حان الوقت للتخلص من التطبيقات غير الضرورية على هاتفك

قالت زوجتي، وقد بدت مذعورةً بعض الشيء، وهي تتصفّح التطبيقات على هاتفي: «هذه كارثة. لماذا لديك كل هذه التطبيقات؟». حسناً، إنه سؤال جيد.

من الصعب تصديق أنه أيقونة متجر التطبيقات على الآيفون لم تظهر سوى منذ 13 عاماً فقط. كان يحتوي حينها على 500 تطبيق فقط، ولكن هذا العدد ارتفع إلى ما يقارب مليوني تطبيق. إنها ثروة من التطبيقات، ولكن بعضها لا فائدة له. إذا لم تكن على درايةٍ بكيفية العناية بهاتفك بشكلٍ مناسب، فمن المحتمل أن يمتلئ بتطبيقاتٍ كثيرة لا تحتاجها، وقد يضر ذلك بتجربة هاتفك الذكي وأداءه بشكلٍ عام.

هذه هي الفرصة المثالية للتحقق من هاتفك الذكي (وهذا ينطبق أيضاً على مستخدمي هواتف الأندرويد) والتخلص من التطبيقات غير الضرورية التي مضى وقت طويل على وجودها على هاتفك دون فائدةٍ تُذكر لها.

كيف أصبحت التطبيقات غير الضرورية جزءاً من هواتفنا المحمولة؟

وجد تقرير صدر عام 2018 أن الشخص العادي يشغّل 9 تطبيقاتٍ يومياً، ويتفاعل مع نحو 30 تطبيقاً على مدار الشهر. ويتفق ذلك مع دراسةٍ أجرتها شركة «نيلسن» عام 2015، وكشفت عن أن مستخدمي الهواتف الذكية النموذجيين استخدموا نحو 27 تطبيقاً على مدار الشهر. أي أن الشخص العادي يحتاج إلى أكثر بقليل من صفحةٍٍ واحدة من التطبيقات على هاتفه. لكن حذفها قد يكون صعباً.

في حين أن مصطلح «الاكتناز الرقمي» ما يزال عاماً في هذه المرحلة، ولكن الفكرة القائلة بأن وجود الكثير من التطبيقات والبيانات يحول دون العثور على تطبيقات مفيدة بالفعل واستخدامها تصبح واضحةً ومؤلمةً عند تصفّح صفحةٍ واحدة من التطبيقات غير الضرورية على هاتفك. من المحتمل أن تكون الآلية الأساسية التي تمنعنا من حذفها هي قدرة أدمغتنا على إنشاء روابط عاطفية غير منطقية مع الأشياء التي نعتقد أننا قد نحتاجها لاحقاً. قطع هذه الروابط مؤلم بالتأكيد، لكن له فوائد ملموسة.

لا يؤدي حذف تطبيقاتك إلى جعل هاتفك أكثر جاذبية فحسب، بل يمكن أن يجعله أكثر أماناً أيضاً. يمكن أن تحتوي التطبيقات القديمة التي لم تعد تتلقى تحديثات أو التي لم تقم بتحديثها منذ بعض الوقت لأنك لا تستخدمها مطلقاً على ثغرات أمنية خطيرة. بالرغم من أن هذه الحالات قليلة، لكن تخيل مدى سوء الأمر إذا تعرضت للاختراق بسبب تطبيق مؤثرات صوتية قمت بتحميله للمزاح مع أصدقائك.

اكتشف التطبيقات التي تستخدمها بالفعل

من المحتمل أن تكشف نظرة سريعة على تطبيقاتك عن عدد قليل من التطبيقات القديمة التي لم تفتحها منذ شهورٍ أو سنوات. على سبيل المثال، التطبيق الذي حملته لمزامنة الكاميرا التي فقدتها أثناء إجازتك قبل عامين، أو ذلك التطبيق الذي يُظهر كيف سيكون وجهك عندما تصبح عجوزاً، والذي كان مسلياً حينها لعدة دقائق ولكن لم تستخدمه مرة أخرى. يمكنك حذف مثل هذه التطبيقات طبعاً.

يقوم الآيفون بالتخلص من التطبيقات غير الضرورية (التي لم تعد تستخدمها) تلقائياً عندما يحتاج إلى تحرير بعض المساحة على جهازك. انتقل إلى «الإعدادات» (Settings) ثم «عام» (General) وانقر فوق «تخزين آيفون» (iPhone Storage)، حيث يوجد خيار «حذف التطبيقات غير المستخدمة» (Offload Unused Apps)، والذي يقوم بحذف التطبيقات التي لا تستخدمها بانتظام، ولكنه يحافظ على المستندات والبيانات المرتبطة بها. بصفتي لا أعتني بهاتفي كثيراً، وجدت أنه يمكنني توفير أكثر من 23 جيجابايت باستخدام هذا الخيار.

ابحث عن التطبيقات التي تستهلك مساحة التخزين

تشغل بعض التطبيقات مساحة تخزين كبيرة من تلقاء نفسها. على سبيل المثال، يمكن أن تشغل بعض الألعاب ذات الرسوميات الفائقة، مثل لعبة «ببجي» (PUBG)، مساحةً على الجهاز تصل إلى 1 جيجابايت. وبالإضافة إلى ذلك، قد تزداد المساحة التي تشغلها بعض التطبيقات الأصغر حجماً مع تراكم بياناتها. تشتهر تطبيقات تحرير الصور والفيديو والصوت بهذا النوع من زيادة المساحة لأنها تخزن إصدارات من الوسائط الأصلية. كما تقوم التطبيقات الأخرى مثل تطبيقات الشبكات الاجتماعية بإنشاء المزيد من البيانات وتخزينها باستمرار ما لم تقم بحذفها دورياً.

يمكنك معرفة مقدار المساحة التي يشغلها كل تطبيق على الآيفون من خلال الانتقال إلى «الإعدادات» ثم «عام» وأخيراً «تخزين آيفون». عندما تنقر فوق أي تطبيق، ستظهر معلومات مساحة التخزين المخصصة للتطبيق نفسه ومساحة مستنداته وبياناته التراكمية. يمكنك حذف التطبيق عند النقر فوق«حذف التطبيق» مع الاحتفاظ بالبيانات المرتبطة به حتى تتمكن من تثبيته لاحقاً والمتابعة من حيث توقفت.

تختلف العملية قليلاً بالنسبة لمستخدمي نظام أندرويد. انتقل إلى «الإعدادات» (Settings) ثم «التطبيقات والإشعارات» (Apps & notifications)، ثم انقر فوق «معلومات التطبيق» (App info) لترى قائمةً بالتطبيقات والحجم الذي يشغله كلّ منها.

تخلص من التطبيقات التي تتابعك كثيراً

لم يعتقد معظم الناس سابقاً أن تطبيق مصباح يدوي بسيط أو تطبيق شبكة اجتماعية فعالة قد يحاول تعقبك وجمع معلوماتٍ كافية لإنشاء روبوت يشبهك على نمط الروبوتات التي ظهرت في المسلسل التلفزيوني الشهير «ويستوورلد» (Westworld). أما الآن، بتنا نعلم كم بدا ذلك ساذجاً.

لسوء الحظ، لا توجد طريقة سهلة لمعرفة أي من التطبيقات يقوم بتتبعك أثناء عبثك بالتطبيقات أو لعب الألعاب. ستجد في إعدادات آي أو إس قائمةً بجميع التطبيقات الموجودة على هاتفك وإرشادات بسيطة حول الأشياء التي يمكنها الوصول إليها على جهازك. من المفيد في هذا الصدد تعطيل وصول التطبيقات إلى الموقع، أو على الأقل تحديد خيار «أثناء استخدام التطبيق» (while using the app) لمنع التطبيق من تتبع موقعك في أي وقت. (يقدم الإصدار اللاحق من آي أو إس خياراً يسمح للتطبيق بالوصول إلى موقعك مرة واحدة أثناء الإعداد ثم يطلب منك الإذن في كل مرة تشغل فيها التطبيق لاحقاً، كما كشف إصدار نظام آي أو إس «14.5» النقاب عن ميزة خصوصية جديدة تُدعى «الطلب من التطبيق عدم تتبعك» (Ask App Not to Track)، حيث ستعمل هذه الخاصية كمفتاح إيقاف رئيسي يخبر جميع التطبيقات أنك لا تريد منها تتبعك).

من الخيارات الأخرى المتاحة أيضاً، الانتقال إلى «الإعدادات» واختيار «الخصوصية» (Privacy) ثم النقر فوق «خدمات الموقع» (Location Services)، حيث سترى قائمةً كاملة بالتطبيقات ومستوى التفويض الذي منحته لكل منها للوصول إلى الموقع.

كما أدخلت جوجل خاصيةً جديدة تقوم بحذف البيانات التي تُجمع عنك تلقائياً بعد فترةٍ زمنية معينة. يجب تمكين هذه الميزة حتى لو قالت الشركة إن تقليل كمية البيانات التي تجمعها عنك قد يؤثر على قدرتها على تقديم الإعلانات ذات الصلة لك أو عرض اقتراحات للشركات المحلية عند إجراء بحث. لتفعيل هذه الخاصية، قم بتسجيل الدخول إلى حسابك على جوجل من الكمبيوتر، ثم انقر فوق أيقونة الحساب في الزاوية اليمنى العليا، ثم اختر «إدارة حساب جوجل» (Manage your Google Account)، ثم اختيار «البيانات والتخصيص» (Data & personalization)، ثم البحث عن عناصر التحكم في نشاطك.

ولإدارة تطبيقاتك وموقعك على هاتف الأندرويد، انتقل إلى «الإعدادات» ثم اختر «الموقع»، وأخيراً «وصول التطبيق إلى الموقع» (App access to location).

باختصار، إنه وقت مناسب للتخلص من التطبيقات غير الضرورية على هاتفك. ستستمر حياتك بدون التطبيق الذي يجعل صورك تبدو مثل اللوحات الزيتية. أعدك بذلك