليها. إذا لم تستحم، فيمكن أن تتراكم الأوساخ - مثل خلايا الجلد الميتة والغبار والدهون (دهون الجسم الطبيعية). في الواقع؛ لا تتوقف هذه العملية، وستصاب بالتهيج والعدوى إذا استمرت.
بالإضافة إلى كل ذلك؛ إذا لم تستحم، فيمكن أن يؤدي تراكم الأوساخ إلى انبعاث روائحَ كريهة تنجم عن نشاط البكتيريا وفقاً لكوهين. للعرق دورٌ أيضاً ولكن الرائحة قد لا تعود للعرق في كل الحالات؛ بل إلى البروتينات والدهون التي تفرزها الغدد الموجودة في مختلف مناطق الجسم -مثل الإبطين- والتي تجذب البكتيريا وتنشطها. كلما ازداد تراكم هذه المواد، زاد احتمال نمو البكتيريا وانبعاث الروائح الكريهة نتيجة لذلك.
وهذا لا يعني بالضرورة أن ينفر الناس منك إذا كنت تستحم بشكلٍ أقل، فربما ينتج جسمك القليل من الرائحة بشكلٍ طبيعي، أو ربما يمكنك التخلص من الرائحة بمجرّد غسل بعض أجزاء جسمك سريعاً - يتعلّق الأمر بطبيعة جسمك في النهاية.
مع ذلك، ففي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي عدم الاستحمام بشكلٍ كافٍ إلى الإصابة بالتهاب الجلد المهمل (dermatitis neglecta)؛ حيث تتراكم الدهون والعرق والخلايا المتقرنة وتتسبب بفرط تصبّغ الجلد (hyperpigmentation) أو تشكّل طبقاتٍ أو لويحاتٍ قشرية عليه.
هل يمكنني الاستحمام كثيراً؟
عندما تستحم، تبلل بشرتك؛ لكن الماء يسبب جفاف البشرة. يبدو الأمر غير منطقي؛ لكن البشرة تفقد الرطوبة عندما تجف. يقول كوهين في هذا الصدد: «إذا كانت بشرتك من النوع الجاف جداً، ستفقد المزيد من الرطوبة إذا استحممت أكثر».
تلعب البشرة أيضاً دوراً في الحفاظ على جهاز المناعة وتنتج الببتيدات المضادة للميكروبات للمساعدة في مكافحة العدوى. يقول كوهين: «تزول هذه المواد أكثر فأكثر مع قضائك وقتاً أطول في الاستحمام».
وكما ذكر كوهين آنفاً بمزيد من التفصيل، فإن إحدى طرق معالجة مشكلة جفاف الجلد هي استخدام الماء الفاتر، لأن الماء الساخن يجفف الجلد أكثر. يمكنك أيضاً استخدام صابون لطيف لتقليل التهيج الناجم عنه، والحرص على ترطيب بشرتك بعد أن تجف ولكن ليس بعد أن تجف تماماً، ويضيف كوهين: «قد يؤدي الافراط في الاستحمام إلى تجفيف شعرك أيضاً؛ ما يجعله هشاً ويبدو متعباً».
في النهاية؛ مفتاح النظافة الصحيحة ليس تحديد عدد مرات الاستحمام في الأسبوع، أو تقليد ما يفعله الآخرون من حولك، فالأمر يتعلق بمعرفة ما يحتاجه جسمك، وكيف يستجيب للاستحمام وللنشاط اليومي؛ وبالتالي إيجاد توازنٍ مناسب لك.
اقرأ أيضاً: دليل مبسّط لتصبح رائحتك منعشةً وجميلةً طوال الوقت
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً