في مجتمعٍ تختفي فيه النقود الورقية بشكلٍ متزايد، حيث أظهرت دراسة أن 80% من العملاء يفضلون استخدام بطاقات الائتمان على النقود، يحتاج أصحاب متاجر البيع بالتجزئة إلى طرق آمنة للحصول على المعلومات المصرفية من بطاقة الائتمان الخاصة بالعميل ومعالجتها، مما يجعل قارئ بطاقات الائتمان مكوناً مهماً في نظام نقاط البيع. لذا، قد تستخدم بالفعل قارئ بطاقات كل يوم، لكن هل تعرف كيف يعمل قارئ بطاقات الائتمان؟ من اللحظة التي يمرر فيها العميل بطاقته حتى إتمام المعاملة؟ إليك نظرةً على أنواع قراء بطاقة الائتمان وآلية عملها.
كيف يعمل قارئ بطاقات الائتمان؟
تعمل أجهزة قراءة بطاقات الائتمان عن طريق استخراج المعلومات من بطاقة الائتمان الخاصة بالعميل، وإرسالها إلى معالج الدفع، وجمع المعلومات من بنك العميل في المقابل. فإذا اكتشف قارئ البطاقة الأموال المتاحة، تتم الموافقة على المعاملة.
ببساطة، يأخذ قارئ بطاقات الائتمان معلومات الدفع الخاصة بالعميل، ويعمل على تمرير بيانات المعاملة بأمان؛ حيث تتدفق البيانات من البطاقة إلى البنك الخاص بحامل البطاقة ذهاباً وعودة لإنهاء البيع وفق بضعة خطواتٍ تحدث خلف الكواليس خلال بضعِ ثوانٍ.
إذن الدفع
عندما يقوم العميل بالتمرير أو السحب أو المسح الضوئي للبطاقة الخاصة به، تنتقل البيانات من بطاقته إلى بوابة الدفع؛ حيث تمرّر بوابة الدفع البيانات المشفرة بشكل آمن بين بنك التاجر وبنك العميل. يتحقق بنك العميل من أن العميل لديه ما يكفي من المال لإتمام المعاملة. فإذا كان لدى العميل ما يكفي من المال في حسابه، سيقوم البنك بتعليق هذه الأموال ويضع علامة على المعاملة على أنها معلّقة.
الاحتفاظ بالأموال
تنقل شركة بطاقة الائتمان الأموال إلى حساب التاجر المصرفي. وفي كثيرٍ من الأحيان، يتم إرسال دفعات متعددة في نفس الوقت، وهي عملية تُعرف باسم «التجميع».
إتمام العملية
بمجرد أن تتم معالجة عملية نقل الأموال بالكامل، يمكن إيداعها في حساب التاجر. قد تستغرق هذه العملية بضعة أيام، حسب البنك الذي تتعامل معه وبوابة الدفع التي تختارها.
يتم إرسال المعلومات إلى معالج الدفع، وبنك العميل، ثم تعود مرةً أخرى إلى قارئ بطاقة الائتمان. كل هذا يحدث رقمياً في غضون ثوانٍ.
أنواع أجهزة قراءة بطاقات الائتمان
سنلقي نظرة هنا على الأنواع المختلفة من أجهزة قراءة بطاقات الائتمان وكيفية عملها.
قارئ الشريط المغناطيسي
وضوحاً من اسمه؛ يقرأ هذا النوع الشريط المغناطيسي على بطاقات الائتمان. لكن تعمل شركات بطاقات الائتمان على التخلص التدريجي من البطاقات التي لا تحتوي إلا على شريط مغناطيسي لصالح بطاقات شرائح «EMV» أو الدفع غير التلامسي.
يقبل هذا النوع الدفع عن طريق الرقاقة وبدون تلامس. ويتم استبدال البطاقات ذات الشريط الممغنط لأنها أكثر عرضةً لأن تكون ضحية عمليات الاحتيال؛ إذ يمكن للمخادع الذي لديه رقم بطاقة أن ينسخ هذه البطاقة بسهولة، بينما لا يمكن نسخ البطاقات ذات الرقاقة الإلكترونية والدفع غير التلامسي بسهولة.
قارئات شريحة «EMV»
تسمح هذه القارئات للعملاء باستخدام البطاقات ذات رقاقة «EMV» الخاصة بهم بأمان. ما هو «EMV»؟ يرمز إلى أوائل الحروف لأسماء الشركات التي وضعت المعيار؛ وهي على الترتيب؛ «Europay» و «Mastercard» و «Visa»، وهو معيار عالمي تم تطويره وإدارته من قبل كبرى شركات بطاقات الائتمان، يتيح عمليات الدفع الآمنة سواءً وجهاً لوجه أو عن بعد.
باستخدام «EMV»، يتم إدخال البطاقة أو غمسها بدلاً من تمريرها. هذه البطاقات أكثر أماناً من البطاقات المغناطيسية التقليدية. كما يمكن لعميلك استخدام رقم التعريف الشخصي الخاص به أو التوقيع على المعاملة باستخدام هذا النوع من البطاقات.
قارئات البطاقات اللا تلامسية
تحتوي بعض بطاقات الائتمان على شرائح «RFID»؛ والتي يُشاع استخدامها في المجالات الطبية، وتعني تحديد الهوية بموجات الراديو. تسمح هذه الرقاقات للعملاء بإجراء مدفوعاتهم بدون تلامس من خلال التلويح ببطاقتهم بالقرب من القارئ. إليك نظرةً على التقنيات التي تعمل بها هذه المدفوعات.
- تقنية NFC: تعني «اتصال المجال القريب». تم دمج هذه التقنية في أجهزة قراءة البطاقات اللاتلامسية، إذ تنقل المعلومات من بطاقةٍ ذات شريحة «RFID» عندما تكون على بعد مسافةٍ قصيرة.
- تقنية RFID: تستخدم هذه التقنية موجات الراديو لنقل البيانات عبر مسافاتٍ قصيرة. ويمكن للعملاء الذين يستخدمون هذا النوع من البطاقات الذكية إكمال عملية الشراء بسرعةٍ عن طريق تلويح البطاقة بالقرب من القارئ أو النقر بها عليه.
- عمليات الترميز: يؤمن ترميز الدفع المدفوعات عن طريق أخذ معلومات مصرفية حساسة واستبدالها بمعلومات غير حساسة -تتمثل برمز- قبل معالجة الدفع. باستخدام الترميز، لا يستطيع المجرمون فعل شيء حتى وإن وصلوا إلى تفاصيل الدفع، لأنهم لا يملكون مفتاح التشفير لقراءة البيانات.
- المحافظ الرقمية: أصبحت المحافظ الرقمية التابعة لجهات خارجية، مثل «Apple Pay» و «Google Pay» و «Amazon Pay»، شائعةً بشكلٍ متزايد كشكل من أشكال الدفع بدون تلامس. إذ تتيح لك هذه المحافظ تخزين المدفوعات المختلفة رقمياً في بيئةٍ آمنة، ونقل المدفوعات من خلال قارئ البطاقة أو بوابةٍ على شبكة الإنترنت.
وفقاً لنتائج تقرير «مستقبل البيع بالتجزئة 2021»؛ الذي قامت به شركة «شوبيفاي» الكندية، فإن 62% من المشترين يشعرون الآن براحةٍ أكبر عند إجراء عمليات شراء داخل المتجر باستخدام طرق الدفع الرقمية أو بدون تلامس. وفي دراسةٍ حديثةٍ أجرتها شركة «ماستركارد»، أفاد ما يقرب من ثمانية من كل 10 عملاء باستخدام خيارات الدفع بدون تلامس أثناء جائحة كورونا.