كيف تحضر وجباتك ومكوناتها مسبقاً ليكون طهوها أسهل وأسرع

4 دقائق
الوجبات، تحضير الطعام
مصدر الصورة: أنسبلاش.

لسوء الحظ؛ ونظراً لأن الإنسان بطبيعته ليس مثل بعض الكائنات، فإنه مُضطرٌ أن يأكل عدة مراتٍ في اليوم؛ وبالتالي سيقضي وقتاً طويلاً في تحضير وجباته. 

تتمثل إحدى طرق تقليل الوقت الذي نقضيه في المطبخ بتحضير الوجبات أو مكوناتها مسبقاً، بحيث يكون طهوها أسهل وأسرع عندما تحتاج إليها. هناك عدة طرق لتحقيق ذلك؛ مثل إعداد وجبةٍ أو وجبتين في كل مرة، وحتى تحضير معظم ما ستتناوله لمدة شهر في وقتٍ واحد - يمكن أن يكون الأمر بسيطاً أو معقداً حسب ما تريد.

أساسيات تحضير الوجبات

قبل أن تبدأ في إعداد وجبات الطعام، سوف تحتاج إلى بعض الأشياء:

مكان لحفظ الطعام

كيف تعمل الثلاجة
Shutterstock.com/Patty Chan

المجمدة هي أفضل الخيارات. قم بضبط المجمدة على 4 درجات مئوية أو أقل بقليل لإيقاف نشاط أي بكتيريا أو أعفان أو خميرة، للحيلولة دون إفساد طعامك. تقول «جولي جاردن روبنسون»؛ أستاذة التغذية وسلامة الغذاء في جامعة ولاية داكوتا الشمالية: «التجميد إحدى أفضل الطرق للحفاظ على لون ونكهة وقوام الطعام وقيمته الغذائية».

قد تمتلك مجمدةً في المنزل؛ ولكن يمكنك وضع الطعام في ثلاجة البرّاد أيضاً إذا لم تكن لديك مجمّدة مخصصة، طالما كانت هناك مساحةٌ متوفرة فيها. عليك فقط الحرص على تناول الطعام قبل أن يفسد. 

وفي نفس السياق؛ احرص على إذابة الجليد عن الطعام بأمان عن طريق غمره بالماء البارد أو باستخدام الميكروويف بدلاً من تركه على المنضدة؛ حيث يمكن أن يشجع ذلك البكتيريا على النمو فيه.

تغليفٌ آمنٌ للطعام

عليك التأكد أن العبوات التي تخزّن فيها الطعام آمنة، ويمكن استخدامها في المجمد. وجدت أنا وزوجتي أن الأكياس المزودة بسحابٍ والمخصصة لتخزين حجمٍ كبير من الطعام في المجمدة، مناسبة جداً مثل حاويات الطعام الآمنة المخصصة لتخزين الطعام في المجمدة أيضاً، وقد اشترينا جهازاً لتفريغ الهواء من الأكياس؛ حيث يساعد ذلك على زيادة المساحة والحفاظ على الطعام طازجاً أثناء التجميد عن طريق إزالة الهواء الذي يمكن أن يسبب حروق الطعام المجمّد.

بالنسبة لعناصر الطعام ذات الاستخدام الأقل؛ مثل الثوم أو الهالبينو المُقطّع، نقوم بتجميدها في صواني مكعبات الثلج، ونحضّر حصصاً صغيرةً منها بحيث نخرجها من المجمدة ونضعها في المقلاة مباشرةً.

وضع ملصقاتٍ لتمييز الوجبات وأجزاء الطعام المعدَّة مسبقاً

ملصقات غذائية, تغذية, صحة, طعام

تصعب أحياناً معرفة الطعام المجمّد الموجود في العبوة. في الحقيقة؛ لقد خسرت الرهان مراتٍ عديدةً أثناء محاولتي تخمين ما يوجد داخل العبوات المجمدة! من الضروري وضع بطاقة على كل حاوية تضعها في المجمد؛ ولكن لا تكتفِ بتدوين نوع الطعام الموجود داخلها فقط - اكتب أيضاً تاريخ وضعها في المجمدة كي تتمكن من تناول الطعام الأقدم أولاً. إذا كنت ترغب في الحفاظ على تنظيم الأمر أكثر؛ يمكنك أيضاً الاحتفاظ بقائمةٍ لمحتويات المجمدة كي لا تضطر إلى البحث في فيها كل أسبوع لتتذكرها. من المفيد جداً هنا وضع القائمة على باب الثلاجة أو عمل جدول بياناتٍ مخصص لهذا الغرض على الهاتف يمكن الوصول إليه بسهولة.

طهو الوجبات المناسبة للتجميد

من الأسهل طهو طبقين في نفس الوقت وتناول أحدهما وتجميد الآخر للوجبة القادمة، وهذا ما أفعله كثيراً في الواقع. الهدف من ذلك دائماً هو توفير الجهد الذي يتطلبه الطهو في المرة القادمة؛ حيث لا تحتاج وجبتك الثانية سوى إزالة الجليد عنها. عادةً ما تتطلب مضاعفة حجم الوجبة وقتاً إضافياً وقليلاً من المكونات الإضافية؛ ولكن يمكنك عمل الكمية التي ترغب بها من وجبتك المفضلة. ضع في اعتبارك فقط أنه كلما زاد عدد الوجبات التي ترغب بإعدادها، زادت كمية المكونات التي ستحتاجها، وطال الوقت الذي يستغرقه تحضيرها.

