القراءة بذكاء: إليك 5 استراتيجيات فعّالة لتطوير هذه المهارة

حصاد العلوم اليوم: قراء الكتب المطبوعة لحديثي الولادة والأطفال الصغار تساعد في تطوير أدمغتهم ومواد في التفاح والزيتون مقاومة للشيخوخة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ warat42

تعد القراءة واحدة من أهم المهارات التي نستخدمها يومياً، سواء لقراءة البريد الإلكتروني أو ملفات العمل، أو متابعة منشورات السوشيال ميديا، أو حتى لقراءة رواية مركونة منذ أسابيع وربما أشهر بانتظار أن تجد لها وقت فراغ لمتابعة أحداثها. ومع ذلك، قد يعاني البعض من القدرة على متابعة ما يقرؤه، إمّا لبطء في القراءة وإمّا لصعوبة في فهم المعنى الصريح والضمني للنص، ما يشكّل عائقاً أمام التطور وتعلم معلومات ومهارات جديدة. إليك بعض الاستراتيجيات لتطوير مهاراتك في القراءة.

ما المقصود بفهم المقروء؟

فهم المقروء هو القدرة على تحويل الكلمات المقروءة إلى أفكار؛ أي استخدام مهارات الطلاقة في القراءة والاستيعاب لفك رموز المفردات واستخدام أدلة السياق.

أشارت دراسة نُشرت في دورية رؤى السياسة من العلوم السلوكية والدماغية (Policy Insights from the Behavioral and Brain Sciences)، إلى أن فهم القراءة أحد أكثر الأنشطة المعرفية التي ينخرط فيها العقل البشري تعقيداً، ما يجعل من الصعب التدريس والقراءة والقياس والبحث. ليس ذلك فحسب، بل للفهم القرائي تطبيقات عديدة ولأعمار مختلفة. مثل:

  • معدل استبقاء عالٍ للمعلومات، حيث إن الاحتفاظ بالمعلومات هو مفتاح الفهم.
  • الاستدلال، أي القدرة على بناء الافتراضات من خلال ربط المعلومات من النصوص بأفكارنا وآرائنا. على سبيل المثال، عندما تقرأ نصاً عن كمية الملوثات التي تدخل البحار سنوياً تستنتج أن المأكولات البحرية قد تكون ملوثة، أو أن إعادة التدوير يمكن أن تحد من التلوث.
  • الفهم السريع للمفردات الجديدة، من خلال تحديد العلاقات بين المفردات الجديدة والمصطلحات المألوفة.
  • تطوير مهارة القراءة بطلاقة.
  • الوعي الصوتي، أي تحديد الكلمات المسموعة وغير المكتوبة من خلال التعرف على الأصوات الفردية في الكلمات وربط تلك الأصوات بالحروف.
  • التفكير النقدي.

طرق لتحسين مهارات القراءة والفهم

للحصول على أقصى استفادة من قراءة النص، يمكن اتباع الاستراتيجيات التالية:

1. استخدام الوسائل البصرية

من أكثر الوسائل المساعدة للطلاب في تعلم مهارات الفهم القرائي استخدام الوسائل البصرية وتقنيات التخيل، بما في ذلك:

  • صور نص مقروء: أي اقرأ نصاً بصوت عالٍ، ثم اطلب من الطلاب تصوير إجابتهم على بعض الأسئلة كتابياً، مثل:
    • ما الألوان التي كانت طاغية في المقطع المقروء؟
    • ما شكل المكان؟
    • كيف تصنف الشخصية الرئيسية؟
  • اطلب من الطلاب رسم المشهد أو تصوير شجرة عائلة للشخصيات لتوضيح مدى فهم العلاقات بينها.
  • استخدم المخططات أو الكتب المصورة لتعزيز المفاهيم الأساسية للطلاب.

اقرأ أيضاً: تقنية فاينمان للتعلم السريع قد تفيدك في الامتحانات المقبلة

2. إيقاف النطق الداخلي

ربما قد مررت بتلك اللحظة التي يعلو فيها صوتك الداخلي في رأسك وأنت تقرأ كلمات مكتوبة، إنه النطق الداخلي.

قد يتداخل النطق الداخلي مع فهم القراءة والسرعة لأنه يمكن أن يبطئ معدل معالجة المعلومات، إذ يجعل الانتباه إلى ما تقرأه أمراً صعباً لأن عقلك مشغول بالفعل بقول الكلمات بصوت عالٍ. علاوة على ذلك، قد يزيد النطق الداخلي من صعوبة الاحتفاظ بالمعلومات، لأنك لا تولي اهتمامك الكامل للنص عندما تركّز على قول الكلمات بصمت لنفسك.

 للتخلص من النطق الداخلي يمكنك اتباع الاستراتيجيات التالية:

  • تأكد أن المونولوج الداخلي ليس ضرورياً، لأن النطق الباطني كان ضرورياً في سن مبكرة لتعلم القراءة، إلّا أن الدماغ سيستمر في معالجة المعلومات حتى بدون الصوت الداخلي في رأسك.
  • القراءة بوجود سماعات في الرأس وسماع موسيقى الآلات، ما يشتت عقلك عن التركيز على صوتك الداخلي إلى معالجة الكلمات.
  • استخدام الأصابع لتوجيه العينين في أثناء القراءة، وتجنب الوقوف لدى مصطلحات محددة.

3. تطبيقات مساعدة لتحسين القراءة

يمكن لعدة تطبيقات أن تساعد القارئ عامة والأطفال بشكلٍ خاص على التعرف على الكلمات وربطها بالمعنى لفهم ما يقال، مثل:

  • بوكوبوليس (Bookopolis): هو مجتمع آمن على الإنترنت للقراء الصغار لمشاركة كتبهم المفضلة واكتشاف كتب جديدة، يقرؤونها، ويمكنهم إنشاء مراجعات كتب لمشاركتها مع الآخرين.
  • ريدابيليتي (Readability): يعتمد تطبيق ريدابيليتي على خاصية التعرف على الكلام للاستماع إلى القارئ وهو يقرأ بصوت عالٍ ويمنحه الملاحظات الفورية.
  • ريوورديفاي (Rewordify): يساعد هذا التطبيق على تحديد المفردات الصعبة في النص وتبسيطها لتصبح أكثر قابلية للفهم.

اقرأ أيضاً: أفضل 9 تطبيقات لمساعدة الطلاب على الدراسة

4. القراءة بصوت عالٍ

تشير القراءة الجهرية بصوت عالٍ إلى العملية التي تسمح للقارئ بإنتاج أصوات باستخدام أحباله الصوتية وحركة الشفاه أو اللسان.

وفقاً لدراسة أجراها الباحث في علم النفس كولين ماكليود، ونُشرت في دورية الذاكرة والمعرفة (Memory & Cognition)، يمكن للناس أن يتذكروا الكلمات والنصوص لفترات أطول إذا قرؤوها بصوت عالٍ، مقارنة بالقراءة الصامتة.

تُعرف هذه الظاهرة بـ "تأثير الإنتاج"، ولها قدرتها على تحسين مهارات القراءة من خلال تحسين الذاكرة. 

كلّف باحثون في دراسة نُشرت في دورية المجلة الكندية لعلم النفس (Canadian Journal of Experimental Psychology)، مجموعة من البالغين تتراوح أعمارهم بين 67-88 عاماً، بمهمة القراءة بصمت أو بصوت عالٍ، ثم تدوين كل ما يمكنهم تذكره. تمكن المشاركون من تذكر 27% من الكلمات التي قرؤوها بصوت عالٍ، بينما لم يتذكروا سوى 10% من الكلمات التي قرؤوها بصمت. استنتج الباحثون أن القراءة بصوت عالٍ تساعد على تكوين روابط بصرية وسمعية في مسارات ذاكرتنا، ما يساعدنا على تذكر الأشياء بطريقة أفضل ويحسّن في النهاية مهارات الفهم والإدراك.

اقرأ أيضاً: ما فوائد القراءة بصوت عالٍ للذاكرة وتعلم اللغات؟

5. القراءة السريعة

القراءة السريعة هي القدرة على قراءة عدد محدد من الكلمات خلال وحدة من الزمن، دون فقدان فهم المعنى الضمني لها. بعبارة أخرى، هي القدرة على استيعاب سطر أو أكثر في وقت محدد.

يمكن للقراءة السريعة أن تحسّن الفهم القرائي، من خلال إشراك كلا نصفي الدماغ، وتعزيز الذاكرة، وتحسين التركيز والتفكير المنطقي.

لتحسين القراءة السريعة يمكن اتباع التقنيات التالية:

  • تصفح النص ومعاينته سريعاً قبل الانغماس به لتحديد المعلومات الأساسية.
  • تدريب العينين على القراءة السريعة، مع مراعاة ما يلي:
    • منح العينين فترات راحة بين فترات القراءة الكثيفة، لأنها تتعب بسرعة.
    • القراءة في ظروف إضاءة جيدة.
    • إبقاء القدمين على الأرض في زاوية 90 درجة.
  • تحسين مفرداتك اللغوية، واستخدم أدلة السياق من خلال:
    • القراءة كثيراً قدر المستطاع للاطلاع على المزيد من الكلمات الجديدة.
    • الانتباه للكلمات غير المألوفة.
    • استخدام الكلمات الجديدة في التواصل اليومي لاستيعابها.
  • التدرب على الاستدعاء النشط، أي تذكر كل ما تعلمته بعد القراءة، ما يساعد على الاحتفاظ بالمعلومات لفترات أطول.

اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات فعّالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة

تطوير مهارات القراءة هو عملية تدريجية تتطلب جهداً وممارسة متسقين، لكن كُنْ على قناعة أن الأمر يستحق ذلك.

المحتوى محمي