يفيض الإنترنت بالمعلومات في شتى المجالات؛ مما يجعله المكان المثالي للبحث عن أي شيءٍ تريده، ومع ذلك، فقد تفشل محركات البحث الشهيرة؛ مثل جوجل، في العثور على ما تبحث عنه، فرغم مهاراتك العالية في البحث، قد لا تحصل على النتائج التي تريدها أحياناً، أو قد لا تحصل على أي شيء على الإطلاق من جوجل. إذا حدث ذلك، فأنت بحاجةٍ إلى الانتقال بمستوى بحثك إلى مستوىً متقدّم أكثر. إليك كيفية البحث بشكلٍ متعمق أكثر في جميع الموارد التي يتيحها الإنترنت:
1. جرّب محركات البحث البديلة
يمكنك تجربة البحث على محركات البحث الأخرى غير جوجل؛ فقد تجد نتائج لبحثك ربما لا تجدها في صفحة نتائج البحث الأولى على جوجل. لإجراء بحثٍ عام، قارن نتائج البحث التي تظهر على جوجل بتلك التي تجدها عند كتابة نفس عبارة البحث على محرّك «بينغ» من مايكروسوفت، أو محرّك «دوك دوك جو»؛ الذي يراعي الخصوصية أكثر.
تركز الأدوات الأخرى على أنواع محددة من عمليات البحث. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن معلوماتٍ بحدّ ذاتها بعيداً عن صفحات النتائج الطويلة؛ مثل حلّ المعادلات الرياضية، فإن محرّك بحث «وولفارم ألفا» يتفوّق في هذا المجال، ويعرض المعلومات في فئاتٍ تسهّل عليك الوصول إلى ما تريده بسرعة؛ حيث يمكنك من خلاله حل المعادلات الرياضية مثلاً، أو البحث عن الصيغ الكيميائية، والتعرّف على الأشخاص المهمين والبحث في تشريح جسم الإنسان وغير ذلك الكثير. إذا لم يتمكن محرّك جوجل من فهم ما تبحث عنه، فقد يكون بوسع وولفارم ألفا مساعدتك.
عندما تبحث في المنشورات أو الرسائل العامة، يجب عليك استخدام محرك بحث «بورد ريدر»؛ والذي يقوم بمسح المنتديات العامة كي يجد نتائجَ مطابقةً لبحثك؛ فبالإضافة إلى عثوره على المعلومات التي تريدها، يمكن أن تحتوي نتائج البحث أيضاً على موارد وخبراء محددين في الموضوع الذي تحاول التحقق منه.
أخيراً، إذا كنت تبحث في مواضيع قديمة على الإنترنت، يمكنك تجربة البحث على محرك «أركايف»؛ حيث يخزّن المليارات من صفحات الويب القديمة، بالإضافة إلى ملايين المقالات والصور والبرامج. ما عليك سوى كتابة بعض الكلمات الرئيسية في مربع البحث في الصفحة الأولى.
2. تحقق من وسائل التواصل الاجتماعي
ربما لن تجد تغريدةً تحتوي على معلوماتٍ مهمة حول الموضوع الذي تبحث عنه، لكن قد تجد شخصاً يتحدث عن نفس الموضوع أو عن شيءٍ يتعلّق به، ومن هنا تأتي أهمية البحث على وسائل التواصل الاجتماعي في جذب عملاء جدد محتملين عندما تنعدم خيارات البحث الأخرى.
تتضمن منصتا فيسبوك وتويتر أدوات بحث متكاملة، وإذا لم تجد ما تبحث عنه على الفور، فانتقل إلى البحث المتقدم. يمكنك استخدام خيارات الفلترة على صفحة نتائج فيسبوك الموجودة على يسار الشاشة؛ لحصر نتائج البحث حسب الموقع أو التاريخ، وغيرها من العوامل الأخرى. على تويتر، انتقل إلى صفحة البحث المتقدم المخصصة؛ حيث يمكنك البحث عن التغريدات المكتوبة بلغات معينة، أو المنشورة في تواريخ معينة، أو التي نُشرت من مكانٍ محدد. تتيح لك عناصر التحكم هذه تحسين الاستعلام للعثور على المزيد من النتائج ذات الصلة.
3. ابحث عن خبراء
إذا لم تتمكن من العثور على المعلومات التي تحتاجها عبر الإنترنت؛ فقد تكون موجودةً في دماغ أحد الخبراء، ولحسن الحظ، يمكن أن يساعدك الويب في الوصول إليهم. في الواقع، لا تتطلب جميع أنواع البحث مساعدة الخبراء، ولكن يمكن للبشر في كثير من الأحيان أن يقدموا لك نصائح مفيدةً وقويةً، وسيُسعد معظمهم بمساعدتك إذا تواصلت معهم.
ستحتاج في البداية إلى البحث عن أشخاص متخصصين في الموضوع الذي تستكشفه، جرب أولاً أدوات البحث على شبكات التواصل الاجتماعي كما ذكرنا، يمكنك أيضاً البحث عن المقالات الإخبارية ذات الصلة، ومعرفة الخبراء الذين تستشهد المقالات بآرائهم؛ وبذلك يمكنك إيجادهم والتواصل معهم.
