عندما انتقلت أنا وشريكي للعيش معاً، لاحظت شيئاً غريباً؛ عندما نذهب للنوم ليلاً، يبدأ السرير بالاهتزاز. سألت شريكي إذا ما كان يشعر بذلك أيضاً؛ لكنه أجاب بالنفي.
في إحدى الليالي، قمنا من غير قصد بتغيير أوضاع نومنا؛ حيث غفى كل منا في اتجاهٍ مختلف على السرير. شعرت حينها بأنّ أحداً يركلني، وقد تكرر ذلك عدة مرات. في الليلة التالية، انتظرت إلى أن نام شريكي، ولاحظت أن قدميه ترتجفان؛ لكنها بعد ذلك صارت تهتزان بقوة إلى درجةٍ بدا وكأنه يركل شيئاً ما.
يمكن أن تكون مشاركة السرير مع شخصٍ ذو نومٍ مضطرب تجربةً مرهقة، وغالباً ما تؤدي إلى حرمان الطرفين من النوم، ونتيجةً لذلك؛ يرى الكثير من الشركاء أن النوم في أسرّة منفصلة هو الحل الوحيد، حتى لو كان ذلك ضد رغبتهم. لحسن الحظ؛ هناك طرقٌ للتخفيف من هذه المشكلة ومساعدة كلا الشريكين للنوم جيداً ليلاً.
فهم الأشخاص ذوي النوم المضطرب
النوم المضطرب هو مصطلح شامل يعبّر عن مجموعةٍ متنوعة من السلوكيات التي تحدث للناس أثناء نومهم وتمنعهم من الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة في الليل؛ تشمل هذه السلوكيات التقلّب، صرير الأسنان، وحتى التحدث أثناء النوم.
يندرج قيام شريكي بالركل أثناء نومه في فئة متلازمة تململ الساقين؛ وهي رغبة ملّحة لا إرادية لا يمكن السيطرة عليها لتحريك الساقين أثناء النوم. يقول «أليكس ديميتريو»؛ مؤسس شركة مينلو بارك للطب النفسي وطب النوم في كاليفورنيا: «غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة تململ الساقسن من الحكّة أو الحرقان؛ والتي تخفّ بتحريك الساق. تحدث هذه الأعراض في كلا الساقين، وغالباً ما تتفاقم في المساء مع اقتراب موعد النوم، ويمكن أن تُبقي المصاب بها مستيقظاً».
أعراض هذه المتلازمة واضحة تماماً؛ من الركل والرجفان إلى التشنج وتحريك الساقين بشكلٍ متكرر. يشعر المرضى بالإرهاق عند الاستيقاظ حتى ولو ناموا 8 ساعات كاملة، ولن يكونوا الوحيدين المرهقين، فعادةً ما يكون شركاؤهم مرهقين أيضاً.
أسباب تحريك الساقين أثناء النوم
لا يزال السبب وراء متلازمة تململ الساقين وأنواع أخرى من الأرق أثناء النوم غامضاً إلى حدٍ ما؛ لكن الباحثين يعتقدون أنه قد يكون مرتبطاً بالآتي:
1. انخفاض مستويات الدوبامين والحديد.
2. خللٍ في الجهاز العصبي المركزي.
3. آثار جانبية للأدوية النفسية؛ مثل مضادات الإكتئاب.
4. استهلاك النيكوتين والكافيين والكحول.
5. يمكن أن يكون أيضاً إحدى الآثار الثانوية لإحدى الأمراض الأخرى؛ مثل السكري أو باركنسون وحتى الحمل، وتتفاقم الأعراض عند الخمول لفتراتٍ طويلة.
إذا كنت تعاني من متلازمة تململ الساقين أو اضطراب النوم، فتحدّث إلى من تثق بهم أو إلى طبيبك، وإلا فإنك ستعاني في صمت. تقول «آرثي رام»؛ طبيبة الأعصاب المتخصصة في طب النوم في مستشفى هيوستن ميثوديست: «في كثيرٍ من الأحيان يكون المريض نائماً ولا يعرف أنه يحرّك ساقيه باستمرار».
