6 طرق لمقاومة دوار الحركة في أثناء ممارسة ألعاب الفيديو

6 دقائق
https://www.popsci.com/uploads/2021/02/09/person-playing-video-games-in-computer.jpg?auto=webp

لا يستطيع البعض ممارسة ألعاب الفيديو التي يكون منظور اللاعب فيها هو منظور شخصية اللعبة، بغض النظر عن مدى حبّهم لها. لا يتعلّق الأمر بمهارة هؤلاء الأشخاص، بل بأن هذه الألعاب تجعلهم يعانون من أعراض مرضيّة. نحن نتحدّث هنا عن دوار الألعاب، وهو نوع من دوار الحركة يعاني منه البعض عند ممارسة ألعاب الفيديو بالتحديد. تتجلّى هذه الحالة في مجموعة من الأعراض المعروفة، مثل الدوخة والغثيان والتعرّق والصداع وحتى التقيّؤ.

إذا كنت تعاني من دوار الإنترنت وتبحث عن حل يساعدك في ممارسة الألعاب لفترة تكفي لإنهاء لعبة إلدن رينغ، دعنا نعلمك الخبر السيئ. للأسف، ليست هناك أدلة علمية تبين وجود علاج لدوار الحركة المرتبط بممارسة ألعاب الفيديو.

لكن كما هو الحال بالنسبة لدوار الحركة العادي، هناك بعض الطرق التي يمكنك تطبيقها لتأخير ظهور الأعراض وتخفيف شدّتها حتى تدريب دماغك على عدم تحفيزها.

بقدر ما ترغب بمقاومة الألم واللعب رغماً عن وجود الأعراض، فلا تحاول فعل ذلك لأنك ستفشل.

ما سبب الإصابة بدوار الحركة خلال ممارسة الألعاب؟

لدينا المزيد من الأخبار المخيبة للآمال. لا يعلم العلماء تماماً ما هو سبب دوار الحركة المرتبط بممارسة ألعاب الفيديو. لكن تنص الفرضية الأكثر شيوعاً على أن السبب هو ظاهرة تحمل اسم "التباين الحسيّ"، وهي تحدث عندما يتلقّى الدماغ معلومات لا تتوافق مع توقعاته عن العالم حوله، ما يتسبب في تشويشه.

على سبيل المثال، عندما تمشي في الشارع، ترى عيناك المباني تتحرك بعكس اتجاه حركتك وتدرك حركة الأشخاص حولك. في الوقت نفسه، ترسل الأذن الداخلية، وهي العضو المسؤول عن التوازن والإحساس بالحركة، المعلومات للدماغ والتي تؤكد له أن الجسم يتحرّك بالفعل. لا يوجد تباين حسي في هذه الحالة، ولن تشعر بالدوار على الأرجح.

يمكن أن تتسبب ممارسة ألعاب الفيديو باضطراب هذا التوازن الحسي وأن تؤثر على بعض الأشخاص بطرق مختلفة. إذا كنت عرضة للإصابة بدوار الحركة في أثناء ممارسة ألعاب الفيديو، وخصوصاً الألعاب ذات منظور الشخص الأول مثل كول أوف ديوتي (Call of Duty) ودس أونرد (Dishonored) وبوردر لاندز (Borderlands)، فقد يكون هناك تباين بين ما تراه عيناك وما تتحسسه أذنك الداخلية. من إحدى النواحي، سترى حركات واقعية على الشاشة مصممة لتشعرك بالاندماج في اللعبة. ومن ناحية أخرى، ترسل أذنك الداخلية معلومات لدماغك مفادها أن الجسم لا يتحرك على الإطلاق، وأنك تجلس على الأريكة أو على كرسي الألعاب مرتفع التكلفة الخاص بك. تجعل هذه المعلومات الحسية المتفاوتة الدماغ يفزع ويدخل في حالة استجابة للتوتر، وهنا يبدأ دوار الألعاب.

لا تمارس الألعاب لفترة طويلة

إذا كنت متخوّفاً من الآثار السلبية لممارسة ألعاب الفيديو، يقول شيماس ويتش (Séamas Weech، زميل الأبحاث في مرحلة ما بعد الدكتوراة في جامعة ماكجيل، والذي يركّز في أبحاثه على فهم ظاهرة دوار الإنترنت في سياق الواقع الافتراضي إن أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لمقاومة دوار الحركة الناجم عن ألعاب الفيديو هي ممارسة الألعاب الصعبة ببطء على مدار سلسلة من الجلسات القصيرة يساعد ذلك الدماغ والجسد على التكيّف مع هذه الحالة، وهي عملية يدعوها الباحثون في مجال ويتش الدراسي بـ"اكتساب الأفضلية".

