أربعة أسباب وجيهة للتحول من استخدام نظام الـiOS إلى الأندرويد (والعكس بالعكس)

7 دقائق
تسجيل المكالمات الهاتفية
مصدر الصورة: Daniel Korpai via Unsplash

لا زلنا حتى الآن نعيش حرب نُظُم تشغيل الهواتف المحمولة، فكلا النظامين: الأندرويد والآي أو إس معنا الآن منذ أكثر من عقد من الزمن، ومعظم المستخدمين التحق بالطرف الذي أحبه وتشبثوا به.

إلا أن الواقع يشير إلى أن شركتي غوغل وآبل اقتبستا من بعضهما كثيراً على مر السنين لدرجة أن هذين النظامين أصبحا متشابهين جداً عما كانوا عليه في السابق. حيث أن كلا النظامين يحملان نفس التطبيقات (في معظم الأحيان)، ويتضمنان الكثير من الميزات نفسها.

ومع أن نظامي التشغيل يتقاربان نحو توفير نفس الميزات الرائعة المطلوبة، إلا أن فروقاً كبيرة لا زالت تفصل ما بين نظام الأندرويد ونظام الآي أو إس. وفيما يلي الخصائص التي تميز كل نظام على حدا، ولماذا ينبغي عليك التفكير في التحول نحو أحد هذه النُظُم مستقبلاً.

التخصيص

تتيح لك تطبيقات "الإطلاق" (اللانشرات Launcher ) مثل تطبيق إيفي (Evie) تغيير كل بكسل من واجهة استخدام نظام الأندرويد.
المصدر: تطبيق إيفي Evie

 

يوفّر نظام تشغيل الأندرويد دائماً لمستخدميه المزيد من خيارات التخصيص أكثر من نظام الآي أو إس، حيث تستطيع التخصيص في الأندرويد إنطلاقاً من الشاشة الرئيسية: وفي حين نجد أن هواتف الأندرويد تستطيع دعم الأدوات الإضافية الصغيرة (widgets) مثل صناديق التقويم ورموز الطقس، نرى هواتف الآيفون لا زالت متشبثة بصفوفها المُرتبة بصرامة وأعمدتها المنظمة من الأيقونات.

يدعم نظام الأندرويد أيضاً تطبيقات الإطلاق (اللانشرات) مثل لانشر نوفا أو لانشر إيفي. حيث تقوم هذه التطبيقات بإعادة تصميم واجهة الأندرويد كلياً، الأمر الذي يتيح لك إضافة المزيد من الأيقونات على شاشة البداية، أو إعداد خلفية لهاتفك تتغير بمرور الوقت، أو حتى استخدام تمريرات أو إيماءات خاصة بك لإنجاز ما توده على واجهة الهاتف المحمول.

لا يقتصر التخصيص في الأندرويد على هذا فحسب، بل يمكنه المضيّ أبعد من ذلك. فبمقدورك على سبيل المثال أن تحدد على الأندرويد التطبيقات الافتراضية للمراسلة البريدية، وتصفح الإنترنت، والاطلاع على الخرائط وما إلى ذلك، وهكذا ينبثق الكروم (Chrome) -أو أي تطبيق متصفح آخر اخترته- عندما تضغط على أحد الروابط في بريدك الإلكتروني. لكن في هواتف الآيفون، سينبثق دائماً تطبيق سَفَاري (Safari) بشكل افتراضي عندما تضغط على أحد الروابط، حتى لو ثبّتَ عليه تطبيقات متصفح أخرى.

أما إن كنت لا تحب استخدام تطبيق شركة آبل الأصلي المخصص للمراسلة (Messages) لتلقي رسائلك النصية القصيرة، فأنت للأسف غير محظوظ لأنك لن تستطيع تثبيت بديل آخر له. أما على نظام الأندرويد، فأمامك العشرات من تطبيقات الرسائل القصيرة البديلة لتختار منها ما شئت وترغب به، مع إمكانية إيلائه مهمة الاعتناء برسائلك القصيرة وإعفاء تطبيق الرسائل الافتراضي من مهامه.

