حتى قبل أن ينتشر الوباء، وفقاً لـ 98% من المناطق التعليمية الأميركية أنه لم يكن لديها ما يكفي من معلمي التربية الخاصة لرعاية جميع الطلاب الذين يحتاجون إلى مساعدتهم. خلال الجائحة، واجهت المناطق التعليمية التي تعاني من نقص الموظفين تحدياً أكبر لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في التعلم. يكافح هؤلاء الطلاب الآن من أجل تعويض ما فاتهم ولكي يكونوا بالمستوى الذي يُفترض أن يكونوا عليه.
في خريف 2018، ووفقاً لأحدث البيانات الفيدرالية المتاحة، كان هناك 6.1 معلماً متفرغاً لكل 100 طالب تلقى خدمات التعليم الخاصة، وتتفاوت الأرقام على نطاق واسع حسب الولاية- من 2.8 في أوكلاهوما إلى 12.1 في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة الأميركية. لطالما وصف معلمو التربية الخاصة عملهم بأنه شاق للغاية ومجهد جداً ولا يتمتع إلا بالقليل من الدعم، ناهيك عن الأجور المنخفضة التي يتلقونها.
ثم أتت جائحة كوفيد-19 لتجبر المدارس على التحول بسرعة من التدريس الشخصي التقليدي إلى الفصول الافتراضية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية في منازل الطلاب. لقد بات من الصعب أو المستحيل توفير أنواع الخدمات الشائعة في التربية الخاصة، مثل الدعم الإضافي داخل الفصل الدراسي للطفل، والوقت المخصص للمتخصصين خارج الفصل.
في استطلاع أُجري في أوائل عام 2020 لأولياء أمور الأطفال المسجلين في خدمات التعليم الخاص، أفاد 20% منهم فقط أن أطفالهم حصلوا على كل الدعم الذي كان من المفترض أن تقدمه المدرسة. بينما أفاد 39% منهم أن أطفالهم لم يتلقوا أي خدمات على الإطلاق. وقد وثق تقرير فيدرالي صدر في يونيو/حزيران من عام 2021 استمرار الصعوبات التي تواجهها المدارس لخدمة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
اقرأ أيضاً: هل تسببت جائحة كورونا بإصابتك بـ «متلازمة الكهف»؟
وكوني عملت طيلة حياتي كمعلم خاص وأدرس الآن هذا المجال، فقد رأيت أن العديد من الطلاب الذين كانوا بحاجة إلى الدعم في السابق سيحتاجون إلى المزيد للعودة إلى المسار الصحيح. مع انتهاء الجائحة، أشعر بالقلق من أن العديد من الطلاب الذين لم يكن لديهم مشاكل في الصحة العقلية في السابق، أو الطلاب الذين لم تؤثر ظروفهم بشكل كبير على استعدادهم للتعلم، قد يواجهون الآن صعوباتٍ أو إعاقات تتطلب المساعدة من نظامٍ تعليمي مثقل ومرهق بالفعل.
العمل كالمعتاد
لا يزال هناك نقص في معلمي التربية الخاصة في جميع أنحاء البلاد. هناك أيضاً تقارير تفيد بأن الأطفال لا يتلقون الخدمات الضرورية، حتى بعد عودتهم إلى المدرسة. قد تشمل الخدمات علاج النطق واللغة، ودعم الرياضيات والقراءة، والتعليم لتحسين المهارات الاجتماعية والعاطفية. تختلف الخدمات من طالب لآخر، بناءً على احتياجاتهم الفردية.
بموجب قانون الحقوق المدنية، قد يكون الطلاب الذين لم يتلقوا خدمات كافية أثناء الوباء مؤهلين للحصول على دعم إضافي- بما يتجاوز خطة التعليم الخاص الحالية- لمواكبة ما ينبغي أن يكونوا عليه. عند تحديد ما يحق للطالب الحصول عليه، تأخذ المدارس والعائلات في الاعتبار المزايا التي فقدها لأن الطالب لم يحصل على ما يستحقه. ستختلف الخدمات المقدمة لمعالجة هذه المشكلة أيضاً من طالب إلى آخر.
ولكن هناك أيضاً مشكلات في هذه المساعدة الإضافية، حيث تواصل المدارس بذل قصارى جهدها ضمن الموارد المتاحة لها. وجدت دراسة استقصائية أجراها مجلس الآباء والمحامين والمدافعين في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021- وهي مجموعة مناصرة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة وأسرهم- أن 86% من الآباء أفادوا أن أطفالهم يعانون من تأخر التعلم، أو تراجع المهارات أو أنهم يحققون تقدماً أبطأ من المتوقع في المدرسة.
لكن 18% من الآباء فقط أفادوا بأن أطفالهم حصلوا على دعم إضافي لتعويض ما فاتهم خلال فترة الجائحة. ويعتقد 14% من الآباء أن قرارات المناطق التعليمية بشأن من حصل على تلك المساعدة الإضافية كانت غير عادلة.
اقرأ أيضاً: 3 نصائح لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء الكوارث
مجموعة جديدة من الطلاب المحتاجين
لقد زادت الجائحة من سوء أزمة الصحة العقلية التي يعاني منها الشباب في الولايات المتحدة.
وجدت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة «جيد» (JED) في يناير/كانون الثاني 2021، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تحسين الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، أن نحو ثلثي الآباء الأميركيين أفادوا أن أطفالهم تعرضوا لتحديات عقلية أو عاطفية في الشهر السابق. وشمل ذلك شكاوى أكثر شيوعاً مثل القلق الاجتماعي والعزلة، ونوبات أقل شيوعاً ولكنها أكثر خطورة، مثل الأفكار الانتحارية. أفاد أكثر من نصف المراهقين بأنهم مروا بأفكار ومشاعر من هذا القبيل في الشهر السابق.
في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، أعلنت ثلاث منظمات مهنية كبرى معنية بصحة الأطفال- الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، وجمعية مستشفيات الأطفال- حالة طوارئ وطنية للصحة العقلية للأطفال والمراهقين، ناجمةٍ جزئياً عن الإجهاد الشخصي والعائلي أثناء الجائحة.
قد يكون الطلاب الذين يُشخصون بمشاكل الصحة العقلية مؤهلين للحصول على تعليم خاص إذا كانت حالتهم تؤثر على قدرتهم على التعلم في المدرسة. بالنسبة لي، فإن الارتفاع الحاد في صعوبات الصحة العقلية التي تم الإبلاغ عنها أثناء الجائحة يعني أنه من المرجح أن يكون هناك المزيد من الطلاب بحاجة إلى دعم التعليم الخاص أكثر من أي وقتٍ مضى.
اقرأ أيضاً: 6 تقنيات مذهلة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة
يسلط البحث الضوء على الطرق التي يمكن للمدارس ومعلمي التربية الخاصة من خلالها تلبية الاحتياجات الحالية، وما أخشاه أن يكون هناك ارتفاعٌ مفاجئ في الطلب على هذه الخدمات في المستقبل. تركز هذه التوصيات على تطوير ظروف العمل التي تعزز نجاح المعلم والطالب، وتحسين الأجور والاستعانة بمعلمين خاصين لتقديم التوجيهات لمجموعات صغيرة من الطلاب. أعتقد أن الوقت مناسب للاستعانة بالمعلمين الخبراء في التدريس المتخصص للطلاب الذين يحتاجون إليه حقاً.