يُعتبر رغيف اللحم من الوجبات التي يسهل تحضير كميةٍ مضاعفة منها؛ إذ لا يتطلب تحضيرها سوى خلط بعض المكونات مع بعضها البعض ومن ثم تشكيل الرغيف في المقلاة - حيث لن تحتاج سوى إلى خلط 2 كيلوغرام من اللحم بدلاً من 1.5 كيلوغرام لصنع رغيفيّ لحم بدلاً من واحد. سيكون الوقت الإضافي الوحيد الذي تحتاجه هو في تقطيع بعض الخضار الإضافية.

قم بتجميد رغيف اللحم الثاني نيئاً في طبق طهوٍ مقاوم للحرارة ومبطن بورق الزبدة (يمكنك عدم إضافة الصلصة لأنها سهلة التحضير ويُفضل أن تكون طازجة). عندما تريد إعداد وجبة رغيف اللحم في المرة القادمة، حضّر الصلصة واسكبها فوق الرغيف المجمد، ثم اتركها في المقلاة حتى تصل إلى درجة حرارة الغرفة. بعد ذلك؛ ضعها في الفرن على حرارة 180 درجة مئوية لمدة 45 إلى 60 دقيقة - إنها أسهل وجبة تعدها على الإطلاق.

من المفيد أيضاً طهو كمية مضاعفة من صلصة الفلفل الحار وصلصة المعكرونة ثم تجميدها في أوعية بلاستيكية متينة. إذا رغبت باستخدامها؛ يمكنك تذويب الجليد عنها في الميكروويف أو- كما أُفضّل شخصياً- في قدر على الموقد.

أخيراً؛ بالنسبة للوجبات التي تتطلب الكثير من المكونات التي يجب أن تكون كميتها دقيقةً، فيمكنك مضاعفة كمية التوابل أو صنع حصصٍ صغيرة من الصلصة. بالنسبة لوصفات مثل الدجاج بالزبدة ولفائف الخس الآسيوية مثلاً؛ قد يستغرق تقشير الثوم وتقطيعه إلى مكعبات وتقطيع الزنجبيل وقياس التوابل والسوائل الأخرى المختلفة، مدةً تصل إلى خمس عشرة دقيقة. إذا كنت قد صنعت العبوات مسبقاً ووضعتها في المجمد؛ يمكنك فك الجليد عنها وإضافتها إلى اللحم والخضار أثناء الطهو، وإذا كنت تستخدم طبّاخاً متعدد الوظائف، فيمكنك تركه يعمل إلى أن تصبح وجبتك جاهزةً.

من الأطباق الأخرى التي يمكن تحضير وجبتين أو ثلاث منها:

تحضير مكونات الوجبات المشتركة

البروتين النباتي البروتين الحيواني دور البروتين في التعافي
shutterstock.com/Syda Productions

تتمثل الاستراتيجية الأخرى في التركيز على إعداد المكونات والمهام المشتركة، وليس على وجباتٍ محددة. على سبيل المثال: يُعد تقطيع الخضار من أكثر الأعمال التي تستغرق وقتاً طويلاً لتحضير معظم الوجبات. يمكنك تخصيص بضع ساعاتٍ في يوم العطلة لتقطيع جميع الخضار وتحضيرها للاستخدام في باقي أيام الأسبوع، ويمكنك أيضاً جعل هذه المهمة أكثر كفاءةً عن طريق استخدام جهاز تحضير الطعام أو الخلاط؛ حيث ستتمكن من تجهيز كميةٍ كبيرة وتنظيف الجهاز مرةً واحدةً فقط.

يمكنك اتباع النهج نفسه مع اللحم. على سبيل المثال: إذا كنت تتناول سندويشات التاكو والمعكرونة في نفس الأسبوع؛ يمكنك تحمير عدة أرطال من لحم الديك الرومي أو اللحم البقري المفروم، وتتبيله بشكلٍ مناسب عند الحاجة إلى تسخينه. وبالمثل؛ يمكنك شواء بضعة أرطال من لحم صدر الدجاج الذي يمكنك تناوله كما هو أو تقطيعه لاستخدامه لاحقاً في سلطة الدجاج أو إضافته إلى سندويشات التاكو.

تكمن فائدة هذه الطريقة في أنه يمكنك استخدام ما تحضره في العديد من الوجبات، ولا تحتاج بالضرورة إلى مساحةٍ إضافية لأنك تقوم بحفظ حصصٍ من الخضار المفروم أو اللحم أو البهارات لبضعة أيام فقط. ومع ذلك؛ يتطلب ذلك بعض التخطيط المسبق وتخصيص وقتٍ لهذا الأمر لا علاقة له بالطهو.

إذا قمت بتقسيم الأعمال التي تستغرق وقتاً طويلاً على بقية أيام الأسبوع؛ ستكون عملية الطهو ليلاً أسهل بكثير. مع القليل من التخطيط، يمكنك التخلص من بعض الضغط والاستمرار بتناول الوجبات المنزلية المطبوخة الشهية في نفس الوقت.

المحتوى محمي