يُعد قارئ الكتب الإلكتروني أحد أوضح علامات المستقبل حالياً. يتيح القارئ تحميل آلاف الكتب التي يمكنك قراءتها في أي وقت ومكان، كما تدوم بطاريته طويلاً، وهذا يعطيك الفرصة لقراءة الكتب لمدة طويلة.
إذا كنت من محبّي القراءة، ولم تستخدم قارئ الكتب الإلكتروني بعد، وتود تجربته؛ فأنت بحاجة إلى التعرف عليه والتمتّع بمزاياه المختلفة. على سبيل المثال، يوفر عليك اصطحاب الكثير من الكتب الورقية التي تزيد وزن حقيبتك أثناء تنقلاتك أو عطلاتك. أما إذا كنت تستخدم قارئاً إلكترونياً قديماً بالفعل، فربما هذا الوقت المناسب للترقية - إن كنت ترغب في ذلك. على العكس من الهواتف الذكية، تتطوّر تقنيات القارئ الإلكتروني ببطء شديد، لكّن ما يزال أمامك بعض الخيارات الرائعة التي لم تكن متاحة قبل بضع سنوات.
عن المشاكل أولاً
في الواقع، لا يعدّ القارئ الإلكتروني جهازاً قائماً بحدّ ذاته، بل هو تعبير عن برمجيات معيّنة تتيح لك قراء الكتب الرقمية. هذا يعني أنك ستتمكّن من قراءة كتابك على نظام التشغيل الموافق له؛ اعتماداً على المكان الذي تشتري منه الكتب الإلكترونية مثل؛ أمازون، جوجل بلاي، أو بارنز أند نوبل، أو متجر كوبو وغيرهم.
على سبيل المثال، إذا اشتريت رواية «نساء صغيرات» من متجر «آي تيونز»؛ فستتمكن من قرائتها على تطبيق «آي بوكس » الخاص بأجهزة آبل فقط. أما لو أردت نقل ملف الرواية إلى جهاز «كيندل» من أمازون، أو حتى قراءته على تطبيق «كيندل» على أجهزة آيباد ـو آيفون؛ ففي الواقع لن تكون عملية بسيطة. فالأمر يتطلّب كسر ومخالفة حماية الحقوق الرقمية «دي آر إم» التي تحمي الملف.
إذا كنت قد جمعت بالفعل مكتبة كبيرة من الكتب الإلكترونية، وترغب في تحديث القارئ الإلكتروني، فإن أهم ميزة عليك البحث عنها هي توافق الجهاز الجديد مع الكتب التي تملكها. فإذا كنت تملك بالأصل جهاز «كيندل»، فالتزم به، وإذا كان لديك جهاز «كوبو»، فالتزم به أيضاً. إذا فكّرت بتغيير نوع الجهاز الذي تستخدمه في العادة؛ سيتطلّب ذلك تغيير نظام ملفّات الكتب التي تملكها بأكمله، وستكون مُضطراً لشراء كتبك مرة أخرى.
بينما إذا كنت تستخدم قارئاً إلكترونياً لأول مرة؛ ستكون خياراتك أكبر عموماً. ولكن لا يزال اختيار المتجر الذي ستشتري منه كتبك قراراً مهماً، سيتعيّن عليك الالتزام به على الأقل في المستقبل.
نظراً لأنّ كلمة كيندل باتت تُستخدم حالياً للإشارة إلى أي قارئ إلكتروني؛ فقد يبدو أنّ أمازون قد فازت الفعل بحرب أجهزة القراءة الإلكترونية في السوق، لكن أمازون ليست الخيار الوحيد أمامك. هناك خياران رئيسيان آخران مع أجهزة متخصصة متاحة لكل منهما، وهما متجر كوبو، ومتجر بارنز أند نوبل.
لا يوجد فرق كبير بين هذه البدائل. لكن إذا كان هناك كاتب أو مؤلف تحب كتبه التي ينشرها في متجرٍ واحد؛ فقد يكون هذا سبباً لتفضيل أحدها على الآخر، ولكن بخلاف ذلك، فإن جميع المتاجر تبيع نفس العناوين، وتسمح للمؤلفين بنشر مؤلفّاتهم في متاجرها.
لكن يعاني متجر «بارنز أند نوبل نووك» مؤخراً من بعض المشاكل بعد انسحابه من المملكة المتحدة عام 2016، وبات نشاطه متركزاً في الولايات المتحدة فقط. بالإضافة إلى ذلك، لا تقوم الشركة بتحديث أجهزتها باستمرار، لذا قيّم المستخدمون الأجهزة التي لها هيكلٌ بلاستيكي بأنها أقل جودة من أجهزة شركتي كيندل وكوبو.
إذا كنت قد تملك بالفعل جهاز «نووك»، وليس لديك مشاكل في الوصول إلى متجرهم، فإن التمسك به ليس فكرة سيئة، ولكن نظراً لهذه المشاكل التي ذكرناها، فلا ننصح باعتمادها إذا كانت هذه أول مرة تشتري فيها قارئاً إلكترونياً.
يحظى قارئ كيندل الإلكتروني من أمازون بالشعبية الأكبر بين باقي الأجهزة. إذا كانت هذه أول مرة تشتري فيها قارئاً إلكترونياً، فإن اختيار جهاز «كيندل» رهان جيد. في الواقع، تلتزم شركة أمازون بوضوح بعملها الأساسي كبائع تجزئةٍ للكتب، وغالباً ستستمر بتقديم الدعم للأجهزة التي تبيعها.
قد تكون لديك مشاكل مع التعامل مع أمازون، يمكنك حينها اختيار قارئ كوبو الإلكتروني. فهي أجهزة لديها نفس جودة أجهزة كيندل تماماً، وتضمّ مجموعة كبيرة من عناوين الكتب، وستلبّي بلا شك جميع حاجات القراء.
الاختيار الأسهل: جهاز كيندل بيبروايت
يفضلّ معظم القرّاء شراء قارئ كيندل بيبروايت. طبعاً هناك أجهزة أرخص، ولكّن هذا الجهاز يقدّم حلاً وسطاً بين ثمنه وجودة أدائه المثالية. كما أنّ متجر أمازون يضم مجموعة هائلة من الكتب، لذلك لن تجد أي صعوبة في الحصول على ما تبحث عنه للقراءة.
سيعجبك الجهاز بالتأكيد. فهو يتميز بشاشة تعمل باللمس بحجم 15 سم، وشاشة لمس رائعة بدقّة 300ppi، وبوزن لا يتجاوز 185 جراماً، بالإضافة لسهولة حمله. يُصنف الجهاز وفق معايير الجودة العالمية على أنّه مقاوم للماء. كما تعمل أضواء «إل إيه دي» الأمامية على تسهيل القراءة في أي مكان، سواء في ضوء الشمس المباشر أو في ضوء خافت، وحتى في الظلام قبل النوم. وإذا كان لديك حساب على متجر «أوديبل» للكتب الصوتية، يمكنك توصيل زوج من سماعات البلوتوث للرأس والاستماع إلى الكتب الصوتية.
تبلغ ذاكرة الجهاز 8 جيجابايت مع عروض خاصة (يمكن تخصيص الجهاز بناءً على طلبك بحيث لا يحتوي على الاعلانات المتعلّقة بالكتب)، ويصل سعره إلى 130 دولاراً أميركياً رغم أنها تباع عادة بـ 85 دولار. يتوّفر أيضاً نموذج ذاكرته 32 جيجابايت مع خدمة خلوية عالمية، وعدم وجود إعلانات مقابل 180 دولاراً.
الجهاز المنافس: كوبو كلارا إتش دي
إذا كنت تتعامل حالياً بنظام «كوبو»، فإن قارئ «كلارا إتش دي» ترقية ممتازة للنماذج القديمة من الأجهزة مثل «Glo» أو «Touch 2.0»، وإذا كنت تبحث عن قارئ إلكتروني جديد، فهو بالتأكيد أفضل خيار بعد كيندل رغم أنّه من الصعب تفضيله على جهاز بيبروايت لأي سببٍ آخر.
يحتوي القارئ على شاشة عرضٍ تعمل باللمس بحجم 15 سم، وبدقّة 300ppi وتحتوي أيضاً على إضاءة «إل إيه دي» الأمامية لتسهيل القراءة. ما يميز كلارا إتش دي عن غيره، هو أنه أصغر وأخف وزناً قليلاً، ولكن هذه الاختلافات ضئيلة وليس لها تأثير كبير على تجربة المستخدم. إحدى الميزات الرائعة هي أن الشاشة تميل أكثر نحو اللون الأصفر بمرور الوقت (تعادل لون الضوء مع ساعات اليوم)، ولكّن الجهاز على عكس كيندل ليس مقاوماً للماء، ولا يحتوي على سمّاعة بلوتوث. تبلغ سعة ذاكرة الجهاز 8 جيجابايت، وثمنه 120 دولاراً رغم أنّه يباع في عروض التنزيلات بـ 100 دولار، ولا تزعجك إعلانات الكتب فيه.
الأجهزة الأخرى
يعد كيندل بيبروايت وكلارا إتش دي من أفضل المنتجات بين أجهزة القراءة الإلكترونية، لكنّهما ليسا الوحيدين. إذا لم يعجبك أي منهما، فما يزال العديد من الأجهزة التي قد تلبّي احتياجاتك.
المزيد من خيارات أجهزة كيندل
تبيع أمازون أيضاً طراز كيندل -وهو نموذج للمبتدئين- وكيندل أويسيس، ولكن كلاهما يفتقدان للعديد من الميزات المطلوبة. على سبيل المثال، يبلغ سعر طراز كيندل 90 دولاراً، لكن سعر قريب من سعر طراز بيبروايت بحيث لا يستحق تفضيله عليه بسبب ذلك، كما أنه ليس مقاوماً للماء، بينما تبلغ دقّة شاشته 167ppi فقط. لهذا سيكون النص أقل وضوحاً بشكل ملحوظ. وستبدو الشاشة أقل تميزاً، حيث يلقي الإطار بظلال طفيفة على الشاشة، لتبدو وكأنّها إحدى شاشات الصرّاف الآلي القديمة، التي كان ينبغي عليك الضغط عليها بشدّة كي تستشعر لمسة إصبعك. إذا لم تكن متأكداً من أنك قد ترغب باستخدام هذا الجهاز، فقد يكون ذوقاً جيداً، لكنه جهاز قليل الجودة عموماً.
بالمقابل، يبدأ سعر طراز كيندل أويسيس من 250 دولاراً، ويتميز بتصميم رائع غير متناظر، وهيكلٍ من الألمنيوم، وشاشة قابلة للضبط تلقائياً بحجم 17 سم، وأزرار لتقليب الصفحات. من الممتع تجربته، لكّن من الصعب تبرير زيادة 120 دولاراً عن سعر طراز بيبروايت، خصوصاً أن عمر البطارية أقل بكثير.
ضع في اعتبارك أيضاً أن أمازون تنتج مجموعة من الأجهزة تسمى «كيندل فاير»، وبالرغم من إمكانية استخدامها لقراءة الكتب، إلا أنها أجهزة لوحية تماماً وليست قوارئ إلكترونية. يمكنك تجربة أحدها، لكنها منتج مختلف كلياً.
المزيد من خيارات كوبو
هناك طراز «كوبو ليبرا إتش تو أو»، ويبلغ سعره 170 دولاراً ويستحق التجربة. حجم شاشته تبلغ 17 سم، وتصميمه غير متناظر مع أزرار للتحكم بالصفحات، كما أنه مقاوم للماء.
وهناك أيضاً طراز «كوبو أورا ون» الذي يبلغ سعره 280 دولاراً مع حجم شاشة 19 سم تقريباً، وطراز «كوبو فورما» الذي يصل سعره إلى 250 دولاراً مع حجم شاشة 30 سم. حجم هذه الأجهزة كبير، وربما لن تستطيع إدخالها في جيبك، أو وضعها في حقيبة صغيرة، لذلك قد يكون من الصعب عليك حملها. بخلاف الشاشة الكبيرة (التي قد تثير مشاكل أكثر من كونها ميزة إضافية)، فلا يوجد ما يبرر ارتفاع أسعارها مقارنة بطراز «ليبرا إتش تو أو» السابق.
خيارات أجهزة نووك
المشكلة مع أجهزة نووك من «بارنز أند نوبل» ليست الأجهزة بحدّ ذاتها، بل بالنظام الذي تستخدمه. بشكل عام، ونظراً لاختلاف أحجامها، إذا لم تعجبك الخيارات السابقة، فإن الاحتمال المتبقي سيكون «بارنز أند نوبل»، ولديك خيارين:
الأول: طراز «نووك جلولايت 3» كبير ومرن، وبالرغم من تشابهه مع طراز بيبروايت من أمازون من حيث الشاشة وأزرار تقليب الصفحات الإضافية؛ يبدو وكأنه نسخة مقلّدة أرخص سعراً من طراز بييروايت. في الواقع، إنه قارئ أنيق، ولكّن بسعر 120 دولاراً، لا يمكن تفضيله على جهاز «كلارا إتش دي» الذي له نفس السعر.
الثاني: طراز «جلو لايت بلس» بحجم شاشة تبلغ 19 سم، ومقاوم للماء، بخلاف ذلك، يشبه طراز «جلو لايت 3» إلى حدٍ كبير. يعتبر سعره الذي يصل إلى 200 دولار مرتفعاً بعض الشيء، ومثل الطراز السابق، من الصعب التوصية به مقارنة مع الأجهزة الأخرى.
[المترجم: الشائع في عالمنا العربي هو استخدام أجهزة كيندل من أمازون، نظراً لمميزاتها السابق ذكرها، وكذلك توافقها مع إصدارات العديد من دور النشر].