يقول ويتش: "تدريب المستخدمين على مقاومة دوار الحركة هو مجال بحثي ينشط بشكل متزايد. وعلى الرغم من أننا لم نجد حلّاً جذرياً، فإننا تعلّمنا الكثير"، ويضيف: "الطريقة الأفضل للوقاية من هذا النوع من دوار الحركة هي تجنّب إجهاد الجهاز الحسي في المقام الأول".

ولهذا السبب، لن تستفيد من إجبار نفسك على مقاومة الأعراض المزعجة، بل سيتسبب ذلك بالمزيد من الإجهاد لجهازك الحسي. بدلاً من ذلك، خذ قسطاً من الراحة عندما تشعر بالأعراض، وانتظر حتى تنخفض شدّتها قبل محاولة اللعب مرة أخرى.

يقول ويتش إن خبرتك السابقة في ممارسة ألعاب الفيديو ونوع اللعبة التي تلعبها حالياً هي من العوامل الحاسمة في نجاح هذه الطريقة ومدى فعاليتها. هذه المتغيّرات هي السبب في عدم قدرة الباحثين على التنبّؤ بالسرعة التي يمكنك فيها زيادة مدة اللعب، أو الفترة اللازمة حتى تعتاد على ممارسة لعبة ما (وذلك إذا تمكّنت من الاعتياد عليها في المقام الأول).

تجنّب استخدام الشاشات الكبيرة والصغيرة

نحن نحب الشاشات الكبيرة لأنها تتيح لنا رؤية المزيد من التفاصيل ولأنها تسهّل علينا الاندماج بما نشاهده، سواء كان فيلماً أو لعبة فيديو. لكن هذا بالضبط هو السبب الذي يجب أن يدفعك لعدم استخدام الشاشات الكبيرة إذا كنت تعاني من دوار الإنترنت.

يعتبر استخدام الشاشات الأصغر حجماً أفضل؛ إذ إنها لا تشغل مجال رؤيتك بالكامل وتذكّر دماغك بشكل مستمر بأنك موجود في غرفة وأن الحركات التي تراها هي مجرّد صور في شاشة. يقول ويتش: "توفّر الغرفة التي توجد فيها مرجعاً بصرياً مستقراً يساعد اللاعب على إدراك أنه موجود في العالم الحقيقي، ما يخفف من شدة التباينات الحسيّة".

إذا كنت تمتلك تلفازاً كبيراً أو شاشة كبيرة يجعلك استخدامهما تشعر بالغثيان، فلن تضطر للتخلص منهما. بل كل ما عليك فعله هو الجلوس بعيداً عن الشاشة.

بنفس الوقت، لا يجب عليك أن تستخدم شاشة صغيرة للغاية وأن تمارس ألعاب الفيديو فقط على هاتفك الذكي. يتطلب استخدام الشاشات الصغيرة إجهاد العينين لتمييز التفاصيل الدقيقة. لذلك ستصاب بالصداع على الأرجح بعد استخدامها، وهو أحد الأعراض المزعجة لدوار الألعاب.

احرص على إنارة الغرفة بشكل جيد

لا تستخدم أشرطة المصابيح الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي) أو أضواء الزينة القديمة، وقم بتشغيل مصابح ساطعة لإنارة غرفتك بشكل جيد.

للإنارة الجيدة تأثير مزدوج. أولاً، تساعدك ممارسة الألعاب في غرفة مُنارة بشكل جيد في تجنّب إجهاد عينيك، ما سيقيك من الإصابة بالصداع. ثانياً، تساعد إنارة المحيط عينيك على إدراك أنك موجود في غرفة وليس داخل اللعبة.

تعرّض للهواء واشرب الماء

نظراً لأن دوار الإنترنت هو نوع من دوار الحركة، تنفع معظم الممارسات التي تساعد في تخفيف شدة أعراض أحدهما في تخفيف شدة أعراض الآخر، بما في ذلك تعريض الوجه للهواء النقي وشرب الماء البارد.

يمكنك الاستمتاع بالهواء في أثناء المشي أو الجلوس في مكان مفتوح خلال إحدى الاستراحات. كما يمكنك توجيه مروحة عليك في أثناء اللعب. يقول ويتش إن توجيه المروحة يساعد في تحفيز الشعور بالحركة الجسدية التي عادة ما تكون غائبة خلال ممارسة ألعاب الفيديو، ما يمكن أن يخفف من شدة التفاوت الحسي. بينما يمكن أن يساعد شرب الماء البارد في تهدئة المعدة عند التعرق أو الشعور بالغثيان.

احصل على المساعدة

يعتبر بعض ممارسي ألعاب الفيديو أن دوار الألعاب ضعف. لكن لا عيب أبداً في الحصول على مساعدة أحدهم إذا كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تخفيف الأعراض المزعجة وممارسة الألعاب لوقت أطول.

