تشترك الشاشات وأجهزة التلفاز بالكثير، إذ إنها تعرض المحتوى من الحواسيب ووحدات التشغيل وصناديق الفيديو (صناديق تحتوي على وحدات لتشغيل الفيديو، مصممة لإيواء مختلف الأشياء من عينات المنتجات إلى العناصر الترويجية وغيرها)، وتحتوي على نفس المدخلات مثل منافذ أتش دي إم آي (HDMI). لذلك، عند شراء جهاز تريد وصل جهاز بلاي ستيشن 5 عليه على سبيل المثال، يمكنك اختيار تلفاز أو شاشة.
لكن على الرغم من تشابههما، تؤدي أجهزة العرض هذه وظيفتين مختلفتين. كما يمكن أن تتفوق الشاشات على أجهزة التلفاز (أو بالعكس) بسبب بعض الاختلافات اعتماداً على السياق.
إذا كنت تريد الحصول على أفضل خرج وصورة ممكنين من الجهاز الذي تقوم بتوصيله على جهاز العرض، فاعلم أن كليهما سيؤدي بشكل جيد إلى حد معين، ولكن أحدهما أفضل من الآخر. لاختيار الجهاز المناسب للغرض الذي تريده، يجب عليك أن تتعرف على إيجابيات وسلبيات نوعي أجهزة العرض.
يذكر أن هناك الكثير من الطرازات المتوفرة من الشاشات وأجهزة التلفاز، وأن التكنولوجيا المستخدمة في هذه المنتجات تتغير وتتحسن بمرور الزمن. أصبحت أجهزة التلفاز أكثر كفاءة في أداء وظائف الشاشات، كما أصبحت الشاشات أكثر كفاءة في أداء وظائف أجهزة التلفاز. لذلك يجب عليك دائماً أن تطّلع على ميزات كل طراز.
اقرأ أيضاً: أفضل الطرق لتوصيل مكبرات الصوت بالتلفاز
متى يجب استخدام الشاشات؟
يفترض أن تختار استخدام الشاشات عندما تحتاج لتوصيل حاسوبك بجهاز عرض. إحدى أفضليات الشاشات هي أن البكسلات تكون مجمّعة في مساحة أقل فيها، ما يجعل الصور أكثر وضوحاً. قد تبدو جداول البيانات ومواقع الويب عند عرضها على معظم أجهزة التلفاز غير واضحة. لكن هذا الكلام لا ينطبق على الشاشات. يفضّل أن تقوم باستخدام شاشة عرض عند العمل باستخدام الحواسيب المحمولة أو المكتبية في أغلب الحالات.
تتفوق الشاشات أيضاً على أجهزة التلفاز في العديد من النواحي عندما يتعلق الأمر بممارسة ألعاب الفيديو الخاصة بالحواسيب الشخصية. تمتلك الشاشات عادة معدّل تحديث أعلى وتتمتّع بزمن استجابة أقصر. لذلك تكون الألعاب أكثر سلاسة عليها ولا تترك الأشكال فيها آثاراً خلفها عندما تتحرك. تتوفر تكنولوجيات مثل إنفيديا جي-سينك (Nvidia G-Sync) بشكل أساسي في الشاشات، وهي تساعد ممارسي ألعاب الفيديو في ممارسة الألعاب بشكل أكثر كفاءة.
يكون تباطؤ الإدخال في أفضل طرازات شاشات الألعاب في السوق أخفض مقارنة بمعظم طرازات التلفاز المتوفرة. ويعني ذلك أنك ستتمكن من رؤية الحركات التي تنتج عن ضغط أزرار لوحة المفاتيح بسرعة أكبر، حتى لو كان الفرق بضعة أجزاء من الثانية فقط. هذا عامل حاسم إذا كنت من ممارسي ألعاب الفيديو الخاصة بالحواسيب الشخصية للمحترفين. ولكنه ليس ضرورياً للغاية إذا لم تكن ترغب بالاستفادة من كل ميزة تمنحك أفضلية في المنافسة، أو إذا كنت ترغب بمشاهدة نيتفليكس فقط.
بشكل عام، تعتبر دقة الألوان أكبر في الشاشات. إذا كنت تمارس عملاً إبداعياً يتطلب تمييز الألوان التي تنظر إليها بدقة، فاستخدام الشاشة هو الخيار الأفضل. هذا عامل حاسم عندما يتعلق الأمر بالعمل على تعديل الصور أو مقاطع الفيديو. لكنه ليس بتلك الأهمية إذا كنت ترغب في مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب.
على الرغم من أن دقة العرض في الشاشات وأجهزة التلفاز متقاربة عموماً (إذ أن معظم الأجهزة حالياً توفّر دقة 4 كيه)، فإن الشاشات توفر لك المزيد من المرونة من ناحية أوضاع العرض. على سبيل المثال، يمكنك شراء الشاشات التي تعمل بالوضع الرأسي والشاشات بالغة الاتساع التي تتمتع بمساحة أفقية كبير، ما يجعلها مفيدة عند استخدام أكثر من برنامج واحد بنفس الوقت. ليست كل هذه الخيارات متاحة في طرازات أجهزة التلفاز.
إذا كنت تستخدم جهاز العرض بوصله مع حاسوبك المحمول أو المكتبي، أو إذا كنت من ممارسي ألعاب الفيديو الخاصة بالحواسيب الشخصية والذين يريدون استخدام الأجهزة التي تتمتع بأفضل الاستجابات ومعدّلات التحديث، ننصحك باستخدام الشاشات بدل أجهزة التلفاز. يمكنك استخدام التلفاز أيضاً، لكنك لن تحصل عادة على نفس المستوى من وضوح وسلاسة الصورة. يجدر الذكر أيضاً أنه من المرجّح أن تجلس على مسافة من الشاشات أقصر مقارنة بالمسافة بينك وبين أجهزة التلفاز، لذلك فعامل كثافة البكسلات (وضوح الشاشة) مهم للغاية.
اقرأ أيضاً: كيف تزيد إنتاجيتك بإضافة شاشة ثانية إلى جهاز الكمبيوتر؟
متى يجب استخدام التلفاز؟
على عكس معظم الشاشات (باستثناء شاشة سامسونج إم 8)، تُزوّد أجهزة التلفاز بأنظمة تشغيل ذكية، ما يعني أنك تستطيع الوصول باستخدامها إلى تطبيقات مثل نيتفليكس وديزني+ وسبوتيفاي وغيرها حتى قبل توصيل التلفاز بأي جهاز آخر. إذا كنت ترغب بمشاهدة التلفاز، فمن المنطقي أن تقوم بشراء جهاز تلفاز.
تعتبر أجهزة التلفاز أقل تكلفة بشكل عام من أجل نفس قياسات الشاشة عادة. لذلك إذا كنت تريد استخدام التلفاز كشاشة للحاسوب، قد يكون توفير المال أحد العوامل التي تشجّعك على شراء تلفاز، وخصوصاً إذا احتجت لاستخدام شاشة ثانوية مختلفة عن شاشة حاسوبك المحمول في حالات نادرة فقط. أجهزة التلفاز أكبر حجماً في الحالة العامة؛ إذ تبدأ قياساتها عند نحو 32 إنشاً (81 سنتيمتراً تقريباً) وتصل إلى 85 إنشاً (219 سنتيمتراً تقريباً) أو أكثر. أما الشاشات، فتتراوح قياساتها في أغلب الحالات بين 24 و50 إنشاً (61-127 سنتيمتراً).
الحصول على مساحة عرض أكبر مقابل مبلغ أقل من المال هو أحد الأسباب التي قد تدفعك لشراء تلفاز لتوصيله بوحدة تشغيل ألعاب الفيديو. على سبيل المثال، تعمل أجهزة إكس بوكس سيريز إكس بشكل جيد مع العديد من أنواع الشاشات. لكن يمكنك الحصول على شاشة عرض أكبر إذا قمت بشراء تلفاز. من ناحية أخرى، تتفوق الشاشات (وخصوصاً الشاشات المخصصة لممارسة الألعاب) على أجهزة التلفاز بسبب دقة الصورة التي تنتجها وسلاستها. لذلك، إذا كنت مستعداً لدفع مبلغ كبير، ستستمع كثيراً في الإظهارات إذا استخدمت شاشة مخصصة للألعاب مع جهاز بلاي ستيشن 5 مثلاً.
أخيراً، عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا النطاق الديناميكي العالي (أتش دي آر)، فالتفضيل بين الشاشات وأجهزة التلفاز ليس سهلاً. تضمن تكنولوجيا أتش دي آر أن تظل الأجزاء الأغمق والأفتح من الصورة مرئية. لكن أداءها لا يزال غير متسق. لا يمكننا خوض موضوع هذه التكنولوجيا بالتفصيل هنا. لكن يمكننا أن نقول إنه على الرغم من أن أجهزة التلفاز والشاشات تدعم إصدارات مختلفة من تكنولوجيا أتش دي آر، فإن هذه التكنولوجيا تؤدي بشكل أفضل في معظم أنواع أجهزة التلفاز مقارنة بمعظم أنواع الشاشات، وذلك لأن سطوع شاشات أجهزة التلفاز أكبر. يجعل ذلك أجهزة التلفاز أفضل لمشاهدة الأفلام والمسلسلات. وإذا كنت تريد فعل ذلك من خلال استخدام أجهزة مثل محولات إشارة التلفاز أو جهاز فاير كيوب (Fire Cube) الخاص بشركة أمازون، فاستخدام التلفاز هو الخيار الأمثل.