دليلك لاختيار «التابلت» المناسب لاحتياجاتك الشخصية

5 دقائق
اختيار التابلت
الصورة: ويكيميدا

تحتوي أجهزة التابلت على كل إمكانات الهواتف الذكية، مع تميزها بحجم شاشتها الأكبر الذي يسهل عليك مشاهدة الأفلام أو استعراض المستندات أثناء التنقّل. ولهذه الأجهزة استخداماتٌ متعددة، حيث يمكنك حتى وصل فأرةٍ لاسلكية ولوحة مفاتيحٍ بها لتصبح أقرب إلى تكون بديلاً خفيفاً عن الحاسب المحمول. وفي السنوات الأخيرة، غزا عددٌ كبير من هذه الأجهزة الأسواق بأشكالٍ وأنواعٍ مختلفة وكثيرةٍ جداً، الأمر الذي يجعل اختيار تابلت يناسب احتياجاتك أمراً مربكاً بالفعل.

ولكن، وبالقليل من الإلمام بالخيارات والمواصفات المتاحة، سيسهل عليك اختيار التابلت المثالي لاحتياجاتك وتفضيلاتك الشخصية.

حدد المواصفات الرئيسية

عليك في البداية معرفة حجم الجهاز المناسب. طبعاً سيكون الجهاز الأكبر حجماً أثقل وزناً، لذا سيتعين عليك إيجاد خيارٍ متوسط بين حجم الشاشة -والذي يتراوح عادةً بين 8 إلى 13 إنشاً- ومدى سهولة حمله.

إذا كانت مشاهدة مقاطع الفيديو مهمة بالنسبة لك، فقد تحتاج إلى جهازٍ يمكنك من خلاله الرؤية بشكلٍ أوضح، وبالتالي ستختار شاشة كبيرة، وسيكون الجهاز أثقل وزناً. لا تنسَ الانتباه إلى دقّة عرض الشاشة التي تُقاس عادةً بعدد البكسلات/ إنش، فزيادة عدد البكسلات في نفس حجم الشاشة سيوفر مشاهدَ أكثر وضوحاً.

إذا كنت تنوي اصطحاب الجهاز معك لفتراتٍ طويلة خارج المنزل، فسيكون عمر البطارية أمراً مهماً جداً بالنسبة إليك أيضاً. يمكنك مراجعة حجم البطارية وسعتها التخزينية، ولكن ذلك ليس المؤشر الوحيد الذي يتوجب عليك البحث عنه. في الواقع، يرتبط أداء البطارية وعمرها بالكثير من العوامل الأخرى، بما في ذلك أداء الجهاز عموماً وحجم الشاشة وسطوعها. لذا فالحصول على فكرةٍ دقيقة حول عمر البطارية، يمكنك مثلاً البحث عن تقييم مستخدمي الجهاز على الإنترنت، ومقارنتها بما تدعيه الشركة المصنعة للجهاز.

بعد ذلك، فكّر في الملحقات التي قد ترغب في استخدامها مع التابلت. إذا كنت ممن يقومون بالعمل على برامج تحرير الصور أو الرسم الفني الرقمي، فتأكد من أن الجهاز يدعم استخدام قلم واحد أو أكثر. وإذا كنت ترغب باستخدام الجهاز كبديلٍ للحاسب المحمول مؤقتاً، فتحقق من توافقه مع إمكانية إضافة لوحات المفاتيح. في الواقع، يروّج العديد من المصنعين لأجهزتهم على أنه يمكن استخدامها كبديلٍ للحواسب المحمولة، لذلك ينبغي أن يوفر الجهاز الذي تختاره إمكانية توصيل مختلف الملحقات به.

بالنسبة لسرعة المعالج وذاكرة الوصول العشوائي «الرام»، تؤثر هاتان المواصفتين على الأداء العام للجهاز اللوحي، ولكن نظراً لصعوبة تحليل قوّة المعالجة، لا يعتبر هذان المعياران عاملاً حاسماً في اختيار الجهاز. في الواقع، يميل كل مصنّع إلى استخدام معالجٍ مختلف وإعطائه تسميةٍ مربكة خاصة به. مما يجعل المقارنة بين الأجهزة اللوحية من ماركاتٍ مختلفة أمراً صعباً من هذه الناحية، ومع ذلك، يمكن أن يفيد ذلك في المقارنة بين الأجهزة اللوحية من نفس المصنع حصراً؛ على سبيل المثال، يتفوّق معالج A12 على A10 بالنسبة لأجهزة الآيباد من آبل.

