أغلى توابل العالم: هل يمكن زراعة الزعفران بالمنزل؟

يعد الزعفران من أغلى التوابل ثمناً في العالم، إذ يفوق ثمنه ثمن الذهب أحياناً، والسبب في هذا هو الاستخدامات المختلفة للزعفران، والحاجة لحصاد كميات كبيرة من زهوره للحصول على غرامات قليلة منه، لكن من جهة أخرى تعد زراعة الزعفران سهلة نسبياً ويمكن القيام بها في المنزل، سواء للزينة أو لإنتاج حاجة المنزل من الزعفران، ويمكن التوسع بزراعته في حديقة المنزل لعمل مشروع ربحي إضافي.

خصائص الزعفران

يتميز نبات الزعفران بالخصائص التالية:

• سهل الزراعة: إذ يمكن زراعته في المزارع أو في الحديقة أو في الأصص المنزلية، ولا يحتاج لعناية كبيرة.
• جميل المظهر: تنتج بصيلة الزعفران زهرة قصيرة أرجوانية على شكل كأس، وتعد مناسبة للزينة. 
• قصيرة الطول: إذ يبلغ ارتفاع النبتة نحو 10 سنتيمترات عند النضج.
• إنتاجيته منخفضة: الزعفران هو ميسم وجزء من قلم الزهرة، أي الجزء الأنثوي منها، ولكل زهرة 3 مياسم فقط.
• صعوبة حصاده: إذ يتطلب حرصاً بالغاً في قطف خيوطه، ويتم باليد أو الملقط، وسبب الكلفة العالية للزعفران هو الحاجة ليد عاملة كثيرة لقطف خيوط الزعفران دون إلحاق الضرر بها. 
• زيادة الإنتاجية بمرور الوقت: يتم إنتاج زهرة واحدة فقط من كل بصيلة، ولكن كل بصيلة تتكاثر في كل دورة زراعية ما يزيد الإنتاجية.
• مشروع مستدام: يمكن زراعة النبتة نفسها لمدة 5-6 سنوات متتالية. 

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين الزراعة المائية والزراعة التقليدية؟

دورة نمو نبات الزعفران

قبل خوض تفاصيل زراعة [tooltip content="نوع توابل لونه برتقالي ذهبي، يتم جمعه من ميسم وأجزاء من قلم أزهار الزعفران الخريفي، وله استخدامات واسعة كتوابل أو صبغة أو في التطبيقات الدوائية." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%b9%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86/" ]الزعفران[/tooltip] يجب معرفة دورة نمو النبات الذي ينتجه، وتتضمن دورة الزعفران الخريفي (Crocus sativus) المراحل التالية:

• من شهر يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب تكون البصيلة في طور الخمول.
• في شهر سبتمبر/ أيلول تكون مرحلة إنبات وتكوين الجذور.
• أكتوبر/ تشرين الأول طور الإزهار وإنتاج الأوراق.
• من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني حتى شهر أبريل/ نيسان تتم المراحل التالية:
  • متابعة نمو الأوراق.
  • نمو الأوراق وإنتاج بصيلات جديدة
  • زيادة نمو الأوراق والبصيلات الجديدة.
  • الوصول إلى أقصى طول للورقة واستمرار نمو البصيلات الجديدة.
• في شهر مايو/ أيار تبدأ الأوراق بالذبول ويزداد نمو البصيلات الجديدة.
• من شهر يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب التالي يحدث ذبول تام للأوراق، وحينها تكون البصيلات الجديدة قد وصلت إلى أقصى نمو لها وعادت إلى السكون، ويمكن أن تتشكل بصيلتان أو أكثر بدل البصيلة الواحدة في البداية.

شراء بصيلات الزعفران

تبيع المشاتل المحلية الزعفران على شكل قرم (بصيلات)، ويجب شراء كمية كافية لزراعتها تبعاً للمساحة التي تملكها، ويفضل فحص البصيلات جيداً بحثاً عن علامات التلف أو العفن قبل زراعتها، وهناك بعض المواقع التي توفر الشراء أونلاين لكن عندئذ يجب التأكد من جودة المصدر ومصداقيته جيداً قبل الشراء.

تحضير مكان الزراعة

يجب أن يوفر مكان الزراعة الشروط التالية:

• مكان مشمس: يحتاج الزعفران إلى التعرض لأشعة الشمس لمدة 5-8 ساعات على الأقل في اليوم، وإلى دفء ثابت في نهاية الخريف. 
• رطوبة معتدلة: يحتاج الزعفران إلى كمية معتدلة من الماء بالتنقيط من وقت الزراعة إلى الحصاد، وبعد حصاد الزعفران يجب التوقف عن الري تماماً، لإبقاء النبات في حالة السبات ودخوله في دورته الزراعية التالية.
• تصريف جيد: تشكل التربة الرملية ذات التصريف الجيد وسطاً ملائماً لنمو الزعفران، لأن التربة التي تحتفظ بكمية كبيرة من الماء ستؤدي إلى تعفن النبتة.
• درجة حموضة معتدلة: بحيث تكون درجة حموضة التربة بين 7 و7.5. 

طريقة زراعة الزعفران 

يمكن تطبيق الخطوات التالية لزراعة الزعفران:

1. يوضع تراب بعمق 20 سنتيمتراً ضمن أصيص أو صندوق خضار مبطن بكيس بلاستيكي لمنع التسريب.
2. يحفر التراب مكان الزراعة بالإصبع بعمق 7.5-10 سنتيمترات.
3. يجب مراعاة اتجاه النهاية المدببة للبصيلة نحو الأعلى.
4. تتم تغطية البصيلة المزروعة بالتربة بشكل جيد.
5. توزع البصيلات بحيث تبعد بمسافة 5-10 سنتيمترات عن بعضها، وتكون الكثافة النهائية 50-75 بصيلة في المتر المربع.
6. يُزرع الزعفران عادةً في نهاية موسم الصيف، ويتم حصاد خيوط الزعفران في الخريف، وقد لا يزهر في أول خريف بعد زرعه، عندها يمكن الانتظار لخريف العام المقبل. 
7. يمكن أن تتفتح الأزهار في أقل من 4 أسابيع بعد الزراعة، ولكن الإزهار يتم عادةً بين 6-10 أسابيع.

اقرأ أيضاً: إليك طريقة زراعة الورد في المنزل

ري الزعفران

يفضل ري الزعفران بالتنقيط، ويتم الري باعتدال مرة أو مرتين في الأسبوع تبعاً لرطوبة التربة. ولمعرفة عدد المرات الأمثل يمكن الضغط بالإصبع على التربة بعد يوم من الري وفي حال بقاء الماء راكداً ولم يتم امتصاصه، عندها نكتفي بالري مرة واحدة بالأسبوع، بينما إن امتصت التربة المياه بعد يوم من الري باختبار ضغط الإصبع، بإمكانك ري التربة مرتين في الأسبوع.

تسميد الزعفران 

من الأفضل تسميد التربة في أول الربيع لمرة واحدة، إذ يمكن استخدام سماد مخلفات الأبقار المجففة أو سماد النيتروجين والفوسفات والبوتاسيوم (NPK) المركب، وتؤثر درجة الحرارة على ذوبان مختلف العناصر الغذائية في التربة، فالحرارة المرتفعة تزيد من ذوبان العناصر المغذية بينما في البرودة يقل ذوبان المغذيات، لذا يجب الحذر من الإفراط بالتسميد في الطقس البارد لأنه سيظهر أثراً ضاراً في وقت لاحق.

حصاد الزعفران

تعد عملية الحصاد أصعب جزء من إنتاج الزعفران، حيث تكون الفترة الزمنية لحصاد الزعفران قصيرة لا تتجاوز الـ 2-3 أسابيع لذا لا يجب تفويتها. عند حلول موسم الحصاد بين منتصف وأواخر أكتوبر/ تشرين الأول، يمكن ملاحظة تفتح الأزهار في الصباح بالأيام الجافة، وهناك عدة طرق لقطف الزعفران ومن أشهرها ما يلي:

• قطف الزهرة المغلقة قبل الفجر بلطف ثم فتحها بعد تجميعها ونزع المسيم يدوياً أو بالملقط منها.
• انتظار تفتح الأزهار كلياً أو جزئياً في منتصف النهار، وقطف الزعفران بالملقط وهي مرتبطة بالزهرة وتجميعها.
• قطف الأزهار وهي مفتحة ومن ثم جمع الزعفران باليد أو بالملقط منها.

من المهم الانتباه لعدم قطف الأوراق الخضراء مع الأزهار، لكي تكمل النبتة دورة حياتها وتزهر في الموسم القادم.

تخزين الزعفران

بعد إزالة جميع خيوط الزعفران بعناية، يجب تجفيفها عن طريق وضعها على مناشف ورقية في مكان دافئ وجاف وظليل، وتستغرق هذه العملية مدة 1-3 أيام، ولكن بالتجفيف يفقد الزعفران 90% من وزنه ما يقلل من مردوده بشكل كبير.

يُحفظ الزعفران المجفف في مكان بارد وجاف بعيداً عن ضوء الشمس، ويمكن استخدام عبوة زجاجية أو غيرها من الأوعية محكمة الإغلاق لمدة تصل إلى 5 سنوات. 

حقائق منوعة عن الزعفران

من المعلومات الغريبة حول الزعفران نذكر ما يلي:

• تنتج كل 150 زهرة زعفران نحو غرام واحد من التوابل.
• يبلغ وزن كل خيط زعفران جاف ما بين 0.3-1 غرام.
• يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الزعفران الجيد إلى نحو 10,000 دولار. 
• يمكن لرشة واحدة من الزعفران أن تصبغ وتنكّه 500 غرام من الأرز.
• يعطي مركب الكروسين للزعفران لونه، ومركب السفرنال رائحته، ومركب البيكوكروسين طعمه المميز.
• يستخدم الزعفران في تركيب أدوية داء ألزهايمر وللوقاية من الخرف، ويؤيد ذلك بحث كيني كوشتا وزملائه المنشور في دورية فرونتيرز (Frontiers) عام 2021.

اقرأ أيضاً: ما هي أنواع محاصيل الزراعة المائية؟

قد لا تكون زراعة الزعفران المنزلية مشروعاً تجارياً مثالياً، لكن تمكنت بعض الشركات الناشئة بالإمارات من زراعة الزعفران بشكل عمودي على رفوف في مساحة مستودع متوسطة نسبياً، ومن يعلم؟ قد تصبح زراعة الزعفران أمراً رائجاً في المستقبل القريب بسبب تطور تقنيات الزراعة المنزلية والهندسة الوراثية والطلب المتزايد عليه محلياً وعالمياً.