تبين بعض الدراسات أن الزنجبيل يمكن أن يكون له تأثير علاجي في مقاومة الغثيان. إلا أن شدّة تأثيره تختلف من شخص لآخر. يمكنك أن تجرّب شرب الشاي بالزنجبيل أو تناول الحلوى التي تحتوي على الزنجبيل. إذا كنت تفضّل تناول الزنجبيل كمكمّل غذائي، احرص على استشارة طبيبك قبل فعل ذلك.

إحدى الآليات الأخرى المصممة لمقاومة دوار الحركة والتي يتّبعها ممارسو ألعاب الفيديو هي ارتداء أربطة الضغط الإبري المعصميّة. تبدو هذه الأربطة مثل تلك التي كان يرتديها جون ماكنرو، لاعب التنس الشهير، في سبعينيات القرن الماضي، ولكنها تحتوي على نتوء بلاستيكي يضغط على نقطة توجد في الجزء السفلي من الساعد أسفل المعصم مباشرة. تعرف هذه النقطة باسم بي6، وهي إحدى نقاط الضغط التي تقع على مسافة 2.5-5 سنتيمترات تحت قاعدة اليد. يمكن أن يؤدي الضغط على هذه النقطة باستمرار إلى تخفيف الغثيان والدوخة. إذا لم يكن لديك مثل هذه الأربطة، يمكنك تطبيق الضغط على هذه النقطة باستخدام إبهامك.

تحتوي نظارات دوار الحركة مثل طراز سيتروين من شركة ستروين (Citroen) على سائل يؤدي وظيفة تذكير مرئي للدماغ بموقع خط الأفق. صرحت شركة ستروين، وهي شركة تصنيع سيارات، بأن هذه النظارات تعالج 95% من حالات دوار الحركة. لكن لا توجد أي أدلة علمية تبين ما إذا كانت هذه النظارات تنفع في حالة دوار الإنترنت. قد تستحق هذه النظارات التجربة إذا كانت لديك واحدة أو إذا لم يكن لديك أي خيار آخر.

من ناحية أخرى، تفيد نظارات الألعاب في تقليل إجهاد العينين وتخفيف نسبة الضوء الأزرق الذي يدخلهما، لذا فهي قد تفيد في الوقاية من الصداع. لكن كما هو الحال بالنسبة لنظارات دوار الحركة، لا توجد دراسات تثبت أن هذه النظارات فعّالة في تخفيف دوار الإنترنت أو الوقاية منه.

غيّر اللعبة

تعتبر بعض الألعاب أسوأ من غيرها عندما يتعلق الأمر بدوار الحركة؛ إذ إن ألعاب منظور الشخص الأول هي الأكثر سوءاً. كما يمكن أن تتسبب الألعاب التي تحتوي على تفاصيل واقعية للغاية بالدوخة بشكل سريع للغاية لدى البعض. إذا لم تنجح أي طريقة في التخفيف من أعراض دوار الألعاب، يجب عليك أن تتوقّف عن ممارسة اللعبة التي تحفّز هذه الأعراض تماماً.

لكن قبل التخلّي عن لعبتك المفضّلة، حاول تغيير إعدادات الحساسية أو منظور الشخصية. يمكن أن تكون رؤية الشخصية التي تلعب بها بشكل كامل بدلاً من رؤية يديها فقط مفيداً. كما أن تخفيض سرعة حركة الكاميرا ورأس الشخصية والأدوات التي تحملها يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً. احرص على تفقّد إعدادات الشاشة أيضاً. يمكن أن تتسبب الشاشات ذات معدّل التحديث المرتفع بالغثيان، لذلك قم بتخفيض هذا المعدل قليلاً أو استخدم شاشة ذات معدل تحديث أخفض.

إذا لم يساعدك ذلك في التخلص من دوار الحركة، قد ترغب في تجربة أنواع أخرى من الألعاب، مثل الألعاب ذات منظور الشخص الثالث أو ألعاب الألغاز أو الألعاب ثنائية الأبعاد أو لعبة ماريو بروس التي أصدرت قبل إطلاق إصدار نينتيندو 64 وغيرها. قد يكون الأمر مخيباً للآمال، ولكن من المحتمل أن تضطر إلى تعزيز قدرتك على التحمّل حتى تتمكن من تجربة ألعاب مثل هيلو (Halo) أو أيبيكس ليجيندز (Apex Legends). يعد تعويد الجسم على الألعاب الأقل تعقيداً أولاً مرحلة تمهيدية جيدة قبل التعرض للرسومات الواقعية للغاية وحركات الكاميرات السريعة.

تذكّر أن تعذيب نفسك من خلال تحمّل الأعراض لن يساعدك في التخلص منها بشكل أسرع. خذ وقتك واستمتع بالألعاب التي تمارسها؛ إذ إن الهدف من هذا النشاط هو المتعة في النهاية.

المحتوى محمي