بعد أن تحصر خياراتك بين جهازين لوحيين أو ثلاثة، يمكنك البحث سريعاً على الإنترنت للحصول على بعض المعلومات الاضافية حول أداء هذه الأجهزة لتساعدك في تقرير خيارك النهائي. يوجد قنوات عبر يوتيوب لبعض المحترفين يقومون بتحليل أداء هذه الأجهزة، وعرض ميزاتها وتقديم تقييمٍ عام لها، لذا يمكنك الاستعانة بها.

بالنسبة للرام، كلما زادت سعتها ارتفع أداء التابلت. ولكن ضع في اعتبارك أنه ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على الأداء، حيث تؤثّر جودة المكونات الداخلية والتوافق بينها على سرعة الأداء أيضاً. لذلك، ورغم اننا نوصي بأخذ سرعة نوعية المعالج وسعة الرام بعين الإعتبار، لا تعتمد عليها كثيراً في حسم قرارك في النهاية. قد يكون سعر المنتج أيضاً مؤشر جيداً على مدى جودة أداء الجهاز اللوحي. وبالطبع، يمكنك الاطلاع على مراجعات وتقييمات المستخدمين دائماً.

1. اختيار نظام التشغيل

مثل الحواسب المحمولة، تأتي الأجهزة اللوحية مزودة بواحد من 3 أنظمة تشغيل أساسية. ويعد نظام التشغيل المناسب أمراً محدداً وأساسياً لنوع الجهاز الذي ستختاره. لن ندخل في مقارنةٍ كاملة هنا، ولكن إليك بعض النقاط الرئيسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

تواصل شركة آبل بتطوير أجهزة الآيباد الخاصة بها لتفي بغرض استخدامها كحواسب محمولة أثناء التنقل، وحتى أنها صممت نظام التشغيل الخاص بأجهزتها اللوحية وأسمته «آيباد أو إس»، ويتضمّن ميزاتٍ مشابهة لنظام ماك، مثل سطح المكتب والتبديل السلس بين التطبيقات ودعم الماوس، ولوحة التتبع. بالتأكيد إنه خيار مميز وأنيق، ولكنه، مثل معظم أجهزة آبل الأخرى، يتكامل بشكلٍ أفضل مع أجهزة وبرامج آبل تحديداً. إذا كانت معظم أجهزتك الأخرى من صنع آبل، فإن اختيار الآيباد من آبل أيضاً سيكون منطقياً في النهاية.

حتى شركة جوجل تقرّ بأن نظام أندرويد مناسب للهواتف الذكية أكثر من الأجهزة اللوحية. في الواقع، تعمل العديد من التطبيقات، مثل تطبيقات مايكروسوفت أوفيس وجوجل ورك سبيس، بشكلٍ أفضل على الأجهزة الأكبر حجماً بشكلٍ عام، ولكن، ومقارنة مع نظام آيباد «أو إس» من آبل، يميل نظام أندرويد لامتلاك عددٍ أقل من التطبيقات المخصصة للجهاز اللوحي، لكن الشركة تسعى لتطوير تطبيقاتها وتجاوز هذه المشكلة، حيث ستجد العديد من التطبيقات المحسنة للعمل على الأجهزة اللوحية على متجر جوجل. يعد اختيار تابلت يعمل بنظام الأندرويد اختياراً جيداً إذا كنت ترغب في استخدامه مع مجموعة واسعة من الأجهزة، أو كنت غير مرتاحٍ بحصر أجهزتك التي تستخدمها بمنتجات شركة آبل.

قد يكون نظام ويندوز أقل شهرة واستخداماً في عالم الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، لكن شركة مايكروسوفت طورّت نظام ويندوز 10 ليعمل على مختلف الأجهزة من الحواسب المكتبية والمحمولة وحتى الأجهزة اللوحية. لذلك، وعلى العكس من نظامي أندرويد وآيباد «أو إس»، يمنحك نظام ويندوز على أجهزة التابلت نفس تجربة سطح المكتب وبيئة الويندوز على الحواسب العادية. في الواقع، إذا كان لديك بعض الأعمال الحاسوبية التي تنوي القيام بها أثناء تنقلك، يستحق خيار نظام ويندوز التجربة على الأجهزة اللوحية.

