القراءة ليست مجرد هواية، بل حاجة أساسية تزيد الحكمة وتعزز النمو الشخصي. وقد تكون القراءة خلال رمضان تجربة غنية ومُرضية على نحو خاص، فهو شهرٌ يمكن فيه التركيز على التأمل وتحسين الذات أكثر من أي وقتٍ آخر في العام. لذلك وفي حال لم تكن شخصاً يقرأ بانتظام، ويتمنى ذلك، فإليك بعض النصائح التي ستساعدك على تنمية عادة القراءة خلال الشهر الفضيل وما بعده.
اقرأ أيضاً: لم يفت الأوان بعد: كيف تتبنى عادات جديدة صحية؟
7 نصائح لتنمية عادة القراءة خلال رمضان
تذكر أنك تنمي عادة ستستمر وقتاً طويلاً وليس فقط في رمضان، وإليك ما ينبغي فعله.
1. حدِّد المكان والزمان
قد يمنحك رمضان وقتاً معيناً خلال اليوم تكون فيه بعيداً عن المشتتات، حاول أن تستغل هذه الفترة، وخطِّط لأن تقرأ في وقتٍ محدد ومكان معين؛ إذ ينبغي أن تكون العادة واضحة بخصوص متى تقرأ وأين.
يمكنك أن تخصص زاوية معينة في المنزل للقراءة، أو أن تقرأ صباحاً بعد الاستيقاظ مباشرة، أو مساءً قبل النوم، أو أن تستمع إلى كتاب صوتي خلال تحضير وجبة الإفطار، أو خلال الوقت الذي تقضيه على الطريق مهما تكن وجهتك. عموماً، ربط القراءة بمكان محدد أو موقف معين يساعد على تكرارها كلما جلست في هذا المكان أو نفّذت هذا السلوك، وذلك على نحو تلقائي دون تخطيط مسبق أو تفكير.
ومن المهم أن تبقي الكتب أمام ناظريك وفي متناول يديك، وإلّا فلن تتذكر أن تقرأ. لذلك، ضع كتاباً إلى جانب تلك الأريكة، أو جانب الوسادة، أو انقل تطبيقات القراءة إلى الشاشة الرئيسية للهاتف.
اقرأ أيضاً: القراءة ضرورية للدماغ: تقنيات بسيطة تساعدك على القراءة
2. ابدأ بخطوات صغيرة
غالباً ما تضع أهدافاً كبيرة في كل مرة تحاول فيها أن تبني عادة جديدة، سواء كانت إنهاء كتاب كامل في أسبوع، أو ممارسة التمارين الرياضية مدة ساعة كاملة يومياً، لكنك سرعان ما تتوقف عن العادة وترجع إلى سلوكك القديم، فلماذا؟
لأن النتائج لا تأتي بالسرعة التي تريدها، أو لأنك تبدأ بخطوة كبيرة جداً يصعب التقيد بها. وهنا تذكّر أنك تستغل الوقت في رمضان من أجل بناء عادة القراءة، وليس من أجل أن تنهي كتاباً واحداً أو بضعة كتب خلال هذا الشهر. الخلاصة، لا تضع أهدافاً كبيرة في البداية، ابدأ بقراءة صفحة أو صفحتين يومياً، يمكنك بعد أسبوع مثلاً أن تزيد عدد الصفحات، لكن المهم في هذه المرحلة هو أن تركّز على الالتزام بتطوير العادة.
3. اختر ما تود قراءته
اقرأ ما يُثير اهتمامك، لأنك إذا استمتعت بما تقرأ، ستجد القراءة تجربة مُرضية. يمكنك أيضاً أن تقرأ ما هو مفيد، فالكتاب الذي سيساعدك على حل المشكلات والتحديات الحياتية وتحقيق أهدافك، غالباً ما يكون مجزياً.
وبالطبع يمكنك أن تختار الكتب التي تتوافق مع روح رمضان من كتب دينية أو روحانية أو تحسين الذات.
وتذكر أنك إذا بدأت بقراءة كتاب ما، ثم وجدت أنه لا يُثير اهتمامك، فدعه واختر غيره؛ إذ أمامك ملايين الكتب للاختيار منها، في حين أن أيام حياتك ليست كثيرة بقدر ذلك الحد. اقرأ ما يُثير إعجابك واهتمامك ويحسّن حياتك وكيانك، ولا تخشَ أن تقرأ ما هو مختلف عما اعتدت عليه.
اقرأ أيضاً: أفضل 8 عادات صباحية لتعزيز صحتك ونشاطك وإنتاجيتك
4. دوِّن ملاحظاتك
احتفظ بمذكرة أو دفتر ملاحظات مخصص لكتابة الأفكار والتأملات والاقتباسات المفضلة التي قرأتها، ما سيجعل القراءة تجربة أغنى وأعظم فائدة. وقد لا يكون مفيداً أن تضع خطوطاً تحت الأسطر التي تعجبك في الكتاب، وإنما أن تقرأ فصلاً أو بضع صفحات، ثم تغلق الكتاب وتتأمل قليلاً فيما قرأته، ومن ثَمَّ تلخِّص جانباً الأفكار التي فهمتها من هذا القسم.
5. ناقِش ما قرأته
استغل التجمعات الاجتماعية والعائلية التي تكثر في رمضان، وتحدث خلالها عمّا قرأته مع أصدقائك وأفراد عائلتك أو زملائك الذي يحبون القراءة، أو الذين يتمتعون بفضول على الأقل لمعرفة بعض الأفكار الجديدة.
شارك أفكارك وأسئلتك واكتشافاتك لتعميق فهمك، فهذه الخطوة ستجعل عادة القراءة أكثر جاذبية. يمكنك أيضاً أن تنضم إلى نادٍ للكتب سواء في المنطقة التي تعيش فيها أو على الإنترنت، لأن الانضمام إلى مجموعة تكون فيها القراءة سلوكاً طبيعياً، سيجعلها أكثر جاذبية، وسيسهل عليك الالتزام بها.
6. كافِئ نفسك على الالتزام
يولي الدماغ اهتماماً كبيراً للإشباع الفوري، بالتالي وحتى تجعل القراءة سلوكاً قابلاً للتكرار، عليك أن تجعلها تجربة مجزية؛ أي أن تكافئ نفسك فورياً على الالتزام بها يومياً. على سبيل المثال، كافئ نفسك بمشاهدة برنامج تلفزيوني جديد، ما تشتهر به القنوات التلفزيونية خلال رمضان، في حال التزمت بالقراءة هذا اليوم، أو خطط لمكافأة بسيطة أخرى مما تفضل.
اقرأ أيضاً: كيف تستفيد وتستمتع بقراءة الكتب على طريقة بيل غيتس؟
7. قيِّم تقدمك وتحلَّ بالاتساق
الشعور بتحقيق التقدم هو من أكثر المشاعر إشباعاً، لذلك تعقب عادة القراءة التي تنميها. على سبيل المثال، ضع علامة على التقويم بجانب اليوم الذي تقرأ فيه، حيث ستسهم هذه الطريقة البصرية في جعل عادتك مشبعة؛ إذ ستجسِّد أداة واضحة على التقدم الذي تحرزه. حافظ على عادة القراءة طوال شهر رمضان، تحلَّ بالصبر، واعترف بأن كلَّ جهدٍ في سبيل تحسين الذات هو أمر ذو قيمة.
حاول أن تواصل العادات والدروس التي تعلمتها خلال شهر رمضان والتزم بها بقية العام، فالنجاح هو حصيلة ما يواظب الإنسان على فعله يومياً.