طرحت شركة مايكروسوفت متصفحها «إيدج» بنسخته الأخيرة بعد إدخال العديد من التحسينات وتعديل تصميمه، ربّما قد تتساءل فيما إذا كان المتصفح الذي تستخدمه هو أفضل الخيارات المُتاحة أم لا. في الواقع، جميعها تسمح لك بالاتصال بالإنترنت، لكنها تختلف فيما بينها في بعض الجوانب التقنية.
بالرغم من أننا لا يمكننا الإحاطة بكل تفاصيل متصفح على حدى، لأنّ قضية تحديد الأفضل من بينها مسألةٌ معقدّةٌ أكثر مما تتصور، لكن يمكن أن نتحدث ببعض التفصيل عن ميزات 5 متصفحات يشيع استخدامها وهي: إيدج، سفاري، جوجل كروم، موزيلا فايرفوكس، وأوبرا. ربما قد تجد متصفحاً أفضل من الذي تستخدمه حالياً بعد قراءة هذه اللمحة السريعة عن كلّ منها.
تقدم هذه المتصفحات الخمسة نفس الميزات الأساسية، بما في ذلك الاستعراض المبوب، ووضع التصفّح الآمن (أو المتخفّي)، وخيارات تذكّر كلمات المرور الخاصة بك، وإدارة العلامات المرجعية، والقدرة على مزامنة البيانات بين الأجهزة عند استخدام نفس المتصفّح عليها. ولكن بدلاً من ذكر هذه الميزات في كل قسمٍ أدناه، حاولنا التركيز على الجوانب التي يتميز بها كلّ متصفحٍ عن البقية.
كما قمنا بتضمين اختبارين مرجعيين قياسيين للمتصفحّات، اختبار «بيسمارك» الذي يختبر أداء المتصفّح (كلما ارتفع كان أفضل)؛ واختبار «ويب إكسبرت»، والذي يختبر مجموعة متنوعة من مهام ترميز الويب (مجدداً، كلما ارتفعت نتيجة الاختبار كان ذلك أفضل). يمكنك الاطلاع على مخططات إختبار بسمارك للعديد من المتصفحات والأجهزة من هنا، وعلى مخططات اختبار ويب إكسبرت من هنا.
يجب الانتباه إلى أنّ مقاييس أداء المتصفحّات ليست مقياساً يحدّد سرعة المتصفّح، حيث تتداخل عوامل أخرى في التأثير على الأداء؛ مثل جودة اتصال الإنترنت، ومواصفات الجهاز الذي تعمل من خلاله، ولكننا نقدّم هنا دليلاً عاماً لأداء المتصفحّات بغض النظر عن ذلك.
1. مايكروسوفت إيدج
تقول مايكروسوفت أنّ متصفحها أصبح أفضل من أيّ وقتٍ مضى. فقد قامت الشركة بالاستغناء عن بعض الميزات قليلة الفائدة، قم أعادت بنائه بالاعتماد على برنامج «جوجل كروميوم» مفتوح المصدر من جوجل (والذي يعتمد عليه متصفّح كروم أيضاً). ربما تجعل هذه التعديلات المُدخلة على متصفّح إيدج منه خياراً مفضلاً أكثر من أي وقتٍ مضى.
من المميزات الجديدة الجيدة التي أدخلها متصفّح إيدج، هي صفحة التبويب الجديدة التي تمنحك وصولاً سريعاً إلى الإشارات المرجعية، والصفحات التي تزورها باستمرار، بالإضافة إلى مربّع البحث. كما يتيح المتصفّح خيار عرض أحدث عناوين الأخبار (من شبكة أخبار مايكروسوفت)، والتي تُبقيك على اطلاع دائم بما يحدث حول العالم.
كما ضمّنت مايكروسوفت في متصحفها ميزة منع اقتفاء الأثر (تتبع نشاطك على الإنترنت) بشكلٍ مدروس أيضاً، حيث يمكنك الاختيار بين ثلاثة أوضاع: الأساسي، المتوازن، والمُقيّد اعتماداً إلى القدر الذي يمكنك السماح به من ملفّات تعريف الارتباط التي تتبّع نشاطك (الكوكيز)، التي تتبّع نشاطك على الإنترنت. ستجد هذه الخيارات بمجرّد فتح صفحة الإعدادات، لذلك لن تُضطر لقضاء وقتٍ طويل في التنقل عبر القوائم لتصل إليها. كما أدخل المتصفح ميزة «القارئ الشامل» المميزة، والتي تتيح للمستخدم قراءة المقالات وصفحات الإنترنت بدون عناصر مُشتتة مثل، الإعلانات والصور والروابط غير المهمة.
من المنصف القول أنّ متصفّح إيدج لا يزال قيد التطوير، لكن من السهل حالياً استيراد بيانات التصفّح من المتصفحّات الأخرى (مثل كلمات المرور والإشارات المرجعية)، لذلك فإن التبديل لاستخدامه بسيطٌ جداً. ينبغي التنويه إلى أن متصفّح إيدج متوافق مع الإضافات المصممة لمتصفّح جوجل كروم أيضاً، لذلك هناك مجموعة ضخمة من الإضافات يمكن الاستفادة منها.
اختبار قياس الأداء:
اختبار بيسمارك: 704 ( المركز الثاني)
اختبار ويب إكسبرت: 184 ( المركز الرابع)
تحليل النتائج: رغم أنّ نتيجة إختبار بيسمارك جيدة، إلا أنّ نتيجة ويب إكسبرت تشيرُ إلى أنّه ما يزال على المصممين العمل على بعض التحسينات، كي يعمل المتصفح بأداءٍ أفضل مع آخر ترميزات الإنترنت.
تحميل متصفّح إيدج مجاناً من هنا.
2. سفاري
لم تعد شركة آبل مهتمةً كثيراً بتطوير متصفّح سفاري لنظام التشغيل ويندوز، لكنّه الخيار الافتراضي على نظام تشغيل ماكنتوش. وهو أيضاً الخيار الذي قد تنجذب لاستخدامه إذا كنت تستخدم أجهزة آبل عموماً، نظراً لأنه يعمل بسلاسة عبر أجهزة آيفون وآيباد، وحواسب ماك (على سبيل المثال، يتيح لك سفاري مزامنة بيانات التصفّح بين مختلف هذه أجهزة آبل المختلفة، والتي قد تستخدمها).
يسجل سفاري أيضاً نتيجة عالية في حماية خصوصية المستخدمين ضد تتبّع نشاط المستخدم الإنترنت. فهو يوقف متتبعي نشاطك بشكلٍ افتراضي عبر مختلف المواقع، ويستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً للكشف عن محاولات تتبّع أنشطتك عبر مواقع متعددة. هناك ميزة جيدة أيضاً في المتصفّح، وهي قائمة القراءة، حيث يمكنك حفظ المقالات التي ترغب بقراءتها لاحقاً.
فيما يتعلق بالتصميم العام، لا يبدو متصفّح سفاري حديثاً أو أنيقاً تماماً كالمتصفحّات الأخرى، كما أنّ التعامل مع إدارة علامات التبويب لا يبدو سلساً بشكلٍ عام. كما يُعدّ متصفّح سفاري متأخراً كثيراً عن متصفّحي جوجل كروم، وفايرفوكس من ناحية عدد الامتدادات التي يمكن إضافتها إلى المتصفّح، وتخصيصها لتقوم بمهامٍ إضافية.
ومثل العديد من منتجات آبل، يلتزم متصفّح سفاري بالمعايير التي تفرضها الشركة لتنفيذ المهام، وذلك قد يكون مفيداً جداً بالنسبة لمستخدمي أجهزة آبل المختلفة بشكلٍ عام. أما بالنسبة لمن يستخدمون سفاري على أجهزةٍ من إنتاج شركاتٍ أخرى فقد يعانون من محدودية استخدام المتصفّح.
اختبارات قياس الأداء:
اختبار بيسمارك: 568 (المرتبة الخامسة)
اختبار ويب إكسبرت: 212 (المرتبة الثانية)
تحليل النتائج: تُعدّ نتيجة اختبار بيسمارك المنخفضة منطقيةً في متصفّح سفاري، بالنظر إلى أنّ آبل غير متخصصة بتصميم تطبيقات الإنترنت، لكّن النتيجة الجيدة بالنسبة لاختبار ويب إكسبرت يشير إلى أن المتصفّح يعالج معظم ترميزات الإنترنت بسرعة.
يأتي متصفّح سفاري مُضمناً في نظام ماكنتوش.
3. جوجل كروم
مثلما يقوم متصفّح سفاري بأداءٍ جيد على مختلف أجهزة آبل، فإن جوجل كروم يعمل بكفاءةٍ عالية مع مختلف تطبيقات الإنترنت، وعلى منتجات شركة جوجل أيضاً. على سبيل المثال، يتيح المتصفّح ترجمة المواقع بأكملها إلى اللغة التي يمكنك فهمها، ويمكن أن يرسل علامات التبويب إلى جهاز كروم كاست المتّصل على نفس شبكة الواي فاي لاستعراضها.
من مميزات جوجل كروم أيضاً أنه يحتوي على أكبر مكتبةٍ من الامتدادات الإضافية، حيث يجذب عدداً كبيراً من المبرمجين إلى تطوير العديد من تطبيقات الإنترنت المخصصة لمتصفّح كروم الأكثر شعبيةً على مستوى العالم. يمكنك تخصيص العديد من الميزات الإضافية في متصفّح كروم مثل؛ كيفية ظهور صفحة تبويبٍ جديدة، أو التدقيق الإملائي أثناء الكتابة، والتبديل إلى الوضع المُظلم، والكثير من المزايا الأخرى أكثر مما قد تتخيل.
إذا كان بإمكانك التعايش مع سياسة الخصوصية التي تتبعها جوجل، وكنت تستخدم الكثير من تطبيقاتها، فإنّ متصفّح جوجل كروم يُعدّ خياراً مثالياً. السبب هو أنه يحتوي على الكثير من المميزات (جرب البحث عن كلمة «طقس» أو حتّى تجربة أية عمليةٍ حسابية بكتابتها في شريط العنوان. ستحصل على النتيجة مباشرةً في رأس القائمة المنسدلة حتى قبل أن تضغط زر الإدخال). كما أنه متفوّق في إدارة علامات التبويب، وفي كلّ شيءٍ تقريباً.
اختبارات قياس الأداء:
اختبار بيسمارك: 712 (المركز الأول)
اختبار ويب إكسبرت: 185 (المرتبة الثالثة)
تحليل النتائج: يحتّل جوجل كروم المركز الأول متقدّماً على متصفّح إيدج، وذلك ليس مفاجئاً بالنظر إلى عدد تطبيقات الويب التي تصنعها جوجل. لكّن نتيجة ويب إكسبرت المنخفضة نسبياً تُظهر أنه قد لا يكون المتصفّح الأسرع حالياً.
حمّل جوجل كروم من هنا مجاناً.
4. متصفّح أوبرا
يعدّ متصفح أوبرا بديلاً جذاباً للمتصفحّات الأخرى المشهورة منذ عام 1995. فبالإضافة إلى العديد من الميزات التي يحتويها، يظهر تصميم أوبرا مرتباً وأنيقاً، ويجعلك تشعر بالراحة كما لو كنت في منزلك. يعرف مطوّر المتصفح تماماً ما يحتاجه المستخدم.
يشتهر المتصفح عموماً بميزاته الرائعة والمبتكرة (كان من بين أول المتصفحّات التي توفّر ميزة الوضع الداكن)، ويتيح لك الوصول إلى تطبيق فيسبوك للدردشة (ماسنجر)، وواتس أب من خلال شريط أدواته مباشرة. كما يأتي مُضمناً بمانع إعلانات اختياري، وتطبيق «في بي إن». كلّ هذه الإضافات مجانية أيضاً.
من الميزات الأخرى التي يحتويها متصفح أوبرا صفحة الاتصال السريع، والتي أخذتها عنه العديد من المتصفحّات الأخرى. فهي تمنحك وصولاً سريعاً إلى مواقعك المفضلة وإشاراتك المرجعية، ومن السهل تخصيصها. ويتميز أوبرا أيضاً بوضع توفير الطاقة الذي يقلل من بعض العمليات غير الضرورية لجعله أقل استهلاكاً لطاقة بطارية اللاب توب.
إذا كنت تعتقد أن هذه الميزات الإضافية مفيدة ولست مرتاحاً لسياسة جوجل المتعلّقة بجمع البيانات، أو لم تحبّ أسلوب سفاري البسيط، فإن متصفّح أوبرا خيارٌ جيد ومقبول. هناك بعض الجوانب السلبية، فخيارات متصفّح أوبرا للهاتف المحمول ليست جيدة تماماً مثل الخيارات الأخرى في تطبيق سطح المكتب، ولن تحصل على نفس نوعية التكامل بين الأجهزة مثل الذي تقدمه متصفحات جوجل وآبل.
اختبارات الأداء:
اختبارا بيسمارك: 702 (المرتبة الثالثة)
اختبار ويب إكسبرت: 184 (المرتبة الرابعة)
تحليل النتائج: يسجّل أوبرا نتيجةً جيدة ويحتل المرتبة الثالثة في قائمة اختبار بيسمارك، بينما يحلّ في مرتبةٍ أدنى بالنسبة لاختبار ويب إكسبرت، مما يجعله يقوم ببعض المهام بسرعة، بينما يقوم بمهامٍ أخرى بسرعةٍ أقل.
تحميل متصفّح أوبر من هنا مجّاناً.
5. موزيلا فايرفوكس
أدخلت شركة موزيلا تحديثاً جذرياً على متصفحها فايرفوكس عام 2017، وأطلقت عليه اسماً جديداً «كوانتوم فايرفوكس». أعطى هذا التحديث للمتصفح مظهراً جديداً، ومحركاً أسرع. ومنذ ذلك الحين، بدأ المتصفّح ينافس المتصفحات الأخرى مثل جوجل كروم وسفاري، حيث لم يعد هناك سوى القليل من الفروق بين هذه المتصفحات القوية حالياً.
من المميزات التي ينفرد بها متصفح فايرفوكس هو إتاحة خياراتٍ متنوّعة وعديدة في التخصيص. يعود الفضل جزئياً إلى الكم الكبير من الامتدادات الإضافية المتوفرة، صحيحٌ أن الإضافات المخصصة لمتصفح فايرفوكس ليست بحجم الإضافات التي يتمتّع بها متصفّح جوجل كروم، لكن لا يزال لديك الآلاف للاختيار من بينها.
هناك سببٌ آخر قد يجعلك ترغب بالانتقال إلى متصفّح فايرفوكس، حيث لا يجبرك على استخدام تطبيقاتٍ أو خدماتٍ مخصصة، بعكس المتصفحات الأخرى مثل سفاري أو جوجل كروم وإيدج؛ التي تدفعك لاستخدام تطبيقاتها الخاصة. فايرفوكس يتعامل مع جميع تطبيقات الإنترنت وخدمات البريد الإلكتروني، وأنظمة التشغيل، ولديه حمايةٌ قوية ضد تتبع نشاطك على الإنترنت أيضاً.
من الميزات الجيدة التي يعمل على تطويرها فريق فايرفوكس ميزة «إرسال»، والتي تتيح إرسال ملفاتٍ كبيرة الحجم، وميزة «مونيتور»، التي تنبّهك إذا كان عنوان بريدك الإلكتروني مذكوراً في قائمة العناوين التي تعرّضت للاختراق أم لا. يبقى متصفّح فايرفوكس أحد أفضل الخيارات المُتاحة، لأنه يقدم دعماً قوياً عبر جميع أنظمة التشغيل، بالإضافة للمميزات الكثيرة التي من المحتمل أن تحتاجها، وأدائه المستقر والجيد.
اختبارات قياس الأداء
اختبار بيسمارك: 639 (المركز الرابع)
اختبار ويب إكسبرت: 249 (المركز الأول)
تحليل النتائج: نتيجة اختبار بيسمارك لمتصفّح فايرفوكس متوسطة إلى حدٍّ ما، لكن نتيجة اختبار ويب إكسبرت تتصدر القائمة. ربما يعود ذلك إلى التحسينات التي أُدخلت عليه في نسخة كوانتوم.
تحميل متصفّح فايرفوكس من هنا مجاناً.