كما يمكنك أيضاً التحقق من قائمة الموظفين على مواقع المؤسسات التعليمية والجامعات؛ على سبيل المثال، تعرض جامعة ستانفورد قائمة خبرائها في فئات حسب الاختصاص، كما ستظهر لك قوائم مشابهة عند البحث في مواقع الشركات والمجتمعات المختلفة؛ وبذلك يسهل عليك الحصول على معلومات الاتصال بالأشخاص المتخصصين بالمجال الذي تبحث عنه.
4. ابحث عميقاً في السجلات العامة
يخزن الويب عدداً لا يمكن تخيله من المستندات، ولا يمكن حتى لجوجل العثور عليها دائماً؛ لذلك عندما ترغب بالبحث عن مستنداتٍ معينة، تجنب محركات البحث، وبدلاً من ذلك قم بزيارة مواقع الويب المتعلقة بالسجلات العامة، أو التي تديرها الحكومة.
غالباً ما توجد خيارات البحث على المواقع الحكومية في الصفحة الرئيسية بشكلٍ بارز؛ على سبيل المثال، يمكنك الوصول إلى كل مستند- تقريباً- تتيحه حكومة الولايات المتحدة للعامة؛ من خلال البوابة الشاملة (يو إس إي.جوف)، كما يُعد دليل السجلّات العامة على الإنترنت ومكتبة الكونجرس مصدرَين رائعَين للبحث فيهما عن المعلومات العامة.
ما عرضناه سابقاً يُعد مصادر عامةً وشاملة، ولكن؛ واعتماداً على الموضوع الذي تبحث عنه، ستجد على الأرجح المزيد من المواقع المتخصصة التي تحتوي؛ على سبيل المثال، على سجلات حقوق النشر، مستندات الإنفاق الحكومي، وقضايا المحكمة العليا، وغير ذلك.
5. البحث عن المستندات الأكاديمية
إذا كان ما تبحث عنه عبر الإنترنت يتطلب الوصول إلى مجلةٍ أكاديمية أو اثنتين؛ فتوجّه مباشرةً إلى موقع المجلة، وابحث عمّا تريده، ولكن إذا كنت لا تعلم ما هو الموقع الأكاديمي الذي يجب البحث من خلاله، يمكنك العثور على الأوراق البحثية التي تبحث عنها من خلال محرّك بحثٍ متخصص.
ما عليك سوى الاطلاع على قائمة ويكيبيديا الشاملة لمحركات البحث المتخصصة بالموضوعات الأكاديمية تحديداً، ستجد الكثير منها؛ على سبيل المثال، يمكن لأي شخصٍ الوصول إلى موقع نشر التقارير الأوّلية للدراسات العلمية «arXiv.org»؛ والمتخصص أساساً بأبحاث الرياضيات والفيزياء، كما يُعد موقع «ساينس دايركت» مصدراً رائعاً للبحث عن المقالات الأكاديمية عبر الإنترنت؛ من خلال استخدام الكلمات الرئيسية والمؤلف، وعنوان المجلة.
هناك موارد أخرى مماثلة متخصصة في البحث في مجالاتٍ أخرى بنفس المستوى؛ فإذا كنت تبحث عن معلوماتٍ عن نتائج المنافسات الرياضية، أو عن دُور نشر الكتب على حدّ سواء؛ فقد تجد قواعد بياناتٍ متخصصة في هذا الشأن.
6. فكّر بطريقة مختلفة
كانت ذلك شعار شركة آبل سابقاً، ولكن يمكن أن ينطبق «التفكير بشكلٍ مختلف» على البحث عبر الإنترنت؛ قد يعني ذلك مقاربة مشكلتك بطريقةٍ مختلفة في كثير من الأحيان. بمعنىً آخر؛ إذا لم تتمكن من العثور على المعلومات التي تبحث عنها، يمكنك العثور على معلوماتٍ ذات صلة بها، واستخدامها في بحثك.
لنفترض أنك تبحث عن مقالةٍ إخبارية نُشرت خلال السنوات القليلة الماضية؛ ستقوم بزيارة الموقع الذي نشرها وتكتب كلمات البحث الرئيسية في محرّك البحث الخاص بالموقع، فإذا لم تجد المقالة التي تبحث عنها، فهناك موارد أخرى على نفس الموقع يمكنك استخدامها للوصول إلى المقالة.
على سبيل المثال، إذا كنت تبحث على موقع بوبيولار ساينس عن مقالةٍ معينة بخصوص المناخ، ولم تجدها باستخدام كلمات البحث الرئيسية، فجرّب البحث في قسم (وَسْم) مقالات الموقع عن التغيّر المناخي، وبالمثل، يمكنك البحث في منشورات موقع «إنجادجيت» حول تقنية السيارات ذاتية القيادة؛ خصوصاً إذا كنت تبحث عن مقالٍ معين في هذا المجال.
يمكنك الاحتفاظ بالنتائج التي تعثر عليها من خلال أداة الإشارات المرجعية في المتصفح، كما يمكنك تصنيف النتائج التي تعثر عليها في فئاتٍ داخل مجلدات الإشارات المرجعية، وإذا كنت قلقاً من اختفاء المعلومات التي عثرت عليها، قم بحفظ الصفحات التي تحتوي عليها على محرّك الأقراص الصلبة ببساطة.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً