10 طرق صيد غير تقليدية تغني عن استخدام الرصاص أو الخطاطيف

طرق صيد
حقوق الصورة: سيبافون/ ديبوزيت فوتوز.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تعتقد أن صيد سمك السلور العملاق بيديك أو صيد الظباء بالاقتراب منها وراء مجسمات ورقية لها أمرٌ صعب؟ تبدو استراتيجيات الصيد هذه غير التقليدية متواضعةً إلى حدّ ما عند مقارنتها بأساليب الصيد المبتكرة التي أُتقنت عبر التاريخ. وسواء تم تناقلها على مر السنين أو طُورت في العصر الحديث، إن هذه الأساليب المبتكرة لجلب الطعام إلى المائدة تشترك في شيء واحد؛ إنها تعمل.

صيد السمك باستخدام شبكة عنكبوتية وطائرة ورقية

يقوم الصيادون في جزر سليمان بجمع الشبكات العنكبوتية ويستخدمونها كطعم على شكل دودة. حيث يقومون بجرّ هذا الطعم على سطح الماء بواسطة الطائرات الورقية، فتجذب ضربات هذا الطعم على سطح الماء أسماك الإبرة التي تمتلك أفواهاً متطاولة ويستحيل صيدها بواسطة الخطافات. عندما تلتقط السمكة الطعم، تضطرب الطائرة الورقية، فينتبه لها الصياد ويقوم بسحب السمكة العالقة. تتشابك شبكة العنكبوت القوية مع أسنان السمكة الحادة وحراشفها الخشنة ويستحيل إفلاتها منها، ولذلك لا ضرورة لاستخدام الخطاطيف.

ترهيب الأسود

يستخدم رجال قبائل «دوروبا» في كينيا أسلوب صيدٍ جريء وبسيطٍ بنفس الوقت. بعد أن يصطاد الأسود فريسةً جديدة ويبدؤون بأكلها، يتعقبهم الرجال ويسيرون نحوهم ويخيفونهم كي تهرب ومن ثم يأخذون الفريسة. يُعتبر ترهيب الأسود (يطلق علماء الأحياء على هذا الأسلوب “طفيليات السرقة”، وقد وثقوا العديد من الأمثلة على هذه الممارسة في المجلة الإفريقية للإيكولوجيا في عام 2009) أحد طرق الصيد القديمة التي لا يزال هؤلاء الصيادون يتبعونها في العصر الحديث في السهول العشبية شرق إفريقيا.

اقرأ أيضاً: حكايات من البرية: رجل الجبل الذي علّمني الصيد

صيد طيور البفن بالشباك

تُعد آيسلندا الدولة الوحيدة في العالم التي تسمح بصيد البفن الأطلسي، وهي طيورٌ بحرية ملونة بالأبيض والأسود مع مناقير مخططة باللونين الأحمر والأصفر، وتشكل مستعمرات كبيرة على طول المنحدرات والجزر الساحلية في البلاد. يمكن أن يصطاد الصياد الواحد من 50 إلى 100 طائر يومياً باستخدام البنادق من على متن القارب. لكن صيادين آخرين يتبعون نهجاً تقليدياً أكثر يُدعى «lundaveiðar»، حيث يستخدمون شباكاً مثلثة الشكل مثبتةً على عصا (مقبض) طويل، ويكمنون خلف التلال القريبة من الجرف منتظرين طائر البفن حتى يمر بالقرب منهم، فيرفعون الشباك معترضين طريقه موقعين به في الشباك. 

يُعتقد أن هذا التقليد القديم في جزر ويستمان في آيسلندا يعود إلى عصر الفايكنج. لسوء الحظ، أدى التغير المناخي والأنشطة البشرية في السنوات الأخيرة إلى انخفاض أعداد طائر البفن. 

ترهيب الأرانب

في إنجلترا، حيث تسبب الأرانب خسائر في قطاع الزراعة تُقدر بنحو مليون جنيه إسترليني سنوياً، حدد قانون عام 1954 الأرانب على أنها آفات، ويفرض على السكان «الالتزام بشكلٍ دائم بقتل أية أرانب برية تعيش في أرضهم». تُدرب حيوانات «ابن مقرض»، وهو نوع من القوارض، وتُرسل إلى جحور الأرانب لطردها، ثم يقوم الصيادون باصطيادها باستخدام الكلاب أو البنادق أو الطيور الجارحة أو بوضع شباك الصيد على مخرج الجحر مباشرة وحوله. يشترط القانون البريطاني إعدام الأرانب التي يتم اصطيادها بواسطة الشباك بسرعة وبطريقةٍ إنسانية.

اقرأ أيضاً: عرف البشر الصيد قديماً: ما تأثير التكنولوجيا على مهاراتنا في الصيد؟

مطاردة الفهود

لا يمكن للإنسان أن يتفوق على الحيوانات البرية، لكن يمكننا النجاة منها. استخدم أسلافنا الأوائل الصيد المستمر، أي مطاردة الحيوانات السريعة لساعات في حرارة النهار، لتحويل قدرة الإنسان على التحمل والتنظيم الحراري إلى ميزة. الحيوانات التي تتفوق علينا بسهولة على المدى القصير ترتفع درجة حرارتها كثيراً وتُصاب بالإرهاق ولا تعود قادرةً على الاستمرار بالهرب، مما يجعلها أهدافاً سهلة للسهام والرماح.

لا يزال الصيادون المعاصرون في صحراء كالاهاري بإفريقيا يستخدمون هذه التقنية لاصطياد أنواع الظباء المختلفة، مثل الكودو والإيلاند والجيمسبوك وغيرها. ويمكن اصطياد حتى أسرع الثدييات البرية بهذه الطريقة. في عام 2013، طارد القرويون الكينيون زوجاً من الفهود التي كانت تقتل ماشيتهم. انتهت المطاردة التي استمرت لسبع كيلومتراتٍ بالقبض على الفهود حيةً، وقام القرويون بعد ذلك بتسليمها إلى هيئة الحياة البرية في كينيا.

اصطياد سمك الكارب

يميل سمك الكارب إلى قذف نفسه خارج الماء عند سماعه صوت محّرك الزوارق وهو يقترب، عندئذٍ يقوم الصياد الذي يتزلّج على الماء خلف القارب ممسكاً بشبكةٍ باصطيادها بمجرّد خروجها من الماء. ربما تكون هذه الطريقة مقبولةً لصيد الأنواع الغازية، لكن ممارستها متعةٌ حقيقية بالفعل.

البايسون القافز

وصف المستعمر روبرت بيفرلي في كتابه الذي ألفه في أربعة أجزاء في القرن الثامن عشر، «The History and Present State of Virginia, in Four Parts»، كيف كان سكان أمريكا الأصليين يتنكرون بارتدائهم رؤوس وجلود الحيوانات لمطاردة الغزلان والجواميس. وقد قام المستوطنون البيض بتكييف هذا التكتيك من خلال تدريب خيولهم على المشي ببطءٍ بجانب الصيادين كي لا تراهم الغزلان أثناء اقترابهم منها. بعد قرنٍ من الزمان، وثّق المستكشف الأميركي ميريويذر لويس طريقة صيد مماثلة تُدعى «البايسون القافز».

كتب لويس في مذكراته الاستكشافية «Corps of Discovery Expedition»: «مرتدياً رأس جاموس وجلده، يقف أشجع وأسرع أفراد القبيلة على مسافةٍ مناسبة بين قطيع جواميس ومنحدرٍ شديد. ثم يقوم بقية الصيادين بدفع القطيع نحو الشرك (الشخص الذي يتنكر بزي جاموس)، والذي يقود القطيع الهائج بدوره نحو الجرف، فيقفز من فوق المنحدر إلى شقّ مُعدّ مسبقاً ليختبئ فيه، بينما تسقط بقية الجواميس من على الحافة نحو حتفها المؤكد.

اقرأ أيضاً: هل امتلك البشر القدماء مهارات قوية في الصيد والركض؟

الصيد بواسطة طائر الغاق

يقوم ممارسو هذا التقليد في الصيد الذي يعود لقرونٍ مضت بإرسال طيور الغاق المدربة (طائرٌ مائي يُشتهر بمهارته بصيد الأسماك) لصيد الأسماك نيابةً عنه. يحول الخيط المربوط حول عنق الطائر دون ابتلاع السمكة التي يصطادها الطائر، ويسمح للصياد باستعادة الطائر واستخراج السمكة من فمه. كانت ممارسة الصيد بطائر الغاق سائدةً في مصر القديمة وفي أماكن أخرى من العالم، وما تزال باقيةً حتى اليوم بشكلٍ رئيسي في الصين واليابان، حيث استمرت مصايد طائر الغاق الأكثر شهرة في العالم، تحديداً على نهر ناجارا في مدينة جيفو اليابانية، دون انقطاع منذ 1300 عام. 

يظهر في الفيديو ممارسو هذا التقليد الذين يُدعون بالـ «أوشو»، وهم يعملون لدى العائلة المالكة ويرتدون الزي التقليدي ويستخدمون المصابيح المشتعلة لجذب الأسماك في الليل، ويدير كل صيادٍ منهم ما يصل إلى 12 طائراً من طيور الغاق في نفس الوقت في عرضٍ يجذب عدداً كبيراً من السياح لمشاهدته.

اصطياد السمك المفلطح بالأقدام

يمشي صيادو السمك المفلطح حفاة القدمين في مياه سولواي فيرث في اسكتلندا وغيرها من مناطق المياه الضحلة عند انحسار المد الذي يخلّف وراءه الأسماك المفلطحة في المياه قليلة العمق. يقوم الصيادون بحجز السمكة بالدوس عليها، ومن ثم يخرجونها بأيديهم من الماء. حتى أن هناك بطولة العالم لصيد السمك المفلطح، والتي أُقيمت لأول مرةٍ في أوائل السبعينيات في قرية بالناكي الأسكتلندية، وأُقيمت مؤخراً عام 2015. تمنح المسابقة جوائز وتستقطب المئات من الصيادين في عطلة وطنية اسكتلندية غريبة.

بندقية النفخ

تستخدم العديد من القبائل الأصلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهنود الشيروكي في جنوب شرق الولايات المتحدة، بنادق نفخٍ هوائية مصنوعة من الخشب الصلب أو الخيزران قادرةٍ على إطلاق كرات الطين الصغيرة أو السهام أو البذور بقوةٍ كافية لقتل الطرائد الصغيرة مثل الأرانب والطيور وحتى القرود.

تُحظر هذه البنادق في كاليفورنيا وماساتشوستس ومقاطعة كولومبيا، بينما يُسمح بها في بقية أنحاء الولايات المتحدة. تنتشر رياضة البنادق الهوائية في جميع أنحاء العالم، وتأمل جمعية فوكيادو الدولية التي تنظم هذه الرياضة بأن تصبح رياضةً أولمبية يوماً ما.