2. اختيار التابلت

بمجرد اختيار نظام التشغيل، يمكنك التعمق في مواصفات الأجهزة المحددة لكل منها. بالنسبة لآبل، لديك ما لا يقل عن 5 أجهزة آيباد يمكن الاختيار بينها؛ جهاز «آيباد» الأساسي بحجم 10.2 بوصة، جهاز «آيباد ميني» الأسرع قليلاً وهو بحجم 7.9 إنش، «آيباد إير» بحجم 10.5 إنش، والجهازان الأسرع «آيباد برو» بحجم 11 بوصة وجهاز «آيباد بروس» بحجم 12.9 بوصة. تتمتع شاشات «آيباد برو» بقدرات إضافية مثل ضبط توازن اللون الأبيض وضبط السطوع تلقائياً بناءاً على إضاءة الغرفة والمحتوى المعروض.

تأتي جميع هذه الطرز في مجموعة متنوعة من التكوينات فيما يتعلق بسعتها التخزينية وما إذا كانت تدعم شبكة الجيل الرابع أم لا. تختلف الأسعار كثيراً أيضاً، حيث تتراوح من 329 دولاراً لجهاز الآيباد المزود بتقنية الواي فاي وبسعة 32 جيجابايت وحجم 10.2 بوصة، إلى 1649 دولاراً لجهاز آيباد برو 12.9 بوصة، والذي يحتوي على تقنية الواي فاي ويدعم شبكة الجيل الرابع، وبسعةٍ تخزينية تصل إلى 1 تيرابايت. تعمل جميع أجهزة الآيباد على نفس نظام آيباد أو إس وتدعم مدخلات القلم ولوحة المفاتيح.

بالنسبة لأجهزة أندرويد، هناك مجموعة واسعة من الخيارات المتميزة والخيارات التي تناسب مختلف الميزانيات. بشكلٍ عام، يعد جهاز «جالاكسي إس 6» بحجم 10.5 بوصة من سامسونج أفضل الخيارات المتاحة حالياً، حيث يبدأ سعره من 450 دولاراً، وهو أرخص بكثير من أعلى فئة من أجهزة آبل، ولكن، وكما هو الحال مع أجهزة الآيباد، يختلف السعر النهائي اعتماداً على حجم التخزين المرغوب والملحقات التي تود إضافتها.

إذا كانت ميزانيتك محدودة ، فلا يزال أمامك الكثير من خيارات أجهزة أندرويد اللوحية، عليك فقط التحقق من تقييمات المستخدمين للأجهزة للتأكد من أنها لا تصاب بأعطالٍ متكررة وتتوقف عن العمل بعد شهرين من استخدامها مثلاً. على سبيل المثال، يبلغ سعر جهاز «لينوفو سمارت تاب إم 10» بحجم 10.1 بوصة 148 دولاراً على امازون، بينما يبلغ سعر جهاز «دراجون تاتش ك 10» بحجم 10 بوصة 120 دولاراً على أمازون أيضاً. هناك أيضاً أجهزة «أمازون فاير» من أمازون الرخيصة، حيث يبلغ سعر جهاز «فاير اتش دي 8» بحجم 8 بوصة 95 دولاراً فقط، ولكن بالمقابل، سيتعين على مستخدمي هذه الأجهزة تحميل تطبيقاتها حصراً من متجر أمازون المصغر لتطبيقات الأندرويد بدلاً من متجر جوجل بلاي.

كما يتمتع عشاق نظام ويندوز 10 أيضاً بمجموعة كبيرة من الخيارات. على سبيل المثال، يبلغ سعر جهاز «سيرفس برو 7» بحجم 12.3 بوصة من مايكروسوفت 900 دولاراً على متجر أمازون، بينما يبلغ سعر «سيرفس جو» بحجم 10 بوصات 390 دولاراً فقط.

تشمل خيارات الأجهزة الأخرى جهاز «اتش بي إيلايت إكس 2» بحجم 12.3 بوصة ويبلغ سعره 1000 دولار، وجهاز «تشوي يوبوك» بحجم 11.6 بوصة بسعر 350 دولار. كما تنتج شركات سامسونج وديل وإيسر واتش بي نطاقاتها الخاصة من الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام ويندوز 10. عند استعراض هذه الخيارات، لا تنسى أن تأخذ بعين الاعتبار تكاليف الملحقات في مقارنات الأسعار، نظرًا لأن العديد من الأجهزة العاملة بنظام ويندوز 10 تأتي مع لوحة مفاتيح أو قلم.

المحتوى محمي