قد تتمكن من إيصال أفكارك ببساطة عبر صورة، وقد تضطر في بعض الأحيان لإجراء بعض التعديلات على الصور التي تلتقطها لتظهر بحالٍ أفضل، وإيصال ما تريده من أفكار، لذلك قد تحتاج إلى برنامج لتعديل الصور، وقد تُضطر لدفع المال لشرائه. إذا كنت لا تريد شراء البرامج التجارية الاحترافية؛ يمكنك استخدام بعض البرامج المجانية التي تؤدي نفس مهام البرامج الاحترافية. يأتي برنامج «جيمب»، وبرنامج «إنكسكيب» من ضمن هذه الخيارات شائعة الاستخدام.
معالجة الصور باستخدام برنامج «جيمب»
تحتاج دائماً إلى إجراء تعديلات طفيفة على الصور التي تلتقطها، مثل تغيير السطوع وتعديل الإضاءة، أو إجراء تعديلات جذرية مثل؛ إضافة صورة أحد الأقارب في صورة عائلية، أو حذف بعض البقع التي تظهر على الصورة. قد يخطر ببالك استخدام برنامج فوتوشوب، لكن هناك بديل مجّاني له مفتوح المصدر، وهو برنامج «جيمب».
يحتوي «جيمب» على الوظائف الأساسية نفسها الموجودة في برنامج فوتوشوب، مثل أدوات القص، وضبط السطوع والتباين. كما يوفر أدوات التحرير المتقدمّة نفسها. عملياً، إذا استخدمت برنامج فوتوشوب سابقاً؛ ستجد جيمب مألوفاً جداً. ستبذل القليل من الجهد لاستكشاف واجهته والقوائم والأدوات الموجودة فيها. يوجد اختلاف بسيط، وهو طريقة حفظ ملفات الصورة بصيغة «JPG» أو أي تنسيق شائع آخر. سيكون عليك الذهاب إلى قائمة «ملف»، ثم اختيار «تصدير»، وليس كما جرت العادة في البرامج المشابهة عن طريق «ملف» ثم «حفظ»، لأن البرنامج في هذه الحالة سيحفظ الملف الذي أجريت عليه التعديلات بلاحقة مخصصة للبرنامج نفسه، بحيث يمكن متابعة التعديلات عليها لاحقاً.
برنامج «إنكسكيب» لتصميم الرسومات المُتجهة
في حين أن برنامج جيمب رائع لتحرير وإنشاء الصور التي تتكون من شبكة من البكسلات (ملف راستر) أساساً، قد يكون من الأفضل بكثير أحياناً الرسم عبر استخدام مجموعة من المُتجهات (الفيكتور، أو الأشكال الهندسية)، مثل الخطوط المنحنية أو المستقيمة التي تتصف بدقة القياس، عن طريق تحديد نقطة بدايتها ونهايتها. إذا لم يسبق لك التعامل مع مثل هذه الطريقة في السابق، فقد يكون الاختلاف جوهرياً، لكنه يصنع فرقاً كبيراً. يحتاج برنامج «إنكسكيب» إلى جهد أكبر لتعلّمه مقارنة مع برنامج جيمب.
مع ذلك، ما يجعل هذا البرنامج مثيراً للاهتمام هو أنه يمكنك تكبير الصور المتجهة إلى ما لا نهاية، بينما تقوم بتكبير الصور العادية التي تتكوّن من البكسلات، وعندها ستظهر في النهاية هذه البكسلات العملاقة مع انخفاض جودة عرض الصورة. كما يوجد للصور المُتجهة استخدامات مهمة في مجال الأتمتة، حيث يمكن استخدام هذه الرسوم لتحديد نقاط البداية والنهاية بدقة متناهية؛ في العديد من الأدوات الصناعية المُؤتمتة مثل قاطعات الليزر. كما يعتمد برنامج «أوتوكاد» وبرامج تصميم الرسوميات ثنائية الأبعاد الأخرى على الرسومات المُتجهة أيضاً، وستكون الشعارات المرسومة باستخدام الرسومات المتجهة من خلال هذه البرامج متشابهة تماماً أينما رأيتها.
إذا كنت حديث العهد تماماً بالرسومات المتجهة، يمكنك مشاهدة بعض الدروس التعليمية الخاصة به على يوتيوب. وحتى لو كنت ممن يحب الاطلاع وأخذ فكرة عن البرامج الجديدة، ستكفيك مشاهدة 10 إلى 20 دقيقة من هذه الدروس التعليمية لفهم آلية عملها.
الشيء الأساسي الذي يجب تذكّره عند العمل على البرنامج؛ هو أنك لا تُنشئ صورة مكونة من وحدات البكسل، بل أشكالاً فعلية يمكنك معالجتها لعمل أشياء أخرى منها. على سبيل المثال، يمكنك رسم دائرة، ثم اقتطاع جزء منها لعمل شكل «Pac-Man» في اللعبة الشهيرة، أو تحويل شكل النجم إلى شكل أشبه بشفرة المنشار مثلاً؛ عن طريق زيادة عدد النقّاط وزواياها. أو يمكنك الجمع بين الأشكال المختلفة التي ترسمها لتصنع شعاراً أو رسماً مميزاً بطريقة إبداعية.
لماذا تعد هذه البرامج مهمة؟
بالإضافة إلى أن البرامج مفتوحة المصدر مجانية تماماً، فإنه يمكنك التعديل عليها بما يناسب احتياجاتك تماماً. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى استخدام برنامج إنكسكيب كي يعمل بطريقةٍ معيّنة، يمكنك تعديل بعض وظائفه أو إضافة وظائف جديدة عن طريق لغات البرمجة مثل «++سي» لأن الأكواد مفتوحة، ويمكنك الوصول إليها وتعديلها. يساعد ذلك على تحسين الكود البرمجي للوظائف بمرور الوقت، وفي بعض الحالات، امتلاك القدرة على تعديل البرنامج حسب حاجتك يكون أكثر قيمة بكثير من مجرد أنها برامج مجانية.