لا تكلف نفسك عناء إيقاظ شريكك
إذا كان شريكك ذو نومٍ مضطرب، فمن المحتمل أن يكون مستيقظاً، وإذا كان نائماً بالفعل، فإن إيقاظهم لن يُحدث فرقاً كبيراً. تقول رام في هذا الصدد: «لا تعتمد متلازمة تململ الساقين على وضعية النوم، لذلك فإن إيقاظ النائم ومطالبته بالاستدارة لن يوقف حركة أرجلهم». هل سينزعج الشريك من إيقاظه في مثل هذه الظروف؟ لا؛ ولكن ذلك لن يهدّئ من حركة أرجلهم أو يحدث فرقاً كبيراً بطبيعة الحال - وفقاً لديميتريو.
حلول للحدّ من محفزات متلازمة تململ الساقين
هناك بعض الحلول السريعة التي يمكن أن تساعد في تخفيف رغبة شريكك في تحريك ساقيه ليلاً؛ إن طرح هذه المشكلة معه في البداية يمكن أن يساعده على الشعور بالدعم ويحول دون شعوره بالذنب تجاهك بسبب الإحباط الذي يسببه لك بسبب مشاكل نومه.
تجنب الكافيين والنيكوتين والكحول قبل النوم بساعتين أو 3 ساعات. يقول ديميتريو: «إن تحديد موعد منتظم للنوم والاستيقاظ في الصباح هو إجراء بسيط من شأنه أن يساعد على تهيئة الجسم للنوم بسهولة».
التمرين فكرة رائعة أيضاً؛ لقد وجدت أنه إذا كنا نأخذ كلابنا في نزهةٍ قصيرة قبل حلول موعد النوم، فإن تحرّك ساقي يقلّ بشكلٍ ملحوظ. يتفق ديميتريو مع ذلك، ويشير إلى أن التمرين المنتظم أثناء النهار يساعد بالفعل في تخفيف الحركة أثناء النوم.
تغيير بيئة النوم الخاصة بك
يمكن أن يكون لنوع السرير تأثير كبير. يقول ديميتريو: «قد يسهّل الفراش الذي يعزل الحركة بشكلٍ أفضل؛ مثل الفراش المصنوع من الاسفنج المرن، تحمّل الحركات اللا إرادية للشريك أثناء النوم»، لذلك من الأفضل اختيار شيءٍ صلبٍ ومتين لإطار السرير وفرشه. بالنسبة لي، فقد أحدث ذلك فرقاً كبيراً وخفّف من شعوري بحركة شريكي.
من جانبها تقول رام إن الوسائد يمكن أن تكون أداة رائعة أيضاً: «يمكنك على سبيل المثال وضع وسادةٍ بينك وبين شريكك لخلق مساحةٍ بينكما، والطلب من شريكك أيضاً وضع وسادةٍ بين قدميه للتخفيف من تحرّكها، كما يمكن أن يتغطى كل شريك ببطانية منفصلة كي لا يؤدي تحريك الساقين المتكرر إلى انكشاف أحدكما في منتصف الليل. لقد استفاد بعض مرضاي من استخدام البطانيات الثقيلة نظراً لأنها توفر تحفيزاً مضاداً؛ وتخفف بالتالي من أعراضهم، ومن تجربتنا، فإن زيادة أبعاد السرير كان فكرةً رائعةً أيضاً؛ إذ يمنحنا مساحةً أكبر للتحرك فيها دون الاصطدام ببعضنا البعض».
ابحث عن علاج
إذا فشلت هذه الحيل؛ اطلب من شريكك استشارة أخصائي النوم. يقول ديميتريو: «معظم الناس لا يعرفون أن هناك علاجاً لمتلازمة تململ الساقين، وغالباً ما يفترضون أن شريكهم بطبيعته كثير التحرّك أثناء النوم».
قد تساعد الدراسات التشخيصية الشاملة للأعراض على الكشف عن سبب متلازمة تململ الساقين أو الأمراض التي يمكن أن تسببها؛ والتي يمكن معالجة معظمها بالأدوية.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً