4 خطوات تضمن لك إعداد وجبات أعياد مستدامة

4 دقائق
وجبات الأعياد
حقوق الصورة: روزي دي لا كروز/ أنسبلاش.

يعد موسم الأعياد وقتاً رائعاً للمشاركة في احتفالاتنا المفضلة التي تتمحور حول الطعام، إذ يقضي الكثير منا وقتاً أطول في الطهي خلال هذه الفترة من العام أكثر من أي فترة أخرى. وعندما نجلس مع عائلاتنا لتناول الوجبات في الأعياد، فإننا نشارك أيضاً قيمنا وتقاليدنا الثقافية.

بالنسبة لأولئك الذين يمارسون أساليب العيش المستدام، أي الذين يأخذون بعين الاعتبار تأثير الاستهلاك اليومي للمنتجات على البيئة، يمثّل موسم الأعياد فرصة مهمة للتفكير في الأطعمة التي نأكلها ومصادرها. لكن خلافاً للاعتقاد الشائع، لا يجب أن يكون تناول الطعام بشكل مستدام، وخاصة في موسم الأعياد، يتعلّق بالتضحية بمأكولاتنا المفضلة.

بالقيام ببعض التعديلات الصغيرة على تقاليدنا، مثل تناول المنتجات الطازجة الموسمية، أو شراء المكونات من مزارع محلية، يمكن أن تتحول تقاليدنا القديمة إلى انعكاسات حقيقية لمبادئنا الحديثة المتعلقة بتناول الطعام.

كن على دراية بتأثير اللحوم التي تتناولها على البيئة

يعتبر استخدام اللحوم أمراً مسلماً به في العديد من وجبات الأعياد، وبينما يمكن أن يكون لتناول اللحوم بصمة كربونية عالية وعواقب بيئية كبيرة، من المهم الاعتراف بأهمية تلك التقاليد وقدرتنا على تعديلها. بدلاً من السؤال عما إذا كان يتعين علينا الامتناع عن تناول اللحوم تماماً، دعنا نبدأ بالسؤال عن أنواع اللحوم التي نتناولها، وكيف تتم تربية الحيوانات التي تأتي منها، وما هي مصادرها، هل هي مصادر عضوية أم تأتي من مزرعة تمارس الزراعة المتجددة؟

الزراعة المتجددة مختلفة عن تلك العضوية، إذ أنها مفهوم يقوم على تربية الحيوانات وزراعة النباتات في نظام يتناغم مع الطبيعة، بدلاً من نظام يتلف البيئة الطبيعية. من خلال ممارسات تتابع المحاصيل (أي زراعة محاصيل مختلفة بالتتابع على نفس قطعة الأرض لتحسين صحة التربة)، ومنح الأولوية لصحة التربة، ورعي الحيوانات بالتناوب لتقليد الحركة البرية الطبيعية للحيوانات في الماضي، يمكن للمزارعين تجديد الأرض، مما يجعلها أكثر تنوعاً وقدرة على التعافي.

يتيح لنا هذا النوع من الزراعة التفكير في مصادر اللحوم التي لا تخفف من تأثيرنا على البيئة فحسب، بل يمكن أن تكون مفيدة بيئياً. تؤكد «إيريكا هيلمز» من مركز «ستون بارنز» للأغذية والزراعة على أهمية شراء اللحوم من هذا النوع من أنظمة الزراعة، والتي يطبّقها هذا المركز في مزرعته الخاصة في وادي «هدسون السفلي» في نيويورك. تقول هدسون: «يمكن أن تساعد الإدارة النشطة للأراضي بالحيوانات على تشجيع التنوع البيولوجي والحد من تدهور الأراضي. يمكن لهذا النظام في الواقع سحب الكربون من الهواء، حيث يساهم في تغير المناخ، وعزله في التربة».

من خلال دعم المزارعين الذين يطّبقون هذه الأنواع من الممارسات الواعية بيئياً، فإنك ستقدم مساهمة مهمة لصحة التربة، وفي مكافحة تغير المناخ.

إذن، كيف يمكنك التأكد من أن اللحوم التي تشتريها تأتي من مزارع تُعطي الأولوية للرقابة البيئية؟ تسميات مثل «غُذّيت على العشب» لا تحمل معلومات كافية. أفضل طريقة للتأكد من أن اللحوم التي تشتريها هي جزء من نظام زراعي متجدد هي طرح الأسئلة وأداء واجبك. يجعل الجزارون المحليون المهتمون بالاستدامة هذا الأمر سهلاً عندما تستطيع الوصول إليهم. يمكنك الاستفسار عن المزرعة التي أتى منها اللحم، وأنواع الممارسات التي يمارسها المزارعون.

إذا لم تستطع الوصول إلى جزار محلي، تقترح هيلمز أن تشتري اللحوم عبر الإنترنت من شركة حسنة السمعة تشارك المعلومات حول المزارع الصديقة للبيئة التي تحصل على اللحوم منها. إن شحن هذه اللحوم يستحق الاستثمار في الزراعة المستدامة، وسيمنحك فرصة لتصوّت باستخدام أموالك، مما يخلق طلباً على اللحوم التي يتوافق إنتاجها مع مبادئك.

أعد النظر في قائمة وجبات الأعياد

بالطبع، حتى إذا كنت قادراً على الحصول على اللحوم بأكبر قدر ممكن من المسؤولية، فإن تقليل استهلاك اللحوم بشكل عام سيجعل عشاء عطلتك صديقا للبيئة أكثر. حتى اللحوم التي تُنتج بشكل مستدام لا يمكن أن تكون مستدامة للجميع بكميات كبيرة، ويجب علينا جميعاً التفكير ببساطة في تناول كميات أقل منها.

يمكن أن يكون لكيفية إنشاء قائمة المأكولات أثناء موسم الأعياد تأثير كبير. هل يجب أن يكون اللحم هو الطبق الأكبر أم الوحيد؟ هل يمكن أن يكون هناك عدة وجبات رئيسية بعضها نباتي؟ حضّر أطباق الخضار وركّز عليها كأطباق رئيسية، واجعل أطباق اللحوم ثانوية أو على الأقل مكافئة لأطباق الخضار. من خلال تغيير طريقة تضمين اللحوم في الوجبات، وخاصة في المناسبات الخاصة، يمكننا تغيير مقدار البصمة الكربونية لوجبتنا.

قلل مقدار نفايات الطعام التي تنتجها

بعد انتهاء الوجبة، يساهم الطعام الذي نلقيه في سلة المهملات كثيراً في الكم الهائل من الطعام المهدور. يقدر «مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية» الأميركي أن 40% من جميع نفايات الطعام في الولايات المتحدة تأتي من المنازل. تشير «أندريا سباكت» من المجلس: «لا يبدو لك أن رمي كمية صغيرة من الطعام أمراً خطيراً»، وتضيف: «لكن معاً، نحن جميعاً نساهم كثيراً في هذه المشكلة العالمية».

الطريقة الأولى لتجنب رمي بقايا الطعام هي التخطيط للمستقبل. يحتوي موقع مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية على أداة تساعدك في حساب كمية الطعام التي تحتاجها بالفعل في موسم الأعياد. يمكنك إدخال عدد الضيوف والأطباق التي تخطط لتحضيرها (وحتى عدد الوجبات التي يمكنك تحضيرها من بقايا الطعام التي تريدها)، وسيقوم البرنامج بتقدير كمية الطعام التي عليك أن تشتريها.

لتجنب التخلص من بقايا الطعام، تأكد من تحضير الوصفات التي تتطلب استخدام أجزاء متعددة من المكونات، كصلصة البيستو بالجزر على سبيل المثال، وذلك إذا كنت تخطط لاستخدام الجزر، أو مخلل أوراق الفجل. أم بالنسبة للبقايا التي تنتج بعض التحضير، فيمكنك استخدام بعضها كسماد، وعليك أن تتجنب رميها في سلة المهملات. كمية الميثان التي تنتج من تحلل الخضروات في مدافن النفايات تساوي تلك التي تنتج من المجترات (مثل الماشية)، ولها تأثير كبير على تغير المناخ.

افعل ما فعل أجدادك

ليس غريباً أن العديد من تقاليد موسم الأعياد الأقدم لدينا تتمحور في الواقع حول تقليل كمية النفايات والادخار والحفظ. عند شراء حيوان كامل، مثل الطيور، فكر في كيفية تحقيق أقصى استفادة منه. يُحضّر حساء الحبش أو البط مثلاً من جثة الطائر، ويمكن صنع مرق اللحم من أحشاء الحيوان. غالباً ما تمثّل الوصفات القديمة للمرقات والشوربات والصلصات طرقاً مبتكرة لإعادة استخدام المكونات غير المستغلة. خذ بعين الاعتبار الذهاب إلى سوق المزارعين المحليين وطلب هذه المكونات من المزارع مباشرة، إذ أنها قد تكون أرخص، ويمكن تحضير المُربّيات والفطائر اللذيذة باستخدامها.

تأكد من شراء المنتجات في مواسمها أيضًا. تتطلب العديد من وصفات موسم الأعياد مكونات تُنتج في مواسمها، مثل البطاطا الحلوة والقرع واللفت وبراعم بروكسل. أعط الأولوية لتلك المزروعة محلياً، على عكس المكونات التي نُقلت مسافات طويلة حتى وصلت إلى متجر البقالة. الأفضل من ذلك، يمكنك الذهاب إلى سوق المزارعين المحليين والاستفادة من الأصناف العريقة، مثل البطاطس الزرقاء أو قرع هابارد، واستبدالها بمنتجات البقالة الاعتيادية.

موسم الأعياد هو الوقت المناسب للنظر في كيفية تناسب عاداتنا مع مبادئنا، وكيف يمكننا إشراك تقاليد تناول الطعام القديمة في التفكير بمستقبل نظامنا الغذائي. يمكن أن يساعد استخدام الوصفات القديمة للمرقات وتخزين الطعام على تقليل هدر الطعام، واستغلال المصادر المحلية، وفي النهاية، الاحتفال بالتقاليد. من خلال مزج طرق تناول الطعام التقليدية مع القيم الحديثة، يمكّننا من أن نشعر بالرضا عن إقامة ولائم مستدامة في موسم الأعياد.

هذا المقال مُعدّل من مقال نُشر في الأصل على صفحة «هارفست بلوغ» في موقع «ذا فود فيوتشرز كو».

المحتوى محمي