هكذا نلحظ أنه فيما يخص الشاشة الرئيسية إلى شاشة تأمين (قفل) الهاتف إلى تغيير التطبيقات الافتراضية وحتى دُرْج التطبيقات (app drawer)، لديك مستوى مرونة أعلى في الأندرويد من تلك التي تحظى بها مع الآيفون. صحيح أن شركة آبل قامت بتعديل نظامها الآي أو إس للسماح بالمزيد من التخصيص، فعلى سبيل المثال بإمكانك تثبيت "الأدوات" على واجهة "عرض اليوم"، وأصبح الآن بإمكان المستخدمين إلغاء تثبيت عدد من التطبيقات الأصلية، إلا أنها لا زالت تتعثر في غبار نظام الأندرويد في مجال التخصيص، بمعنى أن تخصيصها ليس مواكباً تماماً لما هو متاح في الأندرويد.

بطبيعة الحال، لا يرغب جميع الناس بكل هذه الخيارات والإعدادات الإضافية: فالعديد من المستخدمين راضون تماماً وسعداء بالطريقة التي أعدت بها آبل مظهر الشاشة الرئيسية وطورت بها جملة التطبيقات الأصلية التي تأتي معها. إلا أنه من الإنصاف الإشارة إلى أنك في حال رغبت بتخصيص هاتفك وتغيير واجهته كما تحب، فإن الأندرويد نظام التشغيل المناسب لك.

الخصوصية

 

تحرص شركة آبل على التأكيد، في كل مناسبة تتاح لها، على مدى اعتنائها بالخصوصية واختلاف نهجها عن غوغل في هذا المجال.
مصدر الصورة: شركة آبل

إن موضوع الخصوصية في نظامي الأندرويد والآي أو إس قضية مثيرة لجدال محتدمٍ بالفعل: حيث تَعِدك كلا الشركتين (غوغل وآبل) بالاعتناء باهتماماتك بحرصٍ وعناية، وستسمع العديد من الحجج والأدلة التي يطلقها الطرفان فيما يتعلق بمستوى الخصوصية التي يوفرانها لبيانات المستخدمين.

أما ما تتميز به شركة آبل في هذه النقطة فهو مقدار البيانات الذي تعالجه على جهازك المحمول مقابل مقدار البيانات التي تعالجها في الخوادم السحابية. هذا ما يعني أن شركة آبل لا تعرف الكثير عن عاداتك وتفضيلاتك، عكس غوغل، التي تعرف الكثير بالفعل، ذلك أن المعلومات مثل المطعم الذي ترتاده أسبوعياً لا تغادر هاتفك الآيفون، فيما تُخزّن شركة غوغل هذه المعلومات على خوادمهما السحابية.

تجادل غوغل بأن معرفة المزيد عنك (مثل المطعم الذي ترتاده أسبوعياً) يتيح لها الفرصة لجعل حياتك أكثر سهولة، وهكذا تجعل ذلك المطعم الذي تزوره أعلى النتائج البحث عندما تبحث عنه في متصفح حاسوبك المكتبي أو على هاتفك الأندرويد. هذا ما يتيح المزيد من تخصيص الخدمات (مثلما رأينا مع خدمة البحث) عبر مختلف الأجهزة والتطبيقات بسهولة بالغة (لكنه يتيح للشركة أيضاً استهدافك بالإعلانات بشكل أدقّ).

من ناحية أخرى، ومع أن جهازك الآيفون يرسل فعلاً الكثير من البيانات لشركة آبل (مثل معلومات ما بحثت عنه والمكان الذي أنت فيه) إلا أنها مجهولة المصدر ولا يمكن ربطها بك شخصياً. أما غوغل فهي "مهووسة" بمعرفة كل شيء عنك، وإنشاء ملف تعريفي لك يحتوي كافة معلوماتك. لهذا تعتبر مسألة اطمئنانك لشركة غوغل وإئتمانك لها على خصوصيتك التي تَعِد الشركة بحفظها مصونة آمنة، قضية ثقة في غالب الحالات.

ومع أن شركة آبل تجمع هي كذلك المعلومات مثل موقع الهاتف لتفعيل ميزة "العثور على الـ iPhone" على سبيل المثال، والتطبيقات المثبتة -لاقتراح تطبيقات أخرى عليك- إلا أنها تبقى أكثر تحفظاً بشأن البيانات التي تجمعها. علاوة على ذلك، قامت شركة آبل أيضاً بتوفير المزيد من مزايا الأمان الرقمي في تطبيقاتها الخاصة، مثل ميزة "منع التعقب أثناء تصفح عدة مواقع" في تطبيق Safari، وتشفير كلا طرفي المراسلة في تطبيقها iMessage.

