تواصل شركة ميتا طرح التحديثات بانتظام للمستخدمين الأصغر سناً في محاولة لتعزيز أمنهم والحفاظ على خصوصيتهم. أعلنت شركة التكنولوجيا بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 2024 عن بعض من أكثر إجراءاتها تقييداً حتى الآن، من الناحية النظرية على الأقل. لن يتلقى المستخدمون المراهقون الرسائل المباشرة على تطبيقي إنستغرام وفيسبوك من أي شخص لا يتابعهم أو ليس متصلاً بهم، وهذا الإجراء أصبح افتراضياً.
وفقاً لشركة ميتا، "الأشخاص المتصلون" هم الذين تواصل معهم المستخدمون بطريقة ما، مثل إرسال الرسائل النصية أو إجراء المكالمات الصوتية أو مكالمات الفيديو أو قبول طلبات الرسائل. هناك تحديث مشابه سيدخل حيّز التنفيذ أيضاً على تطبيق فيسبوك، وسيتيح تلقي الرسائل فقط من الأصدقاء و"الأشخاص المتصلين من خلال جهات الاتصال الهاتفية، على سبيل المثال".
اقرأ أيضاً: كيف تسترد حساباتك المقفلة على فيسبوك وجوجل وغيرها؟
سياسات جديدة لميتا لحماية المراهقين
منعت الشركة سابقاً مستخدمي إنستغرام الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاماً من إرسال الرسائل إلى الحسابات التي تعود للمستخدمين الأصغر سناً الذين لا يتابعونهم. ستُطبّق القواعد الموسعة تلقائياً على المستخدمين حول العالم الذين تقل أعمارهم عن 16 أو 18 عاماً، اعتماداً على قوانين بلادهم، ما سيمنعهم من إرسال الرسائل إلى المراهقين غير المتصلين بهم.
بالمثل، لا تمكن إضافة المستخدمين إلى مجموعات الدردشة التي تحتوي على المراهقين إلا إذا كانوا من أصدقائهم أو الأشخاص المتصلين بهم، وتنطبق قيود المراسلة نفسها على المراهقين الذين لا يتابع بعضهم بعضاً.
يجب على المستخدمين المراهقين الحصول على إذنٍ من آبائهم من خلال أدوات الإشراف الأبوي الخاصة بمنصات التواصل الاجتماعي لإلغاء تفعيل هذا الإعداد. سيتلقى الآباء والأوصياء الإشعارات إذا غيّر المراهقون الإعدادات، ولكن لا يمكنهم اتخاذ أي إجراء داخل التطبيق حيال ذلك حتى الآن. وفقاً لشركة ميتا، سيتلقّى المستخدمون الذين تنطبق عليهم هذه القيود إشعاراً في تطبيقاتهم حول التغيّرات الجديدة.
قالت شركة ميتا في منشور لغرفة الأخبار نُشر بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 2024: "تهدف الميزة الجديدة، مثلها مثل أدوات الإشراف الأبوي جميعها التي طورناها، إلى تشجيع الآباء وأبنائهم المراهقين على إجراء المحادثات دون الاعتماد على الإنترنت، في حين يستكشفون معاً عالم الإنترنت ويحددون الممارسات الأفضل لهم ولعائلاتهم".
يجب الأخذ في الاعتبار أيضاً أن التحديثات تؤدي وظيفتها على النحو الملائم إذا كان خيار الإشراف الأبوي مفعّلاً، وإذا أدخل المستخدمون "أعمارهم المعلنة" بدقة في حسابات إنستغرام أو فيسبوك، كما يعتمد ذلك أيضاً على أن تعمل تكنولوجيا التنبؤ بالعمر التي طورتها شركة ميتا بكفاءة.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي خصوصيتك على فيسبوك ماسنجر؟
الاستجابة لضغوط تنظيمية
فُرضت القيود الجديدة المتعلقة بالرسائل المباشرة بعد إجراء عدد من التغييرات المصممة لمستخدمي فيسبوك وإنستغرام ومسنجر الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
أعلنت شركة ميتا في أوائل شهر يناير/كانون الثاني 2024 عن ميزة المنبّهات التحفيزية الليلية الجديدة التي ستذكّر المستخدمين المراهقين بالتوقف عن استخدام هواتفهم والخلود للنوم في فترات منتظمة بعد الساعة العاشرة مساءً.
وكشفت الشركة في الفترة نفسها أيضاً عن خططها لإضافة إعدادات المحتوى التلقائية التقييد، المصممة للحد من تعرّض المستخدمين الصغار السن للموضوعات التي قد تكون ضارة، خاصة المنشورات والرسائل المتعلقة بإيذاء النفس واضطرابات الأكل والعنف المصور. لكن على عكس الميزات الجديدة، ميّزات رقابة المحتوى هذه إلزامية ولا يمكن التحايل عليها في أي حساب يقل عمر صاحبه عن 18 عاماً.
أطلقت ميتا موجة الإصلاحات هذه في وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تواصل فيه الشركة التعامل مع الضغوط المستمرة والمتصاعدة فيما يتعلق بنهجها المتّبع منذ سنوات لحماية القاصرين، أو بالأحرى بسبب غياب نهج واضح لذلك. سيمثل الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، إلى جانب الرؤساء التنفيذيين لشركات إكس وسناب وديسكورد وتيك توك، أمام مجلس الشيوخ الأميركي في جلسة استماع حول أمان الأطفال على الإنترنت في فبراير/شباط 2024.
في الوقت نفسه، تواجه شركة ميتا العديد من الدعاوى القضائية الكبيرة التي يزعم رافعوها أن الشركة تجاهلت قضايا السلامة بهدف جني الأرباح باستخدام بيانات المستخدمين الصغار السن.
اقرأ أيضاً: الانتقادات تدفع فيسبوك لإيقاف مشروع إنستغرام كيدز
لذلك، لن تتوقف الشركة عن تغيير سياساتها. أعلنت ميتا أيضاً في التحديث الأخير عن خطط وشيكة لتطبيق القيود التي تستهدف الصور والرسائل "غير المرغوب فيها التي يحتمل أن تكون غير ملائمة" من الأشخاص المتصلين بالمستخدمين الشباب ومن أصدقائهم. يُفترض أن تصدر معلومات حول هذه التغييرات في سياسة الشركة في وقت لاحق من عام 2024.