بشكل عام، ستفضل قطعاً استخدام منتجات شركة آبل إن كانت الخصوصية على رأس أولوياتك. إلا أن بعض الناس سعداء بمنح ثقتهم لشركة غوغل، ولا يأبهون كثيراً بالإعلانات التي تبث لهم بناء على الموقع الجغرافي لهم أو آخر ما بحثوا عنه في محرك البحث، لكن ما من شك أن نموذج عمل شركة غوغل مبني كلياً على معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عنك.

البيئة البرمجية الأوسع

ما هي الأجهزة الأخرى التي تستخدمها؟
مصدر الصورة: شركة آبل

لم يعد التفضيل ما بين نظامي التشغيل: أندرويد وآي أو إس مجرد عملية اختيار ما بين نظامي تشغيل وحسب. ذلك أن كل نظام تشغيل منها جزء من بيئة برمجية متكاملة تضم تطبيقات وخدمات وغيرها من الأدوات التي توفرها كل من شركة غوغل وآبل. فإن كنت تمتلك تلفزيون آبل (آبل تي في)، في غرفة المعيشة خاصتك، على سبيل المثال، فسيتكامل هذا الجهاز مع هاتف الآيفون بشكل أفضل مما سيفعل مع هاتف أندرويد.

من ناحية أخرى، تعتبر الكثير من تطبيقات غوغل تطبيقات قائمة على الويب، بمعنى أنك تستطيع استخدامها على نظام الأندرويد والويندوز بنفس السهولة التي تعمل بها على نظامي التشغيل آي أو إس وماك أو إس (وما ساعد غوغل على توفير مثل هذه السهولة هو اتباعها نهجاً أقل تحفظاً فيما يتعلق بالخصوصية كما أسلفنا ذكره آنفاً). فإذا ما كنتَ تتنقل كثيراً ما بين الأجهزة والمنصات المختلفة فإن منتجات غوغل (ونظام الأندرويد) يعدّان الخيار الأمثل لك.

ومع ذلك، إن كنت قد استثمرت مالك في شراء العديد من منتجات آبل، التي تعد جزءاً من منظومتها البرمجية المتكاملة -على سبيل المثال امتلاكك لحواسيب ماك في المنزل وفي مكتب عملك- فمبقدورك الاعتماد على هاتفك الآيفون لجعل عملك أسرع وأيسر. ذلك أن التطبيقات التي طورتها شركة آبل مثل تطبيق Safari وPages  تستطيع تلقائياً أن ترسل وتستقبل المواقع والملفات ما بين الأجهزة، كما يمكنك أيضاً قص ولصق عملك من وإلى أي جهاز صنعته شركة آبل فقط باستخدام نفس حسابك لديها:  Apple ID.

مع ذلك يجب ألا تغفل عن الأجهزة الأخرى التي يضمها منزلك (أو تفكر بشرائها ووضعها في منزلك لاحقاً). مثلاً، هل غرفة المعيشة خاصتك مزودة بجهاز آبل هوم بود (Apple HomePod) أو غوغل هوم ميني (Google Home Mini)؟ واسأل نفسك ما إن كانت أداة كروم كاست (Chromecast) مُوصلة بتلفزيونك أم لا، تذكر أنه يستطيع استقبال أي فيديو من معظم التطبيقات المتوفرة على أندرويد أو آي أو إس لكنه لا يشغل أي فيديو اشتريته من الآي تيونز (iTunes).

كما ينبغي عليك أيضاً أن تفكر في جودة التطبيقات والخدمات. اسأل نفسك: هل تفضل استخدام جيميل أو آبل مَيل (Apple Mail)؟ هل تفضل استخدام خرائط غوغل أم خرائط آبل؟ وهل تحبّ استعمال صور غوغل أم مكتبة الصور في حساب آي كلاود (iCloud)؟ بهذا الصدد، تتوفر معظم خدمات غوغل على نظام الآي أو إس أيضاً، إلا أنها تعمل بشكل أفضل في نظام الأندرويد، ذلك أن لها جذوراً أعمق مع ذلك النظام التشغيلي.

إن الروابط الوثيقة التي كونتها مع البيئة البرمجية لآبل أو غوغل قد تكون السبب الذي يمنعك من الانتقال من أحدهما للآخر (على سبيل المثال، اعتمادك على تطبيق " iMessage"، لكن إن كنت في بداية رحلتك لشراء الأجهزة وتكوين منظومة عملك في المكتب وتجهيز وسائل راحتك في البيت، فلا بد أن تضع في الحسبان خصائص كل التطبيقات والخدمات التي توفرها نظم التشغيل المطورة من قبل شركتي غوغل وآبل.

تلقي التحديثات

إن لم يكن لديك هاتفك بكسل، فستضطر للانتظار فترة من الزمن حتى يصلك آخر تحديث لنظام الأندرويد.
مصدر الصورة : Mark Solarski via Unsplash

 

إن كانت الغلبة لشركة غوغل من ناحية توفر تطبيقاتها وخدماتها على عدد كبير من الأجهزة، فإن شركة آبل هي صاحبة السبق من ناحية "تلقي التحديثات"، ذلك أن هواتف الآيفون تتلقى آخر التحديثات بشكل أسرع مما تلقاه أجهزة الأندرويد، الأمر الذي يعني قدرتك على تشغيل أحدث التطبيقات على هاتفك الذكي.

وهذه ليست قضية هامشية بل مهمة على كافة الأصعدة، من ضمنها بقائك محصناً ضد التهديدات الأمنية الناشئة والحصول على آخر وأروع الميزات الجديدة واستخدامها في هاتفك. وحتى وقت كتابة هذه السطور، تُشغِّل ما نسبته 70 بالمئة من أجهزة آبل نظام التشغيل آي أو إس النسخة 12، في حين يكافح نظام التشغيل أندرويد 9 باي للحصول على نصيبه من كعكة سوق أجهزة الأندرويد.

مع ذلك حاولت شركة غوغل التخفيف قدر المستطاع من الضرر الناجم عن "تقطع التحديثات" وتوزع أجهزة السوق وفق نسخ مختلفة من نظام التشغيل الأندرويد. حيث تقوم غوغل الآن بتوزيع بعض تحديثات النظام، من ضمنها الكثير من حِزم تصحيحات الأمان، بشكل منفصل عن الترقية للنسخة الأخيرة من نظام التشغيل، وذلك كجزء من خدمات Google Play. بالإضافة إلى ذلك، وخلاف شركة آبل، تقوم غوغل بتحديث تطبيقاتها (مثل جيميل وخرائط غوغل) بشكل منفصل عن الترقية الكُليّة للنسخة الأخيرة من نظام التشغيل.

عندما يتعلق الأمر بالحصول على آخر التحديثات التي طالما تصدرت عناوين الأخبار -مثل أدوات الصحة والعافية الرقمية المدمجة في كل من نظام الآي أو إس النسخة 9، ونظام أندرويد 9 باي، فمن الأفضل لك أن تختار نظام الآي أو إس. من ناحية أخرى، تملك شركة آبل سجلاً حافلاً في بذل جهودها لدعم الأجهزة القديمة التي أصدرتها بتوفير آخر تحديثات التطبيقات لها هي كذلك.

أما من جانب الأندرويد، فيعود جزء كبير من المشكلة إلى أن هناك الكثير جداً من الشركات المصنعة للهواتف الذكية التي تعمل بهذا النظام. وكل واحدة من هذه الشركات، مثل سامسونج وون بلس وإل جي وسوني وغيرها الكثير تحب أن تضع بصمتها الخاصة على الأندرويد قبل إرسال التحديثات البرمجية لأجهزتها.

إلا أن الجانب المشرق في قضية كثرة الشركات المصنعة، حقيقةُ أنه أمام مستخدمي الأندرويد باقة واسعة جداً ومتنوعة للغاية من الأجهزة التي يمكنهم الاختيار ما بينها وشراؤها، كما يتوفر أمامهم أيضاً عدد أكبر من نقاط البيع ومجموعة تصاميم تلبي مختلف الأذواق، أما بشأن التحديثات فبمقدورك شراء هاتف بكسل من غوغل لتجاوز هذه المشكلة، أو تخفيفها على الأقل، لأنك ستحصل في هذه الهواتف على آخر نسخ نظام الأندرويد بمجرد صدورها. مع ذلك، وبشكل عام فيما يخص نقطة تلقي التحديثات، نعلن فوز هواتف الآبل.

المحتوى محمي